مقالات مختارة : قبل رحيل المجلس الانتقالي ومن معه؟

المنتصر خلاصة : قبل رحيل المجلس الانتقالي ومن معه ..؟
26 مايو 2012
خلال الايام القادمة سيرحل المجلس الانتقالي والحكومة المؤقتة وسيكون المؤتمر الوطني هو رأس البلاد والعباد إنما ماذا بشأن المجلس الانتقالي وحكومتيه هل سنتركهم يذهبون هكذا دون مديح او رثاء دون عتاب او عقاب؟

إن تركهم وشأنهم دون تمحيص او تحقيق يقودنا لفهم واستيعاب ماحدث سيكون سذاجة وحمق فمرحلة الانتقالي والمكتب التنفيذي والحكومة المؤقتة لهم ما لهم وعليهم ما عليهم وكل مافعلوه ستبقى اثاره على ليبيا الدولة ليبيا الشعب وستكون لتلك التصرفات والاجراءات تأثيرا واضحا على القادم من الايام يكفي ان المؤتمر الوطني نفسه بتخريجاته الحالية وقوانينه المبنية هو من صنيعة المجلس الانتقالي إنما من سنحاسب ومن سنعاتب اذا كان جل الاعضاء غير معروفين لدى الغالبية من الشعب كيف بالامكان التقصى عن امور اخفيت عنا قصدا من قبل اناس لا نعرفهم إنما يحكموننا…

اليس غريبا ان من تصدر لتولي شؤوننا لانعرفه معرفة وثيقة ومن عرفناه فكشفناه وطالبنا بركنه مؤقتا لازال يتمتع بالوجاهة والقبول…انجازات الانتقالي والحكومتين كثيرة وكبيرة إنما اخطاؤهم اكبر واكثر لانريد في هذه العجالة ان ننصب انفسنا قيمين على عمل المجلس وحكومتيه وانما من حقنا ان نسأل عن حقوقنا فقد ولد المجلس ودخل حياتنا وهو يلفه الغموض وها هو على وشك الخروج وقد ازداد غموضا فنحن لاندري كيف عمل؟ كيف ادار الدولة؟ كيف صيغت قراراته وقوانينه؟ ماهي الضغوط التي مورست عليه ومن قبل من؟ …يتركنا المجلس ومن معه دون ان نفهم او نعرف كيف ولماذا لم يفعل القضاء؟

لماذا استمر القضاة دون قضايا رغم ان السجون ملآنة ؟ لماذا بقيت سفاراتنا تعج بالخونة والسفهاء والمارقين بينما بقي اصحاب الكفاءات دون عمل ؟…اين اموالنا السائلة والمجمدة ؟ماذا عنها؟ ماذا حدث بشأنها ؟اين حقائق استثماراتنا في افريقيا في امريكا اللاتينية في اوروبا في مصر وتونس ؟كم هي الايرادات واين تذهب ؟اين دور ديوان المحاسبة من كل هذا؟ مالذي دار خلال زيارة رئيس وزراء النيجر؟ ماذا قال ؟بماذا ردت موريتانيا على طلب الحكومة؟ ماهي ردودنا على روسيا والصين بخصوص سياسة الابتزاز التي يمارسانها علينا ؟….ايها السادة هناك غموض في كل شي فلا احد يدري شي عن أي شي…

اخاليط وتخاليط واذا انصت تسمع الكل يردد تراتيل الامل والتفاؤل ليس الا وهذه تخاريف لاتبني دولة ولاتقيم شعبا …هذه واحدة …اما الثانية…الكل ينتظر تغيير الاحوال الى الرفاهية والترف ولكن دون تغيير او عمل او امتهان للحرف …طبعا يجيبونك نحن صبرنا اربعين عاما حفاة عراة وحان الوقت لكي نتذوق طعم خيراتنا …

نسي او تناسى هذا وذاك ان الفاقة لايطردها التربص والاغتنام وانما الحركة والاخلاص وهذا ليس موجودا فالهيئة هيئة الصلاح والفعل والنبرة لاوغاد اقحاح … امر نشترك فيه جميعا رؤساء ومرؤوسين عدا الصالحين العاملين….

تحضرني قصة توافق واقعنا وحقيقة تحكي ما نحن فيه من ادعاء وصلف حتى وان كان ذلك الادعاء يحوي بعض الحقيقة..فالزيف يأتي دائما متبخترا برداء الحق والاستقامة….كان الخليفة جالسا يوما مع احد خواصه يلاعبه الشطرنج فقال له جليسه ايها الخليفة بالباب رجل صالح من اقربائك الابعدين وهو قد احب ان يراك ليأخذ الاذن منك لانه متوجه الى احد الثغور لكي يرابط هناك مجاهدا فلو اذنت له كان ذلك خير …اجابه الخليفة وهو لايريد رده…وكيف نفعل بهذا وهو يشير الى الشطرنج ( الحياء زينة)…قال له لاعليك نضع عليه ثوبا نغطيه حتى يدخل الرجل فتكلمه ثم يخرج فنعود لما كنا عليه من اللعب …حسنا ايها الحاجب دعه يدخل …دخل الرجل وسلم على الخليفة …كان مظهر الرجل يدل على الزهد والتقوى..قال ايها الخليفة انا من اخوالك ولقد احببت ان اراك قبل ان اتوجه لتأدية فريضة الجهاد …حياه الخليفة وامر له بالطعام والشراب أبى الرجل وقال انه صائم …بقي الرجل واقفا والخليفة صامت يفكر في الرجل وفي نفسه ثم اراد ان يحادثه..فقال هل لك صنعة يا خال …قال لا…حسنا هل تجيد حرفة او مهنة تعينك في الحياة…قال الرجل لا ايها الخليفة….قال هل تحفظ شيئا من القرأن الكريم او فقه السنة اجاب الرجل..لا…..سأله ..الا تحفظ شيئا من ايام العرب وشعرهم واحاديثهم قال لا والله يا امير المؤمنين …هنا رفع الخليفة الغطاء عن الشطرنج وقال لجليسه العب ليس معنا احد …فبهت ذلك الرجل وخرج وقد احس بالحرج……

حالنا اليوم لايختلف عن حالة الخليفة وهذا المجاهد لهذا نقول اننا لانريد ان يكون حكامنا اليوم وغدا مثل هذا الحاكم الذي اكتفى بسرد اسئلة ولم يتوقف للبحث في اسباب هذه الاجابات السلبية التي اتت على لسان ذلك الرجل البسيط ..لانريد حاكما يتهرب من مسؤولياته ويكتفي بابداء التذمر والغضب نتيجة خلل ظهر من احد رعاياه بعد ان توسم فيه الخير دون ان يؤنبه ضميره عن المستوى المنحط الذي يرزح فيه شعبه لانريد حاكما متملصا متخلصا بل نريد حاكما متفاعلا ومنغمسا في همومنا واحتياجاتنا لانريد حاكما يكتفي باحالة الامر كله عندي ويحملني تبعات تأخري بينما هو يأكل جهدي ويلاعب ويلهو مع غيري متهكما مني كذلك وفي نفس الوقت لا نريد للشعب ان يكون مثل هذا الرجل الذي اكتفى بالرسوم واختزل الامور دينا ودنيا في عمامة ولحية والتحاق بالثغور هربا من واجبه الاصلي في ان يكون منتجا وفعالا..نريد شعبا يجيد المهن والحرف ولاينتظر قدوم العمالة الرخيصة لكي يمارس فيها نخاسته دون ان يكون له دور في بناء بلده نريد شعبا لايعتمد على القربى والعلاقات الشخصية في الحصول على الحقوق بل نريد شعبا راقيا يعرف كيف يبني دولة العدل دولة العلم بجده واجتهاده دون حذلقة او فهلوة او خبث.

المنتصر خلاصة