مقالات مختارة :صـلوا على النـبي ... أيها الليبيون

صـلوا على النـبي ... أيها الليبيون .. بقلم/ أ.عبدالملك محمد

اللهم صلى الله وسلم عليك يارسول الله كلما ذكرك الذاكرون، وصلى الله وسلم عليك كلما غفل عن ذكرك الغافلون ............ كم تمنيت لأن تكون ثورة 17 فبرايرعامل فصل بين حقبتين تاريخيتين مرت بهما ليبيا 1952 - 1969 والأخرى 1969-2011 حتى يكون لثورة 17 فبراير طعمها الخاص وثقافتها الخاصة ومصطلحاتها الخاصة وقمة في المعاملة النبيلة والإخلاص لأرواح الشهداء الذين رفضوا الذل والعسف والهوان .... والذين خرجوا مهللين مكبرين ... نعم للحرية .... نعم للديمقراطية .... لا للإقصاء .... لا للتباعية ويسقط النظام ..... كم تمنيت أن تتبني ثورة 17 فبراير مشروع وطني ثوري حقيقي يقود إلي التحول الذي طالما تمناه وانتظره الشعب الليبي ... فلا نتعصب ولا نتحسس لأمجاد وإنجازات الذين سبقونا مهما كانوا طغاة ... فلو لم يكنوا كذلك ما كان لثورة 17 فبراير مكان ... وربما لو كنا نحن في مكانهم تلك الفترة ما أستطعنا القيام بما قاموا به من أستقلال ليبيا إلي وحدتها ومزاياها إلي أن أصبحت ليبيا رقم بين دول العالم وليست صفر عالشمال ...... كما لا يمكن أن ننكر أعياد جلاء القواعد الإنجليزية والأمريكية إلي طرد الطليان ......فالإنجازات لا داعي لسردها حتى وإن لم تفي بالمطلوب ، فأقسم بالله العظيم بأنني أتفق معكم بأنها يمكن أن تكون أفضل من ما هو عليه ألف مرة ، والمحاسن يطول سردها والمأسي أكثر وأكثر كذلك ، وصدق من قال التاريخ يعيد نفسه .... فبعد أن تنكرت ثورة الفاتح 69 للعهد الملكي ولديها أسبابها ها هي ثورة 17 فبراير تستنسخ ما فعلته ثورة الفاتح في كل شئ .....من نكران أمجاد من سبقوها إلي العزل السياسي إلي كبت للحرياتوفي مقدمتها حرية التعبير والتفكير والاعتقاد والرآى ...... فإذا نظرنا للسجناء السياسيين اليوم في ليبيا هم أكثر بكثير مِن مَن كانوا في سجون القذافي ...... فتسابقوا وتنافسوا على فعل الخير ولكم في رسول الله صلي الله عليه وسلم أسوة حسنة حين قام على باب الكعبة ثم قال يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم قالوا خيرا أخ كريم وبن أخ كريم ... قال اذهبوا فانتم الطلقاء ..... بأبي أنت وأمي يا رسول الله.

أن غرور القوة المحتمي بأجهزة وأدوات القمع أو بالسيطرة علي وسائل الاعلام والمؤسسات لفترات طويلة لم يجدي نفعاً أمام انتفاضة شعب متشوق للحرية بكل تجلياتها وأشكالها ....ألم تعوا بعد الدرس رغم مشاركتم التي لا يجحدها أحد في ثورة 17 فبراير ؟ فلماذا الخوف يا ثوار ؟ أو ممن تخافون حتى تمنحوا لأنفسكم صك غفران ؟ أو أنكم أرتكبتم من الذنوب ما لا يحصى أو يُعد وتريدون النجاة بأنفسكم ... ونسيتم أو تناسيتم .....أستغفرالله الذي لا اله الاّ هو الحي القيوم ذو الجلال والاْكرام وأتوب أليه ...... ألم تقولوا أن الشعب الليبي يكره القذافي ونظامه وأفكاره ؟ فقامت الثورة وأسقطت النظام ... فلماذا الخوف ؟ أم أزحتم القذافي لتبقوا أنتم في السلطة ..... لا مبرر لقرارات التجريم والتحريم والحصانات في عصر ناد به ثوار 17 فبراير الحقيقيون ، وما نحن اليوم إلا أمام من ركبوا سفينة الثوار وما هم بثوار يخافون حتى من تمجيد من هو في عداد الأموات .... ورحمة الله على سائر المسلمين ... كفى بالله عليكم وأثبتوا للعالم بأنها ثورة حقيقية ..... وبادروا من الآن يا أحرار ليبيا ولتكن هذه دعوة لثورة إصلاح ..... ثورة تدق حصون المتسلقين الذين يريدون سلب الثورة التي علق عليها الآمال كل الليبيين .... لا تحلموا بأن تحكموا أربعون عاماً ونيف أخرى بأسم ثورة هي إمتداد لثورة الفاتح إلي حدً الآن .... فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
كفى .... كفي ... وصلوا على النبي أيها الليبيين .... كفى... وقد جعلتم أنفسكم أضحوكه بين القبائل والشعوب وأنتم تنعتون أنفسكم تارة بالطحالب وتارة أخرى بالجردان ..... فصلوا على النبي ... ومدوا أيديكم وتصافحوا .... وتعانقوا وتسابقوا على فعل الخير والإحسان وأبنوا مجداً ووطناً طالما حلمنا به جميعاً.... وكفى مسخرة .... أم كتب علينا نحن الليبيون أن نعيش جيل بعد جيل يحتقر جيل وجيل يحاكم جيل .... فليتنافس المتنافسون بكل حرية وإحترام بروح ديمقراطية ولنبقي حقيقة " من ليبيا يأتي الجديد " في البروالإحسان ..... والنهضة والأمان والإستقرار ..... كم أنت شعب عظيم ... أيها الشعب الليبي العظيم ...
والله حاز في نفسي وأنتم اليوم تتقادفون بالألقاب وتنعثون أنفسكم بأرذل الألقاب والأوصاف ، وترمون المحصنات ( ‏إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ... وأنتم أسرة واحدة .
والله العظيم ... وما أردت قوله ربما مر بأي واحد منكم ... ففي كل مرة ومكان ... ألتقي بأخوة ليبيين غرباء عني ... وبعد تبادل التحية والسلام ... ونسأل عن حال الأهل والأحباب ... ننتهي بأننا أقرباء بأي شكل من أشكال الرابطة الإجتماعية ... سواء كانت الأخوة أوالقرابة أوالنسب أو جيران .... فسقطت دمعتي ...وأنا أكتب هذه الكلمات وأري وأقراء مشاهد وكتابات عن أحوال الأسرة الليبية اليوم ... فأصبحنا نتقاتل ونهجر بعضنا أسوة بما كان يفعله بنا النظام السابق الذي جعل أيامنا كمـن {‏ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ‏}‏ ... فصلوا على النبي ... فأين أنتم ياحكماء ...... يا وجهاء ......يا أشراف ...... يا شيوخ ...... يا متعلمون ووووووووووو.

كم مرة حاولت أن أبحث عن شئ يزيد من محبتي وإعتناقي لثورة 17 فبراير.... وكم مرة حاولت إقناع نفسي بها ... وما وجدت إلا شئ واحد فقط .... وهو قضائها على الطاغية مؤسس سلطة الشعب ومدمرها ...المعادي للحرية والديمقراطية والرأى والرأى الآخر...... وإذ بي بعد سنة ونصف أجد الطاغية حي يرزق من خلال قوانين وقرارات متجسده في العزل والحرمان إلي كبت الرآى والتسلط ....... أبحثوا مع أنفسكم وبين أنفسكم ما الفرق بين ثورة سبتمبر وفبراير ؟ لتجدوا أنفسكم تلفون في نفس المكان ...... وترمون بعجزكم على أكتاف طابور خامس وسادس وسابع ... لماذا ؟ لأنكم تتعاملون بنفس عقلية ثورة الفاتح في كل شئ ... ألغيتم حركة اللجان الثورية وأستبدلتموها بتحالفات نحن في غنى عنها 17 فبراير في كل مكان .... وألأغيتم الحرس الثوري وأستبدلوتموه بمجالس عسكرية ... ملأتم السجن السياسي وكأنكم تتنافسون في العدد مع القذافي من يسجن أكثر ... وحرمتم الصحف والإذاعات ... وكبتًمُ الحريات ومنعتم المشاركة في الإنتخابات ... وحوًرتم المناهج وأستنسختم نهج من سبقوكم في تسيير البلاد والعباد ... فليس أمامكم إلا الشعب.... وهو لو تعلمون عظيم ......هكذا هو التاريخ وللإسف يصنعه الأموات ويؤلفه الأحياء على هواهم وكما يشاؤون.... فأستغفروا الله ... وصلوا على النبي .
لا أتمنى أن تتنكر الأجيال القادمة لثورة 17 فبراير ... وتصبحوا يوماً على ما فعلتم نادمون ... مسجونون أو مبعدون أو مقبورون ..... فلا تتركوا للأجيال القادمة أسبابهم فهل أنتم منتهون .
أرحموا شعبكم الذي ظل ولازال يعتقد ويأمل بأن تصحوا وتفيقوا على ما تفعلون ... فأقسم بالله العظيم فلن تخرقوا الأرض ولن تبلغوا الجبال طولا .... وما عليكم إلا أن تحققوا مبادئي ثورة 17 فبراير التي زغردت لها نساء ليبيا وهلل وكبر لها شبابها ورجالها وشيوخها ، وعليه الحاجة ملحة لأن تكون ثورة 17 فبراير نموذجاً تاريخياً في حياة الليبيين ترسى فيه دعائم أبدية تتساوى فيها الحقوق والوجبات ... ولا نضيع الوقت في مسألة من خلقت أولاً الدجاجة أم البيضة ... وهذا لا يتسنى إلا من خلال دستور يوحد لا يفرق ... دستور يًجمًع لا يُشتت .... يُقرب لا يُبعد ..... يكون مدعاة للفخر... في أبسط الأمور وأعقدها .... لنختار أسم الدولة ورايتها ونشيدها الوطني ونظامها السياسي إلي أبد الآبدين .... يضم كل أطياف الليبيين متفقين مجتمعين لا متفرقين متشتتين .... يحتضن الجميع وتجعل الحاقد عليها .... مَذْءُومًا مَدْحُورًا .... صاغراً .... بأفعالها لا أقوالها ... كما قال تعالى ( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) ..... وقوله تعالى ....... فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى .
والله ولي التوفيق .
أ.عبدالملك محمد
2012-05-28