مقالات مختارة : وحدوا الله وصلوا على النبي

أ.عبدالملك محمد : وحدوا الله وصلوا على النبي
2012-08-21

حديث من قلب ثوري حريص على وطنه وتهمه مصلحة شعبه إلي قلب ثوري حقيقي قديم كان أو جديد لأننا نتفق فيما بيننا على أغلى وأسمى المبادئ الوطنية ، ولا أعني في كلماتي هذه الطحالب ولا الجرذان لأنهم هم سبب البلاء وهم المتسلقون.
لقد آن الآوان لأن نضع النقاط على الحروف ولنتقبل الحقيقية ولو كنا لها كارهون ، وأنسوا حكاية الشهداء لأن ذلك علمه عند الله ، ولا داعي ( للأفلام ) باسم الله تعالى والدين الحنيف ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم حتى نكون واقعيين وموضوعيين في تحليلاتنا ، ليس لإضفاء شرعية أو إسقاطها بل لنقول للجميع وحدوا الله وصلوا على النبي .
الشعب الليبي كافة طبل وزمر وكبر وهلل لثورة الفاتح لعمق أهداف قيامها وأهمية ظرف إندلاعها للوطن وللأمة العربية ، وهذا ليس بشاهدتي بل بشاهدة أولئك الأبطال الذين قاموا بها ومنهم أحياء يرزقون فهم من يجيبكم ويؤكد لكم ذلك على الأقل خلال الفترة 1969 - 1980 ، وعليه كل من حاول إسقاط الثورة في تلك الفترة هو خائن للوطن وللثورة وخارج عن إجماع القيادة والشعب ، وفي الثاني من مارس 1977 شهدت ليبيا تحول تاريخي سياسي ليس لليبيا فقط بل للعالم من خلال قيام النظام الجماهيري الذي لم ينصفه أحد حتى مؤسسه ، وكل من شارك في أي محاولة ضد النظام آنذاك كان يسعى للحكم نيابة عن الشعب وسرقة السلطة والإستحواذ عليها بما فيهم القذافي نفسه ، ونحن الشعب بدل من أن ندافع عن سلطة الشعب ونموت من أجلها تحولنا لإداة تطبل وتزمر للقائد ولإفراد فأستغلها النظام وزين بها طموحاته وأحكم سيطرته وما الدوام إلا لله .
يجب أن نفرق بين من هم الثوار ومن هم طحالب ومن هم جرذان :
فالثوار هم أولئك الذين يعشقون الوطن ويضحون من أجله بالغالي والرخيص ويبحثون على سعادة ورفهية أهله هؤلاء هم الثوار الحقيقون سابقاً وحالياً ومستقبلاً والله إنهم كثيرين وياليتهم يجتمعون على كلمة سواء لأصبحت ليبيا والشعب الليبي من أسعد شعوب العالم وقمة في التعايش والحب والسلام والأمان .
أما الطحالب أولئك المستفدين من النظام السابق وعرفتوهم ( بالقطط السمان ) فكم عددهم ؟ ألا تخجلون من تهجير وسجن الألاف من الليبيين بحجة أنهم طحالب ! ولا تعتقدوا بأنهم أعضاء حركة اللجان الثورية فأقسم بالله العظيم لا علاقة لهم باللجان الثورية ، ولا تهمهم سلطة الشعب لا من قريب ولا من بعيد ويسعون لتحقيق ذلك بكل الطرق ولن يهداء لهم بال حتى يمنعوا سيطرة الجرذان أو يتقاسمون الكعة مع الجرذان .
أما الجرذان فهم أولئك المتسلقين على ثورة 17 فبراير والمستفدين من نهاية النظام السابق ، ولا تهمهم ثورة 17 فبراير ولا الديمقراطية ولا الحرية ولن يهداء لهم بال حتى يقضوا على كل مَن يقف في وجههم ويعيق سيطرتهم على البلاد والعباد ، وهذه حقيقة ستكون صراع على السلطة بين الطحالب والجرذان أو يتفقوا فيما بينهم على تقاسم الكعكة، وثورة 17 فبراير ووثورة الفاتح وسلطة الشعب منهم برأة .
نؤكد لكم بأن الثوار الحقيقيين السابقين ( أعضاء حركة اللجان الثورية ) يعلمون علم اليقين بأن قائدهم سرق سلطة الشعب ( يأمر الناس بالبر وينسى نفسه ) ، وأنه جـز بهم في مهام لا علاقة لها بالأهداف النبيلة لحركة اللجان الثورية التي رسمها هو بنفسه وهم مقتنعين أكثر من أي أحد آخر بأن الحاجة كانت ملحة لثورة 17 فبراير تصحيحية ، وأنهم لا يسطيعون أن يقولوا ( ثلث الثلاثة كم ) كبيرهم وصغيرهم ، والكثير منهم بارك ثورة 17 فبراير سراً وعلنية ، مباركة كانت نابعة من عشقهم الحقيقي لتصحيح النظام الجماهيري ، وتصادموا مع سيف الاسلام القذافي الذي حاول جاهداً سرقة سلطة الشعب ولكن لم تكن لديهم الشجاعة أن يقفوا في وجه أبوه معمر القذافي فظلت العملية صراع بين الأبن وحركة اللجان الثورية فكانت ثورة 17 فبراير هي الفصل بينهما.
الحاجة كانت ملحة لثورة 17 فبراير : عندما لاحت في الأفق أكثر حكاية الثوريت عندما أتى الغرب وأمريكا بملك الأردن حسين وهو ميت سريراً أو طبياً كما يقولون فداقت الفكرة للغرب وأمريكا والعرب وأسرائيل فورثوا سوريا الأسد وكان من الممجدين ( خرَافة ) معروفة لديكم وكيف تم التلاعب بالدساتير لتحقيق غايات وأستطعم الفكرة كذلك حسني مبارك فتشجع علي عبدالله صالح فضرب القذافي سلطة الشعب بعرض الحائط فكان لابد من ثورة 17 فبراير التي لم أفهم حتى اليوم أسباب قيامها وإندلاعها هل لأن الشعب يريد سلطته التي حاول القذافي سلبها وندم على منحها للجماهير؟ يعني هل الهدف كان لإصلاح نظام ؟ أم أن الأخطاء والممارسات التي يقوم بها أفراد وجماعات المعادية لسلطة الشعب جعلتنا نحكم على فشل النظام الجماهيري ؟ إلي حد الآن ونحن نبني نظاماً جديداً لم نسمع بحوار أونقاش جاد يتناول هذا الموضوع ـــ لماذا ؟ فلا يجب أن تتحول ثورة 17 فبراير لثورة شخصية ضد فرد وأفكاره بل يجب أن تكون ثورة تعمل جاهده على بناء نظام خاص بها سياسي وإقتصادي يستنبط من تجارب الآخرين أفكاره ويطورها وليس لنسخ أنظمة الغير فالكل يعلم بأن بداية المطالب لثورة 17 فبراير كانت المطالبة بإصلاح النظام فجأة تغيرت إلي إسقاط النظام ، وهذا التحول 180 درجة يدعوا للشك فهل لثوار 17 فبراير يد فيه أم أنهم وجدوا أنفسهم داخل لعبة لم يعوها بعد ؟ إن ذلك يطرح في ذهني أسئلة كثيرة !
لماذا تم التعامل مع ليبيا فقط بهذا الشكل والآن مع سوريا ؟ هل الأنظمة الملكية والجمهورية في الدول العربية الأخرى أكثر ديمقراطية وحرية من النظام الجماهيري ؟ وهل الروؤساء والملوك الآخرين أكثر عدلأً من القذافي والأسد ؟ يجب علينا أن نقوم نحن الليبيين بالبحث عن إجابات لتلك الأسئلة ليس بغرض التشكيك في ثورة 17 فبراير ، بل كما قلت ثــورة 17 فبراير كانت ضرورة ملحة وأتت في وقتها .
لقد إتهمنا القذافي بالمرتزقة ولم تعلن دولة واحدة بأنها أرسلت مرتزقة له في حين تظهر الحقائق بأن هناك مرتزقة على الجانب الأخر ، بل الناتو نفسه تحول إلي مرتزق لصالح طرف دون طرف ! وهذا بإعتراف الدول نفسها رسمياً ورئيس المجلس الإنتقالي ، وهذا خرقاً لروح القرارين 1970 , 1973 ، فمن يعاقب هــؤلاء أو أن ( المقصود حصل ... وأنت أنبح !!!... وحشى الجميع ) .
من يقود البلاد ؟ من هم ؟ إنهم من حاولوا الإنقلاب على ثورة الفاتح منذ إنتصارها الثورة التي هللناوطبلنا وزمرنا وكبرنا لها جميعاً فكان مصيرهم قٌتل من قٌتل وسجن من سجن وهرب من هرب والآن هم الأبطال ومن مات منهم شهداء ! ألم يتحالفوا مع الغرب ودفعوا به لحصار الشعب الليبي لأكثر من 25 سنة ، ودفعوا بالقذافي في مواجهة مع الغرب كان ضحيتها الشعب الليبي وهم في الخارج ينعمون ، وعمالتهم للغرب والإستخبارات الغربية متجسدة فيهم هل تعتقدون بأن من عمل في كنف إستخبارات إجنبية سيكون له ولاء لوطنه ولشعبه ؟ لا وألف لا والله على ما أقول شهيد لأنهم موظفون بإمتياز وهؤلاء هم الجرذان الذين قصدهم القذافي وهم من يسيطر على أهم المؤسسات الرئيسيه في الدولة الآن.
لابد لنا من الوقوف على الأخطاء التي أفضت للقول بتراجع الثورة، وأول هذه الأخطاء لماذا ثورة 17 فبراير ؟ ما هي الغاية والأهداف ؟ هل ثورة 17 فبراير ضد معمر القذافي في حدً ذاته أو ضد سياسته الخارجية من مواقف إقليمية ودولية أو ضد سياستة الداخلية ، لابد من نبذ السلبية التي كان يتصف بها غالبية الشعب إزاء العمل السياسي .
عندما قرأت تشكيل المجلس الأعلى لثوار ليبيا ذكرني ذلك بمجلس قيادة ثورة الفاتح من سبتمبر فما موقع هذا المجلس من المؤتمر الوطني العام الآن ؟ سيتهموكم بالديكتاثورية وسيقوموا بتشويهكم بشتى الوسائل لأنكم تعيقون أهدافهم كان الأجذر بهذا المجلس الأعلى لثوار ليبيا أن يتولى هو قيادة البلاد في المرحلة الإنتقالية وتسليم السلطة للشعب ، وينفض عنه غبار العمالة لقطر والغرب أن تقدر وتثمن مساعدة الغير لك شئ وكرامة الشعب الليبي شئ آخر لدى يجب أن تتحرروا أيها الثوار الحقيقيون من هذا العبئ الأخلاقي حتى تكنوا مستقلين في قراراتكم ، فمن باع وطنه فلا خير فيه ( كراع في الداخل وكراع في الخارج ).

سيحالون خلق تقسيمات مبنيه على سياسة (( فرق تسد )) مثلما تم ضرب القوى اليسارية في العالم بتقسيمها إلي يسار متطرف ، وآخر معتدل ، وآخر وسط وغيرها في حين الحقيقية اليسار هو يسار ، والآن يفعلون ذلك مع الإسلام بدأنا في ليبيا نسمع بالإسلام المتطرف والمعتدل والوسط في حين الإسلام هو الإسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم ، وغداً سنسمع عن سنة وشيعة وعدد من الطوائف الإسلامية ما لا يحصى ، فهذا خريف عربي بدأ بضرب الأمة العربية التي رحمة الله عليها لأنها العمود الفقري للإسلام ، وسينتهي بضرب الأسلام والمسلمين ، وما الربيع العربي إلا البداية وليس النهاية أسئلوا أنفسكم لماذا الغرب مهتم بالثورات في الوطن العربي ؟ ونسيتم ( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120 ) إن هدف ثورة 17 فبراير تحقيق الحرية والديمقراطية ( السلطة والثروة والسلاح للشعب قولاً وعملاً – وليس كيف ما كان قول بدون فعل) ، ولكن هم هدفهم التخلص من القذافي لمواقفه المعادية للغرب وإحكام سيطرتهم على ثروة ليبيا فهل سنسمع مرة أخرى ( طز في أمريكا ) أو أنهاء ماتت مع القذافي ؟ .
تتكلمون عن التحرير والتحرير مِن مَنّ ؟ والشهادة لمن ولماذا ؟ على قتل الأخ لأخيه ! إنها كانت حرباً وأغلبكم لها كارهون مَن يملك الشجاعة و يقول كم دمر وقتل الناتو من الليبيين ؟ من يملك الشجاعة ويخبرنا عن كم قتل القذافي والطحالب والجرذان من أبناء ليبيا نريد الحقيقة لتصحيح مستقبلنا لا لتصفية حسابات ، مَن يخبرنا عن كيفية تحول ثورة 17 فبراير في عضون يومين من إندلاعها لحرب بالأسلحة الثقيلة وكيف تم هذا التحول من مظاهرات سلمية بشارع جمال عبدالناصر إلي كتيبة الفضيل عمر إلي المقرات الأمنية وغيرها ؟ ما هي المبادرات السلمية التي قدمها الليبيين بأنفسهم ولإنفسهم ومن بادر منا بوقف حمام الدم ؟ لماذا هذا التمادي في الأزمة الليبية ؟ لماذا تعامل الغرب بهذه الشراسة ؟ وفي أقل من شهر تشكل الإزمة خطر على الأمن والسلم العالميين تستوجب الفصل السابع أم فعلاً إقتنعنا بحكاية حماية المدنيين ! من يخبرنا عن التجاوزات المالية والسرقات من منكم يعرف هذا ؟ لهذا أتو بعملائهم ونصبوهم في مواقع قيادية لتسيير البلاد فكيف لمواطن عادي بمقدوره أن يعرف ما يدور في الكواليس ، وماهي الجهة الرقابية للعقود والإتفاقيات ووووو........، فالإعلام لن ينقل لك إلا ما يريدونه لك أن تسمعه ، وحتى لا تعيش هذا الشك يجب على الثوار الحقيقيون قيادة البلاد ، ولا تنخدعوا بأن من عاشوا في الخارج لديهم قدرات علمية وإدارية أكثر مِن مَنُ هم في الداخل ، ولكن أقول لكم واهــم من يفكر في عودة الماضي ، ومختل من يفكر بأن الأمر سينتهي عند هذا الحدً .
كونوا واقعيين وأخبروني عن ما هو الفرق بين ثورة الفاتح من سبتمبر أو بالأحرى بين معمر القذافي وثورة 17 فبراير ، إستبيان نتركه عبر صحيفتنا الموقرة الوطن الليبية للإجابة عليه من أجل تصحيح المسار من خلال تعاونكم في ملئ هذا الجدول ، وأبداء من نفسي :

إنتبهوا أيها الثوار الحقيقيون السابقون ( أعضاء حركة اللجان الثورية دون سواهم ) والحاليون ( ثوار 17 فبراير ) و اللاحقون ( الذين يتربصون لتصحيح مسار ثـــورة الأول من سبتمبر و السابع عشر من فيراير معاً ) ، وتأكدوا جميعاً بأنه هناك مؤمراة عليكم من الطحالب والجرذان معاً ، وهم من يعتون في الأرض فساداً فشدوا على إيديكم وتصافحوا .... ووحدوا الله وصلوا على النبي ومعكم شعبكم وأفتحوا صفحة الصفح والغفران لكل من الطحالب والجرذان الثائبون إن أرادوا الخير لوطنهم ، وإلا دكوهم دكة رجل واحد إلي غير رجعة لتتخلص ليبيا الحبيبة من كل هؤلاء ، وإنتبهوا أيها الثوار للمؤمراة التي يحاك لها الطحالب والجردان والتي تستهدف إبعادكم من الساحة للتتحولوا إلي عبيد لهم ويستغلوكم لقتل بعضكم وهم في أبراج دبي والدوحة يتنقلون بمليارات الدولار والطائرات الخاصة مفتخراً قالها رئيس المجلس الإنتقالي فهل سئلتم أنفسكم من منكم أيها الثوار البسطاء الحقيقيون تحصل على شئ من ذلك ؟ تضخ لهم الأموال بأسمكم لإحكام سيطرتهم ويزيدون في خلق الفتنه بينكم فكفى حجج واهية بين الشهادة والتكفير لأنكم تريدون إستبعاد الوطنيين الذين يريدون مصلحة الشعب الليبي لا مصلحة الأفراد الإنتهازيين .
وحدوا الله لا اله الا الله عدد ما كان وما يكون وعدد الحركات والسكون ، ولا تنسى الله حبيبك الذي يتباهى بعبده الذى يذكره فى كل الاوقات ويكافئه و كلما تقترب من الله يقترب الله منك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته