إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
دور المرأة في المجتمع الجماهيري
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دور المرأة في المجتمع الجماهيري
دور المرأة في المجتمع الجماهيري
ليبيا مباشر ـ الزحف الاخضر
إن الحديث عن دور المرأة في المجتمع ليس بالحديث الجديد ، فقد نبهت لذلك المجتمعات قديماً وحديثاً ، وأوجدت له السبل الكفيلة بتأديته على الوجه الأكمل وسعت إلى تنويع هذا الدور بحسب الظروف التي تحظى بها بعض المجتمعات عن بعض ، ولكن الجديد في كل ذلك أن دور المرأة بدأ ينحسر وتنحسر معه فاعليتها في المجتمع كأم وزوجة ناهيك عن بقية الأدوار التي على المرأة أن تلعبها من خلال وجودها في المجتمع
والمرأة باعتبارها إنساناً تميل فطرياً إلى الاجتماع ، بل تخص المناخ الذي تعيش فيه بوافر من فيض المشاعر التي لايمكن أن تتوفر أو توجد في بني جنسها ، فقد منح الله عز وجل الرجال صفات ميزهم بها عن الجنس الآخر ، منها الخشونة والقوة الجسدية ،لذا تميزت المرأة بأنها كائن رقيق حساس لكون الطبيعة البيولوجية قد فرضت عليها واجبات مثل الحمل والإنجاب ، وترتب على ذلك أن تصبح أما بالضرورة ؛ وهذا يعني بأنها ستكون الأقرب إلى الأبناء لتلبي حاجاتهم أولا ، وتقوم بدور إضافي هو تعليمهم وتربيتهم ثانيا ـ فأصبحت هي الملكة في بيتها ، والمعلم والمرشد الأمثل للطفل في سنواته الأولى على أقل تقدير ، فإن فقد الطفل هذه الرعاية ، وذلك العطف لجأ إلى ما يشبع حاجاته ويسد هذه الثغرة في نفسه النهمة المتعطشة لذلك ..
ولذا أجد من الطبيعي أن تمارس المرأة دورها الاجتماعي في المجتمع ، ولكن يجب أن لا نقف كثيراً عند هذا الدور حتى لا نفصل أنفسنا عن الكيان الكبير المتماسك وهو المجتمع ، ولكن الإشارة إليه وبيان فاعليته ربما تزيل ما علق في الأذهان ـ قديماً ـ عن أن دور المرأة في المجتمع لا يتعدى الإنجاب والحضانة والطبخ والغسيل . إن النهضة الفكرية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، والتي شاركت فيها النساء وساهمت إلى حد بعيد في فتح المناخات الاجتماعية على أدوار أخرى للمرأة فصارت أكثر حضوراً في المجتمع على مستوى الإعلام والكتابة والتعليم والجمعيات والصالونات الأدبية إلى جانب خوضها لكثير من الجدالات الفكرية والفلسفية
إذن تعدت المرأة الحضور بوصفها حاضنة ومرضعة ومنجبة إلى أدوار أخرى منها الثقافي ومنها الاجتماعي لإعداد ابنها لدخول معترك الحياة العملية وخوضه غمارها بكل تمرس يساعده في ذلك المرجعية الثقافية التي تربى عليها من خلال النواميس التي وضعتها له الأم ليواجه التيارات العاتية وفق تلك الخلفية
وتأكيداً للمكاسب التي منحها الإسلام للمرأة في إثبات دورها الاجتماعي ، جاء صدور الفصل الثالث من الكتاب الأخضر ليقرر ذلك ويسعى عملياً إلى تطبيقه ، فزج بالمرأة في معترك الحياة الاجتماعية بتأهيلها علمياً ، فدفعها إلى طلب العلم ، انطلاقاً من قوله عليه السلام « طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة » فبنيت المؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية لتمارس النشاط فيها بكل اقتدار ، بل تعدت هذا الدور إلى اقتحام بعض المواقع التي كانت محظورة عليها مثل الكليات العسكرية جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل ، فعاشت الحياة العسكرية بكل ما تعني الكلمة ، واشتهر منهن الكثير في هذا المجال .
بيد أن النظرية العالمية الثالثة ركزت على الدور الاجتماعي للمرأة باعتبارها كائناً يجنح إلى الاستقرار والاجتماع ، فبعد أن أوضحت أوجه الاختلاف بينها وبين الرجل « وترتيباً على الخلقة المختلفة.. وترتيباً على نواميس الطبيعة مارس الذكر دور القوي الخشن دون إجبار ، لأنه خلق هكذا ؛ ومارست الأنثى دور الرقيق الجميل دون اختيار وهذه القاعدة الطبيعية هي الحكم العادل ، لكونها طبيعية من جهة ولكونها هي القاعدة الأساسية للحرية »
كما أكد على الوظفية الطبيعية للمرأة وهي الأمومة بقوله« إن الأمومة وظيفة الأنثى ، وليست وظيفة الذكر ، ولهذا فمن الطبيعي أن لايفصل الأبناء عن الأم .. وأي إجراء لفصل الأبناء عن الأم هو عسف وقهر ودكتاتورية ، وإن الأم التي تتخلى عن الأمومة تجاه أبنائها تخالف دورها الطبيعي في الحياة ، ويجب أن تتوفر لها الحقوق والظروف الملائمة الخالية كذلك من العسف والقهر اللذين يجعلان المرأة تمارس دورها الطبيعي في ظروف غير طبيعية ، الوضع الذي يتناقض مع بعضه بعضاً ، فإذا تخلت المرأة عن دورها الطبيعي في الولادة والأمومة مضطرة ، إذن مورس عليها القهر والدكتاتورية
إن المرأة محتاجة لعمل يجعلها غير قادرة على أداء مهمتها الطبيعية هي غير حرة ومجبرة على ذلك بفعل الحاجة .. إذ إنه في الحاجة تكمن الحرية »
كما أثبتت النظرية أن لها حق الحضانة ؛ لأن الحضانة الصناعية تربي أطفالاً يتحاقدون فيما بينهم فتنشأ شخصياتهم مخلخلة وقد كشفت التجارب عن حكمة أصيلة في جعل الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع السليم الذي يستهدف الإسلام إنشاءه على أساس الفطرة السليمة الكريمة الذهبية التي تتقدم بها الأمومة والتي لايجزيها أبداً إحسان من الأولاد مهما أحسنوا القيام بوصية الله في الوالدين « حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً » ولو تفحصنا تركيب الألفاظ وجرسها الصوتي المنبعث منها لرأينا أنه يجسد العناء والجهد والضنى الذي تعانيه المرأة فترة الحمل فهي تنوء بعبء حملها فتشعر بلهث الأنفاس وبذلك المجهود الكبير في الحركة وهي من ضرورات الحمل خاصة في آخر الأيام ،.. ثم صورة الوضع وطلقه وآلامه ، في عملية متعبة شاقة مجهدة ، لتأتي بعد كل ذلك بثمرة حلوة للحياة تمنحها الأمل والتفاؤل وحب الحياة ، ثم الرضاعة والرعاية حيث تعطي الأم عصارة لحمها وعظمها في اللبن وعصارة قلبها وأعصابها في الرعاية والتربية وهي في غاية السعادة والفرح لاتمل أبداً ولاتكره الوليد بل ترجو دائماً له الأفضل فهو القريب الحبيب ،. فأنى لنا أن نبلغ هذه التضحية مهما فعلنا
كل ذلك أقره الكتاب الأخضر في فصله الثالث ؛ ثم جاءت الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان لتؤكد هذه الحقوق في المادة العشرين ، إن إبناء المجتمع الجماهيري يؤكدون أنه من الحقوق المقدسة للانسان أن ينشأ في أسرة متماسكة فيها أمومة وأبوة وأخوة ؛ فالإنسان لا تصلح له ولا تناسب طبيعته إلا الأمومة الحقة والرضاعة الطبيعية ؛ فالطفل تربيه أمه » كما جاء في المادة الحادية والعشرين أنه« من العسف أن يحرم الأبناء من أمهاتهم وأن تحرم الأم من بيتها »
وهكذا يستقر في ذهنك أن ما من حقوق على هذه البسيطة تكفل حرية المرأة وتحفظ لها كرامتها لتكون مهابة ومهيأة للقيام بدورها تجاه المجتمع إلا وقد منحتها لها النظرية العالمية الثالثة ، فلم تغادر صغيرة ولا كبيرة تضمن لها تلك المكاسب إلا وأكدت عليها ، فكيف بالمرأة إذن في ظل هذه النظرية ..؟
لاموجب للرد على هذا التساؤل لأن كل ما تقدم هو إجابة نرجو أن تكون شافية ، وحق المجتمع هنا بعد أن ألبس المرأة هذا الثوب القشيب أن يسائلها إن قصرت في أداء واجباتها خاصة الاجتماعية منها ، لأنها معدة للدور الذي ستقوم به بالظروف التي ستساعدها لابد على أدائه ..
وثيقة حقوق وواجبات المرأة في المجتمع الجماهيري
النساء في المجتمع الجماهيري يصنعن حياتهن اهتداء بالدين والعرف شريعة والكتاب الأخضر منهجاً ، يعلن أن القاعدة الطبيعية للمساواة التي أرساها أبناء المجتمع الجماهيري بينت حقهن في تقرير المصير ، حيث الغاية النهائية في الحياة أن يكون الإنسان حراً سعيداً ..
النساء في المجتمع الجماهيري يؤمن بأن التفرقة بين الرجل والمرأة ظلم صارخ ، وأن الحرية رهن امتلاك الحاجة امتلاكاً مقدساً ومضموناً ضماناً غير قابل للسلب ، انطلاقاً من مبدأ أن حرية الإنسان لا تتجزأ ، وانطلاقاً من تحريض الأخ قائد ثورة الفاتح العظيم الدائم للمرأة ، وتأسيساً على توصيات مؤتمر انعتاق المرأة المنعقد بمدينة سرت تحت شعار« أمومة إنتاج نضال » الذي استهدف تسليح المرأة بالحرية والعلم والأخلاق ورسم ملامح حاضرها ومستقبلها ، استرشاداً بمبادئ شريعة المجتمع وتأكيداً لمسؤولية أبناء المجتمع الجماهيري رجالاً ونساء في وضع أسس بناء مجتمع واع قادر على تحمل أعباء التحول السياسي والاجتماعي ثورياً وعلى أسس علمية وعقائدية تدفع بالنساء لقيادة حركة حاضرهن واستشراف آفاق مستقبلهن تعزيزاً لحقهن في ممارسة السلطة اختياراً وتصعيداً ، ورقابة وتسييراً وتنفيذاً ، وإلغاء أشكال الظلم والتمييز كافة
وتأسيساً على ذلك وانطلاقاً مما جاء في الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان في عصر الجماهير وقانون تعزيز الحرية فإن المرأة في المجتمع الجماهيري تؤكد على حقها في التمتع بكافة الحقوق التي يتمتع بها الرجل دون التفريق بينهما لميزة أو لمقدرة ، وإن النساء يعلن البداية الحقيقية لممارسة حريتهن وسيطرتهن على مقدراتهن الاجتماعية والقانونية والسياسية والاقتصادية في مجتمع يسوده العدل والمساواة والإخاء والتكافل ويصدرن وثيقة حقوق وواجبات المرأة في المجتمع الجماهيري وفقاً للمبادئ التالية :ـ
تؤكد المرأة في المجتمع الجماهيري على حقها وواجبها في ممارسة السلطة من خلال المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية دون نيابة أو تمثيل من أحد لأن الديمقراطية هي الحكم الشعبي وليست التعبير الشعبي .
ـ المرأة في المجتمع الجماهيري تلتزم بواجب الدفاع عن الوطن ، فالموت في سبيل الوطن لانيابة فيه .
ـ عقد الزواج ميثاق يقوم على أساس المساواة والتراضي وإنهاؤه يتم باتفاق الزوجين أو بحكم قضائي
ـ صداق الزوجة حق خالص لها أكدت الشريعة عليه وعلى وجوب أدائه عند استحقاقه .
ـ للمرأة الحق في حضانة أولادها وأحفادها ويقع عليها عبء الحفاظ على هذا الحق الطبيعي المقدس .
ـ المرأة أهم عوامل تكوين الأسرة ، وعليها يقع عبء الحفاظ عليها ما يضمن تنشئة أفرادها تنشئة صحيحة .
- للمرأة الحق في التمتع بذمة مالية مستقلة ، ولها وفق ذلك حق التصرف في البيع والشراء والتملك والرهن في أموالها الخاصة بكافة أنواع التصرف القانونية وغيرها كالبطاقة الشخصية وجواز السفر
ـ لايقع زواج ثان وما بعده إلا بموافقة الزوجة الأولى أو بحكم محكمة .
ـ تحقيقاً للمساواة أمام القانون وحفاظاً على مقومات المجتمع فإن أي انتهاك أو اعتداء على العرض والشرف يستوجب معاملة المرأة على قدم المساواة مع الرجل عند تطبيق القوانين
ـ المرأة في المجتمع الجماهيري ترفض وتجرم الاعتداء على العرض والشرف
ـ لأبناء المرأة في المجتمع الجماهيري المتزوجة بمن يحمل جنسية غير جنسيتها حق التمتع بنفس الحقوق وعليهم ذات الواجبات
ـ العمل شرف وواجب على كل مواطن ويتساوى في ذلك الرجال والنساء في تولي المواقع القيادية وغيرها بحسب قدراتهم وخبراتهم وكفاءتهم .
ـ الضمان الاجتماعي حق يكفله المجتمع الجماهيري للمرأة والرجل على حد سواء في الشيخوخة ، والعجز وإصابة العمل ، ومرض المهنة ؛ ولورثة المرأة الحق في التمتع بالحقوق الضمانية عند وفاتها ..
ـ للمرأة العاملة وأبنائها الحق في التمتع بالحقوق الضمانية لزوجها المتوفي بالكامل ..
ـ تؤكد المرأة في المجتمع الجماهيري على الالتزام بما ورد بهذه الوثيقة في إطار مبادئ الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان في المجتمع الجماهيري وقانون تعزيز الحرية ..
ليبيا مباشر ـ الزحف الاخضر
إن الحديث عن دور المرأة في المجتمع ليس بالحديث الجديد ، فقد نبهت لذلك المجتمعات قديماً وحديثاً ، وأوجدت له السبل الكفيلة بتأديته على الوجه الأكمل وسعت إلى تنويع هذا الدور بحسب الظروف التي تحظى بها بعض المجتمعات عن بعض ، ولكن الجديد في كل ذلك أن دور المرأة بدأ ينحسر وتنحسر معه فاعليتها في المجتمع كأم وزوجة ناهيك عن بقية الأدوار التي على المرأة أن تلعبها من خلال وجودها في المجتمع
والمرأة باعتبارها إنساناً تميل فطرياً إلى الاجتماع ، بل تخص المناخ الذي تعيش فيه بوافر من فيض المشاعر التي لايمكن أن تتوفر أو توجد في بني جنسها ، فقد منح الله عز وجل الرجال صفات ميزهم بها عن الجنس الآخر ، منها الخشونة والقوة الجسدية ،لذا تميزت المرأة بأنها كائن رقيق حساس لكون الطبيعة البيولوجية قد فرضت عليها واجبات مثل الحمل والإنجاب ، وترتب على ذلك أن تصبح أما بالضرورة ؛ وهذا يعني بأنها ستكون الأقرب إلى الأبناء لتلبي حاجاتهم أولا ، وتقوم بدور إضافي هو تعليمهم وتربيتهم ثانيا ـ فأصبحت هي الملكة في بيتها ، والمعلم والمرشد الأمثل للطفل في سنواته الأولى على أقل تقدير ، فإن فقد الطفل هذه الرعاية ، وذلك العطف لجأ إلى ما يشبع حاجاته ويسد هذه الثغرة في نفسه النهمة المتعطشة لذلك ..
ولذا أجد من الطبيعي أن تمارس المرأة دورها الاجتماعي في المجتمع ، ولكن يجب أن لا نقف كثيراً عند هذا الدور حتى لا نفصل أنفسنا عن الكيان الكبير المتماسك وهو المجتمع ، ولكن الإشارة إليه وبيان فاعليته ربما تزيل ما علق في الأذهان ـ قديماً ـ عن أن دور المرأة في المجتمع لا يتعدى الإنجاب والحضانة والطبخ والغسيل . إن النهضة الفكرية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، والتي شاركت فيها النساء وساهمت إلى حد بعيد في فتح المناخات الاجتماعية على أدوار أخرى للمرأة فصارت أكثر حضوراً في المجتمع على مستوى الإعلام والكتابة والتعليم والجمعيات والصالونات الأدبية إلى جانب خوضها لكثير من الجدالات الفكرية والفلسفية
إذن تعدت المرأة الحضور بوصفها حاضنة ومرضعة ومنجبة إلى أدوار أخرى منها الثقافي ومنها الاجتماعي لإعداد ابنها لدخول معترك الحياة العملية وخوضه غمارها بكل تمرس يساعده في ذلك المرجعية الثقافية التي تربى عليها من خلال النواميس التي وضعتها له الأم ليواجه التيارات العاتية وفق تلك الخلفية
وتأكيداً للمكاسب التي منحها الإسلام للمرأة في إثبات دورها الاجتماعي ، جاء صدور الفصل الثالث من الكتاب الأخضر ليقرر ذلك ويسعى عملياً إلى تطبيقه ، فزج بالمرأة في معترك الحياة الاجتماعية بتأهيلها علمياً ، فدفعها إلى طلب العلم ، انطلاقاً من قوله عليه السلام « طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة » فبنيت المؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية لتمارس النشاط فيها بكل اقتدار ، بل تعدت هذا الدور إلى اقتحام بعض المواقع التي كانت محظورة عليها مثل الكليات العسكرية جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل ، فعاشت الحياة العسكرية بكل ما تعني الكلمة ، واشتهر منهن الكثير في هذا المجال .
بيد أن النظرية العالمية الثالثة ركزت على الدور الاجتماعي للمرأة باعتبارها كائناً يجنح إلى الاستقرار والاجتماع ، فبعد أن أوضحت أوجه الاختلاف بينها وبين الرجل « وترتيباً على الخلقة المختلفة.. وترتيباً على نواميس الطبيعة مارس الذكر دور القوي الخشن دون إجبار ، لأنه خلق هكذا ؛ ومارست الأنثى دور الرقيق الجميل دون اختيار وهذه القاعدة الطبيعية هي الحكم العادل ، لكونها طبيعية من جهة ولكونها هي القاعدة الأساسية للحرية »
كما أكد على الوظفية الطبيعية للمرأة وهي الأمومة بقوله« إن الأمومة وظيفة الأنثى ، وليست وظيفة الذكر ، ولهذا فمن الطبيعي أن لايفصل الأبناء عن الأم .. وأي إجراء لفصل الأبناء عن الأم هو عسف وقهر ودكتاتورية ، وإن الأم التي تتخلى عن الأمومة تجاه أبنائها تخالف دورها الطبيعي في الحياة ، ويجب أن تتوفر لها الحقوق والظروف الملائمة الخالية كذلك من العسف والقهر اللذين يجعلان المرأة تمارس دورها الطبيعي في ظروف غير طبيعية ، الوضع الذي يتناقض مع بعضه بعضاً ، فإذا تخلت المرأة عن دورها الطبيعي في الولادة والأمومة مضطرة ، إذن مورس عليها القهر والدكتاتورية
إن المرأة محتاجة لعمل يجعلها غير قادرة على أداء مهمتها الطبيعية هي غير حرة ومجبرة على ذلك بفعل الحاجة .. إذ إنه في الحاجة تكمن الحرية »
كما أثبتت النظرية أن لها حق الحضانة ؛ لأن الحضانة الصناعية تربي أطفالاً يتحاقدون فيما بينهم فتنشأ شخصياتهم مخلخلة وقد كشفت التجارب عن حكمة أصيلة في جعل الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع السليم الذي يستهدف الإسلام إنشاءه على أساس الفطرة السليمة الكريمة الذهبية التي تتقدم بها الأمومة والتي لايجزيها أبداً إحسان من الأولاد مهما أحسنوا القيام بوصية الله في الوالدين « حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً » ولو تفحصنا تركيب الألفاظ وجرسها الصوتي المنبعث منها لرأينا أنه يجسد العناء والجهد والضنى الذي تعانيه المرأة فترة الحمل فهي تنوء بعبء حملها فتشعر بلهث الأنفاس وبذلك المجهود الكبير في الحركة وهي من ضرورات الحمل خاصة في آخر الأيام ،.. ثم صورة الوضع وطلقه وآلامه ، في عملية متعبة شاقة مجهدة ، لتأتي بعد كل ذلك بثمرة حلوة للحياة تمنحها الأمل والتفاؤل وحب الحياة ، ثم الرضاعة والرعاية حيث تعطي الأم عصارة لحمها وعظمها في اللبن وعصارة قلبها وأعصابها في الرعاية والتربية وهي في غاية السعادة والفرح لاتمل أبداً ولاتكره الوليد بل ترجو دائماً له الأفضل فهو القريب الحبيب ،. فأنى لنا أن نبلغ هذه التضحية مهما فعلنا
كل ذلك أقره الكتاب الأخضر في فصله الثالث ؛ ثم جاءت الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان لتؤكد هذه الحقوق في المادة العشرين ، إن إبناء المجتمع الجماهيري يؤكدون أنه من الحقوق المقدسة للانسان أن ينشأ في أسرة متماسكة فيها أمومة وأبوة وأخوة ؛ فالإنسان لا تصلح له ولا تناسب طبيعته إلا الأمومة الحقة والرضاعة الطبيعية ؛ فالطفل تربيه أمه » كما جاء في المادة الحادية والعشرين أنه« من العسف أن يحرم الأبناء من أمهاتهم وأن تحرم الأم من بيتها »
وهكذا يستقر في ذهنك أن ما من حقوق على هذه البسيطة تكفل حرية المرأة وتحفظ لها كرامتها لتكون مهابة ومهيأة للقيام بدورها تجاه المجتمع إلا وقد منحتها لها النظرية العالمية الثالثة ، فلم تغادر صغيرة ولا كبيرة تضمن لها تلك المكاسب إلا وأكدت عليها ، فكيف بالمرأة إذن في ظل هذه النظرية ..؟
لاموجب للرد على هذا التساؤل لأن كل ما تقدم هو إجابة نرجو أن تكون شافية ، وحق المجتمع هنا بعد أن ألبس المرأة هذا الثوب القشيب أن يسائلها إن قصرت في أداء واجباتها خاصة الاجتماعية منها ، لأنها معدة للدور الذي ستقوم به بالظروف التي ستساعدها لابد على أدائه ..
وثيقة حقوق وواجبات المرأة في المجتمع الجماهيري
النساء في المجتمع الجماهيري يصنعن حياتهن اهتداء بالدين والعرف شريعة والكتاب الأخضر منهجاً ، يعلن أن القاعدة الطبيعية للمساواة التي أرساها أبناء المجتمع الجماهيري بينت حقهن في تقرير المصير ، حيث الغاية النهائية في الحياة أن يكون الإنسان حراً سعيداً ..
النساء في المجتمع الجماهيري يؤمن بأن التفرقة بين الرجل والمرأة ظلم صارخ ، وأن الحرية رهن امتلاك الحاجة امتلاكاً مقدساً ومضموناً ضماناً غير قابل للسلب ، انطلاقاً من مبدأ أن حرية الإنسان لا تتجزأ ، وانطلاقاً من تحريض الأخ قائد ثورة الفاتح العظيم الدائم للمرأة ، وتأسيساً على توصيات مؤتمر انعتاق المرأة المنعقد بمدينة سرت تحت شعار« أمومة إنتاج نضال » الذي استهدف تسليح المرأة بالحرية والعلم والأخلاق ورسم ملامح حاضرها ومستقبلها ، استرشاداً بمبادئ شريعة المجتمع وتأكيداً لمسؤولية أبناء المجتمع الجماهيري رجالاً ونساء في وضع أسس بناء مجتمع واع قادر على تحمل أعباء التحول السياسي والاجتماعي ثورياً وعلى أسس علمية وعقائدية تدفع بالنساء لقيادة حركة حاضرهن واستشراف آفاق مستقبلهن تعزيزاً لحقهن في ممارسة السلطة اختياراً وتصعيداً ، ورقابة وتسييراً وتنفيذاً ، وإلغاء أشكال الظلم والتمييز كافة
وتأسيساً على ذلك وانطلاقاً مما جاء في الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان في عصر الجماهير وقانون تعزيز الحرية فإن المرأة في المجتمع الجماهيري تؤكد على حقها في التمتع بكافة الحقوق التي يتمتع بها الرجل دون التفريق بينهما لميزة أو لمقدرة ، وإن النساء يعلن البداية الحقيقية لممارسة حريتهن وسيطرتهن على مقدراتهن الاجتماعية والقانونية والسياسية والاقتصادية في مجتمع يسوده العدل والمساواة والإخاء والتكافل ويصدرن وثيقة حقوق وواجبات المرأة في المجتمع الجماهيري وفقاً للمبادئ التالية :ـ
تؤكد المرأة في المجتمع الجماهيري على حقها وواجبها في ممارسة السلطة من خلال المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية دون نيابة أو تمثيل من أحد لأن الديمقراطية هي الحكم الشعبي وليست التعبير الشعبي .
ـ المرأة في المجتمع الجماهيري تلتزم بواجب الدفاع عن الوطن ، فالموت في سبيل الوطن لانيابة فيه .
ـ عقد الزواج ميثاق يقوم على أساس المساواة والتراضي وإنهاؤه يتم باتفاق الزوجين أو بحكم قضائي
ـ صداق الزوجة حق خالص لها أكدت الشريعة عليه وعلى وجوب أدائه عند استحقاقه .
ـ للمرأة الحق في حضانة أولادها وأحفادها ويقع عليها عبء الحفاظ على هذا الحق الطبيعي المقدس .
ـ المرأة أهم عوامل تكوين الأسرة ، وعليها يقع عبء الحفاظ عليها ما يضمن تنشئة أفرادها تنشئة صحيحة .
- للمرأة الحق في التمتع بذمة مالية مستقلة ، ولها وفق ذلك حق التصرف في البيع والشراء والتملك والرهن في أموالها الخاصة بكافة أنواع التصرف القانونية وغيرها كالبطاقة الشخصية وجواز السفر
ـ لايقع زواج ثان وما بعده إلا بموافقة الزوجة الأولى أو بحكم محكمة .
ـ تحقيقاً للمساواة أمام القانون وحفاظاً على مقومات المجتمع فإن أي انتهاك أو اعتداء على العرض والشرف يستوجب معاملة المرأة على قدم المساواة مع الرجل عند تطبيق القوانين
ـ المرأة في المجتمع الجماهيري ترفض وتجرم الاعتداء على العرض والشرف
ـ لأبناء المرأة في المجتمع الجماهيري المتزوجة بمن يحمل جنسية غير جنسيتها حق التمتع بنفس الحقوق وعليهم ذات الواجبات
ـ العمل شرف وواجب على كل مواطن ويتساوى في ذلك الرجال والنساء في تولي المواقع القيادية وغيرها بحسب قدراتهم وخبراتهم وكفاءتهم .
ـ الضمان الاجتماعي حق يكفله المجتمع الجماهيري للمرأة والرجل على حد سواء في الشيخوخة ، والعجز وإصابة العمل ، ومرض المهنة ؛ ولورثة المرأة الحق في التمتع بالحقوق الضمانية عند وفاتها ..
ـ للمرأة العاملة وأبنائها الحق في التمتع بالحقوق الضمانية لزوجها المتوفي بالكامل ..
ـ تؤكد المرأة في المجتمع الجماهيري على الالتزام بما ورد بهذه الوثيقة في إطار مبادئ الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان في المجتمع الجماهيري وقانون تعزيز الحرية ..
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 36
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
رد: دور المرأة في المجتمع الجماهيري
مشكوره موضوع رائع جدا
لك مني ارق تحيه عطره
لك مني ارق تحيه عطره
ادريس بوزويتينة- فريق اول
-
عدد المشاركات : 4426
العمر : 38
رقم العضوية : 102
قوة التقييم : 11
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
رد: دور المرأة في المجتمع الجماهيري
مشكور عالمشاركة
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 36
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
رد: دور المرأة في المجتمع الجماهيري
اخصــائى فى نقــل الآحــــداث السيـــاسيه المتفــرقه. بــــــــــــــــــــــــارك الله فيك...
رد: دور المرأة في المجتمع الجماهيري
مشكور عالمرور
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 36
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
مواضيع مماثلة
» إنصاف فئتين من المجتمع المرأة والثوار
» حقوق المرأة في ليبيا الجديدة: ربيع الثورة وخريف المرأة ليبي
» تطوير"دسترة" النظام الجماهيري
» من الإعلام الجماهيري إلى الرسائل القصيرة
» الأسبوع الثقافي لمركز الإعلام الجماهيري يبدأ بطرابلس
» حقوق المرأة في ليبيا الجديدة: ربيع الثورة وخريف المرأة ليبي
» تطوير"دسترة" النظام الجماهيري
» من الإعلام الجماهيري إلى الرسائل القصيرة
» الأسبوع الثقافي لمركز الإعلام الجماهيري يبدأ بطرابلس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR