المجاهد البطل : آدم انويجف المغربي

بقلم / - ناصر رحيل استاذ بجامعة قاريونس
ولد ادم بالقاسم على النويحف عام 1879م تقريبا فى منطقة ( امرير قابس ) وهو سليل عائلة البدرية التى تنتمى لعائلة ال قابس قبيلة المغاربة، وقد امتازة عائلة البدرية بركوب الخيل وأستعمال السلاح، أضافة الى كون الشيخ أدم ينتمى الى عائلة تتمتع بثراء واسع ، تتلمذ فى أحدا كتاتب البادية المنتشرة بين نجوع أجدابيا ، لقد عاش الشيخ يادم النويحف فى شبابة كغيرة من أقرانة، حيث تعلم عادات وتقاليد العرب الاصيلة من الكرم والشجاعة، والفروسية ،والنخوة، وعندما بلغ مبلغ الشباب التحق كغيرة بحركة المقاومة ضد الأحتلال الايطالى ، كان ذلك عام 1911م، حيث أنظم للدور الذى يقودة القائد الأردنى نجيب الحورانى ، وسرعان ما أبان عن موهبة فذة وحكمة وشجاعة ، مما قربة من قادة الجهاد ، وجعلة يترقى فى سلك المقاومة حتى وصل الى رتبة كومن دار فى المقاومة، وهى رتبة كبيرة ومهمة فى ذلك الوقت، لذلك رأت قيادة الجهاد فى ليبيا ، أن تعين الشيخ يادم النويحف كقائد لأهم تجمعات المجاهدين فى مدينة أجدابيا وما حولها ، وبمرور الوقت أصبح الشيخ آدم النويحف قائداً ميدانيناً مهماً في منطقة برقة حتى سنة 1929 م عندما ضيقت إيطاليا الخناق على المجاهدين ، وسدت الطريق أمامهم بأتباعهم سياسة الأرض المحروقة ومصادرة الأموال والثروات ، وأقامت فوق ذلك سوراً حديداً من الأسلاك عزل لييبيا عن محيطها العربى ، حينها عزم الشيخ النويحف على الهجرة الى مصر رافضاً مجاورة العدو البغيض والامتثال لأوامره ... ولكن *( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) .. فبينما هو ومن معه من مجاهدين يسكلون شعاب الوادي الفارغ جنوبي اجدابيا ،صادفتهم قوة ايطالية ، فاشتبكوا معها ، وأصيب الشيخ آدم النويحف بجرح بليغ ، ونفدت ذخيرته القليلة ، فقبض عليه ، وتعرف أحد العملاء البائسين على هويتة ، واخبر قادته أنهم قبضو على صيد ثمين ، وأحدأبرز قاد الجهاد الميدانيين فى اجدابيا أنة آدم النويحف القابسى ، وعند تفتيشة ضبطوا معه أوراقاً ومراسلات ،تأكد لهم أنه ( آدم النويحف ) طلبهم ، فاعتقلوه من فورهم واقتيد الى السجن ليبقى فية حتى مشارف الحرب العالمية الثانية ، وبذلك يكون القائد يادم النويحف قد دخل السجن وهو فى ريعان الشباب ولم يخرج منه الأرجلاً كهلا ً مثقلا بكل أمراض الدنيا ، وماذا تتوقع من السجون غير ذلك ؟ هكذا عاد المجاهد الصبور الى مضارب قبيلته ، منتظراً لقاء ربه والفوز بما أعد له ولأمثاله من المجاهدين ... كان ذلك عام 1942 ف تقريبا ، بعد أن قضى في السجن أمداً طويلاً، ولم يدم بقاؤه في هذه الدنيا الفانية ، حيث توفى – رحمة الله – سنة 1943 م، لم يكن آدم النويحف شاعراً ... لكن كان يحلو له أن ( يترزز ) أثناء المعارك ببعض الأشعار، حفظها عنه رفاقة ، حيث قال حين استشهد قريبة ( على عبد العالى ) ، وكان الشيخ أدم يحبه كثيراً ، وفى أثناء حملة لجثمانة على فرسه أخذا يردد في حزنٍ بالغ" ودرت على .. ما جيت بشي " كان ذلك في معركة المتعرض عام 1925 ف ، و حين استشهد أمامه أحد أقاربه ، ويدعى على بو غالية، في معركة الرمصة 1914 م جعل يقول أمام أهله وذوية ( شيلي عليه الصوت ان كان يوجعك بو غالية) ..

موضوع قيم يستحق المتابعه ...مزيد من التقدم بعون الله تعالى