إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
التحقيق في اختفاء أدولف هتلر. الجزء الاول
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التحقيق في اختفاء أدولف هتلر. الجزء الاول
المعلق:
باشرت الاستخبارات الاستالينية، بعد نحو عام من الحرب العالمية الثانية، بتحقيق سري واسع النطاق، أطلق عليه عملية الغموض.
لكنها تسترت تحت اسم فرعي هو التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.
وقد احتُفظ بأسرار عملية الغموض في أرشيف الدولة في موسكو طوال الخمسين سنة الماضية.
متحدث:
لم نكتشف هذه الملفات إلا منذ عامين فقط، قبل ذلك كانت موضوعًا حساسًا جدًا، حتى وجودها لم يسجل هنا.
المعلق:
جاءت عملية الغموض وليدة المخاوف السوفيتية، من أن يكون هتلر قد تمكن من الفرار من برلين، وبدأت العملية بسلسلة متكررة من الاستجواب الوحشي، الذي تعرض له الذين اعتقلوا في مقر برلين الحصين تحت الأرض، وانتهت بتحقيق قضائي الطابع، يبحث عن القاتل، أدى في النهاية إلى اكتشاف جمجمة هتلر.
كان هذا آخر وأدق تحقيق في سلسلة التحقيقات التي بدأ بها، حتى قبل نهاية الحرب.
في عام ألف وتسعمائة وثمانية وعشرين، قال هتلر: أعطوني عشر سنوات، بعدها لن تتعرفوا على ألمانيا أبدًا، لكن توقيته لم يكن مصيبًا، هكذا كانت برلين في شهر أيار عام خمسة وأربعين، وقد دمرت تمامًا، بعد أسابيع من قصف الطائرات والمدفعية السوفيتية لها.
في الثاني من شهر أيار، استسلمت القوات الألمانية المدافعة عن برلين للجيش الأحمر، لكن حتى الاستيلاء على برلين لم يكن كافيًا بالنسبة إلى ستالين، كان يريد هتلر حيًا أو ميتًا.
فجدت كل الفرق السوفيتية للبحث عن هتلر لتقدمه إلى ستالين، كانت وحدة الاستطلاع في جيش الصاعقة الثالث، تجوب الشوارع وتستجوب كل من يمكن أن يكون لديه معلومات عن مكان هتلر، وقبل أن تسقط المدينة تمكن من معرفة مخبئه بالتحديد.
متحدث:
عثرنا على امرأة كانت تحاول عبور الخطوط الأمامية، أخبرتنا أنها ممرضة، وأنها كانت قد نقلت بعض الجرحى إلى مقر مستشارية الرايخ.
عندما وصلت إلى هناك، علمت من الطاقم الطبي، ومن بعض الجنود، كان هتلر كان موجودًا هناك في مكانه الحصين تحت الأرض.
المعلق:
كان مدخل المقر الحصين هنا في وسط برلين، كان جناح هتلر على عمق خمسين قدمًا تحت الأرض، يحيط به عدد كبير من الغرف الصغيرة، تحت ميدان بوتس دام، إلى داخل مقر المستشارية.
هذه هي آخر المقر الحصين تحت الأرض، التقطت قبل أن تغلقه سلطات ألمانيا الشرقية عام ألف وتسعمائة وثمانية وثمانين.
في الثامن من أيار عام خمسة وأربعين، علمت المخابرات السوفيتية أن عددًا من مستشاري هتلر المقربين، بمن فيهم أمين عام الحزب النازي مارتن بورجين، ووزير الداعية جوسف جوبلز كان يقيمان في المقر خلال الأيام الأخيرة من المعركة، وكان هتلر قد انتقل إليه في السابع عشر من كانون الثاني.
هذه آخر التقطت له، وهو يقف بجوار مدخل المقر، يعاين آثار الدمار الذي أحدثته القنابل.
وعندما وصلت طلائع القوات السوفيتية في الثاني من أيار إلى مقر المستشارية، وجدت عالم هتلر في دمار شامل.
وعندما مروا من داخل المبنى إلى الحديقة، وصلوا إلى مخرج الطوارئ، ومنه إلى المقر، هناك وعلى بعد بضعة أقدام على الأرض، وجدوا جثتي جوسيف جوبلز وزوجته متفحمتين، وقد عثر على أطفالهما الستة فيما بعد في أسرتهما في المقر، وقد ماتوا بالسم.
متحدث:
بعد أن مات الأطفال، نزلت السيدة جوبلز من الطابق العلوي، وهي تبكي، جلست إلى المائدة بجواري، وبدأت تلعب بالورق، لعبة الصقر.
المعلق:
بعد ذلك وصلت إلى المقر وحدة الاستطلاع التابعة للجيش الثالث، وأحضرت معها المقربين السابقين لهتلر، الأدميرال بوس، الذي كان يسيرًا لدى الاتحاد السوفيتي.
متحدث:
أول شيء شاهدناه في المقر، كان بركة إسمنتية كبيرة، فرغ الماء منها، كانت مليئة بالجثث، ولا يمكن لمن يدخل إلا أن يلاحظها، ذهب بوس ونظر داخلها، ثم قال: انتظروا لحظة، هذا هو ما تقومون بالبحث عنه، نعم، ها هو، هذا هو هتلر.
بعد ذلك قام بدراسة وتفحص معالم الجثة لبعض الوقت، بعدها قال: لا، هذه ليست جثة هتلر، لقد كنت مخطئًا، هذه ليست جثته.
المعلق:
وجيء بعدد ضباط ألمان ممن عرفوا هتلر، حيث أكدوا في النهاية أن هذه ليست جثته، وسبب ذلك الإحراج والغضب لموسكو؛ لأنها كانت قد أعلنت للصحافة أنه تم العثور على هتلر.
متحدث:
هناك ملاحظة أخرى، قد أكون مخطئًا، لكن الجثة لم تكن ترتدي حذاءً، بل جوارب فقط، وكانت قد رتقت، هل يرتدي هتلر جوارب مرتوقة، لا بكل تأكيد.
المعلق:
في اليوم التالي، انضمت الاستخبارات الروسية المضادة سميرت، إلى المطالبة والبحث عن هتلر في المقر، ومثلما من سبقهم اتجهوا إلى مخرج الطوارئ.
لكن وحدة الاستخبارات سميرت، كانت تخشى أن تفوز فرقة أخرى بأفضلية العثور هتلر، لذلك وضعت الجثتان في صناديق الذخيرة وهربتا من المقر، في تلك الليلة تم تهريب الجثتين من فوق سور المستشارية.
كان الحراس منتشرين حول المبنى، بناءً على تعليمات القائد بيرزابن، قائد حماية برلين، لذلك إذا كانوا قد أخرجوا الجثتين علانية، لأخذوهما منهم، ولم يكن من المعقول أن يتخلوا عن جائزة كبيرة كهذه.
جيء بالجثتين من المقر إلى هذه العيادة في بوك، في ضواحي برلين، كانت فيما مضى مصحًا عقليًا، لكن أصبحت مختبرًا للأمراض، هنا تمت عملية تشريح الجثتين، على أساس أنهما لهتلر وإيفا براون.
هذه جثث عائلة جوبلز، وكان الأدميرال بوس قد تعرف على جثة جوبلز رسميًا، بعد ساعات حاول الأدميرال بوس الانتحار.
الجثتان اللتان كان يعتقد أنهما لهتلر وإيفا براون، تم فحصهما في الثامن من شهر أيار، وهو يوم النصر في أوروبا، أظهرت نتائج الفحص أن الرجل قد مات نتيجة التسمم بمادة السيانيد، ولم يكن هناك ذكر لإصابته بالرصاص، إلا أن ذلك الجزء من الجمجمة لم يكن موجودًا.
كان ذلك يخالف تقارير الاستخبارات من أن هتلر قد تجرع السم وأطلق النار على نفسه، وأظهر تشريحه أن صاحب الجثة عانى من عاهة جسدية، وهو أمر لا يمكن التأكد منه؛ لأن هتلر لم يكن يسمح حتى لطبيبه الخاص بفحص جسده كله.
أما بالنسبة للجثة الثانية، التي كان يعتقد أنها لأيفا براون، فقد ذكر التقرير وجود جراح في الصدر من أثر شظايا عيار ناري، علمًا بأن شهود عيان لم يقولوا إنها قد أصيبت بجراح، إذن ما سبب هذا التباين؟ نورمان ستون، هو المؤرخ الذي درس ملفات عملية الغموض، التي شملت أيضًا تقارير التشريح.
نورمان ستون:
التقارير ليست واضحة، لا بد أنهم كانوا على عجلة من أمرهم، أعتقد أن جهة ما ضغطت عليهم وطلبت أن يذكروا في التقرير أن هتلر لم يطلق على نفسه الرصاص، بل إنه أخذ يمضغ السم، ربما كان الهدف من ذلك الدعاية.
أعتقد أن فريق التشريح والأطباء في عهد ستالين، قد ضغط عليهم جميعًا إلى حد كبير.
المعلق:
لكن فريق التشريح، أثبت أن الجثتين كانتا قد أتلفتا بصورة لا يمكن التعرف عليهما إلا عن طريق الأسنان.
ضباط الاستخبارات يقومون الآن بحملة عنيفة ضخمة في برلين، بحثًا عن طبيب أسنان هتلر، وهي ليست بالعملية في مدينة دبت فيها الفوضى، حيث يحاول أكثر من نصف السكان الهروب، لكنهم عثروا على كيتا هاوس مان، وكانت مساعدة طبيبة الأسنان، ووضعت الجسور لأسنان هتلر، وطلب منها أن ترسم من ذاكرتها الأعمال التي أجريت على أسنان هتلر، وقد تطابقت رسوماتها مع الأسنان التي وجدت على الجثة.
اقتنعت الاستختبارات الروسية، وخططت لتقديمها إلى ستالين، وقدمت الاستخبارات مجموعة ثمينة من التحف، والأشياء المتعلقة بهتلر، صادرتها من جناح هتلر في المستشارية، قطعة من تطريز الكنفا، تمثل هتلر بالزي العسكري، يقف أمام أوروبا النازية، كانت قد حفظت على مدى خمسين سنة.
وعصى للمشي، تؤرخ لضم النمسا، حتى دفتر الاسكتشات الخاص بهتلر في الفترة ما بين ألف وتسعمائة وعشرة، وألف وتسعمائة وواحد وعشرين، هذا الدفتر أيضًا لم يعرض على الجمهور قط.
سواء كان استالين قد صدق تقارير موت هتلر، أم لم يصدقها، فإنه بكل تأكيد لم يشارك حلفائه الغربيين في ذلك.
في مؤتمر بوتسدام في تموز، قال للرئيس الأمريكي ترومان، إنه لم يعثر على هتلر، ويفترض أنه يختبئ في الغرب، ولسنوات عديدة ساد اعتقاد أن ستالين يقود حملة لتشويش المعلومات.
متحدث:
أعتقد أن سبب ذلك بسيط جدًا، كانوا يعلمون أن التشريح الذي أجروه لم يكن دقيقًا، ولو أنهم قدموا للحلفاء كيسًا من العظام، فإن ذلك سيصيب الاتحاد السوفياتي بشيء من عدم المصداقية.
المعلق:
بعد بوتسدام جاء دور الحلفاء ليصابوا بالإحراج، كان هتلر يشاهد في كل مكان من مزرعة في الدنمارك إلى السهول في الأرجنتين، وقد عمل رئيس الاستخبارات البريطانية المضادة في ألمانيا على نفي هذه الإشاعات.
متحدث:
كان الروس في برلين قد أخبروه بموت هتلر، لذلك دهش فيما بعد عندما علم أنهم غيّروا أقوالهم، وقد اتهموا بريطانيا، لست أدري مدى صحة ذلك، لكنهم اتهموا بريطانيا فعلاً في الإبقاء على هتلر حيًا في القطاع البريطاني، لاستخدامه مستقبلاً ضدهم، كان ذلك التغيير الكامل في موقفهم مذهلاً بالفعل، وقد قال لي ديكواي، إنه قرر أن ينهي هذه الأمر، وإنه لا يمكن الاستمرار على هذا الحال، قال لي ذلك في شهر سبتمبر.
وبعد أربعة أشهر من اتضاح كل شيء قال: إنه سوف يشكل لجنة تحقيق لهذا الغرض، وطلب مني أن أترأسها.
المعلق:
لقد تجول الميجور بريفال روبر في كل المناطق المدمرة في برلين، وهو يبحث عن أناس تمكنوا من الهرب من المقر، وقد تتبع بعضهم إلى منازلهم، ووجد بعضهم الآخر في معسكرات سجناء الحرب، وتمكن من إكمال مهمته في ثمانية أسابيع، أخر تقاريره للأيام العشرة الأخيرة، ولم تكن لديه شكوك بما حل بهتلر.
بريفال روبر:
ذكرت في تقرير أنه مات، وأن جسده قد أحرق ولو جزئيًا، وأنه قد دفن أيضًا في حفرة في حديقة المستشارية، وأنه حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم يكن قد أخرج من القبر مطلقًا، لكنه دفن هناك، وأنه ميت بالفعل، وأعتقد أن قصص هروبه عارية من الصحة تمامًا.
المعلق:
وفي موسكو بدأوا يشكون بتقارير الاستخبارات، لم تكن تقارير التشريح وحدها التي سببت الشك، بل التحقيقات أيضًا، والتي اتضح أنها لم تكن دقيقة.
متحدث:
قال بعض الناس إنه قتل نفسه في التاسع والعشرين، وآخرون قالوا في الثلاثين من الشهر، كانت هناك قصة تقول إن شخصًا آخر أطلق النار على هتلر، نظر الناس إلى عملية حرق الجثتين من زوايا مختلفة، وأعلنوا أن ذلك تم في أماكن مختلفة من حديقة مستشارية الرايخ الثالث، هناك نقاط ضعف في التحقيقات الأصلية.
المعلق:
ربما كان توتر أعصاب السوفييت، سيهدأ فيما لو تمكنوا من إعادة فحص الجثة، لكن جثة هتلر لم تصل إلى موسكو.
في التشريح هنا في بوك، أخرجت بقايا هتلر وإيفا براون من برلين، من قبل وحدة الاستخبارات، وبينما كانت تنتقل غربًا مع جيش الصاعقة الثالث، كانت كلما توقفت في الليل، تخبئ الجثتين عن أعين المتطفلين، فتعمد إلى دفنهما عادة في الغابات القريبة.
في مرحلة من المراحل استخرجت الجثتان من قبرهما المؤقت، من قبل جنود سوفييت آخرين كانوا يحفرون بحثًا عن الكنوز، وعادة وحدة الاستخبارات، لتجد العظام مبعثرة هنا وهناك، جمعوها وأعادوها إلى الصناديق، واستمروا في مسيرتهم.
أخيرًا دفنت الجثتان هنا في شارع كروزمان، في مدينة مكتبر، خلف المنزل رقم ستة وثلاثين، حيث كان مقر الاستخبارات الروسية في ألمانيا الشرقية.
ظلت خلال خمس وعشرين سنة، عظام هتلر، وإيفا براون، مدفونة تحت هذه البركة في ساحة تملكها الآن شركة تتعامل بالنفايات.
يتبع
باشرت الاستخبارات الاستالينية، بعد نحو عام من الحرب العالمية الثانية، بتحقيق سري واسع النطاق، أطلق عليه عملية الغموض.
لكنها تسترت تحت اسم فرعي هو التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.
وقد احتُفظ بأسرار عملية الغموض في أرشيف الدولة في موسكو طوال الخمسين سنة الماضية.
متحدث:
لم نكتشف هذه الملفات إلا منذ عامين فقط، قبل ذلك كانت موضوعًا حساسًا جدًا، حتى وجودها لم يسجل هنا.
المعلق:
جاءت عملية الغموض وليدة المخاوف السوفيتية، من أن يكون هتلر قد تمكن من الفرار من برلين، وبدأت العملية بسلسلة متكررة من الاستجواب الوحشي، الذي تعرض له الذين اعتقلوا في مقر برلين الحصين تحت الأرض، وانتهت بتحقيق قضائي الطابع، يبحث عن القاتل، أدى في النهاية إلى اكتشاف جمجمة هتلر.
كان هذا آخر وأدق تحقيق في سلسلة التحقيقات التي بدأ بها، حتى قبل نهاية الحرب.
في عام ألف وتسعمائة وثمانية وعشرين، قال هتلر: أعطوني عشر سنوات، بعدها لن تتعرفوا على ألمانيا أبدًا، لكن توقيته لم يكن مصيبًا، هكذا كانت برلين في شهر أيار عام خمسة وأربعين، وقد دمرت تمامًا، بعد أسابيع من قصف الطائرات والمدفعية السوفيتية لها.
في الثاني من شهر أيار، استسلمت القوات الألمانية المدافعة عن برلين للجيش الأحمر، لكن حتى الاستيلاء على برلين لم يكن كافيًا بالنسبة إلى ستالين، كان يريد هتلر حيًا أو ميتًا.
فجدت كل الفرق السوفيتية للبحث عن هتلر لتقدمه إلى ستالين، كانت وحدة الاستطلاع في جيش الصاعقة الثالث، تجوب الشوارع وتستجوب كل من يمكن أن يكون لديه معلومات عن مكان هتلر، وقبل أن تسقط المدينة تمكن من معرفة مخبئه بالتحديد.
متحدث:
عثرنا على امرأة كانت تحاول عبور الخطوط الأمامية، أخبرتنا أنها ممرضة، وأنها كانت قد نقلت بعض الجرحى إلى مقر مستشارية الرايخ.
عندما وصلت إلى هناك، علمت من الطاقم الطبي، ومن بعض الجنود، كان هتلر كان موجودًا هناك في مكانه الحصين تحت الأرض.
المعلق:
كان مدخل المقر الحصين هنا في وسط برلين، كان جناح هتلر على عمق خمسين قدمًا تحت الأرض، يحيط به عدد كبير من الغرف الصغيرة، تحت ميدان بوتس دام، إلى داخل مقر المستشارية.
هذه هي آخر المقر الحصين تحت الأرض، التقطت قبل أن تغلقه سلطات ألمانيا الشرقية عام ألف وتسعمائة وثمانية وثمانين.
في الثامن من أيار عام خمسة وأربعين، علمت المخابرات السوفيتية أن عددًا من مستشاري هتلر المقربين، بمن فيهم أمين عام الحزب النازي مارتن بورجين، ووزير الداعية جوسف جوبلز كان يقيمان في المقر خلال الأيام الأخيرة من المعركة، وكان هتلر قد انتقل إليه في السابع عشر من كانون الثاني.
هذه آخر التقطت له، وهو يقف بجوار مدخل المقر، يعاين آثار الدمار الذي أحدثته القنابل.
وعندما وصلت طلائع القوات السوفيتية في الثاني من أيار إلى مقر المستشارية، وجدت عالم هتلر في دمار شامل.
وعندما مروا من داخل المبنى إلى الحديقة، وصلوا إلى مخرج الطوارئ، ومنه إلى المقر، هناك وعلى بعد بضعة أقدام على الأرض، وجدوا جثتي جوسيف جوبلز وزوجته متفحمتين، وقد عثر على أطفالهما الستة فيما بعد في أسرتهما في المقر، وقد ماتوا بالسم.
متحدث:
بعد أن مات الأطفال، نزلت السيدة جوبلز من الطابق العلوي، وهي تبكي، جلست إلى المائدة بجواري، وبدأت تلعب بالورق، لعبة الصقر.
المعلق:
بعد ذلك وصلت إلى المقر وحدة الاستطلاع التابعة للجيش الثالث، وأحضرت معها المقربين السابقين لهتلر، الأدميرال بوس، الذي كان يسيرًا لدى الاتحاد السوفيتي.
متحدث:
أول شيء شاهدناه في المقر، كان بركة إسمنتية كبيرة، فرغ الماء منها، كانت مليئة بالجثث، ولا يمكن لمن يدخل إلا أن يلاحظها، ذهب بوس ونظر داخلها، ثم قال: انتظروا لحظة، هذا هو ما تقومون بالبحث عنه، نعم، ها هو، هذا هو هتلر.
بعد ذلك قام بدراسة وتفحص معالم الجثة لبعض الوقت، بعدها قال: لا، هذه ليست جثة هتلر، لقد كنت مخطئًا، هذه ليست جثته.
المعلق:
وجيء بعدد ضباط ألمان ممن عرفوا هتلر، حيث أكدوا في النهاية أن هذه ليست جثته، وسبب ذلك الإحراج والغضب لموسكو؛ لأنها كانت قد أعلنت للصحافة أنه تم العثور على هتلر.
متحدث:
هناك ملاحظة أخرى، قد أكون مخطئًا، لكن الجثة لم تكن ترتدي حذاءً، بل جوارب فقط، وكانت قد رتقت، هل يرتدي هتلر جوارب مرتوقة، لا بكل تأكيد.
المعلق:
في اليوم التالي، انضمت الاستخبارات الروسية المضادة سميرت، إلى المطالبة والبحث عن هتلر في المقر، ومثلما من سبقهم اتجهوا إلى مخرج الطوارئ.
لكن وحدة الاستخبارات سميرت، كانت تخشى أن تفوز فرقة أخرى بأفضلية العثور هتلر، لذلك وضعت الجثتان في صناديق الذخيرة وهربتا من المقر، في تلك الليلة تم تهريب الجثتين من فوق سور المستشارية.
كان الحراس منتشرين حول المبنى، بناءً على تعليمات القائد بيرزابن، قائد حماية برلين، لذلك إذا كانوا قد أخرجوا الجثتين علانية، لأخذوهما منهم، ولم يكن من المعقول أن يتخلوا عن جائزة كبيرة كهذه.
جيء بالجثتين من المقر إلى هذه العيادة في بوك، في ضواحي برلين، كانت فيما مضى مصحًا عقليًا، لكن أصبحت مختبرًا للأمراض، هنا تمت عملية تشريح الجثتين، على أساس أنهما لهتلر وإيفا براون.
هذه جثث عائلة جوبلز، وكان الأدميرال بوس قد تعرف على جثة جوبلز رسميًا، بعد ساعات حاول الأدميرال بوس الانتحار.
الجثتان اللتان كان يعتقد أنهما لهتلر وإيفا براون، تم فحصهما في الثامن من شهر أيار، وهو يوم النصر في أوروبا، أظهرت نتائج الفحص أن الرجل قد مات نتيجة التسمم بمادة السيانيد، ولم يكن هناك ذكر لإصابته بالرصاص، إلا أن ذلك الجزء من الجمجمة لم يكن موجودًا.
كان ذلك يخالف تقارير الاستخبارات من أن هتلر قد تجرع السم وأطلق النار على نفسه، وأظهر تشريحه أن صاحب الجثة عانى من عاهة جسدية، وهو أمر لا يمكن التأكد منه؛ لأن هتلر لم يكن يسمح حتى لطبيبه الخاص بفحص جسده كله.
أما بالنسبة للجثة الثانية، التي كان يعتقد أنها لأيفا براون، فقد ذكر التقرير وجود جراح في الصدر من أثر شظايا عيار ناري، علمًا بأن شهود عيان لم يقولوا إنها قد أصيبت بجراح، إذن ما سبب هذا التباين؟ نورمان ستون، هو المؤرخ الذي درس ملفات عملية الغموض، التي شملت أيضًا تقارير التشريح.
نورمان ستون:
التقارير ليست واضحة، لا بد أنهم كانوا على عجلة من أمرهم، أعتقد أن جهة ما ضغطت عليهم وطلبت أن يذكروا في التقرير أن هتلر لم يطلق على نفسه الرصاص، بل إنه أخذ يمضغ السم، ربما كان الهدف من ذلك الدعاية.
أعتقد أن فريق التشريح والأطباء في عهد ستالين، قد ضغط عليهم جميعًا إلى حد كبير.
المعلق:
لكن فريق التشريح، أثبت أن الجثتين كانتا قد أتلفتا بصورة لا يمكن التعرف عليهما إلا عن طريق الأسنان.
ضباط الاستخبارات يقومون الآن بحملة عنيفة ضخمة في برلين، بحثًا عن طبيب أسنان هتلر، وهي ليست بالعملية في مدينة دبت فيها الفوضى، حيث يحاول أكثر من نصف السكان الهروب، لكنهم عثروا على كيتا هاوس مان، وكانت مساعدة طبيبة الأسنان، ووضعت الجسور لأسنان هتلر، وطلب منها أن ترسم من ذاكرتها الأعمال التي أجريت على أسنان هتلر، وقد تطابقت رسوماتها مع الأسنان التي وجدت على الجثة.
اقتنعت الاستختبارات الروسية، وخططت لتقديمها إلى ستالين، وقدمت الاستخبارات مجموعة ثمينة من التحف، والأشياء المتعلقة بهتلر، صادرتها من جناح هتلر في المستشارية، قطعة من تطريز الكنفا، تمثل هتلر بالزي العسكري، يقف أمام أوروبا النازية، كانت قد حفظت على مدى خمسين سنة.
وعصى للمشي، تؤرخ لضم النمسا، حتى دفتر الاسكتشات الخاص بهتلر في الفترة ما بين ألف وتسعمائة وعشرة، وألف وتسعمائة وواحد وعشرين، هذا الدفتر أيضًا لم يعرض على الجمهور قط.
سواء كان استالين قد صدق تقارير موت هتلر، أم لم يصدقها، فإنه بكل تأكيد لم يشارك حلفائه الغربيين في ذلك.
في مؤتمر بوتسدام في تموز، قال للرئيس الأمريكي ترومان، إنه لم يعثر على هتلر، ويفترض أنه يختبئ في الغرب، ولسنوات عديدة ساد اعتقاد أن ستالين يقود حملة لتشويش المعلومات.
متحدث:
أعتقد أن سبب ذلك بسيط جدًا، كانوا يعلمون أن التشريح الذي أجروه لم يكن دقيقًا، ولو أنهم قدموا للحلفاء كيسًا من العظام، فإن ذلك سيصيب الاتحاد السوفياتي بشيء من عدم المصداقية.
المعلق:
بعد بوتسدام جاء دور الحلفاء ليصابوا بالإحراج، كان هتلر يشاهد في كل مكان من مزرعة في الدنمارك إلى السهول في الأرجنتين، وقد عمل رئيس الاستخبارات البريطانية المضادة في ألمانيا على نفي هذه الإشاعات.
متحدث:
كان الروس في برلين قد أخبروه بموت هتلر، لذلك دهش فيما بعد عندما علم أنهم غيّروا أقوالهم، وقد اتهموا بريطانيا، لست أدري مدى صحة ذلك، لكنهم اتهموا بريطانيا فعلاً في الإبقاء على هتلر حيًا في القطاع البريطاني، لاستخدامه مستقبلاً ضدهم، كان ذلك التغيير الكامل في موقفهم مذهلاً بالفعل، وقد قال لي ديكواي، إنه قرر أن ينهي هذه الأمر، وإنه لا يمكن الاستمرار على هذا الحال، قال لي ذلك في شهر سبتمبر.
وبعد أربعة أشهر من اتضاح كل شيء قال: إنه سوف يشكل لجنة تحقيق لهذا الغرض، وطلب مني أن أترأسها.
المعلق:
لقد تجول الميجور بريفال روبر في كل المناطق المدمرة في برلين، وهو يبحث عن أناس تمكنوا من الهرب من المقر، وقد تتبع بعضهم إلى منازلهم، ووجد بعضهم الآخر في معسكرات سجناء الحرب، وتمكن من إكمال مهمته في ثمانية أسابيع، أخر تقاريره للأيام العشرة الأخيرة، ولم تكن لديه شكوك بما حل بهتلر.
بريفال روبر:
ذكرت في تقرير أنه مات، وأن جسده قد أحرق ولو جزئيًا، وأنه قد دفن أيضًا في حفرة في حديقة المستشارية، وأنه حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم يكن قد أخرج من القبر مطلقًا، لكنه دفن هناك، وأنه ميت بالفعل، وأعتقد أن قصص هروبه عارية من الصحة تمامًا.
المعلق:
وفي موسكو بدأوا يشكون بتقارير الاستخبارات، لم تكن تقارير التشريح وحدها التي سببت الشك، بل التحقيقات أيضًا، والتي اتضح أنها لم تكن دقيقة.
متحدث:
قال بعض الناس إنه قتل نفسه في التاسع والعشرين، وآخرون قالوا في الثلاثين من الشهر، كانت هناك قصة تقول إن شخصًا آخر أطلق النار على هتلر، نظر الناس إلى عملية حرق الجثتين من زوايا مختلفة، وأعلنوا أن ذلك تم في أماكن مختلفة من حديقة مستشارية الرايخ الثالث، هناك نقاط ضعف في التحقيقات الأصلية.
المعلق:
ربما كان توتر أعصاب السوفييت، سيهدأ فيما لو تمكنوا من إعادة فحص الجثة، لكن جثة هتلر لم تصل إلى موسكو.
في التشريح هنا في بوك، أخرجت بقايا هتلر وإيفا براون من برلين، من قبل وحدة الاستخبارات، وبينما كانت تنتقل غربًا مع جيش الصاعقة الثالث، كانت كلما توقفت في الليل، تخبئ الجثتين عن أعين المتطفلين، فتعمد إلى دفنهما عادة في الغابات القريبة.
في مرحلة من المراحل استخرجت الجثتان من قبرهما المؤقت، من قبل جنود سوفييت آخرين كانوا يحفرون بحثًا عن الكنوز، وعادة وحدة الاستخبارات، لتجد العظام مبعثرة هنا وهناك، جمعوها وأعادوها إلى الصناديق، واستمروا في مسيرتهم.
أخيرًا دفنت الجثتان هنا في شارع كروزمان، في مدينة مكتبر، خلف المنزل رقم ستة وثلاثين، حيث كان مقر الاستخبارات الروسية في ألمانيا الشرقية.
ظلت خلال خمس وعشرين سنة، عظام هتلر، وإيفا براون، مدفونة تحت هذه البركة في ساحة تملكها الآن شركة تتعامل بالنفايات.
يتبع
محمد اللافي- مستشار
-
عدد المشاركات : 27313
العمر : 44
رقم العضوية : 208
قوة التقييم : 54
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
رد: التحقيق في اختفاء أدولف هتلر. الجزء الاول
مشكور بواللافي علي هذا المشاركه
بارك الله فيك
بارك الله فيك
الاسطوره- مستشار
-
عدد المشاركات : 7580
العمر : 38
رقم العضوية : 110
قوة التقييم : 70
تاريخ التسجيل : 06/04/2009
رد: التحقيق في اختفاء أدولف هتلر. الجزء الاول
فيكم بارك الله و العفو اخي الاسطوره
مشكور علي المتابعه والاطلاع
مشكور علي المتابعه والاطلاع
محمد اللافي- مستشار
-
عدد المشاركات : 27313
العمر : 44
رقم العضوية : 208
قوة التقييم : 54
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
رد: التحقيق في اختفاء أدولف هتلر. الجزء الاول
مشكور وبارك الله فيك على ما قدمت من معلومات قمة فى الروعة
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: التحقيق في اختفاء أدولف هتلر. الجزء الاول
مشـــــاركة رائعــــــه ومفيـــــدة.بــــــــــــــــــــــــــــــــارك الله فيك...
مواضيع مماثلة
» التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثاني
» التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثالث والاخير
» موسوعه من هو ؟ .... الجزء الاول
» صور نادرة لأحتفال الزعيم النازي أدولف هتلر بعيد ميلاده الخمس
» من الرجل الذي صنع فكر هتلر؟.. قصّة اختفاء "يوميات الشيطان" لفيلسوف النازية الأول
» التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثالث والاخير
» موسوعه من هو ؟ .... الجزء الاول
» صور نادرة لأحتفال الزعيم النازي أدولف هتلر بعيد ميلاده الخمس
» من الرجل الذي صنع فكر هتلر؟.. قصّة اختفاء "يوميات الشيطان" لفيلسوف النازية الأول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:39 pm من طرف dude333
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 8:22 am من طرف STAR
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR
» بي إم دبليو تفاجئ محبيها بإطلاق 30 سيارة M2 بمحرك مانيوال
2024-10-26, 8:59 am من طرف STAR
» ميزة جديدة من واتساب.. ما هي؟
2024-10-26, 8:58 am من طرف STAR
» السعودية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران
2024-10-26, 8:57 am من طرف STAR
» تحذير لمستخدمي "أندرويد" من خلل يتسبب في تعطل الهواتف
2024-10-26, 8:55 am من طرف STAR
» البسبوسة بالسميد والحليب المحموس
2024-10-26, 8:54 am من طرف STAR
» تحذيرات طبية بشأن الإفراط في تناول الباراسيتامول
2024-10-19, 8:21 am من طرف STAR
» طريقة إيطالية فعالة لفقدان الوزن
2024-10-19, 8:20 am من طرف STAR
» صلاح يعرض خدماته على فريق عريق للانتقال إليه مجانا
2024-10-19, 8:20 am من طرف STAR
» ميزة جديدة تظهر في "واتس آب"
2024-10-19, 8:19 am من طرف STAR
» ماذا يحدث لسيارتك اذا ركنتها خارجا لوقت طويل؟
2024-10-19, 8:17 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
2024-10-19, 8:17 am من طرف STAR
» حمل ثقيل
2024-10-18, 9:15 am من طرف محمد0