منتديات عيت ارفاد التميمي
أهلاً وسهلاً بك عزيزي الزائر في منتديات عيت أرفاد التميمي .. تفضل بالدخول ان كنت عضواً وبالتسجيل ان لم يكن لديك حساب وذلك للحصول علي كامل المزايا ولمشاهدة المنتديات المخفية عن الزوار..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عيت ارفاد التميمي
أهلاً وسهلاً بك عزيزي الزائر في منتديات عيت أرفاد التميمي .. تفضل بالدخول ان كنت عضواً وبالتسجيل ان لم يكن لديك حساب وذلك للحصول علي كامل المزايا ولمشاهدة المنتديات المخفية عن الزوار..
منتديات عيت ارفاد التميمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
إعلانات المنتدي

الأخوة الزوار

سجل فوراً في منتديات عيت أرفاد التميمي لتنال احقية مشاهدة اخبار المنطقة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في التميمي - اخبار المنطقة محجوبة عن الزوار

الأعضاء الكرام

الكلمة الطيبة صدقة والاحترام المتبادل تاج علي رؤوسكم وتذكروا قول الله عز وجل !! ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد
المواضيع الأخيرة
» مباريات اليوم الثلاثاء 5/11/2024 والقنوات الناقلة
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime1اليوم في 8:56 am من طرف STAR

» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime1اليوم في 8:42 am من طرف STAR

» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime1اليوم في 8:37 am من طرف STAR

» طريقة اعداد معكرونة باللبن
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime1اليوم في 8:36 am من طرف STAR

» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime1اليوم في 8:34 am من طرف STAR

» مشاركة شعرية
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime1أمس في 12:28 pm من طرف محمد0

» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime12024-11-03, 9:24 am من طرف STAR

» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime12024-11-03, 9:23 am من طرف STAR

» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime12024-11-03, 9:23 am من طرف STAR

» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime12024-11-03, 9:22 am من طرف STAR

» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime12024-11-03, 9:21 am من طرف STAR

» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime12024-11-03, 9:21 am من طرف STAR

» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime12024-11-03, 9:20 am من طرف STAR

» صلى عليك الله
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime12024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333

» 5 جزر خالية من السيارات
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Icon_minitime12024-10-26, 9:02 am من طرف STAR

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم


كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون

اذهب الى الأسفل

كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون Empty كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون

مُساهمة من طرف dude333 2022-09-24, 7:21 pm

العقيد وانا
 حياتي مع القذافي
رواية: دعد شرعب ترجمة الدكتور علي جماعة علي
الفصل العشرون
سجينة (1)
في أي وقت كنت أصل طرابلس كان ثمة روتين متبع، بسرعة من خلال الجوازات التقي بسائقي من مكتب المراسم، وبعدها مباشرة إلى جناحي في أي فندق حدث وان كان المفضل في ذلك الشهر في هذا الوقت أقمنا في كورنتيا الذي يدار من سلسلة فندقية مالطية ويعتبر نسبيا إضافة جديدة إلى التشكيلة النامية لإقامة خمس نجوم في منطقة الأعمال التجارية في المدينة.
بينما كنت افرغ الحقائب كانت عادتي أن أمر بسرعة على التلفزيون لاطلع على آخر الأخبار في ليبيا والتي دائما تهيمن عليها إنجازات القذافي وخطبه، شعرت باختلاجة انزعاج وانا أشاهد مقطع عن الانتخابات* ورأيت أن القذافي كان في سرت، لقد حُملت على الاعتقاد انه سيكون في طرابلس من اجل لقائنا ولكن ظهر انه كان أقل تلهفا لسماع تقاريري مما اوحت به الجهود العجولة لتأمين عودتي إلى ليبيا، وعنت لي أيضا رحلة دائرية تبلغ 600 ميلا في اليوم التالي إذا كنت سألتزم بالموعد النهائي للثماني وأربعين ساعة والعودة إلى البيت لحضور الولادة، اتصلت بمكتب القائد لوضع ترتيبات الصباح التالي ولم أكن قلقة بدون داع لأنه غالبا ما كان يغادر إلى مكان أو آخر لمجرد نزوة.
بعد استمتاع بنوم ليلي جيد تم الاتصال بي عند الساعة التاسعة صباحا لاطلاعي أن طائرة خاصة جاهزة لأخذي إلى سرت، سوف تنتظر في المطار ثم تعود بعدها إلى طرابلس مباشرة بعد الانتهاء من لقاء العقيد، كان يبدو أن كل شيء يسير على ما يرام.
لمعرفتي أنني سأعود في نفس اليوم فلم أجهز لحقيبة مبيت وتوجه ثلاثتنا إلى سرت، قاعدتي هناك كالعادة كان فندق قصر المؤتمرات ومرة أخرى شغلت التلفزيون.
إحدى القنوات كانت تبث مباشر خطاب للقذافي استمر ثلاث ساعات، كان افتراضي انه سيتم اخذي إليه لحظة انتهاء الخطاب لذلك اطلعت المسؤولين ذوي العلاقة بوصولي إلى سرت، كان كل شيء طبيعي تماما، ولم يكن خارج عن المألوف قليلا أن تُترك في الانتظار بدون هدف من قبل العقيد.
أخيرا انتهى هذا الخطاب المتشعب غير المترابط فانتظرت المكالمة وانتظرت ولم يكن إلا السكون.
مضى الوقت يجرجر أذياله حتى وصل إلى وقت مبكر من بعد الظهر وأصبح واضحا لي أن فرصة لقائي بالعقيد تضاءلت، في العادة يكون مرهقا بعد الخطابات الطويلة    ويفضل أن يرتاح باقي اليوم.
في الوقت الذي فقدت فيه الأمل كان هناك طرق على باب حجرة الفندق، كان واحد من الموظفين الصغار للرئيس ولكن بدل الترتيب لأخذي إلي القائد كان يحمل معه مفاجأة غير سارة لي، مبروكة الشريف، المرأة التي اكره و كنت مصرة ألا أتعامل معها كانت في الطابق السفلي تطلب أن تراني "هي فقط تريد أن تسلم عليك" قال المعاون بشكل غير مقنع.
كنت متأكدة أن الغرض لم يكن تبادل المجاملات، وأزعجني انه تم تجاهل رفضي أن يكون لي أي علاقة بها، وعنى كذلك أنها مازالت في الدائرة الداخلية للقذافي وهذا مقلق أيضا.
* تقصد ما كان يعرف بالتصعيدات الشعبية لاختيار المسؤولين المحليين.
سجينة (2)
لم أر أي فائدة في الموافقة على رؤيتها، ولهذا أرسلت لها أني أفضل البقاء في غرفتي.
لن تتقبل موقفي هذا بصورة حسنة لكن في تلك المرحلة كان متعذر بالفعل لعلاقة العمل أن تستمر بيننا، أحسب أنني بهذا جعلت الأمور تسوء أكثر.
شعرت بالارتياح بعد أن اكتشفت أنها غادرت الفندق بعد استلام رسالتي واستأنفت انتظاري الطويل لاستدعاء القذافي، ومازال السكون مخيم.
بحلول هذا الوقت تقبلت على مضض أن لقائنا لن يحصل هذا اليوم، عرفت انه سيطير في اليوم التالي عند الساعة 11صباحا إلى إثيوبيا لأعمال تخص الاتحاد الأفريقي، غير أن هذا ما زال يُبقي وقت لموعد صباحي مبكر، في الماضي عندما لا يكون الوقت في صالح كلينا، كنا نلتقي في المطار حيث يتاح وجود غرف خاصة، كنت متعودة على العمل وفقا لجدوله والتغيرات المفاجئة لأرائه.
طُرق الباب عند الساعة 2.30 بعد منتصف الليل، كانت واحدة من حارسات القذافي الجديدات، امرأة شابة لم التقيها من قبل فأبلغتني أن العقيد يود أن يراني في مخيمه الصحراوي غير البعيد عن المدينة.
عندما وصلنا كان يجلس وحيدا خارج الخيمة، كان يرتدي قميص ابيض، لست متأكدة لماذا علق هذا المشهد في عقلي، ربما لأنه كان آخر وقت في حياتي شاهدت فيه العقيد.
تصافحنا بالأيادي وشعرت ببعض التردد الذي أرجعه إلى الوقت الذي فصل بيننا أو تعنتي بعد زفاف أخي، لم ارغب في التسبب بأي إحراج ولذلك لم يُفتح الموضوع بينما كنت افتح حقيبتي واُحضّر نفسي للعمل.
بدأت اريه صور من عشائي مع هيلاري كلينتون ولقائي مع شمعون بيريز،           وبالضبط عندما كنت على وشك تقديم التقارير المصاحبة، رفع يده و قال" سوف نتناول هذا لاحقا، انتظري حتى ارجع، سوف التقيك في طرابلس عندما يكون لدي وقت أعطي فيه عملك ما يستحق".
بعدها فجأة بدأ يتحدث بغضب عن ملك  الأردن عبد الله وزوجته.
" اعرف ماذا يخطط ملكك ضدي مع الرئيس المصري"
لم يكن عندي أدنى فكرة عن ماذا يتحدث ولأنني لم أكن سعيدة بالاتجاه الذي تحول إليه النقاش مددت يدي إلى حقيبتي.
وقف لينهض من كرسيه فسقط الكرسي على الرمل الناعم، كان حادث تافه لكن القذافي بدأ يصرخ" لماذا لم يضع أحد لوحة تحت الكرسي حتى لا يحدث هذا "
لا يكون هناك أي منطق مع القذافي عندما يكون في مثل هذا المزاج السيئ لهذا بدأت في الابتعاد، من تجاربي السابقة تعلمت أن نوبات غضبه تتلاشى بسرعة ولكن بدل أن ألطف الأجواء زدتها اشتعالا.
" إلى أين أنت ذاهبة ؟" صاح بي
سأتمشى في الصحراء حتى تتوقف عن إهانة ملكي" أجبته.
استمر غضب القذافي "دعمتك لمدة عشرين عاما وها أنت الآن أكثر ولاء للملك منه لي"
كان هذا غير معقول فحاولت تهدئته قائلة " فقط اخبرني المشكلة بينك وبين الملك عبدا لله، سوف أتحدث إليه، ربما كانت وقيعة من أحدا ما أو أن مكتب استخباراتك قد زودك بمعلومات مغلوطة، لقد سويت هذا النوع من سوء التفاهم في الماضي".
يبدو أن هذا قد عزف على الوتر المناسب مع العقيد فأخذ يوسع الخطى نحو الكارافان الخاص به، عندما ظهر بعد عشر دقائق عاد أكثر إلى وضعه الطبيعي.
"انسي ما قلته لك توا" قال ثم أضاف " ارجعي إلى طرابلس، لا تلتقي بأحد ولا تظهري التقارير لأحد، سوف اذهب ليومين، انتظري في فندقك"
استمر لقائنا في صحراء سرت نصف الساعة رجعت على إثرها إلى الفندق.
و بالرغم من أننا افترقنا على خير، كنت قليلا محتارة في تفسير تصرفه، مازلت لا اعرف ما هي المشكلة بينه وبين ملك الأردن.
الآن وانا أحاول أن افهم كل شئ توالى بعد ذلك، أتساءل ما إذا كان كل ما حصل هو فقط ذريعة ليختلق شجار معي.
بعد ساعات هبطنا في مطار طرابلس حيث كان في انتظارنا سيارتين رسميتين: واحدة لتأخذ ريم ومعاوني إلى فندق كورنتيا والأخرى تأخذني إلى مكتب أحمد رمضان لأتمكن من وضع حقيبتي الحاوية على التقارير الثلاثة في مأمن قبل عودتي من جديد إلى شقيقتي ومعاوني في فندق كورنتيا، بداخل السيارة كان يجلس رجل بملابس عسكرية أخبرني انه من مكتب الاستخبارات.
كان الظلام وكان المطر يهطل بقوة بينما كنا نخرج من المطار في اتجاه المدينة      ولكنني اعرف طرابلس بما يكفي أن أدرك أننا نسير في طريق غير مألوف لي.
 
سجينة (3)
بعد حوالي عشرين دقيقة كانت السيارة تركن بنا في ما يشبه مجمع سكني لم أزره من قبل، فُتح باب السيارة الخلفي وتم مرافقتي إلى بناية تحوي ممرات طويلة، بعدها تم إرشادي إلى غرفة صغيرة بها باب معدني سميك، تخميني الأول أنها كانت تشبه خزانة مصرف ولكن بسرعة أدركت من انعدام النوافذ أنها أشبه ما تكون بزنزانة.
" ستبقين هناك " قال الرجل العسكري " أنت تحت الاعتقال".
كانت ردة فعلي الأولية انه ربما كان يمزح، ولكن تصرفاته أوضحت انه كان جادا إلى أقصى حد.
حاول أن يأخذ مني حقيبتي لكنني شبكت ذراعي حولي الحقيبة وتشبت بها إلى صدري وهو لم يصر أكثر.
كنت محتارة تماما، بالرغم من حدوث مواقف مربكة خلال لقائي القصير مع العقيد، لم ارصد انه يحمل أي سوء نية جدية، بالتأكيد لم يحدث خلال الثلاثين دقيقة في الصحراء ما يستوجب الاعتقال وعرفت أنني لم أرتكب أي خطأ آخر إلا إذا أردت تضمين استيائي حول موضوع الزفاف، لو كان عندي أدنى فكرة عن أي تهديد لسلامتي الشخصية، ما كنت لأرجع إلى ليبيا، ناهيك عن تعريض شقيقتي للخطر.
في تلك اللحظة لم أشعر بالجرأة ولكن بدلا من الخضوع بدأت المواجهة.
صرخت " انا لن أبقى هنا" ذلك أني خشيت بصدق أن لا أطيق التوتر وانا محشورة في تلك الغرفة.
كان هناك حوار صامت بعدها تم اصطحابي على طول الممر إلى شئ يشبه الشقة السكنية بدار نوم وصالة معيشة وحمام، لم تكن إقامة خمس نجوم ولكن أفضل بكثير من البديل، احضر رجل كبير في السن القهوة لي واستراح على إحدى الكراسي في غرفة المعيشة، لم يقل الكثير واستخلصت انه مكلف بمراقبتي، لقد كان من الواضح أنني لن أخرج من هنا.
كنت أحاول أن افهم ماذا يحدث، هل قصد العقيد أن يضعني في هكذا موقف لغرض ما في نفسه، ام أن واحد من أعدائي في مكتب الاستخبارات كان يتصرف  من وراء ظهره، في ذلك الوقت رجحت السبب الأخير وكان المتهم الرئيسي مبروكة.
هذا خلق مشكلة ملحة واقصد بذلك التقارير التي بحوزتي، وثيقة الإحاطة ونسخة من صورتي في لقاء شمعون بيريز كانتا بالأخص حساستان وفيهما احتمال الضرر إذا وقعتا في الأيادي الخطأ، موقف ليبيا الرسمي كان ضد إسرائيل ومؤيد لفلسطين، لا احد إلا القذافي يعرف بهذه المهمة السرية فخشيت أن اتهم بالتجسس.
تذرعت إلى الرجل العجوز بالذهاب إلى الحمام و التقطت ولاعة من حقيبة يدي      وقمت بحرق التقارير وصورة بيريز في الحوض وسحبت المرحاض على الرماد المتبقي.
كان الفراش غير مريح فلم احصل على نوم كاف تلك الليلة، وفي الساعة التاسعة صباحا في اليوم التالي أخبرت أنني سأنتقل من هنا، كانت رحلة قصيرة وكانت كذلك عبر شوارع غير مألوفة إلى مجمع آخر، في ضوء النهار كان باستطاعتي اخذ فكرة أفضل عن المنطقة المحيطة، منظر الجدران العالية والأبراج والرجال المسلحين بملابسهم العسكرية ملأني بالإحساس بالشؤم.
من ناحية جغرافية المدينة كنت مازلت فاقدة الإحساس بالاتجاهات.
ونفسيا فقدت الأمل بالعودة إلى الأردن لحضور ولادة ابن أخي، لم أعرف أن هذه القاعدة العسكرية المتجهمة ستكون بيتي لواحد وعشرين شهر قادم.
كان المجمع يحتوي على طابقين من المكاتب، تم اخذي إلى غرفة في الطابق الثاني حيث كان رجل يجلس خلف مكتب، كان يرتدي ملابس مدنية وعرف بنفسه اللواء عبد الحميد السايح، اكتشفت لاحقا انه رئيس مكافحة الإرهاب.
اخبرني بلباقة" يرسل لك الرئيس القذافي بأطيب تحياته، قبل أن يغادر ليبيا أعطى تعليماته أن تكوني ضيفتنا حتى يعود، عندنا فيلا خاصة بك ".
حتى وان أطلق عليها فيلا وأشار لي بالضيفة ولكن هذه لن تكون إجازة.
فجأة ومضت خاطرة في عقلي، في ليبيا كان من المعتاد للنظام أن يضع كبار مسؤوليه تحت الإقامة الجبرية لو اظهروا أنهم أكبر من حجمهم أو أغاظوا العقيد بطريقة ما، وكما وضحت في السابق حتى أبناءه تعرضوا لهذه الإهانة حتى تتم السيطرة عليهم.
كانت الفيلات محفوظة للشخصيات المهمة جدا وليس للمجرمين العاديين، من الواضح أن هذا سيكون مصيري وانتابتني مشاعر مختلطة.
من جانب معين كانت مدد البقاء هنا قصيرة، يعني عقوبة لأيام قليلة، في مناسبات كثيرة تدخلتُ لصالح الإفراج عن رجال بعد أن يطلب صديق أو أحد أفراد الأسرة،   وفي الحقيقة بالرغم من أنني لم أر مطلقا هذه الفيلات من قبل ولا أعرف موقعهم لكنهم كانوا موضع للتهكم.
قبل وقت طويل تم احتجاز أحد المسؤولين هناك فتم تفسير اختفائه بطريقة ملغزة، فإذا سأل عنه أي أحد يجاب بأنه في رحلة عمل إلى جنيف، من تلك اللحظة صارت جنيف كناية لهذا المكان.
"أين فلان أو علان" يسأل أحدهم.
" اوه انه في جنيف" هكذا تكون الإجابة، وحينها لا يحتاج كلام أكثر ليقال.
والمزحة الآن تنطبق علي ولا تبدو مسلية كثيرا وأكثر ما يقلق هو الإشارة إلى الرئيس، لو أن اللواء كان صادقا، فهذا يعني أن العقيد نفسه كان وراء سجني.
كانت ردة فعلي المبدئية أن انفجرت غاضبة ولكن أدركت أن هذا لا يجدي نفعا، فلم يكن اللواء عبد الحميد السائح مستمتعا بما يحدث ولو أنني سأبقى هنا فقط حتى يرجع العقيد من رحلة الاتحاد الأفريقي، فلماذا ارغب في هذا الأثناء بإغضاب سجاني،     وكان يمكن للسايح في كل الأحوال أن يجعل حياتي مزرية.
امتثلت لطلبه وسلمته موبايلي وحقيبة العمل، تمشينا مسافة قصيرة إلى مجموعة من تسعة فيلات، لو كانت على الشاطئ، فأن هذا البيوت التي تشبه الصناديق ستبدو مغرية جدا ولكن لوجودها في معسكر لم تكن على الإطلاق جذابة، شرح لي السايح أن بعض الفيلات غير شاغرة وطلب أن اختار من بين المتبقيات، هناك القليل للاختيار منها ولهذا من بين ثلاثة أو أربعة عُرضت علي اخترت الأنظف، حدث كذلك أنها الأقرب إلى مخرج المجمع المحروس بكثافة بالرغم من أنني لم أفكر في تدبير محاولة للهروب.
" اختيار جيد" قال السائح بدون أدنى قدر من السخرية، ثم أضاف" في الواقع، لقد غادرها المعتصم ابن القذافي من وقت قريب".
 
سجينة (4)
لم يكن عندي سبب للتشكك فيما قال ولكن لم أسأل عن تفاصيل أكثر بينما كنت أتفقد بيئي الجديدة.
للمدخل بوابة بها قضبان حديدية من الأرضية إلى السقف التي تركها اللواء غير مقفلة، يليها باب من لوح عادي يفتح على غرفة معيشة عربية التصميم يتواجد فيها زوجان من الصالونات الجلدية المنخفضة وجهاز تلفزيون، خارج غرفة المعيشة ثمة مكتب به طاولة وكرسي وكذلك مطبخ صغير وفي الجانب الآخر حمام صغير، ليس سجن سيئ  بالإجمال ولكنه يبقى سجن على كل حال، عندما تقفل تلك البوابة لا يكون هناك مخرج حيث أن النوافذ تحتوي على شبابيك مؤمنة.
بعد الرحلة الإرشادية قال السايح: "الآن سنرسل سائق إلى الفندق ليحضر لك بعض الملابس ومستلزمات النظافة.
في الحال وصلت حقيبة صغيرة فيها ملابسي الداخلية وملابس النوم وزوج من الملابس الرياضية عبأتها أختي لي.
بعدها بوقت طويل، علمت أنهم كذبوا علي أختي ريم ليضمنوا تعاونها بالقول انه حصلت أشياء مهمة وأنني سأكون مشغولة ليوم آخر، عندما لم اظهر بعد أربع       وعشرين ساعة قامت بالإبلاغ عن فقدي إلى السفارة الأردنية في طرابلس وأصبحت قضيتي حادث دبلوماسي بين البلدين، بالطبع لم أكن اعلم بشئ من هذا في وقته.
لقد ظهر واضحا انه سيكون معي زميلة سكن تدعى ذهيبة، كانت شرطية شابة في متوسط عشرينياتها وكانت ودودة بما يكفي لكن ليس عندها الكثير لتحكي.
كانت البوابة المعدنية تقفل في الليل وهي ستأخذ الصالون في غرفة المعيشة، وهكذا يبدأ روتيننا حيث تُفتح البوابة فقط لاستلام الطعام.
في الليلة الأولى كان عندي الكثير للتفكير فيه وكان إحساسي الرئيسي مازال هو الذهول.
عوملت بشكل حسن ولم اشعر أنني مهددة ووجدت العزاء في الاستخدام المعتاد للفيلات كإقامات قصيرة ولكني مازالت متبلدة في فهم ما يجري.
في سنواتي الاثنين وعشرين في جانب القذافي لابد انه سمع العديد من الأكاذيب عني و لكنه مطلقا لم يسمح بأن تُلمس شعرة واحدة من رأسي، ماذا حصل الآن لينقلب ضدي، كنت متأكدة أن احد ما سمم عقله تجاهي واستنتجت انه مهما تكن تلك الاتهامات ضدي فلابد أنها خطيرة لتستوجب حبسي، كل الوقت كنت ملتصقة بالتلفزيون راجية أن أشاهد تقرير عن عودة القذافي من إثيوبيا.
حصل أول تحقيق معي في الصباح التالي في مكتب قريب، كان المحقق رجل عسكري يجلس خلف الكرسي ويدعي انه مُعين من القذافي، قضى ساعة وهو يقصفني بالأسئلة، لم يكن هناك شئ بارع في أسلوبه.
" لماذا تأخرتي في العودة إلى ليبيا كل هذا الوقت؟ إلى أين سافرتي خلال تلك الفترة".
لم يكن سرا أنني زرت الهند ولندن ودبي وأمريكا، كان جوازي في خزانة الفندق لو أرادوا التدقيق عن الأختام الأخرى، فكرت من الحكمة عدم ذكر إسرائيل وتمتمت في خاطري بأدعية الشكر أن كل الرحلة تم ترتيبها بدون وثائق ولهذا لم يكن لها اثر يتم تعقبه.
قذف في وجهي بأسماء بعض الأفراد كلهم سعوديون و سأل أن كنت اعرفهم، كان القليل منهم مألوفا عندي فقلت كذلك، لم يكن عندي ما اخفي بهذا الصدد.
هل اُشتبه في كوني جاسوسة لدولة أجنبية؟
قررت أن اطرح سؤالي الخاص " لماذا انا هنا"
أجاب المحقق " لا اعرف، لا تطرحي هذا السؤال لأنني لاستطيع أن أعطيك إجابة. فقط أجيبي عن أسئلتي لأنني فقط أؤدي عملي".
استمرت نفس الإجراءات خمسة أيام، في هذا الوقت ومن مشاهدتي للتلفزيون عرفت أن العقيد قد عاد إلى البلد وكان صمته ضربة لآمالي بإفراج سريع.
لقد كان من الواضح أنه وراء حبسي، فلو كانت لخبطة فظيعة أو فخ من مكتب الاستخبارات لوصلته أخبارها.
استطيع فقط الافتراض أن القذافي أعطى تعليماته بحسن معاملتي، اشك أن عديد السجناء تحصلوا على نفس المزايا بما في ذلك وجبات الأكل من بوفيه فندق خمس نجوم، لقد توضح لاحقا أنني لن اذهب إلى أي مكان آخر فقد تمت تلبية طلباتي بالحصول على فراش وشراشف وأغطية أفضل وكانت تفضلا من فندق كورنتيا.
اغلب الوقت كان معي شرطية في الفيلا وأحيانا أكون بمفردي، لهذا كونت الانطباع أن تلك النساء كانت لحمايتي وليس حراستي، كانت ذهيبة الرفيقة الأكثر تواجدا ومع الوقت فتحت لي قلبها وأصبحنا أكثر قربا لبعض، شاهدنا معا برامج التلفزيون فتابعنا المسلسلات المصرية التافهة، في حياتي الطبيعية لم أكن احلم مطلقا بتضييع وقتي على هذا الهراء ولكن ملئت هذه البرامج وقتي، كنت استيقظ متأخرة بقدر ما استطيع، عادة حوالي 11صباحا، في الفطور كنت أتناول الخبز بالجبن واشرب الشاي.
لم تكن ذهبية تعرف سبب وجودي هنا ولهذا كنا نتحدث في أمور الحياة بشكل عام، استمتعت بصحبتها وبالإضافة إلى مساعدتي في تمضية الوقت ساعدتني كذلك في الحفاظ على صحتي العقلية، تشاركنا في أعمال التنظيف وأصبحتُ قارئة نهمة        واستخدمت هذه الفرصة غير المتوقعة لدراسة الإسلام.
بعد أسبوعين احضروا لي شيشة ارجيلة التي كنت احملها في كل رحلاتي كما احضروا لي التبغ، كان من الجيد الحصول على بعض وسائل الراحة البيتية ولكنه أيضا إشارة أخرى إلى طول فترة البقاء هنا.
لمدة ساعة كل يوم سُمح لي بالتمشي في الحديقة العامة داخل المقر تحت نظر حارس أمني و بدأت من جانبي في الاهتمام بنباتاتها القليلة، كما نظفت الأعشاب الميتة حول فيلتي الخاصة لإبقاء الناموس بعيدا.
أما في باقي الوقت فإن الهواء المنعش يأتي فقط من فتح الباب الخشبي الداخلي        والسماح للنسيم بالمرور من خلال القضبان المعدنية للبوابة الخارجية، اشتهيت الشمس وشحب وجهي، تلك كانت حياتي في جنيف.
كان التواصل مع "الضيوف" في الفيلات الأخرى ممنوعا غير أنني اكتشفت أن احد جيراني كان صديقي القديم نوري المسماري رئيس مكتب المراسم الليبية المتهم بالاختلاس.
في البداية كان عندي قليل من الملابس التي كان سائقي يأخذها بانتظام لتُغسل في فندق كورنتيا، لقد كنت على علاقة طيبة مع الرجل الذي عمل معي عديد السنوات    وكان حزين لمحنتي، وشوش في أذني أن ريم مازالت في طرابلس ولهذا خلال أسبوعي الثالث في الفيلا قمت بوضع رسالة إلى شقيقتي في جيب أحد البنطلونات،   وبالرغم من المخاطرة بفقدان عمله أو أسوء فأنه وافق على إيصال البنطلون إلى أختي مباشرة ولفت انتباهها إلى الرسالة، لقد كان له من حضور العقل انه وجه ريم إلى الحمام ليتبادل معها الحديث خشية أن تكون الغرفة الرئيسية تحت أجهزة التصنت.
في رسالتي أخبرتها أنني في خطر وان عليها أن تلح على الحكومة وملك الأردن بالتدخل لصالحي، جاءني ردها في الغد أنها تحاول جهدها وان أخي عز الدين جاء إلى ليبيا لتولي قضيتي.
بالرغم من امتناني الشديد لمساعدته، لكنني خشيت أن أفراد أسرتي سينتهي بهم المطاف إلى الاعتقال.
في المرة التالية وعلى مضض قام سائقي المخلص برحلة الغسيل، طلبت منه أن يخبر شقيقي وشقيقتي بالتالي" ارجعا إلى الأردن واضغطا لصالحي من هناك، أنتما في خطر لو بقيتما في ليبيا"
شعرت أنني وحيدة أكثر من أي وقت مضى، و تساءلت كم ستطول عقوبتي على أي جريمة رأى القذافي أني ارتكبتها.


انتهى الفصل 20

-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون 116669782
dude333
dude333
مشرف المنتدى السياسي
مشرف المنتدى السياسي

ذكر
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى