إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السابع عشر
صفحة 1 من اصل 1
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السابع عشر
العقيدوانا
حياتي مع القذافي
رواية: دعد شرعب ترجمة الدكتور علي جماعة علي
الفصل السابع عشر
العقيد وعشيقاته (1)
صد الاهتمام غير المرحب به من الرجال الغراميين هو جزء من طبيعة وجودك في ليبيا، ولكن في كل سنوات عملي للقذافي، لم يقم ولو مرة بالتقرب مني جنسيا.
قد يكون هذا مثار دهشة لان صورته في الغرب كانت هي النسونجي خارج السيطرة والمغتصب المتسلسل ومنتهك النساء، و لهذا قد تفترض انه ليس ثمة امرأة آمنة في حضرته.
ليس نيتي الدفاع عن القذافي أو الحكم عليه، و لا أتظاهر إنني اعرف كل شئ عن حياته أو ماذا يحدث خلف الأبواب المغلقة، استطيع فقط أن احكي عن ما رأيت وما سمعت وما أخبرت عنه مع هذا فالتصوير المألوف للقذافي كمفترس جنسي أزعجني انه لا يتوافق مع الرجل الذي عرفته.
لم يكن ملائكة، بل كان أبعد ما يكون عن ذلك، للقذافي علاقات غرامية وهذا لا يجعله مختلفا عن رؤساء ورؤساء وزراء الدول الغربية أو الأمراء في الشرق الأوسط، لم يكون أول ولن يكن آخر قائد عالمي يستخدم قوته بهذه الطريقة ولكن علاقاته بالنساء كانت معقدة.
تحت حكم القذافي، تحسنت أمية النساء بشكل ملحوظ حيث زاد عدد السنوات التي تقضيها البنات في المدرسة، كما شُجعت المرأة على حضور الجامعة وأن تتقلد وظائف احترافية كالطب والقانون.
كلما تعرفت أكثر على شخصية القذافي كلما أدركت أكثر انه يضع المرأة في قسمين مميزين؛ في الأول تتواجد اللائي يحترمهن ولن يتم لمسهن، وفي الثاني تتواجد النساء اللائي يعاملهن كدمى لعب.
في واحدة من زياراتي المبكرة إلى ليبيا تم تقديمي إلى امرأة في عمري تقريبا، كانت من بين حارسات القذافي وقُدمت لي لتطلعني على معالم المدينة، كنا ندردش لأوقات قليلة، حينها كنت إلى حد ما ملولة من عزلتي ومنظر حوائط غرفتي في الفندق، فكنت منفتحة على تكوين أصدقاء جدد.
قضينا مساءات ممتعة معا، نقود السيارة في أحياء طرابلس والأرياف المحيطة، بعد كل هذا لم أكن اعرف عنها إلا القليل إلى أن تنحت بي جانبا نعيمة صديقتي من الاتحاد النسائي، لقد حذرتني أن احترس من هذه المرأة زاعمة أنها عشيقة الرئيس، يبدو أنها التقت بالقذافي بينما كانت تدرس ولاحقا رتب لها عضوية مرغوبة في الراهبات الثوريات في الوقت الذي تعرفت عليها كانت في علاقة مع العقيد كانت العلاقة سرا مكشوفا داخل دائرته الداخلية لمدة خمس سنوات كانت جذابة بشعر اسود طويل وكانت ذكية.
بالرغم من تحذير نعيمة، أحببت المرأة وأصبحنا قريبتين لبعض أخبرتني أنها بينما كانت تدرس، كان القذافي يدفع لها ثمن الكتب، في صباح الامتحان، وحتى يواتيها الحظ الجيد، كان يرسل لها الموسيقى عبر خط الهاتف، كانت دائما موسيقى لنفس المغنية فيروز التي كانت مشهورة جدا في العالم العربي ذلك الوقت.
مع الوقت أصبحت محل ثقة عشيقة القذافي بالرغم من أنني لم أكن عمياء عن المخاطرة، في إحدى الأيام كشفت لي انه في وقت مبكر في علاقتهما أصبحت حاملا منه، أخبرتني أن العقيد طلب منها الاحتفاظ بالطفل ولكن رفض الزواج بها، تقاليد المسلم تسمح له بالحصول على أربع زوجات ولكن اخذ محظية كان موضوع آخر، لهذا بقت العلاقة مخفية عن الشعب الليبي، غاضبة لرفضه إتباع المسار الشريف، قامت بالتخلص من الحمل.
لا استطيع التوثق من قصتها ولكن ليس من سبب يدعوني لعدم تصديقها، أعتقد أنها وثقت بي لأنني من خارج البلد وكانت فقط تريد شخص ما لتبوح له، في زيارتي التالية علمت أنها غادرت البلد.
سمعت أنها تعيش في مصر حيث تزوجت شخص آخر ومنه أنجبت طفلة، رجعتَ بعدها بوقت طويل إلى ليبيا، وعندما حاولتَ إشعال فتيل العلاقة من جديد لم يكن القذافي راغبا فيها، استأنفنا علاقتنا القديمة ولكن أخيرا فقدنا التواصل، ليس لدي فكرة أين هي الآن، البعض يقول أنها في باريس .... انا هنا لا استخلص أي استنتاج، جيد أو سيئ عن سلوك العقيد نحو هذه المرأة الشابة، ولكن أرجو أن توفر قصتها فهم أكثر قليلا عن شخصية العقيد.
العقيد وعشيقاته (2)
قيل أن فكرة الراهبات الثوريات لم تكن إلا واجهة، ووُصفت النساء فيها على أنهن الحريم المُنقى بمزاج القذافي، بعد وفاته هناك ادعاءات من بعض النساء أنهن انتهكن جنسيا من القائد وبعض معاونيه.
أما الحارسات ومن بينهن نعيمة فلم يشتكن لي أبدا من سلوك القذافي، كان عليّ أن اعرف العديد منهن لأنك لو أردت الدخول على القذافي فعليك أولا أن تجتاز الراهبات الثوريات الصعبات.
الأسطورة التي تم صنعها هي أن توصيف العمل يشمل الشكل الحسن ولكن لم يكن هذا هو الحال، فقد أحاط نفسه بهؤلاء النساء لأنهن مخلصات وموثوقات ولا يمكن رشوتهن، لقد حصل إن الصحف الغربية كانت مهووسة بفرقة القذافي الاستعراضية من النساء الحارسات، فنشرت فقط صور الأكثر جاذبية منهن.
الأمر نفسه حصل مع ممرضاته وهن عادة من أوكرانيا، كان القذافي مهووسا بصحته و هن دائما في الطلب لقياس نسبه الكولسترول في دمه وضغط دمه ونظامه الغذائي، من جملة ما لاحظته، حافظ القذافي لأسباب أمنية على علاقات مهنية مع الممرضات، فلماذا عليه أن يجعل من الممرضة محظيته ويخاطر بتسميم نفسه بحقنة إذا ما لعبت بعقلها الغيرة.
لقد قضيتُ كثيرا من الوقت حول مكتبه في المجمع الذي كان مفصولا عن بيته، كان عنده سرير نوم هناك حتى يستطيع الراحة لساعات قليلة خلال اليوم أو ينام الليل لو عمل متأخرا.
استطيع القول تحت القسم انه لم يرم نفسه بالقوة على أية امرأة ولكن هذا لا يعني أنه لم يستغل منصبه، كان هناك موكب من النساء ممن رمين أنفسهن على القذافي، تأتي وفود النساء من أفريقيا بملابس مغرية وصدور مكشوفة، يتقاطرن عليه ليحظين برؤيته، وهن في نصف عمره، تتصرف تلك النساء كالمومسات، على أمل أن ينظر القذافي بايجابية إلى بلدانهن، لا أشك في انه استخدمهن للجنس لأنهن قُدمن له على طبق وهن في المقابل قمن باستغلاله.
رسميا، كانت مبروكة الشريف مسؤولة عن تنظيم زيارات النساء رفيعات المقام، ولكن دورها غير الرسمي هو تدبير النساء لمتعة القذافي، كانت توصف بسيدة ماخوره وفي بعض الأوقات كنت أرى خمس أو ست نساء وصلن معا حتى يستطيع أن يُنقي منهن ما يطيب له، لا أعتقد أنه كان مهتما أو محرجا أنني شاهدت ما يجري، لم أتدخل في هذا الجانب من حياته الشخصية، بالرغم من إنني في السنوات الأخيرة لحكم القذافي كنت قلقة من تنامي تأثير مبروكة، كان تعليمها ضعيفا وبالكاد تستطيع توقيع أسمها ولكن في العشر سنوات الأخيرة لحكمه مارست عليه قبضة متعاظمة باضطراد.
لقد طبقت السحر الأسود الذي تعلمته في زياراتها إلى أقطار أفريقيا الجنوبية، بالرغم من أن القذافي لم يكن لديه اهتمام بسحرها لكنه تسامح معه لأنها كانت تفتقد لأي واعز وتنفذ طلباته بدون سؤال، كانت تنشط بشكل رئيسي في الفترة الليلية وكان عملها من مكتب القذافي وشعرها الأسود وعيناها السودوان وبشرتها الشاحبة يضيفان عليها مسحة من الترويع.
مبروكة التي كانت في عقدها الثالث عندما التقيتها أول مرة لم تكن تضع ماكياج أبدا وكانت تضع غطاء على رأسها، كانت ترتدي الزي العربي التقليدي، اسود دائما، ويقال أنها مولعة بالألماس، احتفظ العقيد بمخزون منه ليمنحه كهدايا إلى زوجات القادة الأفارقة وبحسب الشائعات فإن قليل منه كان ينتهي إلى جيوب مبروكة.
العقيد وعشيقاته (3)
ومثل عبد الله السنوسي كان لمبروكة ارتباطات عائلية بالقائد حيث أنها متزوجة بأحد أبناء عمومته، ميزة أخرى تشترك فيها مع السنوسي هي الغيرة من أي شخص تخشى قربه من العقيد، لم أشعر مطلقا بالراحة بالقرب منها وهي أبانت بشكل تام أنها لا تحبني كذلك.
كنت أبغض الطريقة التي تجر بها النساء للرئيس وهو من جانبه منحها وظيفة لا معنى لها(رئيسة المكتب الخاص) والجميع كان يعرف بالضبط ماذا فعلت، لقد كان عمل قذر ولم أكن ارغب في أن تكون لي علاقة بمبروكة، كانت تتصل بالقذافي في كل الأوقات قائلة "عندي لك فتاة جديدة" وعندما تكون محيطة به لا يكون للعقيد رغبة بتسيير البلد.
هناك امرأة واحدة رغبها العقيد ولم تبادله مشاعره القوية، لقد عشق وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس واصفا إياها بأميرته الإفريقية، احتفظ العقيد بكتاب قصاصات ملئ بصور رايس والف أغنية على شرفها، كان دائما ينجذب إلى المرأة القوية ببشرة سوداء وكوندليزا رايس جعلته خائر القوى عاطفيا.
قال في مقابلة مع الجزيرة "انا معجب وفخور بالطريقة التي تحني بها ظهرها للخلف و تصدر الأوامر للقادة العرب.. ليزا ، ليزا، ليزا" و أضاف " انا أحبها كثيرا، ومعجب بها كثيرا لأنها المرأة السوداء من أصل أفريقي".
لقد كان هذا إلى حد ما مثل غرام أولاد المدارس كما أنني لاحظت أن القذافي لم يكن بالكامل مرتاحا حول الجنس الآخر، عندما يتم تقديمه للمرة الأولى إلى امرأة كان في بعض الأحيان ينظر إلى الأرضية و يتحاشى التواصل المباشر معها بالعين.
ثمة حادث التصق في ذاكرتي وحصل بدون نوايا مبيتة عندما قدم بناء على طلبي، رجل أعمال من سويسرا تدبرت له لقاء مع القذافي في مخيمه الصحراوي قرب سرت استمر حتى المساء المتأخر، وبينما كنا نضع اللمسات الأخيرة على صفقة عملة، قال الرجل فجأة " بقت زوجتي في الفندق وهى ترغب بشدة في لقاءك".
كانت ردة فعلي نوع من الامتعاض، لماذا لم يطلب ببساطة إحضار زوجته منذ البداية وكان بإمكانها أن تصافح القذافي عند انتهاء المحادثات.
القذافي كان متعود على هذا النوع من الطلبات ويتقبل هذه الإزعاجات برحابة صدر، وافق على أن يرى زوجته لوقت قصير في قاعدة عسكرية فقمت انا بمرافقتها.
صافحها القذافي بحرارة بينما تسللت انا إلى مطبخ مجاور لتحضير المشروبات لهما.
عندما رجعت وجدت أن كليهما اختفى تاركين واحدة من حارسات القذافي تشرح لي انه أخدها معه إلى المكتبة ليريها كتاب ما.
لكنها رجعت لوحدها بعد ثلاثين دقيقة تبتسم وتضحك، المرأة التي كانت إيرانية أعطت أقراطها للحارسة في إشارة إلى امتنانها.
كان من الواضح أنها سعيدة لحصولها على فرصة اللقاء الخاص بالقذافي وأطرت على اهتمامه.
بعدها غادرنا القاعدة في سيارة ليموزين رسمية عائدين إلى الفندق، فإذا بها تبكي.
"ما المشكلة؟" سألتها وانا مستغربة عما إذا كانت مريضة.
لدهشتي أجابت "قام القذافي باغتصابي وانا خائفة من ردة فعل زوجي".
إلى هذا اليوم ليس عندي فكرة عن ماذا حدث عندما كانت مع القذافي ولكنني بوضوح أتذكر المزاج الجيد والهدية، لم يكن ذلك تصرف امرأة تعرضت لاعتداء.
العقيد وعشيقاته (4)
لم يُضاف كلام أكثر وفي الصباح التالي التقيت بالزوجين في مطار سرت حيث كنا جاهزين للسفر إلى طرابلس بطائرة رجل الأعمال الخاصة، كان على متن الطائرة أيضا محمد الحويج مدير الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية ونوري المسماري رئيس مكتب المراسم وخمسة من مرافقي رجل الأعمال.
كل خبراتي في ليبيا لم تؤهلني لما سيحدث لاحقا.
بالكاد أقلعت الطائرة في رحلة قصيرة إلى العاصمة عندما سحب رجل الأعمال مسدسا ووجهه نحونا متهما القذافي بالاعتداء على زوجته، كان يطلب تعويضا بقيمة 70 مليون دولار يضمن به سلامتنا.
مرت ثوان قليلة فتأكد لنا أننا قد صرنا مخطوفين، كان في عقده السادس فلم أستطع تخيل وجود خاطف حقيقي أمامي ولم أشعر حتى بالخوف عندما اخبرنا أننا سنتجه إلى ألمانيا.
لم يأخذ الأمر وقتا طويلا حتى انتبهت السيطرة الجوية إلى التغيير غير المصرح به لمسار الطائرة فكانت تظللنا في الحال طائرتين ليبيتين مقاتلتين.
في كل وقت المفاوضات كان المسماري هادئا بشكل ملفت للنظر ونجح في إقناع خاطفنا بأن لا أمل له في الهروب، اعتقد أن مشهد الطائرتين العسكريتين أعاده إلى رشده ولم يكن حقا في نيته قتلنا بمسدسه في مقصورة الطائرة المضغوطة، كانت خطته مجنونة.
انتهى الخطف بسرعة كما بدأ ونزلنا آمنين في مطار طرابلس حيث حشدت الشرطة والخدمات الأمنية حول الطائرة.
بالنظر إلى الوراء انا مقتنعة أن كل الواقعة بما في ذلك الاغتصاب المزعوم كان حبكة غير متقنة لابتزاز القذافي، افترض هذان الزوجان عديما الضمير أن القذافي سيرغب في دفع ملايين الدولارات لحماية سمعته.
في بلاد أخرى سيتم سجن الخاطف لعقود، لكن ليبيا شئ مختلف، ببساطة تم تجريد الخاطف من سلاحه وتم إعادة تعبئة طائرته بالوقود وأرسل هو وزوجته إلى بلدهما، أدرك الليبيون أن رمي مواطن سويسري في السجن في وقت كان فيه التركيز على تصليح العلاقات مع الغرب لن يساهم إلا في تقويض كل العمل الشاق المبذول في إصلاحها.
كانوا لا يرغبون في حدوث أزمة دبلوماسية وأدركوا أن الادعاء باعتداء القذافي على سيدة سوف يتم نقله عالميا في الأخبار.
لقد كانت واقعة غريبة وانا أشاركها لأوضح أن ليس كل شئ تسمعه أو تقرأه عن العقيد ينبغي أن يؤخذ كما هو.
حياتي مع القذافي
رواية: دعد شرعب ترجمة الدكتور علي جماعة علي
الفصل السابع عشر
العقيد وعشيقاته (1)
صد الاهتمام غير المرحب به من الرجال الغراميين هو جزء من طبيعة وجودك في ليبيا، ولكن في كل سنوات عملي للقذافي، لم يقم ولو مرة بالتقرب مني جنسيا.
قد يكون هذا مثار دهشة لان صورته في الغرب كانت هي النسونجي خارج السيطرة والمغتصب المتسلسل ومنتهك النساء، و لهذا قد تفترض انه ليس ثمة امرأة آمنة في حضرته.
ليس نيتي الدفاع عن القذافي أو الحكم عليه، و لا أتظاهر إنني اعرف كل شئ عن حياته أو ماذا يحدث خلف الأبواب المغلقة، استطيع فقط أن احكي عن ما رأيت وما سمعت وما أخبرت عنه مع هذا فالتصوير المألوف للقذافي كمفترس جنسي أزعجني انه لا يتوافق مع الرجل الذي عرفته.
لم يكن ملائكة، بل كان أبعد ما يكون عن ذلك، للقذافي علاقات غرامية وهذا لا يجعله مختلفا عن رؤساء ورؤساء وزراء الدول الغربية أو الأمراء في الشرق الأوسط، لم يكون أول ولن يكن آخر قائد عالمي يستخدم قوته بهذه الطريقة ولكن علاقاته بالنساء كانت معقدة.
تحت حكم القذافي، تحسنت أمية النساء بشكل ملحوظ حيث زاد عدد السنوات التي تقضيها البنات في المدرسة، كما شُجعت المرأة على حضور الجامعة وأن تتقلد وظائف احترافية كالطب والقانون.
كلما تعرفت أكثر على شخصية القذافي كلما أدركت أكثر انه يضع المرأة في قسمين مميزين؛ في الأول تتواجد اللائي يحترمهن ولن يتم لمسهن، وفي الثاني تتواجد النساء اللائي يعاملهن كدمى لعب.
في واحدة من زياراتي المبكرة إلى ليبيا تم تقديمي إلى امرأة في عمري تقريبا، كانت من بين حارسات القذافي وقُدمت لي لتطلعني على معالم المدينة، كنا ندردش لأوقات قليلة، حينها كنت إلى حد ما ملولة من عزلتي ومنظر حوائط غرفتي في الفندق، فكنت منفتحة على تكوين أصدقاء جدد.
قضينا مساءات ممتعة معا، نقود السيارة في أحياء طرابلس والأرياف المحيطة، بعد كل هذا لم أكن اعرف عنها إلا القليل إلى أن تنحت بي جانبا نعيمة صديقتي من الاتحاد النسائي، لقد حذرتني أن احترس من هذه المرأة زاعمة أنها عشيقة الرئيس، يبدو أنها التقت بالقذافي بينما كانت تدرس ولاحقا رتب لها عضوية مرغوبة في الراهبات الثوريات في الوقت الذي تعرفت عليها كانت في علاقة مع العقيد كانت العلاقة سرا مكشوفا داخل دائرته الداخلية لمدة خمس سنوات كانت جذابة بشعر اسود طويل وكانت ذكية.
بالرغم من تحذير نعيمة، أحببت المرأة وأصبحنا قريبتين لبعض أخبرتني أنها بينما كانت تدرس، كان القذافي يدفع لها ثمن الكتب، في صباح الامتحان، وحتى يواتيها الحظ الجيد، كان يرسل لها الموسيقى عبر خط الهاتف، كانت دائما موسيقى لنفس المغنية فيروز التي كانت مشهورة جدا في العالم العربي ذلك الوقت.
مع الوقت أصبحت محل ثقة عشيقة القذافي بالرغم من أنني لم أكن عمياء عن المخاطرة، في إحدى الأيام كشفت لي انه في وقت مبكر في علاقتهما أصبحت حاملا منه، أخبرتني أن العقيد طلب منها الاحتفاظ بالطفل ولكن رفض الزواج بها، تقاليد المسلم تسمح له بالحصول على أربع زوجات ولكن اخذ محظية كان موضوع آخر، لهذا بقت العلاقة مخفية عن الشعب الليبي، غاضبة لرفضه إتباع المسار الشريف، قامت بالتخلص من الحمل.
لا استطيع التوثق من قصتها ولكن ليس من سبب يدعوني لعدم تصديقها، أعتقد أنها وثقت بي لأنني من خارج البلد وكانت فقط تريد شخص ما لتبوح له، في زيارتي التالية علمت أنها غادرت البلد.
سمعت أنها تعيش في مصر حيث تزوجت شخص آخر ومنه أنجبت طفلة، رجعتَ بعدها بوقت طويل إلى ليبيا، وعندما حاولتَ إشعال فتيل العلاقة من جديد لم يكن القذافي راغبا فيها، استأنفنا علاقتنا القديمة ولكن أخيرا فقدنا التواصل، ليس لدي فكرة أين هي الآن، البعض يقول أنها في باريس .... انا هنا لا استخلص أي استنتاج، جيد أو سيئ عن سلوك العقيد نحو هذه المرأة الشابة، ولكن أرجو أن توفر قصتها فهم أكثر قليلا عن شخصية العقيد.
العقيد وعشيقاته (2)
قيل أن فكرة الراهبات الثوريات لم تكن إلا واجهة، ووُصفت النساء فيها على أنهن الحريم المُنقى بمزاج القذافي، بعد وفاته هناك ادعاءات من بعض النساء أنهن انتهكن جنسيا من القائد وبعض معاونيه.
أما الحارسات ومن بينهن نعيمة فلم يشتكن لي أبدا من سلوك القذافي، كان عليّ أن اعرف العديد منهن لأنك لو أردت الدخول على القذافي فعليك أولا أن تجتاز الراهبات الثوريات الصعبات.
الأسطورة التي تم صنعها هي أن توصيف العمل يشمل الشكل الحسن ولكن لم يكن هذا هو الحال، فقد أحاط نفسه بهؤلاء النساء لأنهن مخلصات وموثوقات ولا يمكن رشوتهن، لقد حصل إن الصحف الغربية كانت مهووسة بفرقة القذافي الاستعراضية من النساء الحارسات، فنشرت فقط صور الأكثر جاذبية منهن.
الأمر نفسه حصل مع ممرضاته وهن عادة من أوكرانيا، كان القذافي مهووسا بصحته و هن دائما في الطلب لقياس نسبه الكولسترول في دمه وضغط دمه ونظامه الغذائي، من جملة ما لاحظته، حافظ القذافي لأسباب أمنية على علاقات مهنية مع الممرضات، فلماذا عليه أن يجعل من الممرضة محظيته ويخاطر بتسميم نفسه بحقنة إذا ما لعبت بعقلها الغيرة.
لقد قضيتُ كثيرا من الوقت حول مكتبه في المجمع الذي كان مفصولا عن بيته، كان عنده سرير نوم هناك حتى يستطيع الراحة لساعات قليلة خلال اليوم أو ينام الليل لو عمل متأخرا.
استطيع القول تحت القسم انه لم يرم نفسه بالقوة على أية امرأة ولكن هذا لا يعني أنه لم يستغل منصبه، كان هناك موكب من النساء ممن رمين أنفسهن على القذافي، تأتي وفود النساء من أفريقيا بملابس مغرية وصدور مكشوفة، يتقاطرن عليه ليحظين برؤيته، وهن في نصف عمره، تتصرف تلك النساء كالمومسات، على أمل أن ينظر القذافي بايجابية إلى بلدانهن، لا أشك في انه استخدمهن للجنس لأنهن قُدمن له على طبق وهن في المقابل قمن باستغلاله.
رسميا، كانت مبروكة الشريف مسؤولة عن تنظيم زيارات النساء رفيعات المقام، ولكن دورها غير الرسمي هو تدبير النساء لمتعة القذافي، كانت توصف بسيدة ماخوره وفي بعض الأوقات كنت أرى خمس أو ست نساء وصلن معا حتى يستطيع أن يُنقي منهن ما يطيب له، لا أعتقد أنه كان مهتما أو محرجا أنني شاهدت ما يجري، لم أتدخل في هذا الجانب من حياته الشخصية، بالرغم من إنني في السنوات الأخيرة لحكم القذافي كنت قلقة من تنامي تأثير مبروكة، كان تعليمها ضعيفا وبالكاد تستطيع توقيع أسمها ولكن في العشر سنوات الأخيرة لحكمه مارست عليه قبضة متعاظمة باضطراد.
لقد طبقت السحر الأسود الذي تعلمته في زياراتها إلى أقطار أفريقيا الجنوبية، بالرغم من أن القذافي لم يكن لديه اهتمام بسحرها لكنه تسامح معه لأنها كانت تفتقد لأي واعز وتنفذ طلباته بدون سؤال، كانت تنشط بشكل رئيسي في الفترة الليلية وكان عملها من مكتب القذافي وشعرها الأسود وعيناها السودوان وبشرتها الشاحبة يضيفان عليها مسحة من الترويع.
مبروكة التي كانت في عقدها الثالث عندما التقيتها أول مرة لم تكن تضع ماكياج أبدا وكانت تضع غطاء على رأسها، كانت ترتدي الزي العربي التقليدي، اسود دائما، ويقال أنها مولعة بالألماس، احتفظ العقيد بمخزون منه ليمنحه كهدايا إلى زوجات القادة الأفارقة وبحسب الشائعات فإن قليل منه كان ينتهي إلى جيوب مبروكة.
العقيد وعشيقاته (3)
ومثل عبد الله السنوسي كان لمبروكة ارتباطات عائلية بالقائد حيث أنها متزوجة بأحد أبناء عمومته، ميزة أخرى تشترك فيها مع السنوسي هي الغيرة من أي شخص تخشى قربه من العقيد، لم أشعر مطلقا بالراحة بالقرب منها وهي أبانت بشكل تام أنها لا تحبني كذلك.
كنت أبغض الطريقة التي تجر بها النساء للرئيس وهو من جانبه منحها وظيفة لا معنى لها(رئيسة المكتب الخاص) والجميع كان يعرف بالضبط ماذا فعلت، لقد كان عمل قذر ولم أكن ارغب في أن تكون لي علاقة بمبروكة، كانت تتصل بالقذافي في كل الأوقات قائلة "عندي لك فتاة جديدة" وعندما تكون محيطة به لا يكون للعقيد رغبة بتسيير البلد.
هناك امرأة واحدة رغبها العقيد ولم تبادله مشاعره القوية، لقد عشق وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس واصفا إياها بأميرته الإفريقية، احتفظ العقيد بكتاب قصاصات ملئ بصور رايس والف أغنية على شرفها، كان دائما ينجذب إلى المرأة القوية ببشرة سوداء وكوندليزا رايس جعلته خائر القوى عاطفيا.
قال في مقابلة مع الجزيرة "انا معجب وفخور بالطريقة التي تحني بها ظهرها للخلف و تصدر الأوامر للقادة العرب.. ليزا ، ليزا، ليزا" و أضاف " انا أحبها كثيرا، ومعجب بها كثيرا لأنها المرأة السوداء من أصل أفريقي".
لقد كان هذا إلى حد ما مثل غرام أولاد المدارس كما أنني لاحظت أن القذافي لم يكن بالكامل مرتاحا حول الجنس الآخر، عندما يتم تقديمه للمرة الأولى إلى امرأة كان في بعض الأحيان ينظر إلى الأرضية و يتحاشى التواصل المباشر معها بالعين.
ثمة حادث التصق في ذاكرتي وحصل بدون نوايا مبيتة عندما قدم بناء على طلبي، رجل أعمال من سويسرا تدبرت له لقاء مع القذافي في مخيمه الصحراوي قرب سرت استمر حتى المساء المتأخر، وبينما كنا نضع اللمسات الأخيرة على صفقة عملة، قال الرجل فجأة " بقت زوجتي في الفندق وهى ترغب بشدة في لقاءك".
كانت ردة فعلي نوع من الامتعاض، لماذا لم يطلب ببساطة إحضار زوجته منذ البداية وكان بإمكانها أن تصافح القذافي عند انتهاء المحادثات.
القذافي كان متعود على هذا النوع من الطلبات ويتقبل هذه الإزعاجات برحابة صدر، وافق على أن يرى زوجته لوقت قصير في قاعدة عسكرية فقمت انا بمرافقتها.
صافحها القذافي بحرارة بينما تسللت انا إلى مطبخ مجاور لتحضير المشروبات لهما.
عندما رجعت وجدت أن كليهما اختفى تاركين واحدة من حارسات القذافي تشرح لي انه أخدها معه إلى المكتبة ليريها كتاب ما.
لكنها رجعت لوحدها بعد ثلاثين دقيقة تبتسم وتضحك، المرأة التي كانت إيرانية أعطت أقراطها للحارسة في إشارة إلى امتنانها.
كان من الواضح أنها سعيدة لحصولها على فرصة اللقاء الخاص بالقذافي وأطرت على اهتمامه.
بعدها غادرنا القاعدة في سيارة ليموزين رسمية عائدين إلى الفندق، فإذا بها تبكي.
"ما المشكلة؟" سألتها وانا مستغربة عما إذا كانت مريضة.
لدهشتي أجابت "قام القذافي باغتصابي وانا خائفة من ردة فعل زوجي".
إلى هذا اليوم ليس عندي فكرة عن ماذا حدث عندما كانت مع القذافي ولكنني بوضوح أتذكر المزاج الجيد والهدية، لم يكن ذلك تصرف امرأة تعرضت لاعتداء.
العقيد وعشيقاته (4)
لم يُضاف كلام أكثر وفي الصباح التالي التقيت بالزوجين في مطار سرت حيث كنا جاهزين للسفر إلى طرابلس بطائرة رجل الأعمال الخاصة، كان على متن الطائرة أيضا محمد الحويج مدير الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية ونوري المسماري رئيس مكتب المراسم وخمسة من مرافقي رجل الأعمال.
كل خبراتي في ليبيا لم تؤهلني لما سيحدث لاحقا.
بالكاد أقلعت الطائرة في رحلة قصيرة إلى العاصمة عندما سحب رجل الأعمال مسدسا ووجهه نحونا متهما القذافي بالاعتداء على زوجته، كان يطلب تعويضا بقيمة 70 مليون دولار يضمن به سلامتنا.
مرت ثوان قليلة فتأكد لنا أننا قد صرنا مخطوفين، كان في عقده السادس فلم أستطع تخيل وجود خاطف حقيقي أمامي ولم أشعر حتى بالخوف عندما اخبرنا أننا سنتجه إلى ألمانيا.
لم يأخذ الأمر وقتا طويلا حتى انتبهت السيطرة الجوية إلى التغيير غير المصرح به لمسار الطائرة فكانت تظللنا في الحال طائرتين ليبيتين مقاتلتين.
في كل وقت المفاوضات كان المسماري هادئا بشكل ملفت للنظر ونجح في إقناع خاطفنا بأن لا أمل له في الهروب، اعتقد أن مشهد الطائرتين العسكريتين أعاده إلى رشده ولم يكن حقا في نيته قتلنا بمسدسه في مقصورة الطائرة المضغوطة، كانت خطته مجنونة.
انتهى الخطف بسرعة كما بدأ ونزلنا آمنين في مطار طرابلس حيث حشدت الشرطة والخدمات الأمنية حول الطائرة.
بالنظر إلى الوراء انا مقتنعة أن كل الواقعة بما في ذلك الاغتصاب المزعوم كان حبكة غير متقنة لابتزاز القذافي، افترض هذان الزوجان عديما الضمير أن القذافي سيرغب في دفع ملايين الدولارات لحماية سمعته.
في بلاد أخرى سيتم سجن الخاطف لعقود، لكن ليبيا شئ مختلف، ببساطة تم تجريد الخاطف من سلاحه وتم إعادة تعبئة طائرته بالوقود وأرسل هو وزوجته إلى بلدهما، أدرك الليبيون أن رمي مواطن سويسري في السجن في وقت كان فيه التركيز على تصليح العلاقات مع الغرب لن يساهم إلا في تقويض كل العمل الشاق المبذول في إصلاحها.
كانوا لا يرغبون في حدوث أزمة دبلوماسية وأدركوا أن الادعاء باعتداء القذافي على سيدة سوف يتم نقله عالميا في الأخبار.
لقد كانت واقعة غريبة وانا أشاركها لأوضح أن ليس كل شئ تسمعه أو تقرأه عن العقيد ينبغي أن يؤخذ كما هو.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الخامس
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السادس
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السايع
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الثامن
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل التاسع
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السادس
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السايع
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الثامن
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل التاسع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR