إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السادس عشر
صفحة 1 من اصل 1
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السادس عشر
العقيد وانا
حياتي مع القذافي
رواية: دعد شرعب ترجمة الدكتور علي جماعة علي
الفصل السادس عشر
أيام مظلمة (1)
بالرغم من تأييده للعراق في حرب الخليج الأولى، لم يكن العقيد صديق لصدام حسين، كان يعتبره متنمرا وطاغية، وبحسب علمي لم يدع القذافي نظيره ولو مرة لزيارة ليبيا، كانت الكراهية بينهما مشتركة وبدأت بدعم العقيد لإيران في الحرب مع العراق في الثمانينات، لهذا لم يذرف العقيد دموعا عليه عندما أزيح من السلطة بالتحالف الذي قادته أمريكا في عام 2003م.
سقوط صدام أقنع القذافي أكثر من أي وقت مضى أن البحث عن علاقات أفضل مع أمريكا والغرب هو الطريق الصحيح.
الافتراض الذي بُنى عليه غزو العراق كان امتلاكها المزعوم لأسلحة الدمار الشامل، لذلك اضطرب العقيد عندما اعتبر الغرب صدام مخادعا وغزوه بعد أن رفض أن ينزع أسلحته، في ذلك الوقت كانت ليبيا تملك برنامجها الخاص للأسلحة النووية فقاد بلير حملة نشطة لإقناع القذافي بالتخلي عنه، في ذلك الوقت كانت العقوبات ضد ليبيا معلقة فأخذ بلير يهز بجزرة الرفع التام إذا اصطف العقيد وامتثل، طور الاثنان فيما بينهما علاقة دافئة جدا.
في أواخر عام 2003م كنت في مكتب العقيد عندما جاءته مكالمة من لندن، كان القذافي في ذلك الوقت يعاني من الم في الظهر، فأضطجع على الأريكة حتى يتمكن من الحديث عبر مكبر صوت الهاتف إلى صديقه بلير، كنت واقفة هناك مع حزمة أوراق في يدي لتوقيعها من القائد، ومن مكاني استمعت إلى بداية نقاشهم.
لم يكن هذا بعد فترة طويلة من القبض على صدام، قبل أن يتم تبادل الدعابات المألوفة، قال العقيد انه يريد اطلاع رئيس وزراء بريطانيا على شئ ما " انا لا أحب الطريقة التي أهينت بها صورة صدام في وسائل الإعلام البريطانية" قاصدا صورة صدام أثناء الكشف الطبي على القائد العراقي بعد القبض عليه من القوات الأمريكية، فقد عُرض صدام وهم يبحثون عن القمل في رأسه ويفحصون أسنانه، وعبر المترجم أضاف " هذا ليس صحيح، صدام رجل عسكري وقائد الجيش، كان ينبغي أن يعامل باحترام وتُعطى له التحية من عسكري يحمل الرتبة الأقدم، ما كان ينبغي أن يتم عرضه على التلفزيون".
قبل مغادرة الغرفة سمعت بلير يقول" رئيس وزراء بريطانيا لا يتحكم في وسائل الإعلام". يبدو أن هذا لم يرض القذافي فقال" لا أريد أن أرى أي شئ مثل هذا يحصل مرة أخرى، معاملة قائد عربي بهذه الطريقة يبني الغضب ضد أمريكا وبريطانيا"، وكما شددت سابقا، الاحترام والكرامة تعني الكثير للعقيد حتى ولو تعلق الأمر بعدو.
يبدو أن هذا التأنيب لم يسبب لبلير أي أذى، ففي شهر مارس من السنة التالية وقع الاثنان ما عُرف ب"صفقة في الصحراء" في أول زيارة لبلير إلى ليبيا.
أكد القذافي التزامه بالتخلي عن بحثه عن أسلحة الدمار الشامل مقابل أن تأخذ ليبيا وثبة أخرى نحو المجتمع الدولي، النتيجة الأبعد للاجتماع في خيمة القذافي كان عقدا بقيمة 200 مليون دولار أمريكي لصالح شركة شل الهولندية البريطانية وتبعه بعد سنوات قليلة عقد مغر آخر مع شركة BP البريطانية. هلل بلير لهذه العلاقة الجديدة بين بلديهما واتفقا أن يحاربا معا الإرهاب والتطرف.
أصبح بلير منتظما في زياراته إلى طرابلس حتى بعد أن ترك الوظيفة والعقيد أحبه كثيرا ولم أسمع مطلقا انه ذكره بسوء.
زائر آخر عالي المستوى هو فلاديمير بوتين الذي قام بالزيارة بعد توسطي في الخلاف بين ليبيا وروسيا حول الأسلحة، يتعلق الأمر بصفقة عمرها 12 عام لدبابات روسية لم يتم استلامها بسبب العقوبات، بعد رفع العقوبات أصرت روسيا على إرسال الدبابات مقابل 4.5 مليار وأرادت ليبيا تمزيق الاتفاقية لان العربات المسلحة صارت طراز قديم، الاستياء الغاضب على الصفقة سوف يفسد العلاقات بين البلدين ولكن تمكنت من التوصل إلى حل وسط يتضمن التخلص من الصفقة الأصلية والتوقيع على عقد عسكري ومدني بقيمة 6 مليار دولار لصالح روسيا يشمل شراء دبابات جديدة، وكبادرة حسن نوايا تم الاتفاق أيضا أن يقوم بوتين بزيارة قصيرة إلى ليبيا التي كانت انجاز لصالح القذافي وإشارة للغرب إن الإذعان ليس الخيار الوحيد أو أمرا مفروغا منه.
أيام مظلمة (2)
سنة 2004م التي زار فيها بلير ليبيا كانت مشهودة لأسباب عديدة، كان من المفترض أن يكون وقت للسعادة ولكن على العكس كان واحد من أظلم فترات حياتي.
كان شقيقيّ فراس وعزالدين سيتزوجا وسيحضر الحفل في عمان 600 مدعو.
سكن فراس في شقتي في لندن حيث درس إدارة الأعمال وقضى سنتين في أمريكا قبل تأسيس شركته لإمدادات الجيش بلوازم مثل البطاطين والملابس العسكرية، عرفته بمعارفي في ليبيا بما في ذلك القذافي واستخدم مكتبي في طرابلس كقاعدة لعمله وأحبه العقيد و وعد بحضور حفل زفافه.
كنت في عمان استعد لوضع اللمسات الأخيرة لحفل الزفاف وكان فراس وشقيقه وابن عمه في ليبيا، حيث لفراس عديد من الأصدقاء، قاموا هناك بتسليم بطاقات الدعوة وحتى نأخذ نحن راحتنا في الترتيبات بدون إزعاجهم.
اتصل عزالدين من ليبيا و ردت عليه من بيتي ، سيشيليا ابنة أختي التي قدمت من أمريكا لحضور الزفاف، سأل عني، كنت نصف نائمة، سمعت بكاء ثم صراخ وهذه الكلمات " فراس مات"، ثم انقطع الخط، ليتركني حائرة في تصديق أذناي، لم ارغب في تصديق ما سمعت منذ قليل، لأنه كان يبلغ من العمر 31 عاما و يبدو في صحة جيدة، كان منخرط في بناء الأجسام ويتمرن في الصالة الرياضية.
مباشرة اتصلت بمكتب الرئيس رغم أن الساعة كانت الثالثة صباحا" لا يمكن أن يكون هذا صحيحا" اخبروني" لقد رأيناه منذ ساعات قليلة فقط، ولكن سنعمل اتصالاتنا".
بعد ربع ساعة رن جرس الهاتف مرة أخرى، انه مكتب القذافي يؤكد الأخبار المروعة، اقسم أني شعرت الأرض تهتز تحت قدماي.
في الساعات القليلة القادمة بالحديث مع ابن عمنا إيهاب في ليبيا، استطعت تدريجيا فهم ما حدث، حصل أنهم كانوا يستمتعون بجلسة شواء في فيلتهم في طرابلس في المساء السابق عندما بدا فراس في الشكوى من الم في يده، انطلق في سيارة مع سائق ليشتري مسكنات المم ورفض عرض الآخرين بالذهاب معه مصرا على أن لاثمة شئ يدعو للقلق، بالكاد غادرا حتى شعر شقيقي بالآلام في الصدر فحّول مسار السيارة إلى المستشفى، حتى عندئذ لم يكن يبدو الأمر خطيرا، لاحقا وصف السائق كيف كان باستطاعة فراس أن يدخل إلى المبنى بدون مساعدة حتى استلقى في غرفة الكشف بينما كان الدكتور يكشف عليه، مد شقيقي ذراعه فجأة وفصل أجهزة المراقبة المركبة على جسده وصرخ أصيب بنوبة قلبية كبيرة وبالرغم من وجوده في المستشفى ما كان ممكنا أنقاده، كان الشريان الرئيس مسدود والتفسير الوحيد الذي قدمه الأطباء هو نظامه الغذائي عالي البروتين مع المكملات الغذائية التي يتناولها لبناء الجسم.
وفر القذافي طائرة خاصة لنقل الجثمان قبل فجر اليوم التالي، وفي العزاء حضر وفد من الحكومة الليبية وعدد من أصدقاءه من البلد.
عندما انهار زواجي هربت إلى ليبيا وفي هذا الوقت انسحبت إلى لندن لمدة 8 شهور لم اشتغل بل امضي أوقاتي في ضياع و تشوش ولكن أخيرا حان الوقت عندما شعرت أني قادرة على العودة إلى ليبيا.
رغبت في أن أكون مشغولة مرة أخرى وأن استعيد بعض الإحساس بالحالة السوية، ولكن حالما وصلت إلى طرابلس كان أمامي العمل المؤلم جدا المتمثل في تنظيف فيلا شقيقي، كان القذافي قد أمر بقفلها بعد موت فراس ولهذا بقى كل شئ كما كان منذ حفلة الشواء التي استمتع بها شقيقي في آخر يوم في حياته مع شقيقه الآخر وابن عمه.
التقيت بالعقيد للمرة الأولى منذ وفاة فراس ومازلت ارتدي السواد حزنا عليه، لقد تأثرت بتعاطفه، بدخولي إلى الغرفة وقف القذافي، احتضني و وضع كلتا يديه على راسي وقال" أنت فقدتي أخيك وهذه إرادة الله، ولكن الآن بإمكانك اعتباري أخوك وأبوك "، لاحظت أن عينيه مغرورقتين بالدموع وهذا هو الجانب الآخر للقذافي، الجانب الذي لا يتحدث عنه ولا يكتب عنه أحد، إنها هذه الذكرى، أحاول أن استبقيها، لرجل بكى لموت أخي، دائما ثمة شئ يجعلني مشغولة في ليبيا فبقيت هناك ثلاثة أسابيع قبل أن ارجع إلى الأردن.
انتهى الفصل السادس عشر
حياتي مع القذافي
رواية: دعد شرعب ترجمة الدكتور علي جماعة علي
الفصل السادس عشر
أيام مظلمة (1)
بالرغم من تأييده للعراق في حرب الخليج الأولى، لم يكن العقيد صديق لصدام حسين، كان يعتبره متنمرا وطاغية، وبحسب علمي لم يدع القذافي نظيره ولو مرة لزيارة ليبيا، كانت الكراهية بينهما مشتركة وبدأت بدعم العقيد لإيران في الحرب مع العراق في الثمانينات، لهذا لم يذرف العقيد دموعا عليه عندما أزيح من السلطة بالتحالف الذي قادته أمريكا في عام 2003م.
سقوط صدام أقنع القذافي أكثر من أي وقت مضى أن البحث عن علاقات أفضل مع أمريكا والغرب هو الطريق الصحيح.
الافتراض الذي بُنى عليه غزو العراق كان امتلاكها المزعوم لأسلحة الدمار الشامل، لذلك اضطرب العقيد عندما اعتبر الغرب صدام مخادعا وغزوه بعد أن رفض أن ينزع أسلحته، في ذلك الوقت كانت ليبيا تملك برنامجها الخاص للأسلحة النووية فقاد بلير حملة نشطة لإقناع القذافي بالتخلي عنه، في ذلك الوقت كانت العقوبات ضد ليبيا معلقة فأخذ بلير يهز بجزرة الرفع التام إذا اصطف العقيد وامتثل، طور الاثنان فيما بينهما علاقة دافئة جدا.
في أواخر عام 2003م كنت في مكتب العقيد عندما جاءته مكالمة من لندن، كان القذافي في ذلك الوقت يعاني من الم في الظهر، فأضطجع على الأريكة حتى يتمكن من الحديث عبر مكبر صوت الهاتف إلى صديقه بلير، كنت واقفة هناك مع حزمة أوراق في يدي لتوقيعها من القائد، ومن مكاني استمعت إلى بداية نقاشهم.
لم يكن هذا بعد فترة طويلة من القبض على صدام، قبل أن يتم تبادل الدعابات المألوفة، قال العقيد انه يريد اطلاع رئيس وزراء بريطانيا على شئ ما " انا لا أحب الطريقة التي أهينت بها صورة صدام في وسائل الإعلام البريطانية" قاصدا صورة صدام أثناء الكشف الطبي على القائد العراقي بعد القبض عليه من القوات الأمريكية، فقد عُرض صدام وهم يبحثون عن القمل في رأسه ويفحصون أسنانه، وعبر المترجم أضاف " هذا ليس صحيح، صدام رجل عسكري وقائد الجيش، كان ينبغي أن يعامل باحترام وتُعطى له التحية من عسكري يحمل الرتبة الأقدم، ما كان ينبغي أن يتم عرضه على التلفزيون".
قبل مغادرة الغرفة سمعت بلير يقول" رئيس وزراء بريطانيا لا يتحكم في وسائل الإعلام". يبدو أن هذا لم يرض القذافي فقال" لا أريد أن أرى أي شئ مثل هذا يحصل مرة أخرى، معاملة قائد عربي بهذه الطريقة يبني الغضب ضد أمريكا وبريطانيا"، وكما شددت سابقا، الاحترام والكرامة تعني الكثير للعقيد حتى ولو تعلق الأمر بعدو.
يبدو أن هذا التأنيب لم يسبب لبلير أي أذى، ففي شهر مارس من السنة التالية وقع الاثنان ما عُرف ب"صفقة في الصحراء" في أول زيارة لبلير إلى ليبيا.
أكد القذافي التزامه بالتخلي عن بحثه عن أسلحة الدمار الشامل مقابل أن تأخذ ليبيا وثبة أخرى نحو المجتمع الدولي، النتيجة الأبعد للاجتماع في خيمة القذافي كان عقدا بقيمة 200 مليون دولار أمريكي لصالح شركة شل الهولندية البريطانية وتبعه بعد سنوات قليلة عقد مغر آخر مع شركة BP البريطانية. هلل بلير لهذه العلاقة الجديدة بين بلديهما واتفقا أن يحاربا معا الإرهاب والتطرف.
أصبح بلير منتظما في زياراته إلى طرابلس حتى بعد أن ترك الوظيفة والعقيد أحبه كثيرا ولم أسمع مطلقا انه ذكره بسوء.
زائر آخر عالي المستوى هو فلاديمير بوتين الذي قام بالزيارة بعد توسطي في الخلاف بين ليبيا وروسيا حول الأسلحة، يتعلق الأمر بصفقة عمرها 12 عام لدبابات روسية لم يتم استلامها بسبب العقوبات، بعد رفع العقوبات أصرت روسيا على إرسال الدبابات مقابل 4.5 مليار وأرادت ليبيا تمزيق الاتفاقية لان العربات المسلحة صارت طراز قديم، الاستياء الغاضب على الصفقة سوف يفسد العلاقات بين البلدين ولكن تمكنت من التوصل إلى حل وسط يتضمن التخلص من الصفقة الأصلية والتوقيع على عقد عسكري ومدني بقيمة 6 مليار دولار لصالح روسيا يشمل شراء دبابات جديدة، وكبادرة حسن نوايا تم الاتفاق أيضا أن يقوم بوتين بزيارة قصيرة إلى ليبيا التي كانت انجاز لصالح القذافي وإشارة للغرب إن الإذعان ليس الخيار الوحيد أو أمرا مفروغا منه.
أيام مظلمة (2)
سنة 2004م التي زار فيها بلير ليبيا كانت مشهودة لأسباب عديدة، كان من المفترض أن يكون وقت للسعادة ولكن على العكس كان واحد من أظلم فترات حياتي.
كان شقيقيّ فراس وعزالدين سيتزوجا وسيحضر الحفل في عمان 600 مدعو.
سكن فراس في شقتي في لندن حيث درس إدارة الأعمال وقضى سنتين في أمريكا قبل تأسيس شركته لإمدادات الجيش بلوازم مثل البطاطين والملابس العسكرية، عرفته بمعارفي في ليبيا بما في ذلك القذافي واستخدم مكتبي في طرابلس كقاعدة لعمله وأحبه العقيد و وعد بحضور حفل زفافه.
كنت في عمان استعد لوضع اللمسات الأخيرة لحفل الزفاف وكان فراس وشقيقه وابن عمه في ليبيا، حيث لفراس عديد من الأصدقاء، قاموا هناك بتسليم بطاقات الدعوة وحتى نأخذ نحن راحتنا في الترتيبات بدون إزعاجهم.
اتصل عزالدين من ليبيا و ردت عليه من بيتي ، سيشيليا ابنة أختي التي قدمت من أمريكا لحضور الزفاف، سأل عني، كنت نصف نائمة، سمعت بكاء ثم صراخ وهذه الكلمات " فراس مات"، ثم انقطع الخط، ليتركني حائرة في تصديق أذناي، لم ارغب في تصديق ما سمعت منذ قليل، لأنه كان يبلغ من العمر 31 عاما و يبدو في صحة جيدة، كان منخرط في بناء الأجسام ويتمرن في الصالة الرياضية.
مباشرة اتصلت بمكتب الرئيس رغم أن الساعة كانت الثالثة صباحا" لا يمكن أن يكون هذا صحيحا" اخبروني" لقد رأيناه منذ ساعات قليلة فقط، ولكن سنعمل اتصالاتنا".
بعد ربع ساعة رن جرس الهاتف مرة أخرى، انه مكتب القذافي يؤكد الأخبار المروعة، اقسم أني شعرت الأرض تهتز تحت قدماي.
في الساعات القليلة القادمة بالحديث مع ابن عمنا إيهاب في ليبيا، استطعت تدريجيا فهم ما حدث، حصل أنهم كانوا يستمتعون بجلسة شواء في فيلتهم في طرابلس في المساء السابق عندما بدا فراس في الشكوى من الم في يده، انطلق في سيارة مع سائق ليشتري مسكنات المم ورفض عرض الآخرين بالذهاب معه مصرا على أن لاثمة شئ يدعو للقلق، بالكاد غادرا حتى شعر شقيقي بالآلام في الصدر فحّول مسار السيارة إلى المستشفى، حتى عندئذ لم يكن يبدو الأمر خطيرا، لاحقا وصف السائق كيف كان باستطاعة فراس أن يدخل إلى المبنى بدون مساعدة حتى استلقى في غرفة الكشف بينما كان الدكتور يكشف عليه، مد شقيقي ذراعه فجأة وفصل أجهزة المراقبة المركبة على جسده وصرخ أصيب بنوبة قلبية كبيرة وبالرغم من وجوده في المستشفى ما كان ممكنا أنقاده، كان الشريان الرئيس مسدود والتفسير الوحيد الذي قدمه الأطباء هو نظامه الغذائي عالي البروتين مع المكملات الغذائية التي يتناولها لبناء الجسم.
وفر القذافي طائرة خاصة لنقل الجثمان قبل فجر اليوم التالي، وفي العزاء حضر وفد من الحكومة الليبية وعدد من أصدقاءه من البلد.
عندما انهار زواجي هربت إلى ليبيا وفي هذا الوقت انسحبت إلى لندن لمدة 8 شهور لم اشتغل بل امضي أوقاتي في ضياع و تشوش ولكن أخيرا حان الوقت عندما شعرت أني قادرة على العودة إلى ليبيا.
رغبت في أن أكون مشغولة مرة أخرى وأن استعيد بعض الإحساس بالحالة السوية، ولكن حالما وصلت إلى طرابلس كان أمامي العمل المؤلم جدا المتمثل في تنظيف فيلا شقيقي، كان القذافي قد أمر بقفلها بعد موت فراس ولهذا بقى كل شئ كما كان منذ حفلة الشواء التي استمتع بها شقيقي في آخر يوم في حياته مع شقيقه الآخر وابن عمه.
التقيت بالعقيد للمرة الأولى منذ وفاة فراس ومازلت ارتدي السواد حزنا عليه، لقد تأثرت بتعاطفه، بدخولي إلى الغرفة وقف القذافي، احتضني و وضع كلتا يديه على راسي وقال" أنت فقدتي أخيك وهذه إرادة الله، ولكن الآن بإمكانك اعتباري أخوك وأبوك "، لاحظت أن عينيه مغرورقتين بالدموع وهذا هو الجانب الآخر للقذافي، الجانب الذي لا يتحدث عنه ولا يكتب عنه أحد، إنها هذه الذكرى، أحاول أن استبقيها، لرجل بكى لموت أخي، دائما ثمة شئ يجعلني مشغولة في ليبيا فبقيت هناك ثلاثة أسابيع قبل أن ارجع إلى الأردن.
انتهى الفصل السادس عشر
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السادس
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الرابع عشر
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الخامس عشر
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الاول
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السابع عشر
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الرابع عشر
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الخامس عشر
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الاول
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السابع عشر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR