لبنان: الاعتداء على التبولة اعتداء علينا

يؤكد اختصاصيون في التاريخ والطبخ ان دراسات اجروها اكدت "الاصول" اللبنانية للحمص بالطحينة والتبولة فيما يستعد لبنان لاطلاق "معركة لاستعادة حقه التاريخي" في هذين الطبقين على اعتبار انهما "من تراث المطبخ اللبناني".

ويتهم مسؤولون اقتصاديون لبنانيون اسرائيل بممارسة "القرصنة على الهوية التراثية للمأكولات اللبنانية"، ملاحظين ان "طبق الحمص بالطحينة يسوق اليوم عالمياً كطبق تراثي اسرائيلي او يوناني".

وفي اطار هذه المساعي تنظم جمعية الصناعيين اللبنانيين برعاية وزارة الصناعة محاولة في 24 و25 تشرين الاول/اكتوبر في بيروت لتحطيم الرقم القياسي الحالي لأكبر صحن حمص في العالم، وهو مسجل باسم اسرائيل.

كذلك ستجرى محاولة لاعداد اكبر صحن تبولة.

ويوضح "الشيف" رمزي شويري، مدير مدرسة الكفاءات الفندقية واحد اشهر خبراء المطبخ في لبنان والعالم العربي الذي سيشرف على المحاولة ان نحو 250 "شيف" متدرباً سيحضرون الطبقين مستخدمين طنين ونصف الطن من عصير الحامض اضافة الى حوالي ثمانية آلاف باقة بقدونس لطبق التبولة.

وتشن جمعية الصناعيين حملة واسعة النطاق في شأن "لبنانية" الحمص والتبولة، وتعمد على تسجيل اطباق المطبخ اللبناني في المؤسسات ذات الصلة بالاتحاد الاوروبي ومنظمة التجارة العالمية.

ويقول رئيس الجمعية فادي عبود ان محاولة تسجيل الرقم القياسي "هي الخطوة الاولى في المسار الطويل لتأكيد الهوية اللبنانية للحمص والتبولة".

ويؤكد ان "الجمعية سترفع دعوى قضائية ضد اسرائيل وكل الشركات المساهمة في عمليات السطو على الانتاج الوطني" اللبناني.

اما رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان غازي قريطم، فيشدد على ضرورة "تسجيل المنتجات اللبنانية في المؤسسات المختصة بحماية الملكيات الانتاجية".

ويوضح عبود ان "مطاعم لندن ونيويورك تقدم وصفات شهية من الحمص والفلافل على انها اطباق تراثية اسرائيلية ما يسبب خسائر فادحة يتكبدها لبنان في سوق الحمص تقدر بمليار دولار".

ويضيف "يومياً، يستهلك 500 الف صحن حمص في اهم عواصم العالم".

ويرى عبود ان ثمة "قرصنة على الهوية التراثية للمأكولات اللبنانية" موضحاً ان "اسرائيل تسطو على الاسماء الاصلية لعدد كبير من المأكولات، مثل الفلافل والحمص والبابا غنوج والتبولة والمنقوشة واللبنة والكشك والشنكليش وغيرها".

ويقول رئيس نقابة اصحاب الصناعات الغذائية في لبنان جورج نصراوي ان "الحمص بالطحينة والتبولة لبنانيان، ونعد ملفاً متكاملاً يؤكدان ذلك".

ويشرح الدكتور مارك ابو عبدالله (28 عاماً) الذي يحمل شهادة ماجستير في اللغات السامية القديمة (الارامي والفينيقي والعبري والاكادي والهيروغليفي) ان اصل كلمة تبولة ليس عربياً ولا عبرياً، بل هو اكادي، وهي مشتقة من فعل "بلل" اي مزج، واسم مفعوله "متبلل".

ويضيف ابو عبدالله "من المؤكد بنسبة 99 % ان الجذر اللغوي لاصل كلمة تبولة يعني مزج عناصر عدة، وهو ما ينطبق على التبولة".

ويوضح ان "مخطوطة اكادية تعود الى العام 1800 قبل الميلاد وجدت في بلاد ما بين النهرين (العراق حالياً)، تشير الى مزج الخضار مع الزيت، او الخضار مع الطحين، والطحين هنا يعنى به البرغل".

ويتابع "يا للاسف ليست لدينا في لبنان اي مخطوطة تحوي هذه الكلمة، او اي معلومة تدل على كيفية وصول اكلة التبولة الى لبنان، من بلاد ما بين النهرين.ولكن، بما ان فعل (بلل) موجود في مخطوطة تعود الى العام 1500 قبل الميلاد، عثر عليها في مدينة قرطاجة، التي بناها الفينيقيون، وموجود كذلك في مخطوطة فينيقية في مدينة مرسيليا الفرنسية، فان من المؤكد ان هذا المزيج كان موجوداً عند الفينيقيين الذين صدروه الى قرطاجة".

ويشير الى ان "ثمة مخطوطة صغيرة بالعبرية، ولكنها تعود الى العام 700 قبل الميلاد، تتحدث عن بلل الخضار، اي البقدونس والنعناع، مع الحامض (المستخرج من الحصرم او الحميضة)، ومزجها بزيت الزيتون، ولم يكن ثمة طماطم وقتها".

ويلفت الى ان "مخطوطتي مرسيليا وقرطاجة تفيدان بان الفينيقيين كانوا يقدمون الاطباق الممزوجة في الاعياد، في حين ان كتاب العهد القديم، يشير الى ان الفينيقيين كانوا يقدمون اطباقا ممزوجة الى الآلهة في اعالي الجبال، وهذه كلها دلائل الى ان التبولة كانت معروفة جدا لدى الفينيقيين".

اما "الشيف" رمزي الذي اعد كتاباً عن المطبخ التراثي اللبناني، فيقول ان التبولة انطلقت من منطقة البقاع اللبنانية.

ويضيف "اكتشفت ان التبولة التي نعرفها هي واحدة من ثلاثة انواع تبولة كانت موجودة في البقاع، فثمة نوعان لا يعرفهما الناس، أحدهما يسمى التبولة الكذابة، والثاني التبولة باللحم، مع القورما والبصل والطماطم والبقدونس والبرغل".

ويشير الى ان "التبولة المعروفة عناصرها الاساسية لبنانية بامتياز، كالبرغل وزيت الزيتون".

ويتابع "اذا كانت منطقة البقاع مصدر انطلاق التبولة، فان المنطقة الساحلية في لبنان نقطة انطلاق الحمص بالطحينة".


ويشرح "الحمص استعمل في بلادنا من زمن بعيد، وكان يقدم على طريقة البليلة اي حبوب الحمص المسلوقة المطيبة بزيت الزيتون والبهارات والمزينة بالصنوبر (..) وفي القرى اللبنانية كانت الضيافة قديما عبارة عن فواكه مجففة وحمص محلى".

ويتابع "في العام 1840، مع وجود العثمانيين، دخلت الطحينة الى لبنان عبر بعض التجار في مدينتي طرابلس وصيدا ثم راح اللبنانيون يمزجون الحمص بالطحينة وصار عندنا حمص بالطحينة".

ويتابع "الحجة التي اكدتها واعتمدتها السلطات اللبنانية منطقية اذ لم تكن اسرائيل موجودة في تلك الفترة وكان الشعب اليهودي مشتتا في العالم، والمطبخ اليهودي مؤلف من وصفات بولندية وتشيكوسلوفاكية وغيرها من البلدان التي كان اليهود يعيشون فيه".

واذ يقر بيان الاعلان عن الحملة بـ"وجود لغز تاريخي حول المنشأ الاصلي لطبق الحمص بالطحينة"، يجزم ان هذا الطبق "انطلق من المشرق العربي".

اما مارك ابو عبدالله فيقول ان "مخطوطة بابلية تعود الى العام 500 قبل الميلاد، تروي ان ثمانية نجارين من مدينة بيبلوس الفينيقية (جبيل حالياً) كانوا يعملون في بابل، وكانوا يتقاضون مقابل اعمالهم ليتراً ونصف ليتر يومياً من زيت السمسم الذي تستخرج منه الطحينة".

ويسأل "لو لم يكن زيت السمسم معروفاً ومستخدماً في اطباق هؤلاء الثمانية وذا قيمة بالنسبة اليهم، لما كانوا قبلوا به أجراً لهم".

ويضيف ابو عبدالله ان "بلاد ما بين النهرين كانت معروفة بمائدتها الغنية وهي مصدر كل الاطباق، وكانت هذه الاطباق تحط في لبنان وتنطلق منه الى الخارج، وقد عرف عن الفينيقيين انهم كانوا يطورون ما يستوردونه ويعيدون تصديره بشكل مختلف، وهذا ما ينطبق على الحمص".

ويؤكد رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين ان "توثيق اصول الحمص والتبولة سيستمر من خلال ورشات عمل متخصصة".

مشكور ولد سيدى على ماقدمت

كل الشكر لمن قام باللرد على هذا الموضوع

مجهود رائع لك الشكرعليه

اختيار المواضيع القيمة والرد عليها هو بذاتة ابداع ما بعدة ابداع
مشكورين جميعآ على مروركم المميز

اشكرك اخى استار

المرور على المواضيع وتحفيز كاتبها بعبارة شكراً او يعطيك العافية او او او
تزيد من نشاط العضو فى المنتدى ويسارع بنشر المواضيع القيم فى جميع ارجاء المنتدى فلماذا لا نشكر صاحب الموضوع ولو حتى بكلمة بسيطة وهى شكراً هى كلمة بسيطة لكن مضمونها كبير وكبير جداً......لصاحب الموضوع
*****
كل الشكر لمن قام بالرد على جميع مواضيعى فى جميع ارجاء المنتدى

مشكور على الموضوع

شكراً لكم وللمروركم وللأطلالتكم البهية