إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل التاسع
صفحة 1 من اصل 1
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل التاسع
العقيد وانا
حياتي مع القذافي
رواية: دعد شرعب ترجمة الدكتور - علي جماعة علي
الفصل التاسع
الرئيس بوش ﴿1﴾
ملخصات موسعة
- دائما اشدد على أهمية العلاقات بالأشخاص المناسبين لأنها تفتح لك اعتي الأبواب في التجارة والسياسة وفي أي مجال آخر.
- كنت بصدد استقبال مكالمة من لوسي بيلنسغلي ابنة الملياردير ترامل كرو تلك التي ضمنت لي فيما بعد الدخول على أقوى رجل في العالم.
- كرو والد لوسي هو مطور عقاري أمريكي كان في ذلك الوقت من عام 1992م يقوم بأكبر حملة تبرعات لصالح الحزب الجمهوري عندما كنت انا في نيويورك مع الوفد الليبي.
- طلبت مني لوسي حضور حفلة والدها للتبرع، قالت "إنها مناسبة جيدة للتعرف على بعض الأشخاص ممن قد يكونوا قادرين على مساعدتكم"، سألتها عن إمكانية حضور وزير المالية البخاري الحفلة معنا ولدهشتي أجابت بنعم، وأضاف زوجها" أن الرئيس بوش سيكون من ضمن الحضور وسنرتب للبخاري بضع دقائق معه".
- تعرفت على لوسي وزوجها بعدما قدمها لي عضو مجموعة الضغط السياسي جوردن ويد.
- كانت الإشكالية أن الاجتماع في جنوب شرق دالاس وحركة البخاري مقيدة أمنيا بين نيويورك وواشنطن.
- حكينا مع معارفنا الأمريكان قالوا إن السلطات ستغض البصر وعليكم أن لا تضيعوا هذا الفرصة الذهبية، كان هذا صعب التصديق، قلت في نفسي: فلنجرب ليس لدينا ما نخسر.
- كان هذا قبل 11 سبتمبر عندما كان السفر بالطائرة بين الولايات كالسفر بالحافلة، ركبنا الطائرة ولا احد من المعنيين توجه لنا بكلمة.
- استقبلنا كرو بأريحية في منتجعه يوم واحدا قبل حفل التبرع وتم مرافقتنا إلى غرف الضيوف في المنزل الرئيسي، كنت قد التقيت الملياردير ترامبل كرو بمفردي لمرتين في السابق وربطتنا علاقة انسجام.
- كان مضيفونا قلقون أن يبقى عضو في الحكومة الليبية في فندق محلي بدون حراسات وأيضا قلقون من فكرة أن أحد رجال القذافي يحك بكتفه على كبار شخصيات الحزب الجمهوري في حفلة تبرع في سنة انتخابات، لذلك ابقي الأمر بعيدا عن الأضواء وكان هذا مناسب لي.
- في المساء كنت أتمتع بغداء في جو رائق مع كرو والبخاري، بدأ الهاتف في الرنين، كان المتصلان هما بينت سكروكروفت مستشار الأمن القومي وجيمس بيكر رئيس موظفي البيت الأبيض يطلبون معرفة من دعى البخاري للحفل، كانت رسالتهما باختصار: اخرجوا هذا الرجل من البيت قبل أن يحضر الرئيس.
- انفجرت سلسلة من المشاحنات، إلا أن كرو بقى متمسكا بموقفه من بقاء البخاري، هذا الملياردير هو أحد الآباء الروحيين للحزب الجمهوري وكان في ذلك الوقت يبلغ من العمر 78 عاما. أصر على موقفه بإحساس الكرم التكساني الذي يمنعه من طرد ضيف من بيته وأيضا بدافع أن الليبيين لمحّوا إلى صفقات تجارية إذا رفعت العقوبات.
- في المحصلة تم الاتفاق على عدم مغادرة البخاري على شرط أن يبقى في الظل وأن لا يتم تقديمه لبوش أو يبقى بالقرب منه.
- وتم الاتفاق أن أرافق أنا عائلة كرو للترحيب بالرئيس بوش في المنتجع على أن يبقى البخاري في الحديقة حيث لاحقا سيلقي بوش حديثا أمام كبار الشخصيات.
- وقفت مع عائلة كرو أمام المدخل و وصل الرئيس بوش، كان المنتجع يرفل بالإثارة واصطف المدعوون في طابور يحاول كل احد أن يكون في جانب الرئيس، لم يدر بخلدي أني انا من سيجذب الانتباه حتى قال بوش: دعوني أقف بجانب هذه السيدة الجميلة.
الرئيس بوش (2)
ملخصات موسعة
- بعد التعارف، تحركنا إلى الداخل وقبل أن يبدأ حفل العشاء أخدني بوش من يدي بلطف وقادني بعيدا عن الازدحام، نحن الآن نقف في غرفة استقبال ضخمة تطل على الحديقة، رمقني بنظرة وقال لي " كيف حالك يا آنسة شرعب، اخبري رئيسك لو انه يرغب في حل مشاكل لوكربي، فعليه أن يبدأ مع البريطانيين وليس نحن، ملك الأردن قد يكون وسيط جيد"
- هذا كل ما قاله وشعرت منعا لأي التباس بالحاجة إلى توضيح نقطة بذاتها، فسألته من هو رئيسي، أجاب "القذافي".
أوصل بوش رسالته بطريقة ودية قصيرة واضحة، فهمت منها أن على القذافي أن لا يضيع أمواله بالتركيز على أمريكا وعليه أن يغير الاتجاه إلى بريطانيا.
- في وقتها هنأت نفسي على وصولي إلى بوش لكن بعد ذلك أدركت أن كل ما حصل في ريف تكساس كان مصمم بمهارة من بوش وفريقه، من المكالمة المفاجئة لحضور الحفل إلى تسهيل وصول البخاري لمنتجع كرو حتى الدردشة القصيرة مع بوش، وبدون الرغبة في أن انتقص من قدراتي الشخصية، إلا أنني فيما جرى كنت بيدق.
أراد الأمريكان تحقيق اختراق في موضوع لوكربي عارفين بأنهم سيحصلون على الكثير من فتح قناة شبه رسمية للتواصل مع ليبيا، وعلمت لاحقا أن لدى الاستخبارات المركزية الأمريكية ملف عني، لاشك تم تسليمه لبوش وقراه في السيارة قبل لقاءانا أمام درجات البيت.
- التقيت في حفل العشاء مع برينت سكوكروفت مستشار بوش للأمن القومي الذي تحدث عن إيجاد تنازلات من نوع ما وكذلك أبدى اعتذاره عن غارة عام 1986م. لقد كان واضحا أن الجمهوريين راغبين في حل المشكل الليبي وهذا سيكون له وقع الموسيقى على أذن العقيد القذافي.
- بقينا يومين في المنتجع وأربعة أيام ككل ثم عدنا إلى القذافي، كان مفتتنا و وأنا أطلعه على الصور الملتقطة في منتجع كرو.
قال القذافي" جيد سنستمر في العمل على لوكربي ولكن الآن سوف تتفاوضين مع البريطانيين".
- كنت في سلسلة من المهمات الناجحة ولكن حصل عائق، بعد ذلك بأسبوع اُستدعيت إلى مكتب القذافي، كان العبوس واضحا على وجهه، لقد ادعى موسى كوسا من مكتب الاستخبارات بغطرسته المعهودة بان صورتي مع بوش مفبركة، وأنه من المستحيل دخولي على رئيس الولايات المتحدة وأن كل روايتي عن منتجع كرو مجرد أكاذيب.
- دعمني وزير المالية الذي كان حاضرا معي ثم واتتني ضحكة الانتصار عندما نشرت صحيفة من دالاس تغطية للحدث مرفقة بصورتي مع بوش، رتبت لوصول نسخة إلى مكتب العقيد ليحكم بنفسه على كوسا، لقد كان واضحا أن مكتب الاستخبارات يرغب في إدارة موضوع لوكربي بطريقته المعوجة دون أن يكون لي ظهور في الصورة، ما حصل مع السجناء الليبيين في بريطانيا وابن عم القذافي والآن بوش كان إحراجا لهم، عرفت أن القذافي كان يسخر من كوسا وزملاءه في الاستخبارات صائحا فيهم " كيف تتمكن هذه الفتاة الصغيرة من إنجاز كل هذا وانتم بكل الميزانية التي أزودكم بها لا تحرزون تقدما ؟".
ترك البخاري انطباع جيد عند الجمهوريين قتمت دعوتنا مرة أخرى إلى منتجع ترامل كرو في أكتوبر عام 1992م شهور قليلة بعد زيارتنا الأولى.
هذه المرة سافرنا منفصلين بسبب حضوري حفلة زفاف أختي ريم في الأردن فوصل وزير المالية قبلي بيومين، هذه المناسبة في هذا الوقت كانت واحدة من تخييمات ترامل كرو الشهيرة وهى عبارة عن جلسات سنوية رجالية في منتجعه بين القادة الحكوميين ورجال الأعمال تتضمن جلوسهم حول مواقد نار في الهواء الطلق وركوب الخيل، لو انك يوما شاهدت الفيلم الهوليودي ستي سليكرز سوف تفهم المقصود، إجمالا الحدث عبارة عن رجال يتصرفون كأنهم [كاوبوي] رعاة البقر، يشربون الويسكي وينسجون في الأثناء شبكة علاقات مصلحيه بينهم.
كان غير مسموح للمرأة بالمشاركة لذا بقيت بعيدة، لم أبقى في المنزل بالمنتجع كما حصل في المرة الأولى ولكن بقيت بمفردي في فندق بينما صار وزير المالية الليبي راعي بقر تكساسي فخري.
بالنظر إلى القيودات على سفر الوزير في بداية الرحلة الأولى، شدني الفضول لاكتشاف كيف تمكن من الطيران إلى تكساس في آخر لحظة، اتضح انه تم رفض منحه تصريح دخول (فيزا) لذلك وببساطة دخل وخرج من أمريكا بطريقة غير قانونية، أي بالسيارة من المكسيك.
شعرت أنه من الحكمة أن لا اطرح مزيد من الأسئلة لكن أدهشني أنها كانت مقامرة خطرة، اعرف أن السلطات الأمريكية سوف تنظر للأمر بعين السخط لو اكتشفت أن الليبي تم مساعدته من أصدقاءه الجدد الأمريكيين.
مع مرور الوقت اعتقدت أنهم نجوا بفعلتهم، لكن بعد مضى 4 سنوات اعترف هنري بلنغسلي (صهر كرو) بدوره في هذا الخداع، لقد التقى وزير المالية في فندق في بلدة ماتامروس المكسيكية على الضفة الجنوبية لنهر ريو جراندي المقابل لتكساس حيث تم تزويد البخاري بوثائق مزورة، ومن هناك تسللوا عبر الحدود الأمريكية إلى بلدة هارلنجين ومنها قفزوا في طيارة خاصة ليستكملوا رحلة 500 ميل إلى دالاس.
بعد مواجهته بما يثبت تورطه قال بيلنغسلي" لقد ارتكبت خطأ وأنني بصدق أتأسف عليه الآن "، ادعى أن الليبي كان هناك لغرض إجراء صفقة أرض يقال أن قيمتها 200 مليون دولار.
لقد استشعرت وجود الأيادي المراوغة لمكتب الاستخبارات في تدبير ما يخص الجانب الليبي في هذه الخطة السرية المشوشة التي كان من الممكن أن تعرض للخطر كل المفاوضات الحساسة والدقيقة التي تجري حول لوكربي، شعرت في بعض الوقت باني على وشك تمزيق شعري لكن ماذا أفعل وهذه بالضبط الطريقة التي تعمل بها ليبيا، دائما النظر إلى حلول سريعة وقصيرة بدون التفكير في العواقب.
رجعت حادثة التعامل مع ليبيا، في تحدى لحظر بلادهم عليها، بالضرر كذلك على عضوي جماعة الضغط ويد و بوداين، انتهى الأمر بهما إلى وضعهما في سجلات الجريمة أما بوداين الذي كان جزء من مؤامرة تهريب البخاري إلى أمريكا فقد حكم عليه ب 21 شهر في السجن.
بحد علمي لم تنجح صفقة الأرض وخسر بوش لصالح كلنتون وبذلك تغير انتباه الليبيين نحو الديمقراطيين.
ثمة حاشية على هامش هاتين الرحلتين المهمتين إلى أمريكا، ليس من عادتي جمع التذكارات، لكن من تكساس رجعت إلى بيتنا بزوج.
الرئيس بوش (3)
ومن جانب آخر كنت غاضبة لأن القذافي كان يبني قراراته على معلومات مغلوطة يقدمها له معاونيه، كانت طرابلس تغرق في الفساد، كان الجميع يفكر أن علاقتي الفريدة بالقذافي جعلت الأشياء سهلة المنال بالنسبة لي في ليبيا، هذا ليس بالكامل صحيح، بالطبع هو منحني عمل، لكن دائما ثمة شخص في الخلفية يحاول إزاحتي أما بسبب غيرة أو كراهية، أو لأنهم يعتقدون أنني جاسوسة الرئيس أو محضيته، لا شئ يحدث بسلاسة بالرغم من أنني صادفت مسؤولين صادقين ومستقيمين مثل سليمان الشحومي المكلف بالشؤون الخارجية في البرلمان* ومصطفى الزائدي وزير الصحة.
بعد لقائي بجورج بوش، كلف القذافي، عمر المنتصر بأخذ زمام المبادرة في قضية لوكربي، لم يكن عندي ثقة بقدرات وزير الخارجية بعد عملي معه في مجموعة لوكربي، كان المنتصر رجل ضخم لذا كنت امزح مع القذافي " أنت الآن عليك حظر جوي، لو تنتظر هذا الرجل حتى ينهض من كرسيه ويصل الباب، سيكون عندك حظر بحري وآخر ارضي"، بالرغم من الأزمات التي تحاصر بلاده تحت قبضة العقوبات، لم يتمالك القذافي نفسه من الابتسام على هذه الملاحظة غير اللطيفة.
أعلنت الأمم المتحدة أن العقوبات سيتم مراجعتها كل 4 شهور، لكن مع وزير الخارجية المتثاقل الحركة هذا لم يتغير شئ.
أخبرني القذافي ذات يوم " هل تعرفي يا دعد أن المسؤولين معي اعتقدوا أنني قد أصبت بالجنون لأنهم عندما اخبروني عن تجديد الحظر انفجرت في نوبة ضحك، كنت أنظر إلى وزير الخارجية وأتذكر ما تنبأت به أنت".
خلال هذه الفترة كنت اقضي اغلب وقتي في لندن حيث كنت لازلت منهمكة في تجارة النفط والغاز لصالح الليبيين من خلال شركتي[ برايم اويل]، لكن إذا نادى الواجب أسافر إلى طرابلس أو أي مكان آخر يحتاجني فيه القذافي.
* تقصد مؤتمر الشعب العام.
حياتي مع القذافي
رواية: دعد شرعب ترجمة الدكتور - علي جماعة علي
الفصل التاسع
الرئيس بوش ﴿1﴾
ملخصات موسعة
- دائما اشدد على أهمية العلاقات بالأشخاص المناسبين لأنها تفتح لك اعتي الأبواب في التجارة والسياسة وفي أي مجال آخر.
- كنت بصدد استقبال مكالمة من لوسي بيلنسغلي ابنة الملياردير ترامل كرو تلك التي ضمنت لي فيما بعد الدخول على أقوى رجل في العالم.
- كرو والد لوسي هو مطور عقاري أمريكي كان في ذلك الوقت من عام 1992م يقوم بأكبر حملة تبرعات لصالح الحزب الجمهوري عندما كنت انا في نيويورك مع الوفد الليبي.
- طلبت مني لوسي حضور حفلة والدها للتبرع، قالت "إنها مناسبة جيدة للتعرف على بعض الأشخاص ممن قد يكونوا قادرين على مساعدتكم"، سألتها عن إمكانية حضور وزير المالية البخاري الحفلة معنا ولدهشتي أجابت بنعم، وأضاف زوجها" أن الرئيس بوش سيكون من ضمن الحضور وسنرتب للبخاري بضع دقائق معه".
- تعرفت على لوسي وزوجها بعدما قدمها لي عضو مجموعة الضغط السياسي جوردن ويد.
- كانت الإشكالية أن الاجتماع في جنوب شرق دالاس وحركة البخاري مقيدة أمنيا بين نيويورك وواشنطن.
- حكينا مع معارفنا الأمريكان قالوا إن السلطات ستغض البصر وعليكم أن لا تضيعوا هذا الفرصة الذهبية، كان هذا صعب التصديق، قلت في نفسي: فلنجرب ليس لدينا ما نخسر.
- كان هذا قبل 11 سبتمبر عندما كان السفر بالطائرة بين الولايات كالسفر بالحافلة، ركبنا الطائرة ولا احد من المعنيين توجه لنا بكلمة.
- استقبلنا كرو بأريحية في منتجعه يوم واحدا قبل حفل التبرع وتم مرافقتنا إلى غرف الضيوف في المنزل الرئيسي، كنت قد التقيت الملياردير ترامبل كرو بمفردي لمرتين في السابق وربطتنا علاقة انسجام.
- كان مضيفونا قلقون أن يبقى عضو في الحكومة الليبية في فندق محلي بدون حراسات وأيضا قلقون من فكرة أن أحد رجال القذافي يحك بكتفه على كبار شخصيات الحزب الجمهوري في حفلة تبرع في سنة انتخابات، لذلك ابقي الأمر بعيدا عن الأضواء وكان هذا مناسب لي.
- في المساء كنت أتمتع بغداء في جو رائق مع كرو والبخاري، بدأ الهاتف في الرنين، كان المتصلان هما بينت سكروكروفت مستشار الأمن القومي وجيمس بيكر رئيس موظفي البيت الأبيض يطلبون معرفة من دعى البخاري للحفل، كانت رسالتهما باختصار: اخرجوا هذا الرجل من البيت قبل أن يحضر الرئيس.
- انفجرت سلسلة من المشاحنات، إلا أن كرو بقى متمسكا بموقفه من بقاء البخاري، هذا الملياردير هو أحد الآباء الروحيين للحزب الجمهوري وكان في ذلك الوقت يبلغ من العمر 78 عاما. أصر على موقفه بإحساس الكرم التكساني الذي يمنعه من طرد ضيف من بيته وأيضا بدافع أن الليبيين لمحّوا إلى صفقات تجارية إذا رفعت العقوبات.
- في المحصلة تم الاتفاق على عدم مغادرة البخاري على شرط أن يبقى في الظل وأن لا يتم تقديمه لبوش أو يبقى بالقرب منه.
- وتم الاتفاق أن أرافق أنا عائلة كرو للترحيب بالرئيس بوش في المنتجع على أن يبقى البخاري في الحديقة حيث لاحقا سيلقي بوش حديثا أمام كبار الشخصيات.
- وقفت مع عائلة كرو أمام المدخل و وصل الرئيس بوش، كان المنتجع يرفل بالإثارة واصطف المدعوون في طابور يحاول كل احد أن يكون في جانب الرئيس، لم يدر بخلدي أني انا من سيجذب الانتباه حتى قال بوش: دعوني أقف بجانب هذه السيدة الجميلة.
الرئيس بوش (2)
ملخصات موسعة
- بعد التعارف، تحركنا إلى الداخل وقبل أن يبدأ حفل العشاء أخدني بوش من يدي بلطف وقادني بعيدا عن الازدحام، نحن الآن نقف في غرفة استقبال ضخمة تطل على الحديقة، رمقني بنظرة وقال لي " كيف حالك يا آنسة شرعب، اخبري رئيسك لو انه يرغب في حل مشاكل لوكربي، فعليه أن يبدأ مع البريطانيين وليس نحن، ملك الأردن قد يكون وسيط جيد"
- هذا كل ما قاله وشعرت منعا لأي التباس بالحاجة إلى توضيح نقطة بذاتها، فسألته من هو رئيسي، أجاب "القذافي".
أوصل بوش رسالته بطريقة ودية قصيرة واضحة، فهمت منها أن على القذافي أن لا يضيع أمواله بالتركيز على أمريكا وعليه أن يغير الاتجاه إلى بريطانيا.
- في وقتها هنأت نفسي على وصولي إلى بوش لكن بعد ذلك أدركت أن كل ما حصل في ريف تكساس كان مصمم بمهارة من بوش وفريقه، من المكالمة المفاجئة لحضور الحفل إلى تسهيل وصول البخاري لمنتجع كرو حتى الدردشة القصيرة مع بوش، وبدون الرغبة في أن انتقص من قدراتي الشخصية، إلا أنني فيما جرى كنت بيدق.
أراد الأمريكان تحقيق اختراق في موضوع لوكربي عارفين بأنهم سيحصلون على الكثير من فتح قناة شبه رسمية للتواصل مع ليبيا، وعلمت لاحقا أن لدى الاستخبارات المركزية الأمريكية ملف عني، لاشك تم تسليمه لبوش وقراه في السيارة قبل لقاءانا أمام درجات البيت.
- التقيت في حفل العشاء مع برينت سكوكروفت مستشار بوش للأمن القومي الذي تحدث عن إيجاد تنازلات من نوع ما وكذلك أبدى اعتذاره عن غارة عام 1986م. لقد كان واضحا أن الجمهوريين راغبين في حل المشكل الليبي وهذا سيكون له وقع الموسيقى على أذن العقيد القذافي.
- بقينا يومين في المنتجع وأربعة أيام ككل ثم عدنا إلى القذافي، كان مفتتنا و وأنا أطلعه على الصور الملتقطة في منتجع كرو.
قال القذافي" جيد سنستمر في العمل على لوكربي ولكن الآن سوف تتفاوضين مع البريطانيين".
- كنت في سلسلة من المهمات الناجحة ولكن حصل عائق، بعد ذلك بأسبوع اُستدعيت إلى مكتب القذافي، كان العبوس واضحا على وجهه، لقد ادعى موسى كوسا من مكتب الاستخبارات بغطرسته المعهودة بان صورتي مع بوش مفبركة، وأنه من المستحيل دخولي على رئيس الولايات المتحدة وأن كل روايتي عن منتجع كرو مجرد أكاذيب.
- دعمني وزير المالية الذي كان حاضرا معي ثم واتتني ضحكة الانتصار عندما نشرت صحيفة من دالاس تغطية للحدث مرفقة بصورتي مع بوش، رتبت لوصول نسخة إلى مكتب العقيد ليحكم بنفسه على كوسا، لقد كان واضحا أن مكتب الاستخبارات يرغب في إدارة موضوع لوكربي بطريقته المعوجة دون أن يكون لي ظهور في الصورة، ما حصل مع السجناء الليبيين في بريطانيا وابن عم القذافي والآن بوش كان إحراجا لهم، عرفت أن القذافي كان يسخر من كوسا وزملاءه في الاستخبارات صائحا فيهم " كيف تتمكن هذه الفتاة الصغيرة من إنجاز كل هذا وانتم بكل الميزانية التي أزودكم بها لا تحرزون تقدما ؟".
ترك البخاري انطباع جيد عند الجمهوريين قتمت دعوتنا مرة أخرى إلى منتجع ترامل كرو في أكتوبر عام 1992م شهور قليلة بعد زيارتنا الأولى.
هذه المرة سافرنا منفصلين بسبب حضوري حفلة زفاف أختي ريم في الأردن فوصل وزير المالية قبلي بيومين، هذه المناسبة في هذا الوقت كانت واحدة من تخييمات ترامل كرو الشهيرة وهى عبارة عن جلسات سنوية رجالية في منتجعه بين القادة الحكوميين ورجال الأعمال تتضمن جلوسهم حول مواقد نار في الهواء الطلق وركوب الخيل، لو انك يوما شاهدت الفيلم الهوليودي ستي سليكرز سوف تفهم المقصود، إجمالا الحدث عبارة عن رجال يتصرفون كأنهم [كاوبوي] رعاة البقر، يشربون الويسكي وينسجون في الأثناء شبكة علاقات مصلحيه بينهم.
كان غير مسموح للمرأة بالمشاركة لذا بقيت بعيدة، لم أبقى في المنزل بالمنتجع كما حصل في المرة الأولى ولكن بقيت بمفردي في فندق بينما صار وزير المالية الليبي راعي بقر تكساسي فخري.
بالنظر إلى القيودات على سفر الوزير في بداية الرحلة الأولى، شدني الفضول لاكتشاف كيف تمكن من الطيران إلى تكساس في آخر لحظة، اتضح انه تم رفض منحه تصريح دخول (فيزا) لذلك وببساطة دخل وخرج من أمريكا بطريقة غير قانونية، أي بالسيارة من المكسيك.
شعرت أنه من الحكمة أن لا اطرح مزيد من الأسئلة لكن أدهشني أنها كانت مقامرة خطرة، اعرف أن السلطات الأمريكية سوف تنظر للأمر بعين السخط لو اكتشفت أن الليبي تم مساعدته من أصدقاءه الجدد الأمريكيين.
مع مرور الوقت اعتقدت أنهم نجوا بفعلتهم، لكن بعد مضى 4 سنوات اعترف هنري بلنغسلي (صهر كرو) بدوره في هذا الخداع، لقد التقى وزير المالية في فندق في بلدة ماتامروس المكسيكية على الضفة الجنوبية لنهر ريو جراندي المقابل لتكساس حيث تم تزويد البخاري بوثائق مزورة، ومن هناك تسللوا عبر الحدود الأمريكية إلى بلدة هارلنجين ومنها قفزوا في طيارة خاصة ليستكملوا رحلة 500 ميل إلى دالاس.
بعد مواجهته بما يثبت تورطه قال بيلنغسلي" لقد ارتكبت خطأ وأنني بصدق أتأسف عليه الآن "، ادعى أن الليبي كان هناك لغرض إجراء صفقة أرض يقال أن قيمتها 200 مليون دولار.
لقد استشعرت وجود الأيادي المراوغة لمكتب الاستخبارات في تدبير ما يخص الجانب الليبي في هذه الخطة السرية المشوشة التي كان من الممكن أن تعرض للخطر كل المفاوضات الحساسة والدقيقة التي تجري حول لوكربي، شعرت في بعض الوقت باني على وشك تمزيق شعري لكن ماذا أفعل وهذه بالضبط الطريقة التي تعمل بها ليبيا، دائما النظر إلى حلول سريعة وقصيرة بدون التفكير في العواقب.
رجعت حادثة التعامل مع ليبيا، في تحدى لحظر بلادهم عليها، بالضرر كذلك على عضوي جماعة الضغط ويد و بوداين، انتهى الأمر بهما إلى وضعهما في سجلات الجريمة أما بوداين الذي كان جزء من مؤامرة تهريب البخاري إلى أمريكا فقد حكم عليه ب 21 شهر في السجن.
بحد علمي لم تنجح صفقة الأرض وخسر بوش لصالح كلنتون وبذلك تغير انتباه الليبيين نحو الديمقراطيين.
ثمة حاشية على هامش هاتين الرحلتين المهمتين إلى أمريكا، ليس من عادتي جمع التذكارات، لكن من تكساس رجعت إلى بيتنا بزوج.
الرئيس بوش (3)
ومن جانب آخر كنت غاضبة لأن القذافي كان يبني قراراته على معلومات مغلوطة يقدمها له معاونيه، كانت طرابلس تغرق في الفساد، كان الجميع يفكر أن علاقتي الفريدة بالقذافي جعلت الأشياء سهلة المنال بالنسبة لي في ليبيا، هذا ليس بالكامل صحيح، بالطبع هو منحني عمل، لكن دائما ثمة شخص في الخلفية يحاول إزاحتي أما بسبب غيرة أو كراهية، أو لأنهم يعتقدون أنني جاسوسة الرئيس أو محضيته، لا شئ يحدث بسلاسة بالرغم من أنني صادفت مسؤولين صادقين ومستقيمين مثل سليمان الشحومي المكلف بالشؤون الخارجية في البرلمان* ومصطفى الزائدي وزير الصحة.
بعد لقائي بجورج بوش، كلف القذافي، عمر المنتصر بأخذ زمام المبادرة في قضية لوكربي، لم يكن عندي ثقة بقدرات وزير الخارجية بعد عملي معه في مجموعة لوكربي، كان المنتصر رجل ضخم لذا كنت امزح مع القذافي " أنت الآن عليك حظر جوي، لو تنتظر هذا الرجل حتى ينهض من كرسيه ويصل الباب، سيكون عندك حظر بحري وآخر ارضي"، بالرغم من الأزمات التي تحاصر بلاده تحت قبضة العقوبات، لم يتمالك القذافي نفسه من الابتسام على هذه الملاحظة غير اللطيفة.
أعلنت الأمم المتحدة أن العقوبات سيتم مراجعتها كل 4 شهور، لكن مع وزير الخارجية المتثاقل الحركة هذا لم يتغير شئ.
أخبرني القذافي ذات يوم " هل تعرفي يا دعد أن المسؤولين معي اعتقدوا أنني قد أصبت بالجنون لأنهم عندما اخبروني عن تجديد الحظر انفجرت في نوبة ضحك، كنت أنظر إلى وزير الخارجية وأتذكر ما تنبأت به أنت".
خلال هذه الفترة كنت اقضي اغلب وقتي في لندن حيث كنت لازلت منهمكة في تجارة النفط والغاز لصالح الليبيين من خلال شركتي[ برايم اويل]، لكن إذا نادى الواجب أسافر إلى طرابلس أو أي مكان آخر يحتاجني فيه القذافي.
* تقصد مؤتمر الشعب العام.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل التاسع عشر
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الثامن
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العاشر
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الحادي عشر
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الثاني عشر
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الثامن
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العاشر
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الحادي عشر
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الثاني عشر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR