كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الثامن

من طرف **dude333** 2022-09-14, 4:41 pm

العقيد وانا
حياتي مع القذافي
رواية: دعد شرعب ترجمة الدكتور - علي جماعة علي

الفصل الثامن: نيويورك
ملخص
كنت في الأردن عندما سمعت من التلفزيون خبر تفجير لوكربي في أواخر ديسمبر عام 1988م.
نظرا لخبرتي في التعامل مع مصاعب القذافي في الخارج، عرفت أنها مسألة وقت فقط و سيتم جرّي إلى التبعات الناتجة عن لوكربي، في الواقع كانت مسألة أيام فقط.
- تم إعلامي بأنني سوف اعمل ضمن فريق صغير يتكون من وزير الخارجية عمر المنتصر ووزير المالية محمد البخاري وكان دوري أن أكون بمثابة رحالة لتوضيح مواقف ليبيا وصولا لرفع العقوبات عنها وكان التركيز على بريطانيا وأمريكا.
- رتبت لقاءات مع أحد أفراد مجموعات الضغط وهو المستشار التجاري جولدن ويد وبعض مساعديه المؤثرين مثل جيرالداين انمسون وأمريكي آخر يدعى وليام بوداين، السيد ويد كان الرئيس السابق للحزب الجمهوري في كنتاكي وقدرت أنه سيكون طريقنا إلى الرئيس جورج بوش، كما حضر أيضا معنا أحد مستشاري القذافي الموثوق به هو جمعة المعرفي الذي يرأس منظمة عسكرية تسمى مجموعة معمر*. وهو الآن يعيش في بريطانيا بعد أن تحصل على اللجوء السياسي فيها.
- "بإمكاننا مساعدتكم" قال ويد مقابل عقد بقيمة 8 مليون دولار سنويا يتم سحبها عن طريق سويسرا، تصافحت الأيادي علي الصفقة.
- في عام 1992م التقينا مع بوداين و ويد على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والمصرف الدولي في واشنطن ونيويورك.
- في الرحلة إلى أمريكا عبر تونس ولندن كان الوفد الليبي يحمل حقائب رسمية متشابهة تحمل مستلزماتهم الشخصية وأوراق العمل، قدم لي البخاري واحدة منهن للرحلة، لم انتبه إلا بعد أن عبرت إلى الأمن والجمرك الأمريكي إلى أن الحقيبة أثقل من حقيبتي وأنا اصعد بها إلى الطائرة.
- اكتشف الموظفون الأمريكيون أن بالحقيبة مبلغ 2 مليون دولار أنيقة من فئة المئة دولار، شعرت بالغباء أنه تم استبدال حقيبتي الأصلية في نقطة ما من الرحلة.
- نظرت إلى البخاري وقد أنهى إجراءاته للتو فنظر إلي بابتسامة عارفة بما تم تدبيره.
- لان الليبيين غير مسموح لهم باستخدام بطاقات الائتمان في أمريكا أو تحويل الأموال اضطر الوزير إلى جلب المال (الكاش) معه وتمريره إلى حقيبتي تحفظا من حصول أي مشكل دبلوماسي معه شخصيا.
- سألني الموظف الأمريكي لماذا تحملين كل هذا النقد، أجبته هدية من حبيبي للتسوق في الجادة الخامسة بنيويورك، إذا لم يعجبك هذا فسوف أخد طائرة وارجع بها للتسوق في لندن، رد قائلا: آنستي لن يكون هذا ضروريا، تحتاجين فقط للإعلان عنه، حالا بعد ختم أوراقك يمكنك الذهاب للتسوق.
- ضممت الحقيبة لصدري وقلت للبخاري بابتسامة: قانونيا الحقيبة وما فيها ملكي الآن، اخذ البخاري الحقيبة وقال: لو احتفظت بها كيف سندفع فواتيرنا في أمريكا، كان رجل صاحب روح مرحة وهادئ وعمل بجد في موضوع لوكربي عكس بعض الليبيين الآخرين.
- في اليوم التالي القى البخاري خطاب تصالحي جيد كُتب بعناية من قبل مجموعة الضغط عكس الخطابات الغاضبة الرنانة المشهور بها نظام القذافي، غطت الصحف الأمريكية الخطاب وكان يحوي نكتة صغيرة على جورج بوش الذي كان بين الحضور، قدم لنا بعض الأمريكيين التهنئة قائلين لم ندرك فيما قبل أن الليبيين يملكون هذا الحس من الدعابة.
- كانت رحلتنا إلى أمريكا بداية موفقة وأنها على وشك أن تتحسن كثيرا.
* تقصد لواء حرس معمر في ترهونة.