إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الخامس
صفحة 1 من اصل 1
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الخامس
العقيد وانا
حياتي مع القذافي
رواية: دعد شرعب ترجمة الدكتور علي جماعة علي
الفصل الخامس
خاشقجي ﴿1﴾
أصابت كلمات القذافي، عندما قابلته في المرة التالية في قاعدته بطرابلس جسدي برعدة باردة، بعد بضعة إجراءات مهذبة ، قال: " انسَ كل ما أخبروك به عن الشركة الليبية للاستثمارات الأجنبية LAFICO، ستعملي معي وتقدمين تقاريرك لي مباشرةً" كان ذلك بعد ثلاثة أشهر من توقيعي على الاتفاقية التي كنت آمل أن تسمح لي بإجراء صفقات الوساطة بين ليبيا والشركات في جميع أنحاء العالم، عند وصولي إلى طرابلس من أبوظبي، حيث كنت أعمل، أُبلغت أن العقيد يريد مقابلتي وتم اصطحابي بسيارة ليموزين خاصة إلى مجمعه الشاسع في باب العزيزية في الضواحي الجنوبية لطرابلس، لقد رأيت المكان موصوفًا بأنه قصر، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، باب العزيزية، الذي يعني البوابة الرائعة، كان ثكنة عسكرية مبجلة تستخدم كمقر للقذافي في العاصمة، خلف جدارين من الخرسانة السميكة كانت مكاتبه وفيلا ذات مظهر عادي من طابقين حيث كان يعيش في الطابق الأول، كان الطابق السفلي عبارة عن غرفة جلوس حيث كان يعقد اجتماعات ليلية أحيانًا، كما كانت هناك خيمة بدوية بسيطة ذات ألوان زاهية حيث كان يحب استقبال الزوار الأجانب، سمعت أنه كانت هناك حديقة حيوانات وأرض معارض في باب العزيزية ذات مرة، لكن عندما زرت المجمع لأول مرة في عام 1988م، كان لا يزال يحمل ندوبًا من غارة القصف الأمريكية عام 1986م وكانت بعض المباني مهجورة، كانت أي مقارنات مع مزرعة نيفرلاند ذات طراز المنتزه الترفيهي لمايكل جاكسون، التي اشتراها المغني في عام 1988م ، ستكون بعيدة جدًا عن الواقع، يتجول الكولونيل حول المجمع في عربة جولف وكان المجمع في الواقع أشبه بقرية صغيرة، حيث تنتشر أشجار النخيل حول المساحات الخضراء الواسعة وتناثرت فيلات أخرى، قيل لي إن باب العزيزية الذي كان محميًا بشدة يغطي أكثر من ميلين مربعين على مدى السنوات القليلة التالية أصبحت منتظمة على زيارته حيث اقفز على متن طائرة من أي مكان كنت فيه في العالم لحظة يستدعيني القذافي، كان روتيني يتلخص في الاتصال بأحمد رمضان، مدير المعلومات، وسيقوم بترتيب تصريح أمني.
في تلك الرحلة الأولى، حاولت فقط استيعاب كل شيء، استقبلني العقيد في مبنى مكتبه الحديث، المجاور لمقره الخاص، لقد فوجئت بمدى تواضع المجمع، لكنني أدركت لاحقًا أن هذا كان نموذجًا لنهج القذافي، لقد تجنب معظم كماليات الحياة، ولم يكن يرتدي حتى ساعة يد، لقد اتخذت الاحتياطات اللازمة بارتداء بدلة بنطلون مناسبة، لكنني شعرت بالارتياح لأنه اختار هذه المرة استخدام الكراسي التقليدية في حديثنا.
بدأ قائلا ، "لقد وقعتي العقد، هذا جيد"، وقدم لي التمر والقهوة مع حليب الإبل قبل أن يحدد بدقة ما يريد، ستعملي من أجلي تحت مظلة LAFICO، من صميم وظيفتك أن تعطيني ( آراء ثانية* ) حول الاستثمارات الأجنبية في ليبيا، لأنني لست خبيرًا في الأعمال أو الاقتصاد، لكنني لا أريد مشاركة هذه المعلومات مع LAFICO، لا تقلقي بشأن LAFICO ثم كتب رقم هاتف مكتبه الخاص، بينما كنت أحاول فهم نواياه.
* أراء ثانية: غير التي يقدمها له موظفو الدولة في المجال.
خاشقجي ﴿2﴾
طوال سنوات عملي في ليبيا، لم أحصل على لقب رسمي مطلقًا، وهو أمر غير معتاد في النظام، كثيرا ما وصفت بأنني "المستشارة الخاصة" للقذافي، لذلك دعونا نقبل بهذا، تسببت مهمتي الدقيقة في كل أنواع التكهنات، سواء في ليبيا أو في الخارج، لم يسعني إلا الابتسام عندما وصفتني، بعد سنوات، إحدى الصحف الأمريكية في مقال يسعى لاكتشاف ما عرف ب "نساء القذافي"، بأنني "جوهرة تاج الأردن"، لقد خطر لي أنني سأكون نوعًا ما جاسوسة للعقيد، الذي يريدني أن أكون عينيه وأذنيه، بالتأكيد، عدد من الأشخاص في دائرته الداخلية اعتبروني كذلك الأمر الذي سيسبب لي حالا العديد من المشاكل، سأكون عالقة في المنتصف، في النهاية اعتبار أعدائي كوني الجاسوسة الشخصية للقذافي من شأنه أن يعرض حياتي للخطر.
على الفور في تلك الزيارة الأولى، كان من الواضح أن الزعيم لم يثق في معظم كبار الشخصيات من حوله، وأراد مني، بصفتي شخصًا خارجيًا، أن أعطيه وجهة نظر مستقلة حول كيفية استثمار ملايين الدولارات من عائدات النفط الليبية، أخبرني القذافي أن كل صفقة تزيد قيمتها عن 10 ملايين دولار تتطلب موافقته الشخصية، لكنه يريد المزيد من السيطرة، ما زلت أشعر بالتوتر وانا بالقرب منه، غير قادرة أن أخرج من راسي أوصاف وسائل الإعلام النمطية للديكتاتور، لقد مر عام على الأقل قبل أن أفهم شخصيته وبدأت أخيرًا في الاسترخاء في صحبته.
في البداية كنا نتصافح عند التحية ولكن بعد عدة اجتماعات بدأ يقبّلني على الخدين بالطريقة العربية، في تلك المرحلة المبكرة لم أشعر أنني قادرة على رفض أي شيء يقترحه، على الرغم من تحفظاتي، لم أكن واثقة من أنني أمتلك الخبرة أو المهارات لأرقى إلى مستوى توقعاته، كنت أفكر في داخلي "كيف يمكنني القيام بكل هذا؟" لكنني ببساطة أجبت: "سأبذل قصارى جهدي" في ذلك الاجتماع الأول لم يشرح لي أن واجباتي ستتجاوز قريبًا مجرد الاقتصاد وإنني في الواقع، سأكون عالقة في سياسات ليبيا شديدة التعقيد والمتقلبة، كانت تلك خطوة حكيمة من جانبه، لأنني كنت أتساءل بالفعل عن مدى قدرتي للعب هكذا ادوار، لا بد أنه شعر بنقص ثقتي وكان لا يرغب في قول كل شيء حتى لا يخيفني، على مدى السنوات القليلة المقبلة، لن أتحدث فقط مع بعض أقوى رجال الأعمال في العالم، ولكن سيكون لديّ لقاء خاص مع رئيس الولايات المتحدة، وسأكشف الفساد في قلب حكومة القذافي، وأواجه ما يسمى ب "كلاب الدم" الليبية الذين جابوا العالم في الثمانينيات واغتالوا معارضي النظام.
خاشقجي ﴿3﴾
أخذتني مهمتي الأولى إلى لندن إلى مكتب تني رولاند، الرئيس التنفيذي لمجموعة Lonrho العملاقة، كان رولاند قطبًا وصاحب شخصية رهيبة وامتدت أصابعه في العديد من الصفقات الرابحة في الشرق الأوسط، في بريطانيا امتلك جريدة ابوزرفر لكنه فشل في محاولة لاحقة للسيطرة على متجر هارودز الشهير متعدد الأقسام، وصفه رئيس الوزراء البريطاني السابق إدوارد هيث ذات مرة بأنه "الوجه غير المقبول للرأسمالية"، اعتبر رولاند نفسه صديقًا شخصيًا للقذافي، الذي كان يفكر في شراء حصة في مجموعة فنادق متروبول التابعة له، على الرغم من الكراهية تجاه ليبيا في بلده، لم يكن رولاند يتورع عن التعامل مع القذافي، أراد العقيد أن يعرف مني ما إذا كان يمكن الوثوق برولاند وكيف سيتم الترحيب بصفقة تجارية ليبية في بريطانيا، كانت مارجريت تاتشر رئيسة للوزراء في ذلك الوقت ولم يغفر لها القذافي سماحها باستخدام القواعد البريطانية من قبل قاذفات القنابل الأمريكية في هجوم عام 1986م على ليبيا، في المقابل كان مقتل الشرطية إيفون فليتشر لا يزال حيا في بريطانيا، كان عدنان خاشقجي أحد الوسطاء في صفقة متروبول المقترحة وكان رجل الأعمال السعودي الثري هو الذي مهد الطريق لزيارتي إلى رولاند، جلس كلانا في قاعة اجتماعات ضخمة وتحدثنا بشكل أساسي عن السعر، ثم تناولنا العشاء، في البداية كانت التقييمات التي أجراها رولاند والشركة الليبية للاستثمارات الأجنبية ( لافيكو) متباعدة بشكل كبير، لكنني كنت هناك أيضًا عندما تصافحت الأيادي في النهاية بين رولاند والحويج رئيس لافيكو، كان السعر النهائي الذي دفعته ليبيا 177 مليون جنيه إسترليني (309 ملايين دولار في ذلك الوقت)، ما يعني أنها كانت صفقة رابحة، كان رولاند معروفًا بكونه عديم الرحمة تمامًا، لكنني وجدته مفاوضًا مباشرًا، على عكس الكثير من الرجال العرب الذين تعاملت معهم، شعرت أنه عاملني على قدم المساواة، لم يكن يهتم سوى قليلا بمارجريت تاتشر أو المؤسسة البريطانية، وكنت أتساءل دائمًا عما إذا كانت هناك لمسة من النكاية والاغاضة في حماسه للقيام بأعمال تجارية مع القذافي، تم إبرام صفقة الفندق بعد فترة وجيزة من توجيه الاتهام إلى ليبيا بتفجير طائرة بان آم 103 فوق لوكربي، لكن ذلك لم يمنع رولاند من وصف القذافي بأنه "صديقي" والإعلان عن نيته القيام بأعمال تجارية في المستقبل مع ليبيا.
عندما قدمت تقريري بعد بضعة أسابيع، اعتبر القذافي الرحلة ناجحة - وكان ذلك مصدر ارتياح، شعرت أنني أثبتت نفسي في هذه المهمة الأولى المهمة على الرغم من أنني لم أحصل على سنت واحد في العمولة لأنني لم أبدأ الصفقة، عقدت عدة لقاءات أخرى مع رولاند، والتقيت أيضًا بزوجته جوزي، وبقينا على اتصال حتى وفاته بعد عشر سنوات، عن عمر يناهز 80 عامًا.
في كل زيارة لليبيا خلال هذه الفترة، كانت صديقتي نعيمة تقيم معي في الفندق الكبير في طرابلس بناء على تعليمات القذافي تم وضعي في غرفة مزدوجة وكانت هي تنام في السرير الثاني، عندما سألت نعيمة عن هذا، أوضحت لي أن ذلك كان لحمايتي من المعاكسات غير المرغوب فيها من الرجال المحليين، قالت: "أنت شابة بمفردك في بلد غريب وترتدي ملابس جميلة، يجب أن تكوني حذرة ".
لقد صدمني هذا لغرابته ، لأنني لم أشعر أبدًا بالتهديد بهذه الطريقة في ليبيا، إذا نظرنا إلى الوراء، فأنا متأكدة الآن من أن القذافي كان أكثر قلقًا بشأن الخطر الذي يشكله عليَّ أعضاء دائرته الداخلية، الذين لم يرحبوا بدخولي إلى المشهد، ومع ذلك بحلول ذلك الوقت كنت أتعلم ألا أطرح الكثير من الأسئلة، لذا قبلت رفيقتي الجديدة في السكن على أي حال، في تلك المرحلة، شعرت بالفعل كأن نعيمة صديقة العمر على الرغم من وجود فجوة عمرية تبلغ ثماني سنوات إلا أننا انسجمنا وكان من الجيد الحصول على رفقتها فلم يكن هناك الكثير للقيام به في ليبيا حيث لم تكن هناك دور سينما أو مسارح في أواخر الثمانينيات.
خاشقجي ﴿4﴾
سمحت لي ترتيباتي مع الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية LAFICO بمواصلة العمل على صفقات العمل التجاري الخاصة بي، وفي عام 1989م قمت بنقل قاعدة أعمالي إلى لندن، حيث استأجرت شقة في مايفير، لقد أقمت علاقة عمل جيدة مع رئيس مجلس الإدارة محمد الحويج الذي كان مجتهدًا وصادقًا، قسمت وقتي بين لندن وعمان وطرابلس وشعرت أحيانًا أن قدماي بالكاد تلامسان الأرض، بعد ذلك أرسلني القذافي إلى نيويورك، كان الهدف هو مقابلة حليفه عدنان خاشقجي، الذي كان وقتها قيد التحقيق من قبل السلطات الأمريكية، وزُعم أنه ساعد الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس وزوجته إيميلدا في نهب ملايين الدولارات عندما فرا من البلاد في عام 1986م. وزُعم أن الأموال المنهوبة تم استثمارها في عقارات مانهاتن، في وقت زيارتي عام 1989م، كان خاشقجي، الذي غالبًا ما يوصف بأنه أغنى رجل في العالم و معروف بصفقات الأسلحة، قد تم ترحيله من سويسرا ومُنع من مغادرة الولايات المتحدة، أعتقد أنه كان يرتدي نوعًا من سوار أو علامة في الكاحل تسمح بتعقب تحركاته أثناء انتظاره المحاكمة على الرغم من أنني لم أرى ذلك مطلقًا، سيتم تبرئة خاشقجي من جميع التهم في العام التالي.
زرت نيويورك في عام 1989م لأن القذافي كان قلقًا بشأن مصير أحد كبار مساعديه، أراد مني العقيد أن أعرف ما يجري وأن يعرض مساعدته، خلال مسيرتي المهنية، كنت أختلط مع الكثير من الرجال الأثرياء، لكن لقاء خاشقجي كان إذا استعرنا مصطلحات لعبة البيسبول يشبه الصعود من دوري ثانوي إلى دوري كبير، في ذروة نجاحه، قيل إن ثروته بلغت 4 مليارات دولار، معظمها من العمولة على صفقاته، لم يخلق أي شيء أبدًا ، لقد كان دائمًا الرجل الوسيط كما هو الحال في صفقة فنادق الميربول مع ليبيا.
لقد زرت الولايات المتحدة من قبل ثلاث مرات، أولاً عندما كان عمري 17 عامًا لرؤية أختي ليندا في ميامي بعد زواجها، ثم مرتين في إجازة، هذه المرة وصلتها في وضع مترف، فقد طرت على متن طائرة كونكورد من لندن لتوفير الوقت، لقد فوجئت بمدى صغر حجم الطائرة الأسرع من الصوت وضيقها، على الرغم من سعر التذكرة البالغ 5000 دولار كانت أيضًا صاخبة جدًا، في كل هذه الرحلات لصالح القذافي كنت أخذ حقيبتين كبيرتين على الرغم من أنني قد أقيم لفترة قصيرة فقط، لذلك كانت لدي ملابس مناسبة لكل موقف ممكن، كانت ملابسي من تصميم إيطاليين، ودائمًا بألوان داكنة، ودائمًا ما تكون على نمط محافظ، لم تكن فتحة الصدر مكشوفة أبدًا، رأيت هذا التكتيك الذي تستخدمه بعض سيدات الأعمال، لمحاولة الحصول على ميزة، لكن رأيي أن استخدام جسمك بهذه الطريقة أمر رخيص للغاية.
تنقلاتي بالليموزين من المطار لم يعد جديد الآن، لكن اخذي بسيارة مجهزة بحوض جيكوزي فوار لم أجربه مطلقا قبل تلك اللحظة.
خاشقجي ﴿5﴾
في الطريق من مطار جون كنيدي إلى مانهاتن، تلقيت مكالمة من خاشقجي تدعوني للاستفادة من إحدى سيارته المعدلة بشكل فاخر، كانت نوافذها معتمة وبها شاشة تفصلني عن السائق لكني رفضت هذا العرض الكريم لأخذ غطسة في الجيكوزي .
عاش خاشقجي في شقة فخمة بالطابق الأعلى في مبنى بالقرب من سنترال بارك بنيويورك، يقال إنه تم إنشاؤه بشراء ستة عشر شقة ثم هدمها جميعا، لقد بنى فيها حوض سباحة وتبدو مناظر المدينة من الطابق الأول إلى نوافذ السقف تخطف الأنفاس.
تحدثنا بالعربية عن الصعوبات التي يواجهها مع السلطات الأمريكية ثم قام خاشقجي بتسجيل رسالة صوتية قصيرة للقذافي موضحا تفاصيل الدعوى القضائية المعلقة وذكر أنه سيأتي إلى ليبيا إذا ما استطاع لذلك سبيلا، في صباح اليوم التالي ذهبنا في نزهة واستطعنا بالكاد نتحرك بسبب الأمريكيين الراغبين في التقاط الصور مع الملياردير.
قابلت أيضًا زوجته الإيطالية، لورا وابنهما الصغير ولكن لم انتبه كثيرًا عندما قدمني إلى شابة إيرانية جذابة بشكل لافت كانت تقوم ببعض أعمال التصميم الداخلي، بعد عامين تعرفت على صورتها في الجريدة عندما تم الكشف على أنها زوجة خاشقجي الثالثة واسمها شاهباري.
مكثت في شقة جميلة بخدماتها في طابق أسفل كان يملكها أيضًا، في صباح اليوم المقرر فيه أن أغادر نيويورك وجدت صندوق مجوهرات صغير على سريري، كان بداخله هدية وداع من عقد ذهب مرصع بالياقوت وقلادة، ومذكرة تحمل توقيعه هو وزوجته، ربما كانت قيمة الهدية تساوي 20000 دولار ولكن بالنسبة له كانت مجرد حلية رخيصة.
كانت هدية خاشقجي للقذافي رداء كشميري من جلد الإبل تم تطريزه مع اسمه، تم اختياره من بيجان، وهو محل تجاري في الجادة الخامسة مفضل لدى رؤساء الولايات المتحدة، ويوصف بأنه " أغلى متجر في العالم"، كان ثمن الرداء 33000 دولار.
لقد تعاملت بشكل جيد مع خاشقجي، وقابلته مرات عديدة فيما بعد وسيكون في وقت لاحق ضيفًا في كل من حفلتي خطوبتي وزفافي في الأردن، ومع ذلك، شعرت دائما أن كل ما كان يهتم به حقًا هو الجري وراء المال.
بدا العقيد سعيدًا جدًا بكليهما؛ الرداء وشريط التسجيل، إذن المهمة رقم اثنين تم إنجازها، حتى ولو كان عملي كوسيط مبجل بين شخصيتين، أمرا لم أكن أتوقعه عندما وقعت على العقد مع LAFICO.
حصل تطور آخر حيث دشنت شركتي الجديدة، و أطلقت عليها اسم Prime Oil، في عام 1990م لتتولى بيع النفط الخام الليبي إلى دول البحر الأبيض المتوسط، تم كل شيء بمباركة القذافي الذي كان سعيدا لإرباحي طالما أنني أنفذ ما يطلبه مني في المهمات الأخرى، كنت أرسل حوالي أربع شحنات من النفط شهريا وهى تمثل تقريبا 10٪ من إجمالي الصادرات الليبية، لقد كانت أوقات في غاية الروعة والحياة هانئة، لكن هذا كان في طريقه للتغيير.
حياتي مع القذافي
رواية: دعد شرعب ترجمة الدكتور علي جماعة علي
الفصل الخامس
خاشقجي ﴿1﴾
أصابت كلمات القذافي، عندما قابلته في المرة التالية في قاعدته بطرابلس جسدي برعدة باردة، بعد بضعة إجراءات مهذبة ، قال: " انسَ كل ما أخبروك به عن الشركة الليبية للاستثمارات الأجنبية LAFICO، ستعملي معي وتقدمين تقاريرك لي مباشرةً" كان ذلك بعد ثلاثة أشهر من توقيعي على الاتفاقية التي كنت آمل أن تسمح لي بإجراء صفقات الوساطة بين ليبيا والشركات في جميع أنحاء العالم، عند وصولي إلى طرابلس من أبوظبي، حيث كنت أعمل، أُبلغت أن العقيد يريد مقابلتي وتم اصطحابي بسيارة ليموزين خاصة إلى مجمعه الشاسع في باب العزيزية في الضواحي الجنوبية لطرابلس، لقد رأيت المكان موصوفًا بأنه قصر، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، باب العزيزية، الذي يعني البوابة الرائعة، كان ثكنة عسكرية مبجلة تستخدم كمقر للقذافي في العاصمة، خلف جدارين من الخرسانة السميكة كانت مكاتبه وفيلا ذات مظهر عادي من طابقين حيث كان يعيش في الطابق الأول، كان الطابق السفلي عبارة عن غرفة جلوس حيث كان يعقد اجتماعات ليلية أحيانًا، كما كانت هناك خيمة بدوية بسيطة ذات ألوان زاهية حيث كان يحب استقبال الزوار الأجانب، سمعت أنه كانت هناك حديقة حيوانات وأرض معارض في باب العزيزية ذات مرة، لكن عندما زرت المجمع لأول مرة في عام 1988م، كان لا يزال يحمل ندوبًا من غارة القصف الأمريكية عام 1986م وكانت بعض المباني مهجورة، كانت أي مقارنات مع مزرعة نيفرلاند ذات طراز المنتزه الترفيهي لمايكل جاكسون، التي اشتراها المغني في عام 1988م ، ستكون بعيدة جدًا عن الواقع، يتجول الكولونيل حول المجمع في عربة جولف وكان المجمع في الواقع أشبه بقرية صغيرة، حيث تنتشر أشجار النخيل حول المساحات الخضراء الواسعة وتناثرت فيلات أخرى، قيل لي إن باب العزيزية الذي كان محميًا بشدة يغطي أكثر من ميلين مربعين على مدى السنوات القليلة التالية أصبحت منتظمة على زيارته حيث اقفز على متن طائرة من أي مكان كنت فيه في العالم لحظة يستدعيني القذافي، كان روتيني يتلخص في الاتصال بأحمد رمضان، مدير المعلومات، وسيقوم بترتيب تصريح أمني.
في تلك الرحلة الأولى، حاولت فقط استيعاب كل شيء، استقبلني العقيد في مبنى مكتبه الحديث، المجاور لمقره الخاص، لقد فوجئت بمدى تواضع المجمع، لكنني أدركت لاحقًا أن هذا كان نموذجًا لنهج القذافي، لقد تجنب معظم كماليات الحياة، ولم يكن يرتدي حتى ساعة يد، لقد اتخذت الاحتياطات اللازمة بارتداء بدلة بنطلون مناسبة، لكنني شعرت بالارتياح لأنه اختار هذه المرة استخدام الكراسي التقليدية في حديثنا.
بدأ قائلا ، "لقد وقعتي العقد، هذا جيد"، وقدم لي التمر والقهوة مع حليب الإبل قبل أن يحدد بدقة ما يريد، ستعملي من أجلي تحت مظلة LAFICO، من صميم وظيفتك أن تعطيني ( آراء ثانية* ) حول الاستثمارات الأجنبية في ليبيا، لأنني لست خبيرًا في الأعمال أو الاقتصاد، لكنني لا أريد مشاركة هذه المعلومات مع LAFICO، لا تقلقي بشأن LAFICO ثم كتب رقم هاتف مكتبه الخاص، بينما كنت أحاول فهم نواياه.
* أراء ثانية: غير التي يقدمها له موظفو الدولة في المجال.
خاشقجي ﴿2﴾
طوال سنوات عملي في ليبيا، لم أحصل على لقب رسمي مطلقًا، وهو أمر غير معتاد في النظام، كثيرا ما وصفت بأنني "المستشارة الخاصة" للقذافي، لذلك دعونا نقبل بهذا، تسببت مهمتي الدقيقة في كل أنواع التكهنات، سواء في ليبيا أو في الخارج، لم يسعني إلا الابتسام عندما وصفتني، بعد سنوات، إحدى الصحف الأمريكية في مقال يسعى لاكتشاف ما عرف ب "نساء القذافي"، بأنني "جوهرة تاج الأردن"، لقد خطر لي أنني سأكون نوعًا ما جاسوسة للعقيد، الذي يريدني أن أكون عينيه وأذنيه، بالتأكيد، عدد من الأشخاص في دائرته الداخلية اعتبروني كذلك الأمر الذي سيسبب لي حالا العديد من المشاكل، سأكون عالقة في المنتصف، في النهاية اعتبار أعدائي كوني الجاسوسة الشخصية للقذافي من شأنه أن يعرض حياتي للخطر.
على الفور في تلك الزيارة الأولى، كان من الواضح أن الزعيم لم يثق في معظم كبار الشخصيات من حوله، وأراد مني، بصفتي شخصًا خارجيًا، أن أعطيه وجهة نظر مستقلة حول كيفية استثمار ملايين الدولارات من عائدات النفط الليبية، أخبرني القذافي أن كل صفقة تزيد قيمتها عن 10 ملايين دولار تتطلب موافقته الشخصية، لكنه يريد المزيد من السيطرة، ما زلت أشعر بالتوتر وانا بالقرب منه، غير قادرة أن أخرج من راسي أوصاف وسائل الإعلام النمطية للديكتاتور، لقد مر عام على الأقل قبل أن أفهم شخصيته وبدأت أخيرًا في الاسترخاء في صحبته.
في البداية كنا نتصافح عند التحية ولكن بعد عدة اجتماعات بدأ يقبّلني على الخدين بالطريقة العربية، في تلك المرحلة المبكرة لم أشعر أنني قادرة على رفض أي شيء يقترحه، على الرغم من تحفظاتي، لم أكن واثقة من أنني أمتلك الخبرة أو المهارات لأرقى إلى مستوى توقعاته، كنت أفكر في داخلي "كيف يمكنني القيام بكل هذا؟" لكنني ببساطة أجبت: "سأبذل قصارى جهدي" في ذلك الاجتماع الأول لم يشرح لي أن واجباتي ستتجاوز قريبًا مجرد الاقتصاد وإنني في الواقع، سأكون عالقة في سياسات ليبيا شديدة التعقيد والمتقلبة، كانت تلك خطوة حكيمة من جانبه، لأنني كنت أتساءل بالفعل عن مدى قدرتي للعب هكذا ادوار، لا بد أنه شعر بنقص ثقتي وكان لا يرغب في قول كل شيء حتى لا يخيفني، على مدى السنوات القليلة المقبلة، لن أتحدث فقط مع بعض أقوى رجال الأعمال في العالم، ولكن سيكون لديّ لقاء خاص مع رئيس الولايات المتحدة، وسأكشف الفساد في قلب حكومة القذافي، وأواجه ما يسمى ب "كلاب الدم" الليبية الذين جابوا العالم في الثمانينيات واغتالوا معارضي النظام.
خاشقجي ﴿3﴾
أخذتني مهمتي الأولى إلى لندن إلى مكتب تني رولاند، الرئيس التنفيذي لمجموعة Lonrho العملاقة، كان رولاند قطبًا وصاحب شخصية رهيبة وامتدت أصابعه في العديد من الصفقات الرابحة في الشرق الأوسط، في بريطانيا امتلك جريدة ابوزرفر لكنه فشل في محاولة لاحقة للسيطرة على متجر هارودز الشهير متعدد الأقسام، وصفه رئيس الوزراء البريطاني السابق إدوارد هيث ذات مرة بأنه "الوجه غير المقبول للرأسمالية"، اعتبر رولاند نفسه صديقًا شخصيًا للقذافي، الذي كان يفكر في شراء حصة في مجموعة فنادق متروبول التابعة له، على الرغم من الكراهية تجاه ليبيا في بلده، لم يكن رولاند يتورع عن التعامل مع القذافي، أراد العقيد أن يعرف مني ما إذا كان يمكن الوثوق برولاند وكيف سيتم الترحيب بصفقة تجارية ليبية في بريطانيا، كانت مارجريت تاتشر رئيسة للوزراء في ذلك الوقت ولم يغفر لها القذافي سماحها باستخدام القواعد البريطانية من قبل قاذفات القنابل الأمريكية في هجوم عام 1986م على ليبيا، في المقابل كان مقتل الشرطية إيفون فليتشر لا يزال حيا في بريطانيا، كان عدنان خاشقجي أحد الوسطاء في صفقة متروبول المقترحة وكان رجل الأعمال السعودي الثري هو الذي مهد الطريق لزيارتي إلى رولاند، جلس كلانا في قاعة اجتماعات ضخمة وتحدثنا بشكل أساسي عن السعر، ثم تناولنا العشاء، في البداية كانت التقييمات التي أجراها رولاند والشركة الليبية للاستثمارات الأجنبية ( لافيكو) متباعدة بشكل كبير، لكنني كنت هناك أيضًا عندما تصافحت الأيادي في النهاية بين رولاند والحويج رئيس لافيكو، كان السعر النهائي الذي دفعته ليبيا 177 مليون جنيه إسترليني (309 ملايين دولار في ذلك الوقت)، ما يعني أنها كانت صفقة رابحة، كان رولاند معروفًا بكونه عديم الرحمة تمامًا، لكنني وجدته مفاوضًا مباشرًا، على عكس الكثير من الرجال العرب الذين تعاملت معهم، شعرت أنه عاملني على قدم المساواة، لم يكن يهتم سوى قليلا بمارجريت تاتشر أو المؤسسة البريطانية، وكنت أتساءل دائمًا عما إذا كانت هناك لمسة من النكاية والاغاضة في حماسه للقيام بأعمال تجارية مع القذافي، تم إبرام صفقة الفندق بعد فترة وجيزة من توجيه الاتهام إلى ليبيا بتفجير طائرة بان آم 103 فوق لوكربي، لكن ذلك لم يمنع رولاند من وصف القذافي بأنه "صديقي" والإعلان عن نيته القيام بأعمال تجارية في المستقبل مع ليبيا.
عندما قدمت تقريري بعد بضعة أسابيع، اعتبر القذافي الرحلة ناجحة - وكان ذلك مصدر ارتياح، شعرت أنني أثبتت نفسي في هذه المهمة الأولى المهمة على الرغم من أنني لم أحصل على سنت واحد في العمولة لأنني لم أبدأ الصفقة، عقدت عدة لقاءات أخرى مع رولاند، والتقيت أيضًا بزوجته جوزي، وبقينا على اتصال حتى وفاته بعد عشر سنوات، عن عمر يناهز 80 عامًا.
في كل زيارة لليبيا خلال هذه الفترة، كانت صديقتي نعيمة تقيم معي في الفندق الكبير في طرابلس بناء على تعليمات القذافي تم وضعي في غرفة مزدوجة وكانت هي تنام في السرير الثاني، عندما سألت نعيمة عن هذا، أوضحت لي أن ذلك كان لحمايتي من المعاكسات غير المرغوب فيها من الرجال المحليين، قالت: "أنت شابة بمفردك في بلد غريب وترتدي ملابس جميلة، يجب أن تكوني حذرة ".
لقد صدمني هذا لغرابته ، لأنني لم أشعر أبدًا بالتهديد بهذه الطريقة في ليبيا، إذا نظرنا إلى الوراء، فأنا متأكدة الآن من أن القذافي كان أكثر قلقًا بشأن الخطر الذي يشكله عليَّ أعضاء دائرته الداخلية، الذين لم يرحبوا بدخولي إلى المشهد، ومع ذلك بحلول ذلك الوقت كنت أتعلم ألا أطرح الكثير من الأسئلة، لذا قبلت رفيقتي الجديدة في السكن على أي حال، في تلك المرحلة، شعرت بالفعل كأن نعيمة صديقة العمر على الرغم من وجود فجوة عمرية تبلغ ثماني سنوات إلا أننا انسجمنا وكان من الجيد الحصول على رفقتها فلم يكن هناك الكثير للقيام به في ليبيا حيث لم تكن هناك دور سينما أو مسارح في أواخر الثمانينيات.
خاشقجي ﴿4﴾
سمحت لي ترتيباتي مع الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية LAFICO بمواصلة العمل على صفقات العمل التجاري الخاصة بي، وفي عام 1989م قمت بنقل قاعدة أعمالي إلى لندن، حيث استأجرت شقة في مايفير، لقد أقمت علاقة عمل جيدة مع رئيس مجلس الإدارة محمد الحويج الذي كان مجتهدًا وصادقًا، قسمت وقتي بين لندن وعمان وطرابلس وشعرت أحيانًا أن قدماي بالكاد تلامسان الأرض، بعد ذلك أرسلني القذافي إلى نيويورك، كان الهدف هو مقابلة حليفه عدنان خاشقجي، الذي كان وقتها قيد التحقيق من قبل السلطات الأمريكية، وزُعم أنه ساعد الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس وزوجته إيميلدا في نهب ملايين الدولارات عندما فرا من البلاد في عام 1986م. وزُعم أن الأموال المنهوبة تم استثمارها في عقارات مانهاتن، في وقت زيارتي عام 1989م، كان خاشقجي، الذي غالبًا ما يوصف بأنه أغنى رجل في العالم و معروف بصفقات الأسلحة، قد تم ترحيله من سويسرا ومُنع من مغادرة الولايات المتحدة، أعتقد أنه كان يرتدي نوعًا من سوار أو علامة في الكاحل تسمح بتعقب تحركاته أثناء انتظاره المحاكمة على الرغم من أنني لم أرى ذلك مطلقًا، سيتم تبرئة خاشقجي من جميع التهم في العام التالي.
زرت نيويورك في عام 1989م لأن القذافي كان قلقًا بشأن مصير أحد كبار مساعديه، أراد مني العقيد أن أعرف ما يجري وأن يعرض مساعدته، خلال مسيرتي المهنية، كنت أختلط مع الكثير من الرجال الأثرياء، لكن لقاء خاشقجي كان إذا استعرنا مصطلحات لعبة البيسبول يشبه الصعود من دوري ثانوي إلى دوري كبير، في ذروة نجاحه، قيل إن ثروته بلغت 4 مليارات دولار، معظمها من العمولة على صفقاته، لم يخلق أي شيء أبدًا ، لقد كان دائمًا الرجل الوسيط كما هو الحال في صفقة فنادق الميربول مع ليبيا.
لقد زرت الولايات المتحدة من قبل ثلاث مرات، أولاً عندما كان عمري 17 عامًا لرؤية أختي ليندا في ميامي بعد زواجها، ثم مرتين في إجازة، هذه المرة وصلتها في وضع مترف، فقد طرت على متن طائرة كونكورد من لندن لتوفير الوقت، لقد فوجئت بمدى صغر حجم الطائرة الأسرع من الصوت وضيقها، على الرغم من سعر التذكرة البالغ 5000 دولار كانت أيضًا صاخبة جدًا، في كل هذه الرحلات لصالح القذافي كنت أخذ حقيبتين كبيرتين على الرغم من أنني قد أقيم لفترة قصيرة فقط، لذلك كانت لدي ملابس مناسبة لكل موقف ممكن، كانت ملابسي من تصميم إيطاليين، ودائمًا بألوان داكنة، ودائمًا ما تكون على نمط محافظ، لم تكن فتحة الصدر مكشوفة أبدًا، رأيت هذا التكتيك الذي تستخدمه بعض سيدات الأعمال، لمحاولة الحصول على ميزة، لكن رأيي أن استخدام جسمك بهذه الطريقة أمر رخيص للغاية.
تنقلاتي بالليموزين من المطار لم يعد جديد الآن، لكن اخذي بسيارة مجهزة بحوض جيكوزي فوار لم أجربه مطلقا قبل تلك اللحظة.
خاشقجي ﴿5﴾
في الطريق من مطار جون كنيدي إلى مانهاتن، تلقيت مكالمة من خاشقجي تدعوني للاستفادة من إحدى سيارته المعدلة بشكل فاخر، كانت نوافذها معتمة وبها شاشة تفصلني عن السائق لكني رفضت هذا العرض الكريم لأخذ غطسة في الجيكوزي .
عاش خاشقجي في شقة فخمة بالطابق الأعلى في مبنى بالقرب من سنترال بارك بنيويورك، يقال إنه تم إنشاؤه بشراء ستة عشر شقة ثم هدمها جميعا، لقد بنى فيها حوض سباحة وتبدو مناظر المدينة من الطابق الأول إلى نوافذ السقف تخطف الأنفاس.
تحدثنا بالعربية عن الصعوبات التي يواجهها مع السلطات الأمريكية ثم قام خاشقجي بتسجيل رسالة صوتية قصيرة للقذافي موضحا تفاصيل الدعوى القضائية المعلقة وذكر أنه سيأتي إلى ليبيا إذا ما استطاع لذلك سبيلا، في صباح اليوم التالي ذهبنا في نزهة واستطعنا بالكاد نتحرك بسبب الأمريكيين الراغبين في التقاط الصور مع الملياردير.
قابلت أيضًا زوجته الإيطالية، لورا وابنهما الصغير ولكن لم انتبه كثيرًا عندما قدمني إلى شابة إيرانية جذابة بشكل لافت كانت تقوم ببعض أعمال التصميم الداخلي، بعد عامين تعرفت على صورتها في الجريدة عندما تم الكشف على أنها زوجة خاشقجي الثالثة واسمها شاهباري.
مكثت في شقة جميلة بخدماتها في طابق أسفل كان يملكها أيضًا، في صباح اليوم المقرر فيه أن أغادر نيويورك وجدت صندوق مجوهرات صغير على سريري، كان بداخله هدية وداع من عقد ذهب مرصع بالياقوت وقلادة، ومذكرة تحمل توقيعه هو وزوجته، ربما كانت قيمة الهدية تساوي 20000 دولار ولكن بالنسبة له كانت مجرد حلية رخيصة.
كانت هدية خاشقجي للقذافي رداء كشميري من جلد الإبل تم تطريزه مع اسمه، تم اختياره من بيجان، وهو محل تجاري في الجادة الخامسة مفضل لدى رؤساء الولايات المتحدة، ويوصف بأنه " أغلى متجر في العالم"، كان ثمن الرداء 33000 دولار.
لقد تعاملت بشكل جيد مع خاشقجي، وقابلته مرات عديدة فيما بعد وسيكون في وقت لاحق ضيفًا في كل من حفلتي خطوبتي وزفافي في الأردن، ومع ذلك، شعرت دائما أن كل ما كان يهتم به حقًا هو الجري وراء المال.
بدا العقيد سعيدًا جدًا بكليهما؛ الرداء وشريط التسجيل، إذن المهمة رقم اثنين تم إنجازها، حتى ولو كان عملي كوسيط مبجل بين شخصيتين، أمرا لم أكن أتوقعه عندما وقعت على العقد مع LAFICO.
حصل تطور آخر حيث دشنت شركتي الجديدة، و أطلقت عليها اسم Prime Oil، في عام 1990م لتتولى بيع النفط الخام الليبي إلى دول البحر الأبيض المتوسط، تم كل شيء بمباركة القذافي الذي كان سعيدا لإرباحي طالما أنني أنفذ ما يطلبه مني في المهمات الأخرى، كنت أرسل حوالي أربع شحنات من النفط شهريا وهى تمثل تقريبا 10٪ من إجمالي الصادرات الليبية، لقد كانت أوقات في غاية الروعة والحياة هانئة، لكن هذا كان في طريقه للتغيير.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5592
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الخامس عشر
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الخامس والعشرون الاخير
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الرابع
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السادس
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الخامس والعشرون الاخير
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الرابع
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السادس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:29 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:08 am من طرف STAR
» "واتس آب" يحصل على ميزات جديدة لمكالمات الفيديو
أمس في 8:37 am من طرف STAR
» استهتار ديمبلي.. مسلسل متكرر في ألمانيا وإسبانيا وفرنسا
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» نزوح كبير في فلوريدا الأميركية هربا من "ميلتون"
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» لامبورغيني مورسيلاغو رودستر 640-4: أيقونة القوة والفخامة
أمس في 8:35 am من طرف STAR
» السياحة في روسيا.. 4 وجهات تستحق الزيارة في شمال آسيا
أمس في 8:34 am من طرف STAR
» من سيربح المليون في شكله الجديد مع قصي خولي
أمس في 8:32 am من طرف STAR
» استاكوزا بالجبن
أمس في 8:32 am من طرف STAR
» الموقع الرسمي لتحديثات اجهزة ستار سات
2024-10-06, 8:59 am من طرف STAR
» مباريات اليوم الخميس 3/10/2024 والقنوات الناقلة
2024-10-03, 8:31 am من طرف STAR
» غموض يكتنف مصير نصر الله..كيف عرفت اسرائيل مكانه؟
2024-09-28, 8:32 am من طرف STAR
» الشمال يتعرض لرشقات صاروخية الأكبر والاعنف منذ بدء الحرب
2024-09-28, 8:31 am من طرف STAR
» تصريحات إيرانية تثير شكوكا متزايدة بشأن "مصير نصر الله"
2024-09-28, 8:30 am من طرف STAR
» إسرائيل تعلن اغتيال قائد الوحدة الصاروخية بحزب الله ونائبه
2024-09-28, 8:30 am من طرف STAR