إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الثامن عشر
صفحة 1 من اصل 1
كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الثامن عشر
العقيد وانا
حياتي مع القذافي
رواية: دعد شرعب ترجمة الدكتور علي جماعة علي
الفصل الثامن عشر
ملك الملوك (1)
مختصرات
السنوات التي أعقبت رفع الحصار كانت الفترة الذهبية للقذافي حيث طرق بابه كثير من قادة العالم، لكن تضخم إحساسه بأهميته زاد من غروره اعتقادا منه أن سلامه مع أمريكا وبريطانيا يجعله فوق النقد والمعارضة وأن لا أحد يقدر عليه.
في عام 2007م كنت جزء من وفد قوي قوامه 400 شخص مع العقيد في رحلته الأوربية إلى فرنسا واسبانيا.
انتهت أيامه كمنبوذ، كان يجب أن يعود له الفضل في هندسة هذا التحول غير العادي، لكنه سمح لهذه الفرصة العظيمة أن تنزلق من بين أصابعه.
خلال تلك الفترة أتذكر دردشة عفوية مع بعض أقرب معاونيه بما في ذلك موسى كوسا، كنا نناقش التغير في سلوك العقيد فقلت لهم" عليكم بايقاضه، هذا الطريق الذي يسير فيه خطير وسيقضي عليه، اخبروا الرئيس أن مبالغته في تقدير نفسه ستقتله، انه يتصرف كاَله".
صار القذافي مفرط الحساسية تجاه النقد، تناولت مجلة "المجلة" السعودية مقالا عنه وعن ابنته عائشة فراَه القذافي مهينا، لسوء الطالع كان رئيس التحرير أردنيا فتم أيقاضي في منتصف الليل من قبل رئيس المراسم نوري المسماري وأبلغت أن القذافي الغاضب يريد أن يمتثل أمامه سفير الأردن في طرابلس، طُلب مني تنظيم اللقاء على الفور، أوقظ السفير الشريف فواز الزبن من نومه وحضر أمام القائد الغاضب في الساعة 2 ليلا، حاول السفير الاعتذار لكن القذافي الحانق أصر على رفع الأمر إلى الملك عبد الله الذي سيزور ليبيا في اليومين التاليين، حاول ملكي تهدئة الأمور باعتذار عن سلوك مواطنه ولكن لم يكن القذافي يسمح بالتراجع، سمعت بعدها بوقت طويل أن الصحفي تم تسليمه من مكتب الاستخبارات الأردني إلى ليبيا للتحقيق معه.
في رائي فقد القذافي قدرته على إصدار أحكام سليمة في الأربع سنوات الأخيرة في حياته، قيل انه كان مريض نفسيا، وبالرغم أن عقله بدا حادا كما كان دائما، أعتقد أنه يعاني من الاكتئاب.
ذات مرة سألت القذافي "كنت دائما تعارض الألقاب والآن وضعوا تاج على راسك ويسمونك ملك أفريقيا، هذا خطأ، الآن عندما أرى اسمك مكتوب في الصحيفة فإن الألقاب التي تسبق اسمك تملأ نصف الصفحة".
ماذا يا ترى كان رده؟ لا شئ، بل ابتسامة مبهمة.
لم يأتيني مطلقا الإحساس أن شعبه سيثور عليه ولكنك كنت تستطيع الاستماع إلى هدير التذمر في الخلفية، فالفساد والبيروقراطية حرمتا عامة الليبيين من الازدهار، قلة من الناس كانت غنية جدا أما الأغلبية فاستمرت تعاني، لقد حذرت القذافي من الفساد الذي كان رائجا لكنه لم يتصرف.
أصبح العقيد ضيق الصدر وعدة مرات يخرج غاضبا من الاجتماعات إذا لم تسر الأمور كما يشاء.
جاءني الانطباع انه كان مرهق، حيث كان في منتصف الالفينيات بعمر 65 عام (عمر التقاعد) وله في السلطة 4 عقود.
أعطى القذافي بلده أفضل سنوات عمره وقدم عديد التضحيات واعتقد انه صحا ذات يوم فشعر بنفسه مسنا، استلم السلطة عندما صعد أول رجل إلى القمر و تبادل أثناء فترة حكمه 7 رؤساء أمريكان على السلطة.
حاول القذافي محاربة عملية التقدم في السن بصبغ شعره، لكنها مسألة حساسة، كل أموال العالم لن ترجعه شابا مرة أخرى.
كانت عنده القوة لكنه كان يشتهي الأشياء العادية، كان في ليبيا لا يستطيع أن يزور مطعم أو سوق دون أن يحتشد حوله الناس، كان يسألني أسئلة عفوية جدا عن كيف اقضي وقت فراغي، تكون إجابتي أحيانا أني ذهبت إلى هذا المطعم أو ذاك، فتلتمع عينيه ويطلب مني" اخبريني عنه، ماذا أكلتي، أوصفي لي الطعام، هل استمتعي به". كانت من نوع الأسئلة التي يود طرحها طفل.
كان واضحا لي انه يعاني في السيطرة على أبناءه الذين استغلوا غيابه خارج البلد في أشغال الاتحاد الأفريقي، لم يكن معميا عن التهديد الذي شكلوه فأخبرني ذات مرة" إذا كان عندك علاقة بي، فليس لديك علاقة بأي فرد في أسرتي، وإذا كنتِ صديقة لأحد أبنائي، حينها لن تكوني صديقتي".
حياتي مع القذافي
رواية: دعد شرعب ترجمة الدكتور علي جماعة علي
الفصل الثامن عشر
ملك الملوك (1)
مختصرات
السنوات التي أعقبت رفع الحصار كانت الفترة الذهبية للقذافي حيث طرق بابه كثير من قادة العالم، لكن تضخم إحساسه بأهميته زاد من غروره اعتقادا منه أن سلامه مع أمريكا وبريطانيا يجعله فوق النقد والمعارضة وأن لا أحد يقدر عليه.
في عام 2007م كنت جزء من وفد قوي قوامه 400 شخص مع العقيد في رحلته الأوربية إلى فرنسا واسبانيا.
انتهت أيامه كمنبوذ، كان يجب أن يعود له الفضل في هندسة هذا التحول غير العادي، لكنه سمح لهذه الفرصة العظيمة أن تنزلق من بين أصابعه.
خلال تلك الفترة أتذكر دردشة عفوية مع بعض أقرب معاونيه بما في ذلك موسى كوسا، كنا نناقش التغير في سلوك العقيد فقلت لهم" عليكم بايقاضه، هذا الطريق الذي يسير فيه خطير وسيقضي عليه، اخبروا الرئيس أن مبالغته في تقدير نفسه ستقتله، انه يتصرف كاَله".
صار القذافي مفرط الحساسية تجاه النقد، تناولت مجلة "المجلة" السعودية مقالا عنه وعن ابنته عائشة فراَه القذافي مهينا، لسوء الطالع كان رئيس التحرير أردنيا فتم أيقاضي في منتصف الليل من قبل رئيس المراسم نوري المسماري وأبلغت أن القذافي الغاضب يريد أن يمتثل أمامه سفير الأردن في طرابلس، طُلب مني تنظيم اللقاء على الفور، أوقظ السفير الشريف فواز الزبن من نومه وحضر أمام القائد الغاضب في الساعة 2 ليلا، حاول السفير الاعتذار لكن القذافي الحانق أصر على رفع الأمر إلى الملك عبد الله الذي سيزور ليبيا في اليومين التاليين، حاول ملكي تهدئة الأمور باعتذار عن سلوك مواطنه ولكن لم يكن القذافي يسمح بالتراجع، سمعت بعدها بوقت طويل أن الصحفي تم تسليمه من مكتب الاستخبارات الأردني إلى ليبيا للتحقيق معه.
في رائي فقد القذافي قدرته على إصدار أحكام سليمة في الأربع سنوات الأخيرة في حياته، قيل انه كان مريض نفسيا، وبالرغم أن عقله بدا حادا كما كان دائما، أعتقد أنه يعاني من الاكتئاب.
ذات مرة سألت القذافي "كنت دائما تعارض الألقاب والآن وضعوا تاج على راسك ويسمونك ملك أفريقيا، هذا خطأ، الآن عندما أرى اسمك مكتوب في الصحيفة فإن الألقاب التي تسبق اسمك تملأ نصف الصفحة".
ماذا يا ترى كان رده؟ لا شئ، بل ابتسامة مبهمة.
لم يأتيني مطلقا الإحساس أن شعبه سيثور عليه ولكنك كنت تستطيع الاستماع إلى هدير التذمر في الخلفية، فالفساد والبيروقراطية حرمتا عامة الليبيين من الازدهار، قلة من الناس كانت غنية جدا أما الأغلبية فاستمرت تعاني، لقد حذرت القذافي من الفساد الذي كان رائجا لكنه لم يتصرف.
أصبح العقيد ضيق الصدر وعدة مرات يخرج غاضبا من الاجتماعات إذا لم تسر الأمور كما يشاء.
جاءني الانطباع انه كان مرهق، حيث كان في منتصف الالفينيات بعمر 65 عام (عمر التقاعد) وله في السلطة 4 عقود.
أعطى القذافي بلده أفضل سنوات عمره وقدم عديد التضحيات واعتقد انه صحا ذات يوم فشعر بنفسه مسنا، استلم السلطة عندما صعد أول رجل إلى القمر و تبادل أثناء فترة حكمه 7 رؤساء أمريكان على السلطة.
حاول القذافي محاربة عملية التقدم في السن بصبغ شعره، لكنها مسألة حساسة، كل أموال العالم لن ترجعه شابا مرة أخرى.
كانت عنده القوة لكنه كان يشتهي الأشياء العادية، كان في ليبيا لا يستطيع أن يزور مطعم أو سوق دون أن يحتشد حوله الناس، كان يسألني أسئلة عفوية جدا عن كيف اقضي وقت فراغي، تكون إجابتي أحيانا أني ذهبت إلى هذا المطعم أو ذاك، فتلتمع عينيه ويطلب مني" اخبريني عنه، ماذا أكلتي، أوصفي لي الطعام، هل استمتعي به". كانت من نوع الأسئلة التي يود طرحها طفل.
كان واضحا لي انه يعاني في السيطرة على أبناءه الذين استغلوا غيابه خارج البلد في أشغال الاتحاد الأفريقي، لم يكن معميا عن التهديد الذي شكلوه فأخبرني ذات مرة" إذا كان عندك علاقة بي، فليس لديك علاقة بأي فرد في أسرتي، وإذا كنتِ صديقة لأحد أبنائي، حينها لن تكوني صديقتي".
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الثامن
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الرابع
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الخامس
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السادس
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الرابع
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل العشرون
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل الخامس
» كتاب دعد شربل العقيد و انا الفصل السادس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
أمس في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
أمس في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
2024-11-04, 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR