إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب المرض والسلطة الجزء الرابع 4
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كتاب المرض والسلطة الجزء الرابع 4
الحلقة الرابعة :
مرض بريجنيف عرف من شعره ومرض بومبيدو من بوله
ميتران وسرطان البروستاتا
كان الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران من الساسة الذين ظلوا يثيرون اعجابي دوما، ولم اكن اعرفه جيدا، بل ان القليلين كانوا يعرفونه، وقد التقيته اول مرة في منتصف الستينات من القرن الماضي عندما كان يترأس اجتماعات البرلمانيين الأوروبين في منظمة اليسار الأوروبي في باريس. ولاحظت تحوله من مثقف عادي الى زعيم ذكي مترفع كان يرتدي الوردة الحمراء التي تعبر عن عهد الاشتراكية الاوروبية الجديد. وتحدثت إليه في مؤتمر حزب العمال في عام 1978، وفي قصر الاليزيه حول التعاون النووي الانغلو- فرنسي في عام 1986 عندما كنت زعيما للحزب الاشتراكي الديموقراطي، وفي الاليزية مرة اخرى في اوائل سبتمبر عام 1992 في اعقاب تعييني مفاوضا للاتحاد الأوروبي في يوغسلافيا السابقة، وكذلك عدة مرات بعد ذلك.
في سدة الرئاسة
وفي الاقتراع الأول في الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 26 ابريل 1981، جاء ميتران المرشح الاشتراكي في المرتبة الثانية في مواجهة الرئيس فاليري جيسكار ديستان في ولايته الأولى، وفاز على خلفه الرئيس جاك شيراك والمرشح الشيوعي جورج مارشيه، اما الشيوعيون الذين كانوا يحصلون عادة على حوالي 20 في المائة من الاصوات فحققوا نسبة 15.5 في المائة فقط من مجموع الاصوات، ونال ميتران اكثر من 25 في المائة. وفي الجولة الثانية من الاقتراع واجه ميتران الرئيس ديستان فقط الذي كان يواجه ضغوطا سياسية للتأثير الذي احدثه رفع اسعار النفط مرة ثانية في عام 1979داخليا، لقد تقلصت شعبية ميتران بسبب تردده في الرد على نشر الاتحاد السوفيتي لصواريخ نووية من طراز «اس- اس- 20» في اوروبا الشرقية او بسبب ما قيل عن تورطه الشخصي في فضيحة حول تلقيه هدايا من الماس من الامبراطور بوكاسا امبراطور افريقيا الوسطى، وفاز ميتران في 10 مايو في الجولة الثانية حيث حصل على نسبة 52 في المائة من مجموع الاصوات وتولى الرئاسة في 21 مايو، وبدا وكأن كل شيء ممكن سياسيا بالنسبة لمتيران، كما بدا في قمة سيطرته على السلطة ينعم باللياقة وصحة جيدة. وفورا دعا متيران الى حل البرلمان وحصل على اغلبية مطلقة في مقاعد الجمعية التشريعية الفرنسية التي سيطر عليها حزبه الاشتراكي الذي حصد نسبة 38 في المائة من الاصوات.
من اسرار الدولة
شكلت الصرامة حول صحته التزاما واضحا من متيران ابان الحملة الانتخابية، فقد وعد انه اذا ما تم انتخابه، فان اطباءه سوف يصدرون تصريحا حول صحته بصفة دورية كل ستة اشهر. وكان متيران قد اصيب بالصدمة هو والعديد من المواطنين الفرنسيين جراء السرية التي احاطت بالرئيس جورج بومبيدو والظروف المؤسفة التي ادت على وفاته بمرض سرطان الدم. ولم يكن المواطنون على دراية بذلك الامر، كما وعد فاليري جيسكار ديستانغ ايضا عن خوضه الانتخابات في عام 1974 باعطاء تصريحات طبية موجزة، ولكن عند انتخابه تخلى عن هذا الوعد من دون ابداء أسباب واضحة. وفي صيف عام 1981 صدرت اول نشرة حول صحة متيران من قبل الدكتور كلود غوبل الذي كان الطبيب الشخصي لمتيران واسرته منذ عام 1969، وقد كان لديه اعتقاد فعلي ان الرئيس في لياقة وصحة جيدة.
ولكن فجأة وبعد مضي ستة اشهر من ولايته وبعد عودته من قمة كانكون في المكسيك في نهاية اكتوبر، بدأ متيران يشكو من الم في الظهر والذراع. والامر الاكثر خطورة انه بدأ يعرج في مشيته. وفحص غوبل الرئيس متيران واكتشف ان لديه بروستاتا متضخمة ومتصلبة. وفي 7 نوفمبر اخذ غوبل الرئيس في سيارته العتيقة ومن دون مرافقة الشرطة من الاليزيه الى مستشفى «فال دو غراس» العسكري حيث تم تسجيله لاخضاعه لمجموعة من الفحوصات وذلك تحت اسم مستعار هو البير بلوت. وفحص العظام الذي اجري له كاحد الفحوصات جعل التشخيص اكثر خطورة. وفي مساء 16 نوفمبر 1981 ذهب غوبل الى الاليزيه بصحبة البرفيسور ادولف ستيغ الجراح البارز المتخصص في علاج غدة البروستاتا. واكد ستيغ لغوبل ان تقرحات العظام التي ظهرت في صور الاشعة التي تمت في وقت سابق، تعد نموا ثانويا من سرطان البروستاتا.
وابلغ الرئيس متيران انه يعاني من مرحلة متطورة من سرطان غدة البروستاتا. وان متوسط فترة الحياة بالنسبة للمريض الذي تطور مرضه الى تلك المرحلة هي ثلاث سنوات. وهنالك بالطبع بعض الاستثناءات ان الوضع غير مبشر البتة.
طبيب صريح
ووفقا لرواية غوبل فقد كان ستيغ صريحا. ففي وقت سابق في 13 نوفمبر ابلغ غوبل الرئيس متيران ان نتائج الفحوصات ليست جيدة، ولكنه لم يستخدم كلمة «سرطان» رغم انه قد بلغ مرحلة متطورة. غير ان ستيغ تحدث بصراحة دون مواربة. وقال للرئيس «ان وظيفتي ليست اخفاء الحقيقة عنك. انك تعاني من سرطان البروستاتا الذي انتشر الى العظام وهذا انتشار مؤثر» وتحدث الرئيس بصوت خافت قائلا «لقد انتهيت». وردّ عليه ستيغ «لا تقل ذلك، دعنا نرى يجب الا نقول ان الامور قد انتهت. وسوف نقوم مع الدكتور غوبل باللازم». وقاطعه الرئيس «توقف عن خداعي.. لقد انتهيت». وردّ عليه ستيغ «في الواقع ان الامر خطير، ولكننا سوف نبدأ العلاج. ويجب ان تسمح لنا القيام بذلك فمن المهم موافقتك على كل شيء، واذا لم يحدث ذلك...» وقاطعه الرئيس «اذا لم يحدث اكون قد انتهيت فانت لم تقدم لي اي خيار».
وكان ستيغ اكثر صراحة مع غوبل «لقد بدأت الامور بطريقة سيئة للغاية خاصة عندما يبدأ سرطان البروستاتا في تغيير طبيعته». واستطرد قائلا «اذا لم ننجح في حصاره فان الامر سوف يأخذ عدة اشهر».
الحاشية تنفي
وفي هذه الاثناء كان بيار بيريغوفوي كبير مساعدي متيران في الاليزيه ينفي ادعاءات اصابة الرئيس بمرض خطير في ذلك اليوم الذي حمل فيه ستيغ النتائج الكاملة للفحوصات الى الرئيس. وقد اثيرت تلك الادعاءات في تقرير اخباري من اربع صفحات حول زيارة ميتيران الىالمستشفى في الاسبوع السابق نشرت معه بعض الصور في مجلة «باري مانتش».
بيان
وواجه ميتيران ازمة سياسية حينها وليس فقط مسألة تشخيص طبي، وهو وحده يستطيع حلها، واذا ما وضعنا في الاعتبار وعده السابق فقد كان عليه اختيار مبدأ الصراحة واصدار بيان موجز بان الرئيس يعاني من مرض سرطان البروستاتا وانه سيتلقى العلاج الذي لن يتطلب انتقاله الى المستشفى، وكان مثل ذلك البيان كافيا ولا يتطلب الاشارة الى حقيقة ان السرطان قد وصل الى العظام، على ان يكون هنالك اعلانا واضحا بان لديه النية على الاستمرار في اداء واجباته الرئاسية وكان سيثار بعض الجدل في بضع مقالات تقول بوجود تقديم استقالته، غير ان اغلبية الناخبين الفرنسيين كانوا سيبدون الاستعداد لمنح الرئيس فرصة للاستمرار ومراقبة الوضع، ولم يكن هذا الامر سيرضي حزبه، غير ان اي رئيس فرنسي حال انتخابه يستطيع الاستمرار سياسيا من دون دعم السياسيين زملائه في الحزب.
خداع بدل الصراحة
ولكن بدلا من اللجوء للصراحة اختار ميتيران توخي السرية، ووفقا للدكتور غوبلر فقد قال الرئيس فورا «مهما حدث يجب الا تكشفوا عن اي شيء، فهذا سر من اسرار الدولة». واضاف، حتى يكون هذا الامر واضحا تماما لغوبلر «وانت ملزم بهذه السرية».
وقال البعض فيما بعد انه كان على غوبلر رفض الامر بتوخي السرية مهما كان الثمن. ولكن بما انه كان طبيب ميتيران لأكثر من عشر سنوات، فان ذلك كان يعني تقديم استقالته، والتخلي عن تقديم الرعاية لمريض في وقت محنته. ووجد غوبلر وستيغ انهما مضطران لقبول طلب المريض ابقاء الأمر سرا، وانهما بذلك انما يقدمان خدمة له.
وقد منع غوبلر حتى من ابلاغ دانييل ميتيران، زوجة الرئيس بالأمر، كما انه لم يبلغ حتى زوجته هو واطفاله. واخبر ميتيران دانييل بالأمر في عام 1991 فقط، وقالت شارحة هذا الامر «انه حافظ بكل بساطة على هدوئنا الروحي».
أطباء «أغبياء»!
وعادة ما يقرر بعض المرضى اخفاء جميع المعلومات المتعلقة بحالتهم الصحية حتى اقرب الاقربين لهم في الاسرة. غير ان رئيس جمهورية منتخب انتخابا ديموقراطيا لا يعتبر مريضا عاديا، وهناك التزام بالصراحة والانفتاح كان ميتيران يفهمه جيدا، ولكنه قرر تفاديه.
في البداية قد يكون ميتيران نفسه قد تردد في ابقاء النبأ سرا، فقد ادعى غوبلر ان الرئيس لا بد ان يكون قد تحدث صراحة مع احد مساعديه المقربين وهو جاك اتالي، ووفقا لما ذكره غوبلر فقد كتب اتالي في مذكراته اليومية في ديسمبر 1981 «لقد ابلغني الرئيس انه مصاب بالسرطان وانه لا شفاء منه». ولكن بعض مضي ايام قليلة من ذلك كتب يقول «قال لي الرئيس: ان الاطباء اغبياء وهم مخطئون، انني لا اعاني من السرطان» مما يشير الى ان ميتيران قرر بعد تردد في البداية ان طلبه باضفاء السرية التامة على الموضوع يجب الالتزام به! ولم يظهراي من هذين الادعاءين في مذكرات اتالي المنشورة.
أزمة أخلاقية
والأزمة الأخلاقية والمعنوية التي شكلها قرار ميتيران بالنسبة لغوبلر كانت عميقة، وذلك لان اسمه سيكون في البيان العلني الرسمي بعد ستة اشهر حول صحة الرئيس. وبعبارات غوبلر «لقد وجدت نفسي محاصرا وغارقا في كذبة يمكنني التخلص منها فقط بعد مضي 15 عاما، فقد غطت الكذبة على كل شيء. وكذب الاطباء منذ انتهاء مهمتنا بابلاغ مريضنا ان فرص بقائه على قيد الحياة تصل الى خمس سنوات، بينما كان التشخيص يتراوح فيما بين ثلاث سنوات الى ثلاثة اشهر، وذلك اذا ما استجاب جسمه للعلاج».
وكتب غوبلر ان «المريض قرر ايضا ان يكذب اولا على نفسه وهذا تصرف بشري عادي ولكنه كذب بعدها على الآخرين عندما ابلغني في ديسمبر في الوقت الذي كنت اعد نفسي لصياغة البيان الثاني الخاص بوضعه الصحي: إنه مهما حدث يجب الا تكشف عن اي شيء».
اثناء اعداد البيان الثاني اتخذ غوبلر خطوة مهمة، فمن المستحيل الحفاظ على الحقيقة اذا شارك الطبيب الشخصي للمريض في صياغة البيانات، والمريض لا يرغب في قول الحقيقة، وكان على غوبلر اما محاولة اقناع ميتران بالتخلي عن وعده باصدار البيانات، كما فعل جيسكار ديستان واما ان تصدر هذه البيانات من الاليزيه وتحمل فقط اسم المتحدث الصحافي من دون مشاركة غوبلر، ولكن ذلك لن يكون سهلا اذا ما وضعنا في الاعتبار انه قد اصدر بيانا في السابق بحسن نية يحمل اسمه، وكذلك فعل عدد من الاطباء الخاصين لرؤساء الجمهورية في السابق، حيث كانت تصدر البيانات الصحية تحمل اسماءهم.
وضع عصيب
وتم اصدار البيانات الصحية التي تعلن كل ستة اشهر، ووجد غوبلر نفسه في وضع عصيب للغاية، فقد كان يفضل الا يصدر اي تصريح، غير ان مريضه كان يرغب في ذلك، في نهاية الامر فان الصياغة التي اختارها، وفق ادعائه، لم تكن تمثل كذبة او عملية تعتيم، بل كانت صياغة غير مكتملة، وقد كان الهدف من اصدار تلك البيانات كل ستة اشهر هو اقناع المواطنين الفرنسيين انه لن يكون هنالك تعتيم على وجود مرض خطير كما فعل الرئيس جورج بومبيدو، ويتذكر غوبلر صعوبة الوضع الذي واجهه.
ففي عام 1982 سأل احد اصدقاء طفولته وهو طبيب مؤيد للرئيس ميتران «ان الرئيس قال انه لن يخفي اي شيء فيما يتعلق بصحته، ولكن اذا ظهر لديه مرض خطير هل ستطلع الناس عليه؟» واجاب غوبلر «بالطبع» وهو يدرك تماما انه كان يقوم بعكس ذلك.
وفي نوفمبر عام 1981 بدأ ميتران في تلقي علاج هرمون الاستروجين وكان يعطى له مع مواد تمنع التجلط، وذلك لان الاستروجين لوحده لديه اعراض جانبية ينتج عنها تجلط الدم. وكانت نسبة 30 في المائة من المرضى يتوفون خلال العامين الأولين، وبدأ العلاج، وبحقنه بجرعة قوية من الاستروجين كل يوم لمدة اسبوعين، وبعد ذلك كل يومين حتى نهاية فبراير 1982. واجريت فحوصات مخبرية في فال دوغراس وتم التأكد منها في مختبر خاص، وكان الهرمون قويا بحيث لم يكن في المقدور الاستمرار في تلك الجرعة لفترة اطول من ثلاثة أو أربعة اشهر.
وكان غوبلر يتنقل مع الرئيس الى كل مكان، حيث كان يتولى عملية العلاج شخصيا ويحمل المعدات معه وكان يجمع المعدات المستخدمة ويتخلص منها عند عودته الى باريس. والسبب وراء ذلك هو خشية ميتران وغوبلر من التجسس الدولي الطبي، اذ يعتقد الفرنسيون ان ليونيد بريجنيف عندما كان رئيسا للاتحاد السوفيتي اخذت عينات من شعره من مشط وتم تحليلها وكشف عن طبيعة العلاج الذي كان يتلقاه، وقد قادت هذه الخشية احيانا بلوغ حالات الخداع المتبعة درجة الملهاة، فقد كانت هناك شكوك من ان بعض الدول في بحثها عن ادلة طبية حول الرؤساء الزائرين باتت تفحص حتى مواد تجمعها من احواض الحمام، ويعتقدون ان حالة بومبيدو تم تشخيصها من قبل الحكومات الاجنبية عبر جمع عينات من بوله سرا وبالتالي كان غوبلر يتأكد بدقة من حمام الرئيس ومياه السيفون بعد استخدامها.
وكانت تلك الفترة باكملها كما كتب غوبلر تعتبر «11 عاما من لعبة التمويه مع الموت» وكان فرض السرية يزيد دون شك من المخاطر الطبية، غير ان ذلك كان الثمن الذي كان المريض مستعدا لدفعة من اجل الاستمرار في عملية التعتيم. وقد اتضحت هذه المخاطر عندما تعرض ميتران الى مضاعفات خطيرة نتيجة العلاج، حيث عاش في نهاية عام 1982 من انسداد رئوي عولج عن طريق مضاد للتجلطات.
مرض بريجنيف عرف من شعره ومرض بومبيدو من بوله
ميتران وسرطان البروستاتا
كان الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران من الساسة الذين ظلوا يثيرون اعجابي دوما، ولم اكن اعرفه جيدا، بل ان القليلين كانوا يعرفونه، وقد التقيته اول مرة في منتصف الستينات من القرن الماضي عندما كان يترأس اجتماعات البرلمانيين الأوروبين في منظمة اليسار الأوروبي في باريس. ولاحظت تحوله من مثقف عادي الى زعيم ذكي مترفع كان يرتدي الوردة الحمراء التي تعبر عن عهد الاشتراكية الاوروبية الجديد. وتحدثت إليه في مؤتمر حزب العمال في عام 1978، وفي قصر الاليزيه حول التعاون النووي الانغلو- فرنسي في عام 1986 عندما كنت زعيما للحزب الاشتراكي الديموقراطي، وفي الاليزية مرة اخرى في اوائل سبتمبر عام 1992 في اعقاب تعييني مفاوضا للاتحاد الأوروبي في يوغسلافيا السابقة، وكذلك عدة مرات بعد ذلك.
في سدة الرئاسة
وفي الاقتراع الأول في الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 26 ابريل 1981، جاء ميتران المرشح الاشتراكي في المرتبة الثانية في مواجهة الرئيس فاليري جيسكار ديستان في ولايته الأولى، وفاز على خلفه الرئيس جاك شيراك والمرشح الشيوعي جورج مارشيه، اما الشيوعيون الذين كانوا يحصلون عادة على حوالي 20 في المائة من الاصوات فحققوا نسبة 15.5 في المائة فقط من مجموع الاصوات، ونال ميتران اكثر من 25 في المائة. وفي الجولة الثانية من الاقتراع واجه ميتران الرئيس ديستان فقط الذي كان يواجه ضغوطا سياسية للتأثير الذي احدثه رفع اسعار النفط مرة ثانية في عام 1979داخليا، لقد تقلصت شعبية ميتران بسبب تردده في الرد على نشر الاتحاد السوفيتي لصواريخ نووية من طراز «اس- اس- 20» في اوروبا الشرقية او بسبب ما قيل عن تورطه الشخصي في فضيحة حول تلقيه هدايا من الماس من الامبراطور بوكاسا امبراطور افريقيا الوسطى، وفاز ميتران في 10 مايو في الجولة الثانية حيث حصل على نسبة 52 في المائة من مجموع الاصوات وتولى الرئاسة في 21 مايو، وبدا وكأن كل شيء ممكن سياسيا بالنسبة لمتيران، كما بدا في قمة سيطرته على السلطة ينعم باللياقة وصحة جيدة. وفورا دعا متيران الى حل البرلمان وحصل على اغلبية مطلقة في مقاعد الجمعية التشريعية الفرنسية التي سيطر عليها حزبه الاشتراكي الذي حصد نسبة 38 في المائة من الاصوات.
من اسرار الدولة
شكلت الصرامة حول صحته التزاما واضحا من متيران ابان الحملة الانتخابية، فقد وعد انه اذا ما تم انتخابه، فان اطباءه سوف يصدرون تصريحا حول صحته بصفة دورية كل ستة اشهر. وكان متيران قد اصيب بالصدمة هو والعديد من المواطنين الفرنسيين جراء السرية التي احاطت بالرئيس جورج بومبيدو والظروف المؤسفة التي ادت على وفاته بمرض سرطان الدم. ولم يكن المواطنون على دراية بذلك الامر، كما وعد فاليري جيسكار ديستانغ ايضا عن خوضه الانتخابات في عام 1974 باعطاء تصريحات طبية موجزة، ولكن عند انتخابه تخلى عن هذا الوعد من دون ابداء أسباب واضحة. وفي صيف عام 1981 صدرت اول نشرة حول صحة متيران من قبل الدكتور كلود غوبل الذي كان الطبيب الشخصي لمتيران واسرته منذ عام 1969، وقد كان لديه اعتقاد فعلي ان الرئيس في لياقة وصحة جيدة.
ولكن فجأة وبعد مضي ستة اشهر من ولايته وبعد عودته من قمة كانكون في المكسيك في نهاية اكتوبر، بدأ متيران يشكو من الم في الظهر والذراع. والامر الاكثر خطورة انه بدأ يعرج في مشيته. وفحص غوبل الرئيس متيران واكتشف ان لديه بروستاتا متضخمة ومتصلبة. وفي 7 نوفمبر اخذ غوبل الرئيس في سيارته العتيقة ومن دون مرافقة الشرطة من الاليزيه الى مستشفى «فال دو غراس» العسكري حيث تم تسجيله لاخضاعه لمجموعة من الفحوصات وذلك تحت اسم مستعار هو البير بلوت. وفحص العظام الذي اجري له كاحد الفحوصات جعل التشخيص اكثر خطورة. وفي مساء 16 نوفمبر 1981 ذهب غوبل الى الاليزيه بصحبة البرفيسور ادولف ستيغ الجراح البارز المتخصص في علاج غدة البروستاتا. واكد ستيغ لغوبل ان تقرحات العظام التي ظهرت في صور الاشعة التي تمت في وقت سابق، تعد نموا ثانويا من سرطان البروستاتا.
وابلغ الرئيس متيران انه يعاني من مرحلة متطورة من سرطان غدة البروستاتا. وان متوسط فترة الحياة بالنسبة للمريض الذي تطور مرضه الى تلك المرحلة هي ثلاث سنوات. وهنالك بالطبع بعض الاستثناءات ان الوضع غير مبشر البتة.
طبيب صريح
ووفقا لرواية غوبل فقد كان ستيغ صريحا. ففي وقت سابق في 13 نوفمبر ابلغ غوبل الرئيس متيران ان نتائج الفحوصات ليست جيدة، ولكنه لم يستخدم كلمة «سرطان» رغم انه قد بلغ مرحلة متطورة. غير ان ستيغ تحدث بصراحة دون مواربة. وقال للرئيس «ان وظيفتي ليست اخفاء الحقيقة عنك. انك تعاني من سرطان البروستاتا الذي انتشر الى العظام وهذا انتشار مؤثر» وتحدث الرئيس بصوت خافت قائلا «لقد انتهيت». وردّ عليه ستيغ «لا تقل ذلك، دعنا نرى يجب الا نقول ان الامور قد انتهت. وسوف نقوم مع الدكتور غوبل باللازم». وقاطعه الرئيس «توقف عن خداعي.. لقد انتهيت». وردّ عليه ستيغ «في الواقع ان الامر خطير، ولكننا سوف نبدأ العلاج. ويجب ان تسمح لنا القيام بذلك فمن المهم موافقتك على كل شيء، واذا لم يحدث ذلك...» وقاطعه الرئيس «اذا لم يحدث اكون قد انتهيت فانت لم تقدم لي اي خيار».
وكان ستيغ اكثر صراحة مع غوبل «لقد بدأت الامور بطريقة سيئة للغاية خاصة عندما يبدأ سرطان البروستاتا في تغيير طبيعته». واستطرد قائلا «اذا لم ننجح في حصاره فان الامر سوف يأخذ عدة اشهر».
الحاشية تنفي
وفي هذه الاثناء كان بيار بيريغوفوي كبير مساعدي متيران في الاليزيه ينفي ادعاءات اصابة الرئيس بمرض خطير في ذلك اليوم الذي حمل فيه ستيغ النتائج الكاملة للفحوصات الى الرئيس. وقد اثيرت تلك الادعاءات في تقرير اخباري من اربع صفحات حول زيارة ميتيران الىالمستشفى في الاسبوع السابق نشرت معه بعض الصور في مجلة «باري مانتش».
بيان
وواجه ميتيران ازمة سياسية حينها وليس فقط مسألة تشخيص طبي، وهو وحده يستطيع حلها، واذا ما وضعنا في الاعتبار وعده السابق فقد كان عليه اختيار مبدأ الصراحة واصدار بيان موجز بان الرئيس يعاني من مرض سرطان البروستاتا وانه سيتلقى العلاج الذي لن يتطلب انتقاله الى المستشفى، وكان مثل ذلك البيان كافيا ولا يتطلب الاشارة الى حقيقة ان السرطان قد وصل الى العظام، على ان يكون هنالك اعلانا واضحا بان لديه النية على الاستمرار في اداء واجباته الرئاسية وكان سيثار بعض الجدل في بضع مقالات تقول بوجود تقديم استقالته، غير ان اغلبية الناخبين الفرنسيين كانوا سيبدون الاستعداد لمنح الرئيس فرصة للاستمرار ومراقبة الوضع، ولم يكن هذا الامر سيرضي حزبه، غير ان اي رئيس فرنسي حال انتخابه يستطيع الاستمرار سياسيا من دون دعم السياسيين زملائه في الحزب.
خداع بدل الصراحة
ولكن بدلا من اللجوء للصراحة اختار ميتيران توخي السرية، ووفقا للدكتور غوبلر فقد قال الرئيس فورا «مهما حدث يجب الا تكشفوا عن اي شيء، فهذا سر من اسرار الدولة». واضاف، حتى يكون هذا الامر واضحا تماما لغوبلر «وانت ملزم بهذه السرية».
وقال البعض فيما بعد انه كان على غوبلر رفض الامر بتوخي السرية مهما كان الثمن. ولكن بما انه كان طبيب ميتيران لأكثر من عشر سنوات، فان ذلك كان يعني تقديم استقالته، والتخلي عن تقديم الرعاية لمريض في وقت محنته. ووجد غوبلر وستيغ انهما مضطران لقبول طلب المريض ابقاء الأمر سرا، وانهما بذلك انما يقدمان خدمة له.
وقد منع غوبلر حتى من ابلاغ دانييل ميتيران، زوجة الرئيس بالأمر، كما انه لم يبلغ حتى زوجته هو واطفاله. واخبر ميتيران دانييل بالأمر في عام 1991 فقط، وقالت شارحة هذا الامر «انه حافظ بكل بساطة على هدوئنا الروحي».
أطباء «أغبياء»!
وعادة ما يقرر بعض المرضى اخفاء جميع المعلومات المتعلقة بحالتهم الصحية حتى اقرب الاقربين لهم في الاسرة. غير ان رئيس جمهورية منتخب انتخابا ديموقراطيا لا يعتبر مريضا عاديا، وهناك التزام بالصراحة والانفتاح كان ميتيران يفهمه جيدا، ولكنه قرر تفاديه.
في البداية قد يكون ميتيران نفسه قد تردد في ابقاء النبأ سرا، فقد ادعى غوبلر ان الرئيس لا بد ان يكون قد تحدث صراحة مع احد مساعديه المقربين وهو جاك اتالي، ووفقا لما ذكره غوبلر فقد كتب اتالي في مذكراته اليومية في ديسمبر 1981 «لقد ابلغني الرئيس انه مصاب بالسرطان وانه لا شفاء منه». ولكن بعض مضي ايام قليلة من ذلك كتب يقول «قال لي الرئيس: ان الاطباء اغبياء وهم مخطئون، انني لا اعاني من السرطان» مما يشير الى ان ميتيران قرر بعد تردد في البداية ان طلبه باضفاء السرية التامة على الموضوع يجب الالتزام به! ولم يظهراي من هذين الادعاءين في مذكرات اتالي المنشورة.
أزمة أخلاقية
والأزمة الأخلاقية والمعنوية التي شكلها قرار ميتيران بالنسبة لغوبلر كانت عميقة، وذلك لان اسمه سيكون في البيان العلني الرسمي بعد ستة اشهر حول صحة الرئيس. وبعبارات غوبلر «لقد وجدت نفسي محاصرا وغارقا في كذبة يمكنني التخلص منها فقط بعد مضي 15 عاما، فقد غطت الكذبة على كل شيء. وكذب الاطباء منذ انتهاء مهمتنا بابلاغ مريضنا ان فرص بقائه على قيد الحياة تصل الى خمس سنوات، بينما كان التشخيص يتراوح فيما بين ثلاث سنوات الى ثلاثة اشهر، وذلك اذا ما استجاب جسمه للعلاج».
وكتب غوبلر ان «المريض قرر ايضا ان يكذب اولا على نفسه وهذا تصرف بشري عادي ولكنه كذب بعدها على الآخرين عندما ابلغني في ديسمبر في الوقت الذي كنت اعد نفسي لصياغة البيان الثاني الخاص بوضعه الصحي: إنه مهما حدث يجب الا تكشف عن اي شيء».
اثناء اعداد البيان الثاني اتخذ غوبلر خطوة مهمة، فمن المستحيل الحفاظ على الحقيقة اذا شارك الطبيب الشخصي للمريض في صياغة البيانات، والمريض لا يرغب في قول الحقيقة، وكان على غوبلر اما محاولة اقناع ميتران بالتخلي عن وعده باصدار البيانات، كما فعل جيسكار ديستان واما ان تصدر هذه البيانات من الاليزيه وتحمل فقط اسم المتحدث الصحافي من دون مشاركة غوبلر، ولكن ذلك لن يكون سهلا اذا ما وضعنا في الاعتبار انه قد اصدر بيانا في السابق بحسن نية يحمل اسمه، وكذلك فعل عدد من الاطباء الخاصين لرؤساء الجمهورية في السابق، حيث كانت تصدر البيانات الصحية تحمل اسماءهم.
وضع عصيب
وتم اصدار البيانات الصحية التي تعلن كل ستة اشهر، ووجد غوبلر نفسه في وضع عصيب للغاية، فقد كان يفضل الا يصدر اي تصريح، غير ان مريضه كان يرغب في ذلك، في نهاية الامر فان الصياغة التي اختارها، وفق ادعائه، لم تكن تمثل كذبة او عملية تعتيم، بل كانت صياغة غير مكتملة، وقد كان الهدف من اصدار تلك البيانات كل ستة اشهر هو اقناع المواطنين الفرنسيين انه لن يكون هنالك تعتيم على وجود مرض خطير كما فعل الرئيس جورج بومبيدو، ويتذكر غوبلر صعوبة الوضع الذي واجهه.
ففي عام 1982 سأل احد اصدقاء طفولته وهو طبيب مؤيد للرئيس ميتران «ان الرئيس قال انه لن يخفي اي شيء فيما يتعلق بصحته، ولكن اذا ظهر لديه مرض خطير هل ستطلع الناس عليه؟» واجاب غوبلر «بالطبع» وهو يدرك تماما انه كان يقوم بعكس ذلك.
وفي نوفمبر عام 1981 بدأ ميتران في تلقي علاج هرمون الاستروجين وكان يعطى له مع مواد تمنع التجلط، وذلك لان الاستروجين لوحده لديه اعراض جانبية ينتج عنها تجلط الدم. وكانت نسبة 30 في المائة من المرضى يتوفون خلال العامين الأولين، وبدأ العلاج، وبحقنه بجرعة قوية من الاستروجين كل يوم لمدة اسبوعين، وبعد ذلك كل يومين حتى نهاية فبراير 1982. واجريت فحوصات مخبرية في فال دوغراس وتم التأكد منها في مختبر خاص، وكان الهرمون قويا بحيث لم يكن في المقدور الاستمرار في تلك الجرعة لفترة اطول من ثلاثة أو أربعة اشهر.
وكان غوبلر يتنقل مع الرئيس الى كل مكان، حيث كان يتولى عملية العلاج شخصيا ويحمل المعدات معه وكان يجمع المعدات المستخدمة ويتخلص منها عند عودته الى باريس. والسبب وراء ذلك هو خشية ميتران وغوبلر من التجسس الدولي الطبي، اذ يعتقد الفرنسيون ان ليونيد بريجنيف عندما كان رئيسا للاتحاد السوفيتي اخذت عينات من شعره من مشط وتم تحليلها وكشف عن طبيعة العلاج الذي كان يتلقاه، وقد قادت هذه الخشية احيانا بلوغ حالات الخداع المتبعة درجة الملهاة، فقد كانت هناك شكوك من ان بعض الدول في بحثها عن ادلة طبية حول الرؤساء الزائرين باتت تفحص حتى مواد تجمعها من احواض الحمام، ويعتقدون ان حالة بومبيدو تم تشخيصها من قبل الحكومات الاجنبية عبر جمع عينات من بوله سرا وبالتالي كان غوبلر يتأكد بدقة من حمام الرئيس ومياه السيفون بعد استخدامها.
وكانت تلك الفترة باكملها كما كتب غوبلر تعتبر «11 عاما من لعبة التمويه مع الموت» وكان فرض السرية يزيد دون شك من المخاطر الطبية، غير ان ذلك كان الثمن الذي كان المريض مستعدا لدفعة من اجل الاستمرار في عملية التعتيم. وقد اتضحت هذه المخاطر عندما تعرض ميتران الى مضاعفات خطيرة نتيجة العلاج، حيث عاش في نهاية عام 1982 من انسداد رئوي عولج عن طريق مضاد للتجلطات.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب المرض والسلطة الجزء الرابع 4
ملاحظة تم حجب الجزء السادس من الجهة التى نشرت الكتاب
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 1و2و3
اضغط هنا للاطلا على الجزء 4
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس
اضغط هنا للاطلاع على الجزء السابع
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثامن
اضغط هنا للاطلاع على الجزء التاسع
اضغط هنا للاطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 11
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 12
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 13
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 14
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 15
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 16
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 17 والاخير
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 1و2و3
اضغط هنا للاطلا على الجزء 4
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس
اضغط هنا للاطلاع على الجزء السابع
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثامن
اضغط هنا للاطلاع على الجزء التاسع
اضغط هنا للاطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 11
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 12
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 13
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 14
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 15
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 16
اضغط هنا للاطلاع على الجزء 17 والاخير
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
حبة مسك- مشرف
-
عدد المشاركات : 3906
العمر : 61
رقم العضوية : 263
قوة التقييم : 57
تاريخ التسجيل : 12/06/2009
مواضيع مماثلة
» كتاب المرض والسلطة الجزء الرابع عشر 14
» كتاب المرض والسلطة الجزء 1 و 2 و 3
» كتاب المرض والسلطة الجزء العاشر 10
» كتاب المرض والسلطة الجزء الحادي عشر 11
» كتاب المرض والسلطة الجزء الثاني عشر 12
» كتاب المرض والسلطة الجزء 1 و 2 و 3
» كتاب المرض والسلطة الجزء العاشر 10
» كتاب المرض والسلطة الجزء الحادي عشر 11
» كتاب المرض والسلطة الجزء الثاني عشر 12
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR