إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 8
صفحة 1 من اصل 1
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 8
كتاب جديد عن انتهاكات القذافي الجنسية (7
حلقات)
هربت مع هشام لنتزوج فأعادوني بالقوة إلى باب العزيزية (8)
كان للقذافي مجموعة عُرفت بـ{مكتشفي المواهب} وكانت مهمتها اختطاف فتيات
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
صوريا، التي ولدت في المغرب، كانت أيقونة أبيها، كانت لديها أحلام هائلة، تحطمت جميعاً، بعدما انتقلت إلى سرت، وأصبحت هدفاً للقذافي، ثم غنيمة له وجارية!
وفي كتاب «الفرائس في حرم القذافي»، الذي تنشره القبس، تروي قصتها.
ذات يوم اُغرمَ جلال بي، أو على الأقل هكذا ظننت. صدقت أنه يحبني، لأنه كان ينظر إليّ باستمرار، ويبتسم لي عندما يلتقيني بالقرب من المطبخ، ويُسمعني كلمات الإطراء. كل هذا أدى إلى إصابتي باضطراب نفسي.
كنت أرغب في أن يهتم بي أحد. لم أكن أعلم أنه من المثليين. كنت جاهلة حتى اكتشفت ان مجون القذافي لايقتصر على النساء، بل شمل الرجال أيضاًص، وبعضهم كانوا من كبار ضباط الجيش. كنت بحاجة إلى الحنان. والتهبت مشاعري عندما شعرت بأن رجلا ناعماً يظهر لطفه نحوي.
كان جلال يبحث باستمرار عن مناسبة للقائي وملامسة يدي. كان يهمس لي بأنه يحبني، وأنه يفكر في الاقتران بي. مرة قال لي «ألم تلاحظي أنني أنظر إليك باستمرار، ومنذ اليوم الأول لوصولك إلى هنا»؟
جلال تخطى المحظور، وقال للقائد إنه يرغب في الزواج مني. فاستدعانا نحن الاثنين، وراح يسخر منا، قائلا «هكذا إذن.. تدّعيان أنكما تتبادلان الحب... ولديكما الجرأة لقول هذا لي.. أنا سيدكما! كيف تتجرئين يا (...) على حب رجل آخر غيري؟ وأنت أيها الحقير، كيف تتجرأ على النظر إليها؟».
جلال كان ينظر إلى الأرض، ولم يجرؤ على رفع نظره. وأنا أيضا كنت مثله.
طردنا القائد من غرفته. ومنع جلال، الذي كان من الحرس، من الدخول الى المنزل لمدة شهرين.
جاءت مبروكة إلى غرفتي لتقول لي بدورها: «يا حقيرة، لم يمض على وجودك هنا سوى ثلاث سنوات وبدأت في التفكير بالزواج».
إلى أفريقيا
بعد عدة أشهر تم الإعلان عن عزم القائد على القيام بجولة كبيرة في أفريقيا. قيل لي إنه سيزور خمس دول أفريقية في أسبوعين. الجميع رافق العقيد. بنات القذافي ارتدين ملابسهن العسكرية. في الساعة الخامسة من صباح يوم 22 يونيو 2007، كنت في عداد الموكب للتوجه الى المطار. قادتنا السيارات الى سلم الطائرة. وعندما دخلت الى الطائرة لمحت جلال، وكان القائد على متن طائرة أخرى.
حطت بنا الطائرة في باماكو عاصمة مالي، ولم أكن قادرة على تخيل مثل ذلك الاستقبال الذي كان بانتظارنا، لقد كان جنونيا: مد السجاد الأحمر للعقيد، الذي ارتدى بزته البيضاء.. رئيس مالي ووزراؤه وكبار ضباط جيشه كانوا في استقباله، ويحارون كيف يمكنهم إرضاء ملك ملوك أفريقيا.
والأهم من ذلك كان الاستقبال الشعبي: الحشود ترقص وتغني، وتهتف بأعلى صوتها «أهلاً بمعمر». لم أستطع أن أصدق ما كنت أرى وأسمع، وسرعان ما سيطرت مبروكة على سير العمليات. أشارت إلينا بالتجمع جانبا والصعود بالسيارات الرباعية الدفع التي كانت تنتظرنا ويقودها ليبيون.
من شمال غينيا إلى جنوبها
وصلنا الى فندق ليبيا، حيث طلبت منا امرأة من البروتوكول، اسمها سناء، الانتظار في الصالون. بعد ذلك انطلق الموكب المؤلف من أكثر من مائة سيارة.
كانت بداية الرحلة قاسية، فقد قطعنا حوالي ألف كلم من شمال غينيا الى جنوبها لنصل الى كوناكري العاصمة.
ما كان يشغل الفتيات هو موضوع الفندق الذي سينزلن فيه. كن يأملن بأن تكون الإقامة في فندق فاخر، حيث توجد المسابح وعلب الليل والمراقص.
وهذا ما حصل لهن. أما أنا فلم تتح لي فرصة الانضمام إليهن، إذا أمرتني مبروكة بالذهاب الى مقر إقامة القذافي، حيث تقرر أن تكون إقامتي ايضا، وكان ذلك في مبنى كبير أشبه بقصر. تقاسمت غرفتي مع فتاة أخرى اسمها عفاف. وفي منتصف الليل جاءني الأمر بالالتحاق بالقائد. وجدته جالسا في منتصف الغرفة، كان عاريا تماما وفي يده منشفته الحمراء يمسح بها وجهه باستمرار.. ثم وقف، وراح يقطع الغرفة في الطول والعرض. كانت ملامح وجهه مهمومة، حتى خيل إلي أنه لم ينتبه لوجودي.. ظل على تلك الحال حتى ساعات الفجر الأولى، ثم انقض عليّ.
في اليوم التالي، انضممت الى الشلة، أمل وجلال والآخرين. كان الفندق حيث ينزلون رائعا للغاية، والأجواء كانت جميلة، لم يسبق لي ان رأيت أو عشت مثلها. وبعد ساعات قليلة أمرتني مبروكة بأن أعود الى مقر العقيد في المساء، لكنها سرعان ما غيرت رأيها وسمحت لي بالبقاء مع المجموعة. لا أعرف من طلب منها ذلك وأقنعها بالموافقة.
التحقت بالمجموعة في مرقص الفندق. كان الجميع يشرب الكحول ويرقص مع الأفارقة. بدأت لي عائلتي وكل القيم التي تربيت عليها بعيدة للغاية. شعرت وكأنني على كوكب آخر. كان جلال يراقبني من بعيد، التقت نظراتنا، وكنت سعيدة جدا. اقترب مني وهمس بأذني: «لا تشربي الكحول»! وقد أثر ذلك في نفسي كثيرا. لقد كان لطيفا، وطيبا. كانت الموسيقى تصدح والمرقص ممتلئا وتتصاعد منه حمى الحلبة. قضيت الليلة في الفندق مع البقية.
أمضينا يومين في ساحل العاج، وبعدها انطلق الموكب باتجاه غانا، قضينا ساعات وساعات في السيارات باتجاه أكرا، حيث كانت تُعقد القمة الأفريقية.
لم تشكل جولة القذافي الأفريقية نهاية آلامي، بل على العكس، كانت بداية تقهقري.
ففي اليوم التالي لعودتنا من أفريقيا، استدعاني، بحضور مبروكة، وقال لي باشمئزاز «لم أعد أرغب فيك يا (...)». وفي أحد الأيام فاجأتني مبروكة بقولها إن بإمكان أمي أن تزورني في باب العزيزية. وهذا ما حصل. وحدها أمل كانت لطيفة معها فيما عاملها الباقون بازدراء.
لم تمض أيام قليلة حتى عاود طلبي الى غرفته واعتدى عليّ بطريقة وحشية.
اللقاء بهشام
أمل، واحدة من فتيات القذافي، استطاعت إقناع مبروكة بالسماح لها باصطحابي الى منزل والديها. وهذا ما حصل. وكدنا نتعرض لمشكل كبير عندما اصطدمت سيارة أمل بسيارة رجل في الطريق، وكان الرجل في قمة اللطف والأخلاق. تبادلنا الابتسامات، ولم أقاوم سحر عينيه السوداوين ونظرته الثاقبة. كان وسيماً، ورياضياً مشبعاً بالطاقة والحيوية. شعرت أنني وقعت في حبه منذ اللحظة الأولى، لكن أمل لم تترك لي مجالا لأتحدث معه.
في اليوم التالي، التقيت به صدفة في مدينة الملاهي، حيث كان يعمل. تبادلنا النظرات من جديد، وبادر بالتعريف عن نفسه. كان اسمه هشام، وتبادلنا أرقام هواتفنا. وكان ما فعلت يصب في خانة المحظورات في قاموس باب العزيزية.
اليوم عمري 18 سنة، ورفيقاتي حصلن على شهادة الثانوية العامة، بعضهن تزوج، والبعض الآخر دخل الجامعة، كنت أحلم أن أكون طبيبة أسنان، لأن الأسنان هي أول ما يظهر عندما يبتسم الإنسان. لكن القذافي وحاشيته حطموا أحلامي وسرقوا حياتي.
لقائي بهشام جعلني أشعر بالقوة. وها أنا أعُبِّر عن غضبي بوجه القائد شخصياً. فعندما أمرني - كعادته - بأن أتعرى، وناداني يا (...). صرخت بوجهه وسألته بتحد «لماذا تنعتني بـ (..)؟ أنا لست (..)».
اشطاط القذافي غضبا «اخرسي يا (..)!» صرخ بي، ثم اعتدى عليّ بعنف شديد، ثم أجبرني على تنشق الكوكايين.. حتى أغمي عليّ.
بقيت حبيسة الفراش يومين، وكانت صورة هشام في ذهني وحدها تجعلني أتمسك بالحياة. وعندما علم القذافي بأن الآخرين عرفوا بما حصل عاقبني بشدة.
في منزل أمل
أمل كانت تحبه كثيرا ومعجبة به، لأنها كما قالت لي «مدينة له بأشياء كثيرة.. المنزل الذي يسكن فيه والداها، والسيارة، ونمط الحياة المريح». كانت قوية جدا، وتقول للقذافي كل ما تريده، حتى أنها نعتت سعد الفالح بـ(...) عندما وصفها بـ(...). ومع ذلك كانت دائما فرحة وكريمة ومضيافة.
ولأنها قوية استطاعت إقناع مبروكة بالسماح لنا بالذهاب الى منزل والديها مرة ثانية.
خلال اقامتي في منزل أمل، اكتشفت الحياة التي تعيشها خارج باب العزيزية. كان لديها شبكة علاقات واسعة تشمل رجال أمن وشرطة، ورجال أعمال ومسؤولين في السلطة، وتقبض منهم عمولات لقاء خدمات تقدمها لهم.
اكتشفت أنها تحاول استخدامي أنا شخصيا لاستمالة رجال أثرياء، فعلاقتي بباب العزيزية تجعل تسعيرتي باهظة للغاية. وفي إحدى السهرات التي حضرتها شخصيات ليبية بارزة ومعروفة، عرض أحدهم، وكان من أقارب القذافي المعروفين، مبلغ 5000 دينار لقاء قضاء ليلة معي. أمل أخذت المبلغ كله ولم أتجرأ على مطالبتها بشيء.
الهروب مع هشام
ذات يوم أخبرتني والدتي- عبر الهاتف - أن إيناس، صديقة طفولتي، موجودة في طرابلس، وتريد رؤيتي. ذهبت لزيارة إيناس. التفّت كل الأسرة حولي. كان الجميع ينظر إليّ بصمت واستغراب. سألني أحدهم عن علاقتي بباب العزيزية، وكنت أشعر من نظراتهم انهم يعرفون ما يحدث معي.
انتبهت لنفسي بأنني بدأت أتصرف بشيء من التهور والجنون: الإقامة في منزل أمل، وزيارة منزل إيناس، ومكالماتي مع هشام، وردي في وجه القذافي... وقلت في نفسي ولِمَ لا؟! وسارعت للاتصال بهشام وطلبت منه أن يأتي ويصطحبني معه. وبعد دقائق كنت مع هشام نجوب شوارع طرابلس. أخذني الى منزل صغير يملكه في الضواحي، وفوجئت عندما قال لي «ارتاحي! أنا أعرف قصتك، ولن أدع أحدا يمسك بسوء بعد اليوم». كانت أمل هي من أخبرت هشام بقصتي.
- أنت لا تعرفني يا هشام، ستدفع ثمن ذلك غالياًَ. سأتسبب بدخولك السجن.
قضيت ثلاثة أيام سعيدة مع هشام. قضيت اليوم الأول كله أبكي، واعتقد انني كنت أفرغ دموعاً تراكمت خمس سنوات. كان هشام في غاية الرقة، تمكن من تهدئتي، كان يطبخ، ينظف ويمسح دموعي، لم أكن وحيدة.
الإعلان عن هروبي فجّر قنبلة في باب العزيزية.
جاء رجال الأمن وفتشوا منزل أهل هشام: «أين ابنكم؟ يجب أن يعيد الفتاة التي خطفها». اتصل به اشقاؤه والهلع يسيطر عليهم. بعد ثلاثة أيام استسلمنا، ذهبت الى منزل أمل التي خيرتني بين أن تأخذني الى منزل أهلي أو الى باب العزيزية. اخترت الذهاب الى أهلي.
في منزل أهلي
كان لقائي بهم محرجا ومؤلما. لقد فقدوا ثقتهم بي كليا. كان الجو ثقيلا في المنزل، ولم يكن هناك ما نتحدث به. أمي، التي منعتني من الخروج، كانت تنظر إليّ وكأنها تريد قتلي، وكأنني ساقطة. ونظرات والدي كانت مملوءة بالشك. سألني عن هشام، وأخبرته أننا اتفقنا على الزواج.
ذات صباح طرق باب المنزل سائق جاء من باب العزيزية، وقال إنهم يطلبون حضوري الى هناك.
عدت الى باب العزيزية، كانت مبروكة مثل لوح الثلج، قادتني الى المختبر لإجراء فحوصات الدم. انتظرت حوالي الساعة في صالون مع سلمى، وبعدها أمرتني بالصعود الى غرفة القائد. كان في ملابسه الرياضية: «يا لك من (...)، أعرف أنك عاشرت رجالا آخرين». ثم بصق في وجهي، وقال «لم يعد لديك سوى خيار واحد.. ستنامين عند أهلك، وعند الساعة التاسعة صباحا تكونين هنا. ستتعلمين انضباط الحرس الثوري».
حلقات)
هربت مع هشام لنتزوج فأعادوني بالقوة إلى باب العزيزية (8)
كان للقذافي مجموعة عُرفت بـ{مكتشفي المواهب} وكانت مهمتها اختطاف فتيات
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
صوريا، التي ولدت في المغرب، كانت أيقونة أبيها، كانت لديها أحلام هائلة، تحطمت جميعاً، بعدما انتقلت إلى سرت، وأصبحت هدفاً للقذافي، ثم غنيمة له وجارية!
وفي كتاب «الفرائس في حرم القذافي»، الذي تنشره القبس، تروي قصتها.
ذات يوم اُغرمَ جلال بي، أو على الأقل هكذا ظننت. صدقت أنه يحبني، لأنه كان ينظر إليّ باستمرار، ويبتسم لي عندما يلتقيني بالقرب من المطبخ، ويُسمعني كلمات الإطراء. كل هذا أدى إلى إصابتي باضطراب نفسي.
كنت أرغب في أن يهتم بي أحد. لم أكن أعلم أنه من المثليين. كنت جاهلة حتى اكتشفت ان مجون القذافي لايقتصر على النساء، بل شمل الرجال أيضاًص، وبعضهم كانوا من كبار ضباط الجيش. كنت بحاجة إلى الحنان. والتهبت مشاعري عندما شعرت بأن رجلا ناعماً يظهر لطفه نحوي.
كان جلال يبحث باستمرار عن مناسبة للقائي وملامسة يدي. كان يهمس لي بأنه يحبني، وأنه يفكر في الاقتران بي. مرة قال لي «ألم تلاحظي أنني أنظر إليك باستمرار، ومنذ اليوم الأول لوصولك إلى هنا»؟
جلال تخطى المحظور، وقال للقائد إنه يرغب في الزواج مني. فاستدعانا نحن الاثنين، وراح يسخر منا، قائلا «هكذا إذن.. تدّعيان أنكما تتبادلان الحب... ولديكما الجرأة لقول هذا لي.. أنا سيدكما! كيف تتجرئين يا (...) على حب رجل آخر غيري؟ وأنت أيها الحقير، كيف تتجرأ على النظر إليها؟».
جلال كان ينظر إلى الأرض، ولم يجرؤ على رفع نظره. وأنا أيضا كنت مثله.
طردنا القائد من غرفته. ومنع جلال، الذي كان من الحرس، من الدخول الى المنزل لمدة شهرين.
جاءت مبروكة إلى غرفتي لتقول لي بدورها: «يا حقيرة، لم يمض على وجودك هنا سوى ثلاث سنوات وبدأت في التفكير بالزواج».
إلى أفريقيا
بعد عدة أشهر تم الإعلان عن عزم القائد على القيام بجولة كبيرة في أفريقيا. قيل لي إنه سيزور خمس دول أفريقية في أسبوعين. الجميع رافق العقيد. بنات القذافي ارتدين ملابسهن العسكرية. في الساعة الخامسة من صباح يوم 22 يونيو 2007، كنت في عداد الموكب للتوجه الى المطار. قادتنا السيارات الى سلم الطائرة. وعندما دخلت الى الطائرة لمحت جلال، وكان القائد على متن طائرة أخرى.
حطت بنا الطائرة في باماكو عاصمة مالي، ولم أكن قادرة على تخيل مثل ذلك الاستقبال الذي كان بانتظارنا، لقد كان جنونيا: مد السجاد الأحمر للعقيد، الذي ارتدى بزته البيضاء.. رئيس مالي ووزراؤه وكبار ضباط جيشه كانوا في استقباله، ويحارون كيف يمكنهم إرضاء ملك ملوك أفريقيا.
والأهم من ذلك كان الاستقبال الشعبي: الحشود ترقص وتغني، وتهتف بأعلى صوتها «أهلاً بمعمر». لم أستطع أن أصدق ما كنت أرى وأسمع، وسرعان ما سيطرت مبروكة على سير العمليات. أشارت إلينا بالتجمع جانبا والصعود بالسيارات الرباعية الدفع التي كانت تنتظرنا ويقودها ليبيون.
من شمال غينيا إلى جنوبها
وصلنا الى فندق ليبيا، حيث طلبت منا امرأة من البروتوكول، اسمها سناء، الانتظار في الصالون. بعد ذلك انطلق الموكب المؤلف من أكثر من مائة سيارة.
كانت بداية الرحلة قاسية، فقد قطعنا حوالي ألف كلم من شمال غينيا الى جنوبها لنصل الى كوناكري العاصمة.
ما كان يشغل الفتيات هو موضوع الفندق الذي سينزلن فيه. كن يأملن بأن تكون الإقامة في فندق فاخر، حيث توجد المسابح وعلب الليل والمراقص.
وهذا ما حصل لهن. أما أنا فلم تتح لي فرصة الانضمام إليهن، إذا أمرتني مبروكة بالذهاب الى مقر إقامة القذافي، حيث تقرر أن تكون إقامتي ايضا، وكان ذلك في مبنى كبير أشبه بقصر. تقاسمت غرفتي مع فتاة أخرى اسمها عفاف. وفي منتصف الليل جاءني الأمر بالالتحاق بالقائد. وجدته جالسا في منتصف الغرفة، كان عاريا تماما وفي يده منشفته الحمراء يمسح بها وجهه باستمرار.. ثم وقف، وراح يقطع الغرفة في الطول والعرض. كانت ملامح وجهه مهمومة، حتى خيل إلي أنه لم ينتبه لوجودي.. ظل على تلك الحال حتى ساعات الفجر الأولى، ثم انقض عليّ.
في اليوم التالي، انضممت الى الشلة، أمل وجلال والآخرين. كان الفندق حيث ينزلون رائعا للغاية، والأجواء كانت جميلة، لم يسبق لي ان رأيت أو عشت مثلها. وبعد ساعات قليلة أمرتني مبروكة بأن أعود الى مقر العقيد في المساء، لكنها سرعان ما غيرت رأيها وسمحت لي بالبقاء مع المجموعة. لا أعرف من طلب منها ذلك وأقنعها بالموافقة.
التحقت بالمجموعة في مرقص الفندق. كان الجميع يشرب الكحول ويرقص مع الأفارقة. بدأت لي عائلتي وكل القيم التي تربيت عليها بعيدة للغاية. شعرت وكأنني على كوكب آخر. كان جلال يراقبني من بعيد، التقت نظراتنا، وكنت سعيدة جدا. اقترب مني وهمس بأذني: «لا تشربي الكحول»! وقد أثر ذلك في نفسي كثيرا. لقد كان لطيفا، وطيبا. كانت الموسيقى تصدح والمرقص ممتلئا وتتصاعد منه حمى الحلبة. قضيت الليلة في الفندق مع البقية.
أمضينا يومين في ساحل العاج، وبعدها انطلق الموكب باتجاه غانا، قضينا ساعات وساعات في السيارات باتجاه أكرا، حيث كانت تُعقد القمة الأفريقية.
لم تشكل جولة القذافي الأفريقية نهاية آلامي، بل على العكس، كانت بداية تقهقري.
ففي اليوم التالي لعودتنا من أفريقيا، استدعاني، بحضور مبروكة، وقال لي باشمئزاز «لم أعد أرغب فيك يا (...)». وفي أحد الأيام فاجأتني مبروكة بقولها إن بإمكان أمي أن تزورني في باب العزيزية. وهذا ما حصل. وحدها أمل كانت لطيفة معها فيما عاملها الباقون بازدراء.
لم تمض أيام قليلة حتى عاود طلبي الى غرفته واعتدى عليّ بطريقة وحشية.
اللقاء بهشام
أمل، واحدة من فتيات القذافي، استطاعت إقناع مبروكة بالسماح لها باصطحابي الى منزل والديها. وهذا ما حصل. وكدنا نتعرض لمشكل كبير عندما اصطدمت سيارة أمل بسيارة رجل في الطريق، وكان الرجل في قمة اللطف والأخلاق. تبادلنا الابتسامات، ولم أقاوم سحر عينيه السوداوين ونظرته الثاقبة. كان وسيماً، ورياضياً مشبعاً بالطاقة والحيوية. شعرت أنني وقعت في حبه منذ اللحظة الأولى، لكن أمل لم تترك لي مجالا لأتحدث معه.
في اليوم التالي، التقيت به صدفة في مدينة الملاهي، حيث كان يعمل. تبادلنا النظرات من جديد، وبادر بالتعريف عن نفسه. كان اسمه هشام، وتبادلنا أرقام هواتفنا. وكان ما فعلت يصب في خانة المحظورات في قاموس باب العزيزية.
اليوم عمري 18 سنة، ورفيقاتي حصلن على شهادة الثانوية العامة، بعضهن تزوج، والبعض الآخر دخل الجامعة، كنت أحلم أن أكون طبيبة أسنان، لأن الأسنان هي أول ما يظهر عندما يبتسم الإنسان. لكن القذافي وحاشيته حطموا أحلامي وسرقوا حياتي.
لقائي بهشام جعلني أشعر بالقوة. وها أنا أعُبِّر عن غضبي بوجه القائد شخصياً. فعندما أمرني - كعادته - بأن أتعرى، وناداني يا (...). صرخت بوجهه وسألته بتحد «لماذا تنعتني بـ (..)؟ أنا لست (..)».
اشطاط القذافي غضبا «اخرسي يا (..)!» صرخ بي، ثم اعتدى عليّ بعنف شديد، ثم أجبرني على تنشق الكوكايين.. حتى أغمي عليّ.
بقيت حبيسة الفراش يومين، وكانت صورة هشام في ذهني وحدها تجعلني أتمسك بالحياة. وعندما علم القذافي بأن الآخرين عرفوا بما حصل عاقبني بشدة.
في منزل أمل
أمل كانت تحبه كثيرا ومعجبة به، لأنها كما قالت لي «مدينة له بأشياء كثيرة.. المنزل الذي يسكن فيه والداها، والسيارة، ونمط الحياة المريح». كانت قوية جدا، وتقول للقذافي كل ما تريده، حتى أنها نعتت سعد الفالح بـ(...) عندما وصفها بـ(...). ومع ذلك كانت دائما فرحة وكريمة ومضيافة.
ولأنها قوية استطاعت إقناع مبروكة بالسماح لنا بالذهاب الى منزل والديها مرة ثانية.
خلال اقامتي في منزل أمل، اكتشفت الحياة التي تعيشها خارج باب العزيزية. كان لديها شبكة علاقات واسعة تشمل رجال أمن وشرطة، ورجال أعمال ومسؤولين في السلطة، وتقبض منهم عمولات لقاء خدمات تقدمها لهم.
اكتشفت أنها تحاول استخدامي أنا شخصيا لاستمالة رجال أثرياء، فعلاقتي بباب العزيزية تجعل تسعيرتي باهظة للغاية. وفي إحدى السهرات التي حضرتها شخصيات ليبية بارزة ومعروفة، عرض أحدهم، وكان من أقارب القذافي المعروفين، مبلغ 5000 دينار لقاء قضاء ليلة معي. أمل أخذت المبلغ كله ولم أتجرأ على مطالبتها بشيء.
الهروب مع هشام
ذات يوم أخبرتني والدتي- عبر الهاتف - أن إيناس، صديقة طفولتي، موجودة في طرابلس، وتريد رؤيتي. ذهبت لزيارة إيناس. التفّت كل الأسرة حولي. كان الجميع ينظر إليّ بصمت واستغراب. سألني أحدهم عن علاقتي بباب العزيزية، وكنت أشعر من نظراتهم انهم يعرفون ما يحدث معي.
انتبهت لنفسي بأنني بدأت أتصرف بشيء من التهور والجنون: الإقامة في منزل أمل، وزيارة منزل إيناس، ومكالماتي مع هشام، وردي في وجه القذافي... وقلت في نفسي ولِمَ لا؟! وسارعت للاتصال بهشام وطلبت منه أن يأتي ويصطحبني معه. وبعد دقائق كنت مع هشام نجوب شوارع طرابلس. أخذني الى منزل صغير يملكه في الضواحي، وفوجئت عندما قال لي «ارتاحي! أنا أعرف قصتك، ولن أدع أحدا يمسك بسوء بعد اليوم». كانت أمل هي من أخبرت هشام بقصتي.
- أنت لا تعرفني يا هشام، ستدفع ثمن ذلك غالياًَ. سأتسبب بدخولك السجن.
قضيت ثلاثة أيام سعيدة مع هشام. قضيت اليوم الأول كله أبكي، واعتقد انني كنت أفرغ دموعاً تراكمت خمس سنوات. كان هشام في غاية الرقة، تمكن من تهدئتي، كان يطبخ، ينظف ويمسح دموعي، لم أكن وحيدة.
الإعلان عن هروبي فجّر قنبلة في باب العزيزية.
جاء رجال الأمن وفتشوا منزل أهل هشام: «أين ابنكم؟ يجب أن يعيد الفتاة التي خطفها». اتصل به اشقاؤه والهلع يسيطر عليهم. بعد ثلاثة أيام استسلمنا، ذهبت الى منزل أمل التي خيرتني بين أن تأخذني الى منزل أهلي أو الى باب العزيزية. اخترت الذهاب الى أهلي.
في منزل أهلي
كان لقائي بهم محرجا ومؤلما. لقد فقدوا ثقتهم بي كليا. كان الجو ثقيلا في المنزل، ولم يكن هناك ما نتحدث به. أمي، التي منعتني من الخروج، كانت تنظر إليّ وكأنها تريد قتلي، وكأنني ساقطة. ونظرات والدي كانت مملوءة بالشك. سألني عن هشام، وأخبرته أننا اتفقنا على الزواج.
ذات صباح طرق باب المنزل سائق جاء من باب العزيزية، وقال إنهم يطلبون حضوري الى هناك.
عدت الى باب العزيزية، كانت مبروكة مثل لوح الثلج، قادتني الى المختبر لإجراء فحوصات الدم. انتظرت حوالي الساعة في صالون مع سلمى، وبعدها أمرتني بالصعود الى غرفة القائد. كان في ملابسه الرياضية: «يا لك من (...)، أعرف أنك عاشرت رجالا آخرين». ثم بصق في وجهي، وقال «لم يعد لديك سوى خيار واحد.. ستنامين عند أهلك، وعند الساعة التاسعة صباحا تكونين هنا. ستتعلمين انضباط الحرس الثوري».
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 8
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 8
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 8
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 9
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 16
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 17
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 10
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 11
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 16
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 17
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 10
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 11
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR