إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 6
صفحة 1 من اصل 1
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 6
القذافي عاد من داكار بأفريقيات صغيرات (6)
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
صوريا، التي ولدت في المغرب، كانت أيقونة أبوها، كانت لديها أحلام هائلة، تحطمت جميعاً، بعدما انتقلت إلى سرت، وأصبحت هدفاً للقذافي، ثم غنيمة له وجارية!
وفي كتاب «الفرائس في حرم القذافي»، الذي تنشره القبس، تروي قصتها.
علمت ذات صباح أن القذافي وشلته سيتوجهون الى داكار في زيارة رسمية، وبأنني لن أكون في عداد الوفد. هذا الخبر أسرني كثيراً، لأنني سأرتاح لمدة ثلاثة أيام. سأتمكن من التنقل بين غرفتي والكافتيريا، حيث ألتقي بأمل. معظم الفتيات سيبقين في باب العزيزية يشربن القهوة ويثرثرن، وأنا أبقى صامتة بانتظار معرفة أي معلومة تساعدني على فهم هذه الجماعة المختلة. للأسف لم تكن هناك أشياء جوهرية تُقال. عرفت فقط أنه بمقدور أمل أن تغادر خلال النهار باب العزيزية مع سائق. كانت حرة.. ومن ثم كانت تعود. كيف كان ذلك ممكناً؟ لماذا لا تهرب؟ هناك الكثير من المسائل التي أجهلها.
علمت أيضاً أن معظم الفتيات اللاتي كان الجميع يعتقد أنهن من حارسات الثورة، كان لديهن بطاقات هوية بأسمائهن وصورهن ولكن بكنية بنات معمر القذافي مكتوبة بالخط العريض وموقعة باسم القائد شخصيا مع صورة صغيرة له. لقب الفتيات كان بالنسبة لي مسألة خارقة، غريبة. ولكن البطاقة كانت على ما يبدو أشبه بمفتاح سحري للتنقل في باب العزيزية، وحتى الذهاب الى المدينة وتخطي الأبواب الأمنية التي يحرسها جنود مسلحون. علمت فيما بعد أن أحداً لم يكن يصدق أن الفتيات كن بنات العقيد. وأن الجميع كان يعرف لماذا كانت الفتيات في باب العزيزية، ولكن الفتيات كن يتمسكن ببطاقاتهن. كان الجميع ينظر إليهن كـ(....)، ولكن (.....) القائد الأعلى، وكان هذا يقتضي احترامهن.
في اليوم الرابع عادت الشلة. وكان ضمن موكب القذافي فتيات أفريقيات، شابات صغيرات للغاية وأخريات أكبر سناً، بعضهن باللباس الأفريقي التقليدي والبعض الآخر بالجينز. كانت مبروكة تتصرف مثل سيدة المنزل معهن: "أمل، صوريا أحضرا القهوة والحلوى!". كنا نمضي الوقت بين المطبخ وقاعة الجلوس. وكانت الفتيات يتلهفن لرؤية العقيد، بينما كان في مكتبه مجتمعاً مع عدد من الأفارقة، الذين يبدو عليهم أنهم من أصحاب الشأن. وعندما خرج هؤلاء بدأت الفتيات بالصعود الى غرفة القائد، وكنت أرغب بأن أقول لهن احترسن إنه وحش، وأيضاً أن أطلق نداء استغاثة: ساعدوني لأخرج من هنا. لاحظت مبروكة نظراتي، وبدا عليها الإنزعاج من وجودنا لأنها طلبت من فيصل أن يقوم بالخدمة، وطلبت منا بصرامة التوجه الى غرفنا.
خلال الليل جاءت سلمى واصطحبتني الى غرفته. جعلني أدخن عدة سجائر، الواحدة تلو الأخرى وكان يدفعني لقول ما يشاء...ويملي علي أي كلمة استخدم كان ذلك مذلاً، لم أكن سوى (...) بعد ذلك وضع أغنية نوال غاشم، المغنية التونسية، وطلب مني أن أرقص، وأرقص وأرقص، عارية كلياً هذه المرة. وجاءت سلمى، فقال لي «يا حبيبتي بمقدورك المغادرة»، ما الذي جرى له؟ من قبل كان يكيل لي الشتائم عندما يتحدث معي.
كوني قوية!
في اليوم التالي جاءت شرطية الى غرفتي اسمها نجاح، قالت لي مبروكة أنها ستقضي معي يومين، وكانت الفتاة توحي بأنها لطيفة تتحدث عن الأمور بوضوح وبقليل من قلة التهذيب. كانت تحب الكلام، وبدأت في المساء تقول لي «إنهم حقيرون، لا يفون بوعودهم، لقد بات لي معهم سبع سنوات، ولم يمنحوني أي مكافأة، لم أحصل على شيء، لا أملك شيئا على الإطلاق، لا أملك منزلا». توخيت الحذر، وقلت لنفسي قد تكون هنا لاستدراجي الى الكلام، ولكنها سرعان ما تمكنت من دفعي الى الحوار.
- علمت أنك الجديدة، هل بدأت الاعتياد على العيش في باب العزيزية؟
- ليس بمقدورك أن تعرفي كم أنني مشتاقة لرؤية أمي!
- ستعودين..
- لو كان بمقدوري الاتصال بها فقط!
- ستعرف بسرعة ماذا تفعلين!
- هل لديك نصيحة تمكنني من الاتصال بها؟
- إذا كان لدي من نصيحة لك فهي أنه عليك ألا تبقي هنا.
- ولكنني أسيرة هنا! ليس لدي أي خيار!
- أنا أبقى يومين، ألبي طلبات القذافي، أحصل على مبلغ من المال، وأعود الى بيتي.
- لكنني لا أريد ذلك، هذه ليست حياتي!
- تريدين الخروج من هنا؟ عليك أن تلعبي دور المزعجة، أن تكوني مُضجرة! قاومي، اصرخي افتعلي المشاكل.
- لكنهم سيقتلوني، أنا اعرف أنهم قادرون على ذلك، عندما قاومته ضربني واعتدى علي.
- عليك أن تعرفي أنه يحب الشخصيات القوية.
بعد ذلك، استلقت نجاح على السرير وراحت تشاهد فيلما خلاعيا، وقالت لي "يجب أن تتعلمي دائما. تعالي وشاهدي!"، وهذا الطلب دفعني الى الحذر منها من جديد، فقبل قليل طلبت مني أن اقاوم!
عادة التدخين
في الليلة التالية استدعاني القائد الى غرفته. كانت نجاح في حالة (..) لأنها ستلتقيه مجددا، وسألتني لماذا لا أرتدي قميص نوم أسود؟ وعندما فتحنا باب غرفته كان عارياً، وهجمت عليه نجاح قائلة اشتقت لك يا حبيبي، فقال تعالي الى هنا يا (..)، ثم التفت إليّ بنظرة غاضبة وقال: «ما هذا اللون الذي أكرهه، اغربي عن وجهي وغيري مبلاسك!». شاهدت أمل عند باب غرفتها، طلبت منها سيجارة وعندما دخلت الى غرفتي دخنتها، وكانت تلك أول مرة أدخن فيها سيجارة بملء إرادتي، ولأول مرة شعرت بالحاجة الى التدخين.
لم تترك سلمى لي الوقت لأنهي السيجارة: «ماذا تفعلين؟ معلمك بانتظارك!». عندما دخلت غرفته كانت نجاح تمثل المشهد في الفيديو، فقال لي «شغلي الموسيقى وارقصي!»، ولكنه سرعان ما انقضّ عليّ، و(...) واعتدى علي، ثم أمرني بالمغادرة.. غادرت وكل جسدي يؤلمني.
عندما عادت نجاح الى الغرفة سألتها لماذا اقترحت علي أن أرتدي لوناً يكرهه، فأجابت من دون أن تنظر إلي «غريب أمره، عادة يحب اللون الأسود. في نهاية المطاف أليس هذا ما كنت ترغبينه لكي يتركك وشأنك؟».
وتساءلت فجأة عما اذا كانت هناك غيرة بين فتيات القذافي وقلت لنفسي لتحتفظن به لأنفسهن.
في اليوم التالي استيقظت ولدي رغبة بالتدخين. ذهبت الى الكافيتريا للقاء أمل. كانت تحتسي القهوة مع فتاة أخرى، وطلبت منها سيجارة. أخذت هاتفها وتحدثت مع أحدهم قائلة "هل يمكن أن تذهب وتُحضر لنا علبتي مالبورو لايت وسليم؟". لم أكن أصدق أن الأمر بهذه السهولة، الاتصال بسائق لهذه الغاية؟! وكان السائق يترك الطلبية في المرآب، فيذهب موظف في المنزل لإحضارها. قالت لي أمل إن السجائر ليست جيدة لصحتي.
ـ ولكنك تدخنين، ونعيش مرة واحدة!
ـ نظرت إلي مطولاً وابتسمت بحزن.
لقاء أمي
بدأ شهر رمضان يقترب. ذات صباح علمت أن الجميع سينتقل الى سرت. تسلمت الزي العسكري من جديد. استقلينا السيارة، ولعدة لحظات شعرت بالشمس تداعب وجهي، ولدى وصولنا الى كتيبة السعدي اقتربت مبروكة مني وقالت "تريدين رؤية أمك؟ سترينها". توقف قلبي عن الخفقان. كنت أحلم باللحظة التي تضمني بذراعيها، وأفكر كل يوم بما سأقوله لها.
كانت الكلمات تخونني. كنت أستعيد قصتي من بدايتها، وأحاول طمأنة نفسي بأنها ستفهم كل شيء من دون أن أدخل في التفاصيل.
آه يا إلهي، رؤية أهلي وأخوتي.. أختي الصغيرة نورا...
توقفت السيارة أمام العمارة البيضاء، رافقتني سلمى ومبروكة وفايزة الى المدخل، صعدت الدرج بسرعة، كانت والدتي تنتظرني، أخوتي كانوا في المدرسة، بكينا وتعانقنا، قبلتني، راحت تنظر إلي وتهز برأسها، وتمسح عينيها من الدموع، «آه يا صوريا لقد حطمتِ قلبي. اخبريني.. اخبريني!». لم يكن بمقدوري الكلام، كنت أقول لها لا برأسي وأضعه على صدرها. فقالت لي بهدوء «فايزة أخبرتني أن القذافي (...) يا ابنتي الصغيرة! ما زلت صغيرة جداً لكي تصبحي امرأة».
كان صوت فايزة يصعد من الدرج ويقول «يكفي الآن! إنزلي!». تمسكت والدتي بي وقالت لفايزة «اتركي لي ابنتي! كان الله بعوننا. ماذا سأقول لأخوتك؟ الجميع يسأل عنك، مرة أقول إنك ذهبت الى تونس لزيارة عائلتي، ومرة أقول إنك في طرابلس مع والدك. أكذب على الجميع. ماذا سنفعل يا صوريا؟ ما الذي سيحل بك؟».
انتزعتني فايزة من ذراعيها، فسألتها أمي وهي تبكي، «متى ستعيدينها إلي؟».
«ذات يوم»، قالت فايزة، وغادرنا الى الكتيبة.
المرض ليس استثناء
كانت مبروكة بانتظاري «معلمك يريدك»، دخلت الى الغرفة التي اغتصبني فيها أول مرة قبل عدة أسابيع، ووجدت غالينا تدلك القذافي والى جانبها أربع ممرضات. بقيت أمام الباب بلباسي العسكري، وما زلت متأثرة بلقائي مع أمي. كم أن هذا الرجل يثير اشمئزازي، هذا الوحش الذي يظن نفسه إلهاً. رائحة الثوم والعرق تفوح منه، ولا يفكر إلا بالنكاح. ما إن غادرت الممرضات حتى أمرني بخلع ملابسي. كنت أتمنى أن أصرخ بوجهه وأقول له يا حقير... لكنني انصعت لأوامره.
"(...). تعلمت درسك؟ كفي عن تناول الطعام لأن وزنك قد زاد، وأنا لا أحب هذا. وبعد أن انتهى .. جرني الى الحمام وصعد الى حافة المغطس و(...) علي.
تقاسمت فريدة معي الغرفة. وهي أول فتاة تعرفت عليها خلال إقامتي الأولى في الكتيبة. كانت مستلقية على السرير، شاحبة الوجه، وعرفت أنها مريضة ومصابة بالتهاب الكبد.
ـ ولكن العقيد يخاف من المرض!
ـ نعم، ولكن يبدو أن مرضي غير معدٍ جنسيا.
ـ وكيف تنتقل العدوى؟ وبدأ الخوف يدخل الى قلبي.
في المساء دعانا القذافي إليه. كان عاريا ومتلهفا. فطلب من فريدة الإقتراب منه، وقال لها يا (...) تعالي. فقلت له هل بمقدوري المغادرة؟ ألقى علي نظرات مجنونة "ارقصي!". وقلت لنفسي إنه (....) مريضة وهو يريد (...). وهذا ما حصل وطلب من فريدة أن ترقص بدورها.
بقينا ثلاثة أيام في سرت. طلب مني خلالها أن اذهب الى غرفته عدة مرات، أحيانا كنت مع فتاة أخرى وأحيانا مع اثنتين وأربع. لم تكن نتحدث، فلكل واحدة قصتها ولكل واحدة مصيبتها.
شهر رمضان
وأخيرا جاء شهر رمضان، بالنسبة إلى أسرتي كان شهراً مقدساً. وكانت والدتي صارمة، حيث يمنع الأكل في المنزل منذ الفجر وحتى مغيب الشمس. كنا نحترم مواعيد الصلاة، وكانت والدتي أحيانا تأخذنا إلى المغرب أو تونس لنقضي شهر الصوم مع جدتي وجدتها. منذ طفولتي لم أكن أتخيل انه بمقدور أحد عدم احترام الصوم والصلاة.
عشية بداية شهر رمضان، حيث يتعين على المسلمين أن يستعدوا روحانياً لبدء هذه المرحلة الخاصة، من خلال ضبط ولجم الشهوات، فتك القذافي بي طيلة ساعات طويلة، كنت أقول له إن هذا ممنوع واننا في شهر رمضان، وعادة كان يكيل لي الشتائم، وبين تأوهاته قال لي "إن الطعام فقط ممنوع". تولدني شعور بأنني كافرة.
لم يكن يحترم شيئاً، كان يخرق كل تعاليم ديننا، نزلت إلى غرفتي مصدومة، كنت بحاجة إلى التحدث مع أحد، لأمل أو لأي فتاة أخرى، كنت مصدومة للغاية، ولكنني لم أجد أحدا. كان محيط تحركاتي محدوداً، غرفتي، غرفته، المطبخ والكافيتيريا، وأحياناً صالونات الاستقبال القريبة من مكتبه، والملاصقة لقاعة الرياضة الخاصة به، سمعت خطوات فوق رأسي، وفهمت ان أمل وفتيات أخريات قد دخلن إلى غرفته، في أول أيام رمضان. وعندما ألتقيت بهن في المساء عبرت لهن عن ذهولي وصدمتي وقلت لهن إن ما قمن به حرام وخطير، فانفجرن بالضحك، وقالت الفتيات «إنه رمضان القذافي».
لقد أمرني بالصعود إلى غرفته طيلة الشهر المبارك، في النهار والليل. كان يدخن (..) يضربني (..).
الغيرة والانتقام
في الليلة السابعة والعشرين، علمت أن القذافي يستعد لاستقبال شخصيات من علياء القوم. استدعتنا مبروكة وطلبت منا أن نقوم بخدمة الضيوف. عجت الصالونات بالضيوف، أفريقيات رائعات الجمال ورجال بالزيين العسكري والمدني مع ربطات عنق، لا أعرف منهم أحدا، سوى نوري مسماري المدير العام للبروتوكول، والغريب فيه أن لحيته وشعره شقراوان وعيناه خضراوان.
وكنت قد شاهدته في وقت سابق على التلفزيون وكان الأمر طريفا بالنسبة لي أن أراه يتنقل بين الضيوف. وصل سعد الفالح، وكان يبدو أنه يعرف الفتيات جيدا، حيث راح يوزع عليهن مغلفات بداخلها 500 دينار كمصروف جيب، كما قيل لي. شعرت عدة مرات أنه ينظر إلي واقترب مني قائلا: «أنت الأخيرة، كم أنت جميلة»، ضحك ولمس خدي. مبروكة التي كانت تراقب المشهد نادته قائلا «سعد تعال!». لحظتها همست أمل في أذني بأن أذهب وبسرعة الى غرفتي "لأن الأمر بغاية الخطورة».
غادرت الصالون بسرعة وقلبي يخفق خوفا. وبعد حوالي ساعتين دفعت مبروكة باب غرفتي. كان ممنوع علي أن أقفله. وأمرتني بأن أصعد الى غرفة القذافي. ذهبت وسارت مبروكة خلفي. كان باب غرفته مفتوحا وكان يهم بارتداء ملابسه الرياضية. نظر الي بشرر وقال «تعالي يا (...)، تتسلين مع شعرك الجميل لإغراء الجميع؟ تلعبين دور الجميلة وتتبرجين لتفتنيهم. هذا أمر لا أستغربه فأمك تونسية».
- سيدي أؤكد لك انني لم أفعل أي شيء.
- يا (...) تتجرئين على القول إنك لم تفعلي شيئا؟
- لا لم أفعل شيئا. وماذا بمقدوري أن افعل؟
- شيء لن تتمكني من القيام به مرة ثانية يا (...).
أمسك بشعري بقوة اركعتني. وطلب من مبروكة أن تحضر له سكينا. ظننت أنه سيقتلني. كان الشرر يتطاير من عينيه. وكنت أعرف انه قادر على كل شيء.
مدت مبروكة له السكين. وكان يمسك دائما بشعري، وصرخ وهو يقطعه أتظنين انك ستتمكني من التلاعب بهذا. انتهى الأمر.
كانت خصل الشعر الأسود تسقط إلى جانبي وهو يواصل التقطيع. وفجأة أدار ظهره وقال لمبروكة «واصلي العمل!».
كنت أجهش بالبكاء، أرتعش من الخوف. ظننت أنه في كل مرة يرفع فيها السكين كان يستعد لنحري. شعرت أنه قطع شعري حتى كتفي.. وأحيانا أكثر، لأنني لم أعد أشعر بوجود شيء على رقبتي. كانت مجزرة حقيقية.
«كم صرت بشعة»، قالت لي فريدة، من دون أن تبالي بالسبب. ولم أر العقيد بعد ذلك عدة أيام. ولكنني تمكنت من رؤية زوجته.
كان يوم العيد. بالنسبة إليّ تعودت أن اشهد عيدا عائليا جميلا. ولكن ما الذي يمكنني انتظاره في يوم العيد في باب العزيزية؟
جاءت مبروكة في الصباح. جمعتنا وطلبت منا ارتداء ملابس أنيقة ومحتشمة، لأن زوجة القائد ستأتي لزيارتنا. كنت قد شاهدت صورها في الماضي. ولكن لم يسبق لي ان التقيتها أو صادفتها. وفهمت ان لها منزلاً خاصا بها في باب العزيزية. ولكن القذافي لا يبات فيه على الاطلاق، ولا يلتقي بها إلا نادرا في المناسبات الرسمية. القائد «عدو تعدد الزوجات» يعيش مع عدد من النساء، ولكن ليس مع زوجته. وكل ما نعرفه انه يلتقي ببناته كل يوم جمعة في فيلا غابة المرابط الواقعة على طريق المطار.
كان لاعلان قدوم زوجة العقيد وقع الصاعقة عليّ. عبيدات الجنس يتحولن إلى خادمات. عندما دخلت صفية إلى المنزل الفخم متعالية، وتوجهت إلى غرفة القائد، كنت في المطبخ مع بقية الفتيات نجلي الأواني. ونمسح الأرض.
وما ان غادرت ساندريلا المنزل حتى جاءت مبروكة، لتقول لنا ان الأمور عادت إلى طبيعتها.
وبالفعل فور مغادرة زوجته استدعاني سيدي وأمرني بالرقص. كما استدعى عدنان، أحد العناصر السابقة للوحدات الخاصة، وهو متزوج من احدى عشيقات العقيد ووالد لطفلين، وصرخ به: دورك الآن يا (...)!
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
صوريا، التي ولدت في المغرب، كانت أيقونة أبوها، كانت لديها أحلام هائلة، تحطمت جميعاً، بعدما انتقلت إلى سرت، وأصبحت هدفاً للقذافي، ثم غنيمة له وجارية!
وفي كتاب «الفرائس في حرم القذافي»، الذي تنشره القبس، تروي قصتها.
علمت ذات صباح أن القذافي وشلته سيتوجهون الى داكار في زيارة رسمية، وبأنني لن أكون في عداد الوفد. هذا الخبر أسرني كثيراً، لأنني سأرتاح لمدة ثلاثة أيام. سأتمكن من التنقل بين غرفتي والكافتيريا، حيث ألتقي بأمل. معظم الفتيات سيبقين في باب العزيزية يشربن القهوة ويثرثرن، وأنا أبقى صامتة بانتظار معرفة أي معلومة تساعدني على فهم هذه الجماعة المختلة. للأسف لم تكن هناك أشياء جوهرية تُقال. عرفت فقط أنه بمقدور أمل أن تغادر خلال النهار باب العزيزية مع سائق. كانت حرة.. ومن ثم كانت تعود. كيف كان ذلك ممكناً؟ لماذا لا تهرب؟ هناك الكثير من المسائل التي أجهلها.
علمت أيضاً أن معظم الفتيات اللاتي كان الجميع يعتقد أنهن من حارسات الثورة، كان لديهن بطاقات هوية بأسمائهن وصورهن ولكن بكنية بنات معمر القذافي مكتوبة بالخط العريض وموقعة باسم القائد شخصيا مع صورة صغيرة له. لقب الفتيات كان بالنسبة لي مسألة خارقة، غريبة. ولكن البطاقة كانت على ما يبدو أشبه بمفتاح سحري للتنقل في باب العزيزية، وحتى الذهاب الى المدينة وتخطي الأبواب الأمنية التي يحرسها جنود مسلحون. علمت فيما بعد أن أحداً لم يكن يصدق أن الفتيات كن بنات العقيد. وأن الجميع كان يعرف لماذا كانت الفتيات في باب العزيزية، ولكن الفتيات كن يتمسكن ببطاقاتهن. كان الجميع ينظر إليهن كـ(....)، ولكن (.....) القائد الأعلى، وكان هذا يقتضي احترامهن.
في اليوم الرابع عادت الشلة. وكان ضمن موكب القذافي فتيات أفريقيات، شابات صغيرات للغاية وأخريات أكبر سناً، بعضهن باللباس الأفريقي التقليدي والبعض الآخر بالجينز. كانت مبروكة تتصرف مثل سيدة المنزل معهن: "أمل، صوريا أحضرا القهوة والحلوى!". كنا نمضي الوقت بين المطبخ وقاعة الجلوس. وكانت الفتيات يتلهفن لرؤية العقيد، بينما كان في مكتبه مجتمعاً مع عدد من الأفارقة، الذين يبدو عليهم أنهم من أصحاب الشأن. وعندما خرج هؤلاء بدأت الفتيات بالصعود الى غرفة القائد، وكنت أرغب بأن أقول لهن احترسن إنه وحش، وأيضاً أن أطلق نداء استغاثة: ساعدوني لأخرج من هنا. لاحظت مبروكة نظراتي، وبدا عليها الإنزعاج من وجودنا لأنها طلبت من فيصل أن يقوم بالخدمة، وطلبت منا بصرامة التوجه الى غرفنا.
خلال الليل جاءت سلمى واصطحبتني الى غرفته. جعلني أدخن عدة سجائر، الواحدة تلو الأخرى وكان يدفعني لقول ما يشاء...ويملي علي أي كلمة استخدم كان ذلك مذلاً، لم أكن سوى (...) بعد ذلك وضع أغنية نوال غاشم، المغنية التونسية، وطلب مني أن أرقص، وأرقص وأرقص، عارية كلياً هذه المرة. وجاءت سلمى، فقال لي «يا حبيبتي بمقدورك المغادرة»، ما الذي جرى له؟ من قبل كان يكيل لي الشتائم عندما يتحدث معي.
كوني قوية!
في اليوم التالي جاءت شرطية الى غرفتي اسمها نجاح، قالت لي مبروكة أنها ستقضي معي يومين، وكانت الفتاة توحي بأنها لطيفة تتحدث عن الأمور بوضوح وبقليل من قلة التهذيب. كانت تحب الكلام، وبدأت في المساء تقول لي «إنهم حقيرون، لا يفون بوعودهم، لقد بات لي معهم سبع سنوات، ولم يمنحوني أي مكافأة، لم أحصل على شيء، لا أملك شيئا على الإطلاق، لا أملك منزلا». توخيت الحذر، وقلت لنفسي قد تكون هنا لاستدراجي الى الكلام، ولكنها سرعان ما تمكنت من دفعي الى الحوار.
- علمت أنك الجديدة، هل بدأت الاعتياد على العيش في باب العزيزية؟
- ليس بمقدورك أن تعرفي كم أنني مشتاقة لرؤية أمي!
- ستعودين..
- لو كان بمقدوري الاتصال بها فقط!
- ستعرف بسرعة ماذا تفعلين!
- هل لديك نصيحة تمكنني من الاتصال بها؟
- إذا كان لدي من نصيحة لك فهي أنه عليك ألا تبقي هنا.
- ولكنني أسيرة هنا! ليس لدي أي خيار!
- أنا أبقى يومين، ألبي طلبات القذافي، أحصل على مبلغ من المال، وأعود الى بيتي.
- لكنني لا أريد ذلك، هذه ليست حياتي!
- تريدين الخروج من هنا؟ عليك أن تلعبي دور المزعجة، أن تكوني مُضجرة! قاومي، اصرخي افتعلي المشاكل.
- لكنهم سيقتلوني، أنا اعرف أنهم قادرون على ذلك، عندما قاومته ضربني واعتدى علي.
- عليك أن تعرفي أنه يحب الشخصيات القوية.
بعد ذلك، استلقت نجاح على السرير وراحت تشاهد فيلما خلاعيا، وقالت لي "يجب أن تتعلمي دائما. تعالي وشاهدي!"، وهذا الطلب دفعني الى الحذر منها من جديد، فقبل قليل طلبت مني أن اقاوم!
عادة التدخين
في الليلة التالية استدعاني القائد الى غرفته. كانت نجاح في حالة (..) لأنها ستلتقيه مجددا، وسألتني لماذا لا أرتدي قميص نوم أسود؟ وعندما فتحنا باب غرفته كان عارياً، وهجمت عليه نجاح قائلة اشتقت لك يا حبيبي، فقال تعالي الى هنا يا (..)، ثم التفت إليّ بنظرة غاضبة وقال: «ما هذا اللون الذي أكرهه، اغربي عن وجهي وغيري مبلاسك!». شاهدت أمل عند باب غرفتها، طلبت منها سيجارة وعندما دخلت الى غرفتي دخنتها، وكانت تلك أول مرة أدخن فيها سيجارة بملء إرادتي، ولأول مرة شعرت بالحاجة الى التدخين.
لم تترك سلمى لي الوقت لأنهي السيجارة: «ماذا تفعلين؟ معلمك بانتظارك!». عندما دخلت غرفته كانت نجاح تمثل المشهد في الفيديو، فقال لي «شغلي الموسيقى وارقصي!»، ولكنه سرعان ما انقضّ عليّ، و(...) واعتدى علي، ثم أمرني بالمغادرة.. غادرت وكل جسدي يؤلمني.
عندما عادت نجاح الى الغرفة سألتها لماذا اقترحت علي أن أرتدي لوناً يكرهه، فأجابت من دون أن تنظر إلي «غريب أمره، عادة يحب اللون الأسود. في نهاية المطاف أليس هذا ما كنت ترغبينه لكي يتركك وشأنك؟».
وتساءلت فجأة عما اذا كانت هناك غيرة بين فتيات القذافي وقلت لنفسي لتحتفظن به لأنفسهن.
في اليوم التالي استيقظت ولدي رغبة بالتدخين. ذهبت الى الكافيتريا للقاء أمل. كانت تحتسي القهوة مع فتاة أخرى، وطلبت منها سيجارة. أخذت هاتفها وتحدثت مع أحدهم قائلة "هل يمكن أن تذهب وتُحضر لنا علبتي مالبورو لايت وسليم؟". لم أكن أصدق أن الأمر بهذه السهولة، الاتصال بسائق لهذه الغاية؟! وكان السائق يترك الطلبية في المرآب، فيذهب موظف في المنزل لإحضارها. قالت لي أمل إن السجائر ليست جيدة لصحتي.
ـ ولكنك تدخنين، ونعيش مرة واحدة!
ـ نظرت إلي مطولاً وابتسمت بحزن.
لقاء أمي
بدأ شهر رمضان يقترب. ذات صباح علمت أن الجميع سينتقل الى سرت. تسلمت الزي العسكري من جديد. استقلينا السيارة، ولعدة لحظات شعرت بالشمس تداعب وجهي، ولدى وصولنا الى كتيبة السعدي اقتربت مبروكة مني وقالت "تريدين رؤية أمك؟ سترينها". توقف قلبي عن الخفقان. كنت أحلم باللحظة التي تضمني بذراعيها، وأفكر كل يوم بما سأقوله لها.
كانت الكلمات تخونني. كنت أستعيد قصتي من بدايتها، وأحاول طمأنة نفسي بأنها ستفهم كل شيء من دون أن أدخل في التفاصيل.
آه يا إلهي، رؤية أهلي وأخوتي.. أختي الصغيرة نورا...
توقفت السيارة أمام العمارة البيضاء، رافقتني سلمى ومبروكة وفايزة الى المدخل، صعدت الدرج بسرعة، كانت والدتي تنتظرني، أخوتي كانوا في المدرسة، بكينا وتعانقنا، قبلتني، راحت تنظر إلي وتهز برأسها، وتمسح عينيها من الدموع، «آه يا صوريا لقد حطمتِ قلبي. اخبريني.. اخبريني!». لم يكن بمقدوري الكلام، كنت أقول لها لا برأسي وأضعه على صدرها. فقالت لي بهدوء «فايزة أخبرتني أن القذافي (...) يا ابنتي الصغيرة! ما زلت صغيرة جداً لكي تصبحي امرأة».
كان صوت فايزة يصعد من الدرج ويقول «يكفي الآن! إنزلي!». تمسكت والدتي بي وقالت لفايزة «اتركي لي ابنتي! كان الله بعوننا. ماذا سأقول لأخوتك؟ الجميع يسأل عنك، مرة أقول إنك ذهبت الى تونس لزيارة عائلتي، ومرة أقول إنك في طرابلس مع والدك. أكذب على الجميع. ماذا سنفعل يا صوريا؟ ما الذي سيحل بك؟».
انتزعتني فايزة من ذراعيها، فسألتها أمي وهي تبكي، «متى ستعيدينها إلي؟».
«ذات يوم»، قالت فايزة، وغادرنا الى الكتيبة.
المرض ليس استثناء
كانت مبروكة بانتظاري «معلمك يريدك»، دخلت الى الغرفة التي اغتصبني فيها أول مرة قبل عدة أسابيع، ووجدت غالينا تدلك القذافي والى جانبها أربع ممرضات. بقيت أمام الباب بلباسي العسكري، وما زلت متأثرة بلقائي مع أمي. كم أن هذا الرجل يثير اشمئزازي، هذا الوحش الذي يظن نفسه إلهاً. رائحة الثوم والعرق تفوح منه، ولا يفكر إلا بالنكاح. ما إن غادرت الممرضات حتى أمرني بخلع ملابسي. كنت أتمنى أن أصرخ بوجهه وأقول له يا حقير... لكنني انصعت لأوامره.
"(...). تعلمت درسك؟ كفي عن تناول الطعام لأن وزنك قد زاد، وأنا لا أحب هذا. وبعد أن انتهى .. جرني الى الحمام وصعد الى حافة المغطس و(...) علي.
تقاسمت فريدة معي الغرفة. وهي أول فتاة تعرفت عليها خلال إقامتي الأولى في الكتيبة. كانت مستلقية على السرير، شاحبة الوجه، وعرفت أنها مريضة ومصابة بالتهاب الكبد.
ـ ولكن العقيد يخاف من المرض!
ـ نعم، ولكن يبدو أن مرضي غير معدٍ جنسيا.
ـ وكيف تنتقل العدوى؟ وبدأ الخوف يدخل الى قلبي.
في المساء دعانا القذافي إليه. كان عاريا ومتلهفا. فطلب من فريدة الإقتراب منه، وقال لها يا (...) تعالي. فقلت له هل بمقدوري المغادرة؟ ألقى علي نظرات مجنونة "ارقصي!". وقلت لنفسي إنه (....) مريضة وهو يريد (...). وهذا ما حصل وطلب من فريدة أن ترقص بدورها.
بقينا ثلاثة أيام في سرت. طلب مني خلالها أن اذهب الى غرفته عدة مرات، أحيانا كنت مع فتاة أخرى وأحيانا مع اثنتين وأربع. لم تكن نتحدث، فلكل واحدة قصتها ولكل واحدة مصيبتها.
شهر رمضان
وأخيرا جاء شهر رمضان، بالنسبة إلى أسرتي كان شهراً مقدساً. وكانت والدتي صارمة، حيث يمنع الأكل في المنزل منذ الفجر وحتى مغيب الشمس. كنا نحترم مواعيد الصلاة، وكانت والدتي أحيانا تأخذنا إلى المغرب أو تونس لنقضي شهر الصوم مع جدتي وجدتها. منذ طفولتي لم أكن أتخيل انه بمقدور أحد عدم احترام الصوم والصلاة.
عشية بداية شهر رمضان، حيث يتعين على المسلمين أن يستعدوا روحانياً لبدء هذه المرحلة الخاصة، من خلال ضبط ولجم الشهوات، فتك القذافي بي طيلة ساعات طويلة، كنت أقول له إن هذا ممنوع واننا في شهر رمضان، وعادة كان يكيل لي الشتائم، وبين تأوهاته قال لي "إن الطعام فقط ممنوع". تولدني شعور بأنني كافرة.
لم يكن يحترم شيئاً، كان يخرق كل تعاليم ديننا، نزلت إلى غرفتي مصدومة، كنت بحاجة إلى التحدث مع أحد، لأمل أو لأي فتاة أخرى، كنت مصدومة للغاية، ولكنني لم أجد أحدا. كان محيط تحركاتي محدوداً، غرفتي، غرفته، المطبخ والكافيتيريا، وأحياناً صالونات الاستقبال القريبة من مكتبه، والملاصقة لقاعة الرياضة الخاصة به، سمعت خطوات فوق رأسي، وفهمت ان أمل وفتيات أخريات قد دخلن إلى غرفته، في أول أيام رمضان. وعندما ألتقيت بهن في المساء عبرت لهن عن ذهولي وصدمتي وقلت لهن إن ما قمن به حرام وخطير، فانفجرن بالضحك، وقالت الفتيات «إنه رمضان القذافي».
لقد أمرني بالصعود إلى غرفته طيلة الشهر المبارك، في النهار والليل. كان يدخن (..) يضربني (..).
الغيرة والانتقام
في الليلة السابعة والعشرين، علمت أن القذافي يستعد لاستقبال شخصيات من علياء القوم. استدعتنا مبروكة وطلبت منا أن نقوم بخدمة الضيوف. عجت الصالونات بالضيوف، أفريقيات رائعات الجمال ورجال بالزيين العسكري والمدني مع ربطات عنق، لا أعرف منهم أحدا، سوى نوري مسماري المدير العام للبروتوكول، والغريب فيه أن لحيته وشعره شقراوان وعيناه خضراوان.
وكنت قد شاهدته في وقت سابق على التلفزيون وكان الأمر طريفا بالنسبة لي أن أراه يتنقل بين الضيوف. وصل سعد الفالح، وكان يبدو أنه يعرف الفتيات جيدا، حيث راح يوزع عليهن مغلفات بداخلها 500 دينار كمصروف جيب، كما قيل لي. شعرت عدة مرات أنه ينظر إلي واقترب مني قائلا: «أنت الأخيرة، كم أنت جميلة»، ضحك ولمس خدي. مبروكة التي كانت تراقب المشهد نادته قائلا «سعد تعال!». لحظتها همست أمل في أذني بأن أذهب وبسرعة الى غرفتي "لأن الأمر بغاية الخطورة».
غادرت الصالون بسرعة وقلبي يخفق خوفا. وبعد حوالي ساعتين دفعت مبروكة باب غرفتي. كان ممنوع علي أن أقفله. وأمرتني بأن أصعد الى غرفة القذافي. ذهبت وسارت مبروكة خلفي. كان باب غرفته مفتوحا وكان يهم بارتداء ملابسه الرياضية. نظر الي بشرر وقال «تعالي يا (...)، تتسلين مع شعرك الجميل لإغراء الجميع؟ تلعبين دور الجميلة وتتبرجين لتفتنيهم. هذا أمر لا أستغربه فأمك تونسية».
- سيدي أؤكد لك انني لم أفعل أي شيء.
- يا (...) تتجرئين على القول إنك لم تفعلي شيئا؟
- لا لم أفعل شيئا. وماذا بمقدوري أن افعل؟
- شيء لن تتمكني من القيام به مرة ثانية يا (...).
أمسك بشعري بقوة اركعتني. وطلب من مبروكة أن تحضر له سكينا. ظننت أنه سيقتلني. كان الشرر يتطاير من عينيه. وكنت أعرف انه قادر على كل شيء.
مدت مبروكة له السكين. وكان يمسك دائما بشعري، وصرخ وهو يقطعه أتظنين انك ستتمكني من التلاعب بهذا. انتهى الأمر.
كانت خصل الشعر الأسود تسقط إلى جانبي وهو يواصل التقطيع. وفجأة أدار ظهره وقال لمبروكة «واصلي العمل!».
كنت أجهش بالبكاء، أرتعش من الخوف. ظننت أنه في كل مرة يرفع فيها السكين كان يستعد لنحري. شعرت أنه قطع شعري حتى كتفي.. وأحيانا أكثر، لأنني لم أعد أشعر بوجود شيء على رقبتي. كانت مجزرة حقيقية.
«كم صرت بشعة»، قالت لي فريدة، من دون أن تبالي بالسبب. ولم أر العقيد بعد ذلك عدة أيام. ولكنني تمكنت من رؤية زوجته.
كان يوم العيد. بالنسبة إليّ تعودت أن اشهد عيدا عائليا جميلا. ولكن ما الذي يمكنني انتظاره في يوم العيد في باب العزيزية؟
جاءت مبروكة في الصباح. جمعتنا وطلبت منا ارتداء ملابس أنيقة ومحتشمة، لأن زوجة القائد ستأتي لزيارتنا. كنت قد شاهدت صورها في الماضي. ولكن لم يسبق لي ان التقيتها أو صادفتها. وفهمت ان لها منزلاً خاصا بها في باب العزيزية. ولكن القذافي لا يبات فيه على الاطلاق، ولا يلتقي بها إلا نادرا في المناسبات الرسمية. القائد «عدو تعدد الزوجات» يعيش مع عدد من النساء، ولكن ليس مع زوجته. وكل ما نعرفه انه يلتقي ببناته كل يوم جمعة في فيلا غابة المرابط الواقعة على طريق المطار.
كان لاعلان قدوم زوجة العقيد وقع الصاعقة عليّ. عبيدات الجنس يتحولن إلى خادمات. عندما دخلت صفية إلى المنزل الفخم متعالية، وتوجهت إلى غرفة القائد، كنت في المطبخ مع بقية الفتيات نجلي الأواني. ونمسح الأرض.
وما ان غادرت ساندريلا المنزل حتى جاءت مبروكة، لتقول لنا ان الأمور عادت إلى طبيعتها.
وبالفعل فور مغادرة زوجته استدعاني سيدي وأمرني بالرقص. كما استدعى عدنان، أحد العناصر السابقة للوحدات الخاصة، وهو متزوج من احدى عشيقات العقيد ووالد لطفلين، وصرخ به: دورك الآن يا (...)!
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 6
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 6
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 6
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 12
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 5
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 13
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 4
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 14
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 5
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 13
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 4
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 14
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR