إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 2
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 2
«اللمسة السحرية».. كلمة سر القائد لحرسه الشخصي
{القذافي} كان يخطط لاغتصاب كل فتاة يضع يده على رأسها - 2
في السادس عشر من نوفمبر من عام 2011، نشرت أنيك كوجين في صحيفة لوموند الفرنسية تحقيقاً مطولاً بعنوان «الانتهاكات الجنسية للقذافي»، روت فيه قصة صوريا ذات الاثنين وعشرين ربيعا، التي اختطفتها عصابة القذافي وعزلتها عن العالم منذ كانت في الخامسة عشرة من عمرها.
صحافية «لوموند» عادت إلى ليبيا هذه السنة، وبحثت عن قصص اغتصاب مشابهة، كان بطلها القذافي في كتابها «الفرائس.. في حرم القذافي» الذي صدر قبل أيام في باريس عن دار غراسيت.
عادت الصحافية إلى المدرسة التي اختطفت منها صوريا، التي تقع في مدينة سرت، لكن مديرها أُصيب بفورة غضب، حين حدثته عن قصة الفتاة، ونفى نفيا قاطعا أن يكون القذافي قد زار المدرسة من قبل.
كنت أستعد لمغادرة المدرسة، حين لمحت فجأة مجموعة من المدرسات في غرفة صغيرة في الطابق الأول.. ذهبت إليهن للاستماع إلى قصصهن، كنّ يتحدثن جميعهن في الوقت ذاته، وتتنافسن في سرد القصص والذكريات.. كانت الواحدة تبدأ قصة ما، فتقاطعها الأخرى لإثرائها بالمزيد من المعطيات، قبل أن تتدخل ثالثة وتصرخ في وجههما «انتظرا، لدي ما هو أسوأ».. وأما أنا فلم أستطع مجاراتهن ولا تدوين كل ما كنّ يقلنه...
• هل يتعلق الأمر باختطاف للفتيات؟
كل سرت على علم بالقضية، نعم سرت القذافية.. شرحت لي إحدى المدرسات وقد زيّن الكحل عينيها، ذلك في قولها «كان القذافي يُحكم قبضته على الجميع في مدينته وفي قبيلته وفي عائلته، فيما كانت المدرسة تربينا على دينه، لكن الجميع كان يعرف أن القذافي ليس سوى حقير ودنيء وكاذب، من يقول غير ذلك؟ أو يقول إنه يجهل هذه الحقيقة؟».
تؤكد خمس من زميلات هذه المدرسة أنهن شعرن بالاشمئزاز من الكلام الذي وجهه لي مدير المدرسة، «لقد هرب المدير السابق، وكان من حاشية القذافي، لكن للأسف المسؤولون الجدد يتبعون في الغالب المسار القديم، مثلما هو الأمر بالنسبة لنا، قبل أن نشترط على الوزارة رحيله بالقول إنه لا يزال يواصل انتقاد التدخل الغربي في ليبيا، ويسمم عقول الصغار بذلك». إحدى المدرسات أكدت لي أنها درست في الثانوية التي درست فيها صوريا، وأنها شاهدت القذافي وهو يتجوّل في قاعة الجمباز، لكنها لا تتذكر صوريا، لكن المؤكد بالنسبة لها هو أن القذافي مر من هنا.
تؤكد النساء أن كل الظروف كانت مناسبة جدا للقذافي للقاء فتيات شابات، حيث كان يدعو نفسه في آخر لحظة لحفلات الزفاف، وتقول إحدى الفتيات «غالبية أصحاب الدعوات كانوا متملقين، غير أن أخوالي وهم من عائلة القذافي، كانوا يمنعونني من الظهور في المناسبات العامة».
يتمارض كي تزوره التلميذات
لقد كان يدعو التلميذات لزيارة كتيبة الساعدي، حيث مقر إقامته من أجل مهرجان للأغاني «لقد ذهبت مرتين مع المدرسة، ثم منعني والداي من العودة، لقد قال لي أخي إن هذا المكان، هو مرتع كل الأخطار والمشاكل، وإن لم نعاني من سهام القذافي، فمن المؤكد أن سهام عصابته من الحراس والعسكريين من مختلف الرتب لن تخطئنا أبدا، لأن سلوكياته معدية».
«لقد كان يتمارض ويتعمّد الظهور شاحب الوجه، حتى تذهب الطالبات لعيادته «...» كنت في السادسة عشرة من عمري وطالبة في ثانوية الفكر الطليعي، حين أبلغنا أحد الأساتذة بمرض «أبي القذافي».. لقد أحضروا لنا حافلة لنقلنا إلى الثكنة، وهناك استقبلنا في خيمته.. كان يرتدي جلابة بيضاء (العباءة الرجالية الطويلة التي يرتديها أهل المغرب العربي)، وقبعة قطنية، بنية اللون ولقد احتضننا الواحدة تلو الأخرى، شعرنا برهبة كبيرة ورعب، لكن لم يبد عليه أبداً المرض».
وأما أخرى، فتتذكر أن مدرستها هي من نقلها إلى الكتيبة نفسها لتحية الرئيس الجزائري الكولونيل الشاذلي بن جديد «كان القذافي بحاجة دوماً إلى أن يحيط به عدد من الشابات، وكنا نساهم في ذلك ونغذي ولعه المرضي هذا». وتقول إحدى المدرسات «في أحد الأيام، نظّمت مجموعة تنحدر من مدينة مسراتة حفلة ولاء رسمية وكبيرة للقائد معمر القذافي. لقد كان يحب هذا النوع من الحفلات، وكان يشعر بالقلق دوماً من مسألة ولاء ودعم مختلف القبائل له».
هناك في تلك الحفلة، لاحظ فتاة شابة، هي صديقة هذه المُدرّسة، وفي اليوم التالي جاء أفراد من الحرس للبحث عنها في مدرستها، فرفض المدير ورد بأن الوقت غير مناسب لأنها تجري امتحاناً، لكنها اختُطفت في ذلك المساء خلال حضورها حفل زواج.
غابت هذه البنت ثلاثة أيام، اغتصبها خلالها القذافي، وبعد أن عادت إلى بيت والديها، تزوجت من أحد حراس القذافي «لقد روى لي والدها وهو أستاذ القصة وترجّاني أن أنتبه، حتى لا أقع فريسة القذافي أنا الأخرى».
طلبت جميع من التقيتهن من اللواتي وقعن في فخ القذافي ألا أذكر أسماءهن، لا شيء بسيطاً في سرت، فالعديد من السكان يتأملون في صمت تلك المرارة وذلك العار والتشاؤم الذي بات لصيقاً بمدينتهم، لكنهم باتوا مقتنعين بأن النظام الجديد سيُدفّعهم، طويلاً، ثمن علاقتهم الوطيدة مع من كان القائد.
لمسة القذافي السحرية
لم يتصور د. كريكشي، أبداً، «اللمسة السحرية» التي اكتشفها في أغسطس من عام 2011، برفقة مجموعة من الثوار أثناء تفتيشهم جامعة طرابلس. فطبيب النساء هذا (55 عاماً) الذي تكوّن في إيطاليا ورويال كوليج في لندن، يعرف جيداً أن المنظومة الجامعية كانت فاسدة جداً في ليبيا، وكان يعلم، أيضاً، بوجود شبكات مراقبة، أنشأتها اللجان الثورية كوسيلة للدعاية للقذافي في كل الكليات، ويعرف، أيضاً، أن الشعب الليبي لم يمح أبداً من ذاكرته تلك الإعدامات العلنية، التي أقرها القذافي في حق عدد من الطلبة المعارضين له في عامي 1977 و1984، لذلك لم يفاجأ حين اكتشف في إحدى الليالي، وبعد معركة عنيفة في الجامعة، سجناً هو عبارة عن مجموعة من الحاويات، ومكتباً لرئيس جهاز المخابرات عبد السنوسي.
كانت أدراج هذا المكتب ممتلئة بملفات تتضمن معلومات عن عشرات الطلبة والأساتذة وقائمة بأولئك الذين تقرر التخلص منهم، لكن ما اكتشفه صدفة، وهو يحاول استطلاع أركان الجامعة، بحثاً عن قناصين محتملين داخل الجامعة، هي تلك الشقة السرية التي تقع تحت القاعة الخضراء التي كان يحاضر فيها، وكانت عبارة عن غرفة نوم وصالون وجاكوزي وحمام، بالإضافة إلى غرفة أخرى مجهزة لإجراء مختلف الفحوصات الخاصة النساء.
كان د. كريكشي يتحدث بصوت عميق ورزين، وكان يزن كلماته، ويعي قيمة ما اكتشفه، ولقد أسر لي بأنه كان طبيب النساء الذي يتابع ابنتي القذافي، عائشة وهناء، «كان هذا الأمر يضعني في وضعية حرجة جداً، كانت عائلة القذافي تعترف بكفاءتي، غير أني لم أكن أطلب منها شيئاً، لكن، أحياناً، كانت الشابتان تتحدثان عن دهشة والدهما مني، لقد كان يقول إني لا أطلب سيارة ولا بيتاً، وبالفعل لم أكن أطلب شيئاً».
كان د. فيصل كريكشي يعرف شهية معمر القذافي للفتيات الشابات، وقد سمع البعض يتحدث ذات مرة عما كان يسميه القذافي «اللمسة السحرية» وهي يده التي كان يضعها على رأس فرائسه، حتى يدرك أفراد حرسه مراده، فيكملون المهمة.
ويعترف هذا الدكتور الذي يُدرّس لطلبته مادة التخطيط العائلي، ويخصص درساً سنوياً عن هذا الطابو، يعترف بأن ممارسات القذافي الجنسية هي من أكثر الطابوهات في المجتمع الليبي.
لا أحد خاطر بنفسه وتطرق إلى الموضوع ولا أحد تحرك لحماية التلميذات، كان الجميع يفضلون عدم الاطلاع على ما يحدث أو الصمت، وأما بالنسبة لضحايا هذا الوحش، فلم يكن بوسعهن غير الصمت أو مغادرة مقاعد الجامعة بهدوء وبعيداً عن الأنظار.
لا أحد يستطيع تقدير عدد ضحايا القذافي من تلميذات المدارس وطالبات الجامعات، غير أن د. كريكشي أبلغني بأنه عثر على ثمانية أو تسعة أقراص مضغوطة في تلك الشقة الواقعة تحت القاعة الخضراء في جامعة طرابلس، وتتضمن تسجيلات للاعتداءات الجنسية الوحشية التي نفذها القائد في ذلك المكان، لكنه اعترف لي بأنه دمرها جميعها.
لكن، لماذا دمر هذا الدكتور هذه الفيديوهات؟ أليست دليلاً وإثباتاً، كان من الضروري الاحتفاظ بها؟
لقد رد الدكتور على سؤالي بالقول: «علينا أن نعود إلى سياق الأحداث، لم تكن الحرب قد وضعت أوزارها بعد، ولم أكن استطيع أن أضمن ألا تقع هذه الفيديوهات في أيد غير أمينة، وإلا تقع الفتيات الضحايا، ضحية مرة أخرى للمساومة او الضغوطات، كان أهم ما يشغل بالي هو حماية الفتيات» إنه رد فعل غريب، لكن المسؤولية ثقيلة جدا.
الموضوع لا يزال من التابوهات
ألم يكن من واجب العدالة اتخاذ هكذا قرار ؟ لقد صدم اكتشاف شقة سرية للقذافي داخل الجامعة، الجميع بمن فيهم الطلبة والأساتذة وكل رواد الجامعة، لكن الصمت لا يزال يخيم ولا تزال الألسن أيضا تفضل أن تخرس أو تعبر عن اشمئزازها من الدكتاتور، دون الخوض في أي تفاصيل أو قضايا اخرى.
كنت أود استقراء رأي الطالبات المحجبات في الموضوع، لذلك كلفت احدهم بسؤالهن عن انتهاكات القذافي الجنسية، لكنه اعتذر واكتفى بإرسال رسالة هاتفية لي تضمنت «سأتخلى عن الفكرة، الموضوع من التابوهات».
من المؤكد أن هناك شهودا، وأناسا لاحظوا عناصر يشتبه في تورطها او سمعوا عن فتيات تعرضن لاعتداءات القذافي، الا يوجد أحد في ليبيا بمقدوره التنديد بهذا النظام والقضية؟
بدا لي أن رئيس تحرير أسبوعية ليبيا الجديدة وهو شاب، بدا لي الوحيد، الذي لا يزال مصرا على كسر جدار الصمت، حيث قال لي «كانت لي صديقة تنحدر من عائلة ريفية من منطقة عزيزية، وجاءت إلى طرابلس لدراسة الطب. وخلال زيارة للقذافي إلى الجامعة، وضع يده على رأسها، فجاء حرسه الشخصي في اليوم الموالي إلى بيتها لإخطارها بأن القائد اختارها لتنضم إلى مجموعة حارساته. رفضت العائلة، فبدأت التهديدات تطال شقيقها، ما دفعها في النهاية إلى قبول لقاء القذافي الذي اغتصبها وعزلها طيلة أسبوع كامل ثم تركها ومنحها مبلغا من المال. لم يستطع والدها استقبالها مرة اخرى بسبب الإذلال والمهانة اللذين يشعر بهما فيما تخلت هي تماما عن فكرة العودة إلى الجامعة... لقد ضاعت، لكنها اليوم تشتغل رسميا في بزنس السيارات.. في الواقع أنا أدرك تماما أنها تعيش من التجارة بجسدها».
{القذافي} كان يخطط لاغتصاب كل فتاة يضع يده على رأسها - 2
في السادس عشر من نوفمبر من عام 2011، نشرت أنيك كوجين في صحيفة لوموند الفرنسية تحقيقاً مطولاً بعنوان «الانتهاكات الجنسية للقذافي»، روت فيه قصة صوريا ذات الاثنين وعشرين ربيعا، التي اختطفتها عصابة القذافي وعزلتها عن العالم منذ كانت في الخامسة عشرة من عمرها.
صحافية «لوموند» عادت إلى ليبيا هذه السنة، وبحثت عن قصص اغتصاب مشابهة، كان بطلها القذافي في كتابها «الفرائس.. في حرم القذافي» الذي صدر قبل أيام في باريس عن دار غراسيت.
عادت الصحافية إلى المدرسة التي اختطفت منها صوريا، التي تقع في مدينة سرت، لكن مديرها أُصيب بفورة غضب، حين حدثته عن قصة الفتاة، ونفى نفيا قاطعا أن يكون القذافي قد زار المدرسة من قبل.
كنت أستعد لمغادرة المدرسة، حين لمحت فجأة مجموعة من المدرسات في غرفة صغيرة في الطابق الأول.. ذهبت إليهن للاستماع إلى قصصهن، كنّ يتحدثن جميعهن في الوقت ذاته، وتتنافسن في سرد القصص والذكريات.. كانت الواحدة تبدأ قصة ما، فتقاطعها الأخرى لإثرائها بالمزيد من المعطيات، قبل أن تتدخل ثالثة وتصرخ في وجههما «انتظرا، لدي ما هو أسوأ».. وأما أنا فلم أستطع مجاراتهن ولا تدوين كل ما كنّ يقلنه...
• هل يتعلق الأمر باختطاف للفتيات؟
كل سرت على علم بالقضية، نعم سرت القذافية.. شرحت لي إحدى المدرسات وقد زيّن الكحل عينيها، ذلك في قولها «كان القذافي يُحكم قبضته على الجميع في مدينته وفي قبيلته وفي عائلته، فيما كانت المدرسة تربينا على دينه، لكن الجميع كان يعرف أن القذافي ليس سوى حقير ودنيء وكاذب، من يقول غير ذلك؟ أو يقول إنه يجهل هذه الحقيقة؟».
تؤكد خمس من زميلات هذه المدرسة أنهن شعرن بالاشمئزاز من الكلام الذي وجهه لي مدير المدرسة، «لقد هرب المدير السابق، وكان من حاشية القذافي، لكن للأسف المسؤولون الجدد يتبعون في الغالب المسار القديم، مثلما هو الأمر بالنسبة لنا، قبل أن نشترط على الوزارة رحيله بالقول إنه لا يزال يواصل انتقاد التدخل الغربي في ليبيا، ويسمم عقول الصغار بذلك». إحدى المدرسات أكدت لي أنها درست في الثانوية التي درست فيها صوريا، وأنها شاهدت القذافي وهو يتجوّل في قاعة الجمباز، لكنها لا تتذكر صوريا، لكن المؤكد بالنسبة لها هو أن القذافي مر من هنا.
تؤكد النساء أن كل الظروف كانت مناسبة جدا للقذافي للقاء فتيات شابات، حيث كان يدعو نفسه في آخر لحظة لحفلات الزفاف، وتقول إحدى الفتيات «غالبية أصحاب الدعوات كانوا متملقين، غير أن أخوالي وهم من عائلة القذافي، كانوا يمنعونني من الظهور في المناسبات العامة».
يتمارض كي تزوره التلميذات
لقد كان يدعو التلميذات لزيارة كتيبة الساعدي، حيث مقر إقامته من أجل مهرجان للأغاني «لقد ذهبت مرتين مع المدرسة، ثم منعني والداي من العودة، لقد قال لي أخي إن هذا المكان، هو مرتع كل الأخطار والمشاكل، وإن لم نعاني من سهام القذافي، فمن المؤكد أن سهام عصابته من الحراس والعسكريين من مختلف الرتب لن تخطئنا أبدا، لأن سلوكياته معدية».
«لقد كان يتمارض ويتعمّد الظهور شاحب الوجه، حتى تذهب الطالبات لعيادته «...» كنت في السادسة عشرة من عمري وطالبة في ثانوية الفكر الطليعي، حين أبلغنا أحد الأساتذة بمرض «أبي القذافي».. لقد أحضروا لنا حافلة لنقلنا إلى الثكنة، وهناك استقبلنا في خيمته.. كان يرتدي جلابة بيضاء (العباءة الرجالية الطويلة التي يرتديها أهل المغرب العربي)، وقبعة قطنية، بنية اللون ولقد احتضننا الواحدة تلو الأخرى، شعرنا برهبة كبيرة ورعب، لكن لم يبد عليه أبداً المرض».
وأما أخرى، فتتذكر أن مدرستها هي من نقلها إلى الكتيبة نفسها لتحية الرئيس الجزائري الكولونيل الشاذلي بن جديد «كان القذافي بحاجة دوماً إلى أن يحيط به عدد من الشابات، وكنا نساهم في ذلك ونغذي ولعه المرضي هذا». وتقول إحدى المدرسات «في أحد الأيام، نظّمت مجموعة تنحدر من مدينة مسراتة حفلة ولاء رسمية وكبيرة للقائد معمر القذافي. لقد كان يحب هذا النوع من الحفلات، وكان يشعر بالقلق دوماً من مسألة ولاء ودعم مختلف القبائل له».
هناك في تلك الحفلة، لاحظ فتاة شابة، هي صديقة هذه المُدرّسة، وفي اليوم التالي جاء أفراد من الحرس للبحث عنها في مدرستها، فرفض المدير ورد بأن الوقت غير مناسب لأنها تجري امتحاناً، لكنها اختُطفت في ذلك المساء خلال حضورها حفل زواج.
غابت هذه البنت ثلاثة أيام، اغتصبها خلالها القذافي، وبعد أن عادت إلى بيت والديها، تزوجت من أحد حراس القذافي «لقد روى لي والدها وهو أستاذ القصة وترجّاني أن أنتبه، حتى لا أقع فريسة القذافي أنا الأخرى».
طلبت جميع من التقيتهن من اللواتي وقعن في فخ القذافي ألا أذكر أسماءهن، لا شيء بسيطاً في سرت، فالعديد من السكان يتأملون في صمت تلك المرارة وذلك العار والتشاؤم الذي بات لصيقاً بمدينتهم، لكنهم باتوا مقتنعين بأن النظام الجديد سيُدفّعهم، طويلاً، ثمن علاقتهم الوطيدة مع من كان القائد.
لمسة القذافي السحرية
لم يتصور د. كريكشي، أبداً، «اللمسة السحرية» التي اكتشفها في أغسطس من عام 2011، برفقة مجموعة من الثوار أثناء تفتيشهم جامعة طرابلس. فطبيب النساء هذا (55 عاماً) الذي تكوّن في إيطاليا ورويال كوليج في لندن، يعرف جيداً أن المنظومة الجامعية كانت فاسدة جداً في ليبيا، وكان يعلم، أيضاً، بوجود شبكات مراقبة، أنشأتها اللجان الثورية كوسيلة للدعاية للقذافي في كل الكليات، ويعرف، أيضاً، أن الشعب الليبي لم يمح أبداً من ذاكرته تلك الإعدامات العلنية، التي أقرها القذافي في حق عدد من الطلبة المعارضين له في عامي 1977 و1984، لذلك لم يفاجأ حين اكتشف في إحدى الليالي، وبعد معركة عنيفة في الجامعة، سجناً هو عبارة عن مجموعة من الحاويات، ومكتباً لرئيس جهاز المخابرات عبد السنوسي.
كانت أدراج هذا المكتب ممتلئة بملفات تتضمن معلومات عن عشرات الطلبة والأساتذة وقائمة بأولئك الذين تقرر التخلص منهم، لكن ما اكتشفه صدفة، وهو يحاول استطلاع أركان الجامعة، بحثاً عن قناصين محتملين داخل الجامعة، هي تلك الشقة السرية التي تقع تحت القاعة الخضراء التي كان يحاضر فيها، وكانت عبارة عن غرفة نوم وصالون وجاكوزي وحمام، بالإضافة إلى غرفة أخرى مجهزة لإجراء مختلف الفحوصات الخاصة النساء.
كان د. كريكشي يتحدث بصوت عميق ورزين، وكان يزن كلماته، ويعي قيمة ما اكتشفه، ولقد أسر لي بأنه كان طبيب النساء الذي يتابع ابنتي القذافي، عائشة وهناء، «كان هذا الأمر يضعني في وضعية حرجة جداً، كانت عائلة القذافي تعترف بكفاءتي، غير أني لم أكن أطلب منها شيئاً، لكن، أحياناً، كانت الشابتان تتحدثان عن دهشة والدهما مني، لقد كان يقول إني لا أطلب سيارة ولا بيتاً، وبالفعل لم أكن أطلب شيئاً».
كان د. فيصل كريكشي يعرف شهية معمر القذافي للفتيات الشابات، وقد سمع البعض يتحدث ذات مرة عما كان يسميه القذافي «اللمسة السحرية» وهي يده التي كان يضعها على رأس فرائسه، حتى يدرك أفراد حرسه مراده، فيكملون المهمة.
ويعترف هذا الدكتور الذي يُدرّس لطلبته مادة التخطيط العائلي، ويخصص درساً سنوياً عن هذا الطابو، يعترف بأن ممارسات القذافي الجنسية هي من أكثر الطابوهات في المجتمع الليبي.
لا أحد خاطر بنفسه وتطرق إلى الموضوع ولا أحد تحرك لحماية التلميذات، كان الجميع يفضلون عدم الاطلاع على ما يحدث أو الصمت، وأما بالنسبة لضحايا هذا الوحش، فلم يكن بوسعهن غير الصمت أو مغادرة مقاعد الجامعة بهدوء وبعيداً عن الأنظار.
لا أحد يستطيع تقدير عدد ضحايا القذافي من تلميذات المدارس وطالبات الجامعات، غير أن د. كريكشي أبلغني بأنه عثر على ثمانية أو تسعة أقراص مضغوطة في تلك الشقة الواقعة تحت القاعة الخضراء في جامعة طرابلس، وتتضمن تسجيلات للاعتداءات الجنسية الوحشية التي نفذها القائد في ذلك المكان، لكنه اعترف لي بأنه دمرها جميعها.
لكن، لماذا دمر هذا الدكتور هذه الفيديوهات؟ أليست دليلاً وإثباتاً، كان من الضروري الاحتفاظ بها؟
لقد رد الدكتور على سؤالي بالقول: «علينا أن نعود إلى سياق الأحداث، لم تكن الحرب قد وضعت أوزارها بعد، ولم أكن استطيع أن أضمن ألا تقع هذه الفيديوهات في أيد غير أمينة، وإلا تقع الفتيات الضحايا، ضحية مرة أخرى للمساومة او الضغوطات، كان أهم ما يشغل بالي هو حماية الفتيات» إنه رد فعل غريب، لكن المسؤولية ثقيلة جدا.
الموضوع لا يزال من التابوهات
ألم يكن من واجب العدالة اتخاذ هكذا قرار ؟ لقد صدم اكتشاف شقة سرية للقذافي داخل الجامعة، الجميع بمن فيهم الطلبة والأساتذة وكل رواد الجامعة، لكن الصمت لا يزال يخيم ولا تزال الألسن أيضا تفضل أن تخرس أو تعبر عن اشمئزازها من الدكتاتور، دون الخوض في أي تفاصيل أو قضايا اخرى.
كنت أود استقراء رأي الطالبات المحجبات في الموضوع، لذلك كلفت احدهم بسؤالهن عن انتهاكات القذافي الجنسية، لكنه اعتذر واكتفى بإرسال رسالة هاتفية لي تضمنت «سأتخلى عن الفكرة، الموضوع من التابوهات».
من المؤكد أن هناك شهودا، وأناسا لاحظوا عناصر يشتبه في تورطها او سمعوا عن فتيات تعرضن لاعتداءات القذافي، الا يوجد أحد في ليبيا بمقدوره التنديد بهذا النظام والقضية؟
بدا لي أن رئيس تحرير أسبوعية ليبيا الجديدة وهو شاب، بدا لي الوحيد، الذي لا يزال مصرا على كسر جدار الصمت، حيث قال لي «كانت لي صديقة تنحدر من عائلة ريفية من منطقة عزيزية، وجاءت إلى طرابلس لدراسة الطب. وخلال زيارة للقذافي إلى الجامعة، وضع يده على رأسها، فجاء حرسه الشخصي في اليوم الموالي إلى بيتها لإخطارها بأن القائد اختارها لتنضم إلى مجموعة حارساته. رفضت العائلة، فبدأت التهديدات تطال شقيقها، ما دفعها في النهاية إلى قبول لقاء القذافي الذي اغتصبها وعزلها طيلة أسبوع كامل ثم تركها ومنحها مبلغا من المال. لم يستطع والدها استقبالها مرة اخرى بسبب الإذلال والمهانة اللذين يشعر بهما فيما تخلت هي تماما عن فكرة العودة إلى الجامعة... لقد ضاعت، لكنها اليوم تشتغل رسميا في بزنس السيارات.. في الواقع أنا أدرك تماما أنها تعيش من التجارة بجسدها».
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 2
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 2
ولد حرام من غادي
مات الله لا يرده
مات الله لا يرده
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
الكلمة الطيبة صدقة
A good word is charity
الكابتن- المشرف العام للمنتدي
-
عدد المشاركات : 14594
العمر : 56
رقم العضوية : 1
قوة التقييم : 423
تاريخ التسجيل : 15/08/2008
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 2
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 2
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 17
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 10
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 11
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 18
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 1
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 10
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 11
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 18
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 1
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR