إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 17
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 17
القذافي يوبِّخ قائد الأمن المرعب:
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
صوريا، التي ولدت في المغرب، كانت أيقونة أبيها، كانت لديها أحلام هائلة، تحطمت جميعاً، بعدما انتقلت إلى سرت، وأصبحت هدفاً للقذافي، ثم غنيمة له وجارية!
وفي كتاب «الفرائس في حرم القذافي»، الذي تنشره القبس، تروي قصتها.
الصور الوحيدة التي التقطت لمنصور ضو كانت بعد اعتقاله في العملية نفسها التي ألقي القبض فيها على معمر القذافي، وفي ظروف مشابهة الى حد ما. التقط الثوار الصورة بواسطة كاميرا هاتف نقال في أجواء عارمة من الفوضى. حيث بدا - لحظة توقيف الموكب في طريق الهروب - ضائعا لا يدري أين هو! كان ينزف من جرح تحت عينه اليمنى، أصيب به بشظية عند مدخل الصحراء. لقد كانت صورة المهزوم المرعبة!
بقي منصور ضو حتى اللحظة الأخيرة الى جانب الدكتاتور الليبي. وغادر معه باب العزيزية على عجل، عندما سيطر المتمردون على طرابلس باتجاه منطقة بني وليد، حيث ودَّع القذافي أفراد عائلته قبل أن يتوجها معا الى سرت، ويختبئا في مكان من دون كهرباء أو طعام. حاصرهما المتمردون تدريجياً، حتى لحظة محاولة الهروب التي أفشلتها غارات «الأطلسي».
زارع الرعب في القلوب!
كان منصور ضو مسؤول الأمن الليبي - الى جانب سيف الإسلام القذافي - واحدا من بين القلائل الذين بقوا مخلصين للعقيد القذافي الذين بقوا على قيد الحياة أو تعرضوا للأسر على يد النظام الجديد.
اسمه زرع الرعب في قلوب الليبيين لأكثر من ثلاثين عاما. وكانت آخر أعماله الإجرامية والوحشية: الاغتصاب، والتعذيب، والاعدامات التي ارتكبت بحق الثوار ومؤيدي الثورة.
كل ليبيا تريد أن تسمعه، وتعرف ما عنده من معلومات وأسرار، ولكن «منصور ضو لن يتكلم». هذا ما قاله لي ابراهيم بيت المال، عضو المجلس العسكري في مصراتة والمسؤول عن السجناء العسكريين، رغم أنه سمح لي بلقائه.
التقيت منصور ضو في العاشر من مارس 2012 في قاعة الاجتماعات الكبرى التابعة لمقر قيادة الجيش في مصراتة. كان هادئا، ممشوق القامة، يرتدي جاكيتا عسكريا، وكانت لحيته البيضاء موضبة وقصيرة. رسم على وجهه ابتسامة ساخرة. لقد وافق على مبدأ المقابلة، من دون أن يعرف الموضوع، قد يكون وجد في ذلك فرصة لقضاء بعض الوقت خارج الزنزانة الانفرادية.
ودار بيننا حديث، بدأه بالقول:
- لقد زرتُ فرنسا أربع مرات.. وقد استمتعت كثيرا.
نعم، ولكننا هنا لأنني أجري تحقيقا حول موضوع يعتبر من المحرمات، حول جرائم القذافي الجنسية.
- أنا لا أعرف شيئا عن هذا الموضوع. القذافي من عائلتي وكان عليّ أن أحترمه. وبالتالي لم يكن من الممكن التطرق معه الى هذا الموضوع. كنت أمنع نفسي من النظر في هذا الاتجاه. كنت أحرص على الاحتفاظ بمسافة بيني وبينه، كان ذلك أفضل طريقة لأحافظ على احترامي لنفسي، كنت هكذا أحمي نفسي.
هل كنت تعرف على الأقل أن القذافي كان يستخدم العنف الجنسي مع مئات من الشابات؟
- لا أنفي ولا أؤكد.. كل شخص يحق له أن يحيا حياته الخاصة.
هل يمكن الحديث عن حياة خاصة عندما تفرض العلاقات الجنسية بالإكراه؟ وعندما تسخّر أجهزة الدولة لها؟
- كان هناك أشخاص على علم بذلك. أما أنا، فلا.
هل تعلم؟
هل كنت تعلم أن شابات صغيرات كن محتجزات في قبو بيته؟
- أقسم أنني لم أنزل مرة واحدة إلى الطابق تحت الأرض، أنا قائد عسكري رتبتي من أعلى الرتب العسكرية في الجيش. لقد ناقشت أطروحة دكتوراه في موسكو حول القيادة العسكرية. عندما كنت أزور إحدى الثكنات، كان الجميع يرتعد خوفاًَ. عرفت دائماً كيف أفرض احترامي، خصوصاً من خلال ابتعادي عن كل المسائل الخاصة والتي لا تهمني.
ما الذي تقصده بكل هذه المسائل؟
.. فجأة شعرت بأنه لم يعد مرتاحاً. من دون أدنى شك كان ينتظر أن أسأله عن قضايا الحرب، عن المرتزقة، ولكن الأكيد ليس عن النساء. وبات حذراً.
كيف كان ينظر قائد عسكري كبير مثلك إلى القذافي عندما يصل مع حرسه النسائي، ومعظمهن لم تكن سوى عشيقاته ولم يكن لديهن أي تجربة عسكرية؟
- لم أكن مسؤولاً عن تنقلاته ولا عن زياراته للخارج. كنت أرفض مرافقته. وخلال الفترة القصيرة التي توليت فيها قيادة كتيبة حماية القائد يمكنني أن أؤكد لك أن فتيات الجهاز الخاص لم يكنّ موجودات.
ألم تكن تشعر بالإهانة من هذه المهزلة؟
- ماذا كان بمقدوري أن أقول؟ لم أكن احتكر الجيش الليبي، حتى ولو أنني لم أكن مرتاحاً لم يكن بوسعي أن أفعل أي شيء.
على أي حال، إن النساء لسن للخدمة في الجيش. هذا يتنافى مع تقاليدنا وأعرافنا كما يتنافى مع الطبيعة. ولو سألوني عن وجهة نظري لما كانت هناك أكاديمية عسكرية نسائية في ليبيا.
هل كان القذافي يؤمن بهذه الأكاديمية حقاً عندما أنشأها عام 1979؟
- ممكن، ولكن الأكيد أن هذه الأكاديمية هي التي أعطته فكرة استخدام النساء بشكل أو بآخر.
ضحك ونظر باتجاه قائد السجن الذي انضم إلينا عله يجد نظرات متواطئة معه.
سلمى ميلادي
سألته عما إذا كان يعرف النساء الحارسات اللاتي حدثتني صوريا عنهن، خصوصاً سلمى ميلادي التي كانت تضع المسدس دائماً على وسطها، وتسهر على أمن القائد وترافقه مثل ظله في كل تنقلاته وتكوي ملابسه وترهب وتعذب الفتيات المستجدات؟
لم يتردد، وقال لي «بكل تأكيد أعرفها»، حتى إنه أقر بالخبرة المهنية التي تلقتها في الأكاديمية العسكرية، ولكنه لم يتمكن من ابتلاع الدور المهم الذي تمكنت من أن تلعبه: «كانت العلاقة الحميمة التي تربطها به تصدمني. ماذا تظنينني؟ حتى انني كنت أصرخ عليها، ولم أكن أمرر الأخطاء التي كانت ترتكبها عندما كانت تحت إمرتي. ذات يوم كنا في الكفرة في جنوب البلاد، وقد وبخَّتها على جهاز الاتصال الداخلي. ورصد القذافي المكالمة وتدخل غاضباً، وقال لي «لا تتحدث معها إطلاقا بهذه الطريقة! سترى ذات يوم سأعينها جنرالا وستكون رتبتها أعلى منك!».. فقدت أعصابي وبدأ دمي بالغليان. ولم أتردد في الرد على القذافي، وقلت له: حتى إذا عينتها جنرالا فستبقى بعيني سلمى ميلادي». وتابع منصور «كل أجهزة شبكة الاتصالات التي كانت مربوطة على الموجة التي كنا نتحدث عليها سمعت هذا الحوار. لقد شعر القذافي بانه أُهين، وقال لي «كيف تتجرأ على التحدث بهذه الطريقة مع قائد الجيش؟!». بعد ذلك أرسل طائرة خاصة لإحضاري الى طرابلس وسجنني ثلاثين يوما».
ثم التفت الي وسألني: «ما رأيك؟ هل هذا يظهر لك أن لدي قيما وأخلاقا وخطوطا حمراء؟!».
جنرال القضايا الخاصة
قيل لي إن منصور ضو لا يسمح لنفسه بانتقاد القائد. وشعرت بأنه يريد أن ينأى بنفسه عن كل مشاركة أو تواطؤ تورط به القذافي، خصوصا هذا الموضوع الساخن.
لم يكشف لي أي أسرار، وكان يتحدث تلميحا. ولكنه أكد لي أن معظم تصرفات القذافي كانت معروفة لدى المقربين منه. وكانت تزعج بعضهم، ولكنهم لم يتفوهوا بكلمة واحدة، ولم يتجرأوا على توجيه أي انتقاد. علاقات القائد بالنساء، سواء كنَّ عسكريات أو لا، كانت في المجال الخاص به. وكانت الصاعقة يمكن أن تقع على أي شخص لا توافقه تلك التصرفات. أما الذين تفهموا، شجّعوا، أو سهّلوا هذا الهوس المرضي لديه، فإنهم حصلوا على سلطات واسعة داخل النظام.
ولم يتمكن منصور ضو من إخفاء احتقاره. وسألته:
كيف كانت نشاطات العقيد في هذا المجال منظمة الى هذا الحد؟
- كانت تتنكر خلف جهاز البروتوكول برئاسة نوري مسماري، الذي كانت الوقاحة أو الجرأة تصل به الى حد كان يتخايل بملابس الجنرال، وكان يطلق عليه اسم «جنرال القضايا الخاصة»، لتجنب نطق الكلمة المناسبة.
أي كلمة؟
- بالكاد أجرؤ على قولها.. «جنرال (..)». كان يبحث دائما عن النساء، كان هذا اختصاصه ومهمته الرئيسية. كان أحيانا «يلم» (..) من الشوارع.
القذافي آمن بالشعوذة
ومبروكة شريف؟
ـ كانت أساسية في العملية. وكانت حتى تحظى بنفوذ أكبر لدى القذافي من مسماري. وكانت ملتصقة به دائما. وكانت تثير اشمئزازي وقد رفضت ثلاث مرات أن أصافح يدها. كانت لديها شبكة، وكانت تهتم ضمن ما تهتم به بنساء بعض قادة الدول. كانت تمارس الشعوذة، وهي بالتأكيد لجأت إلى الشعوذة للسيطرة على القذافي واخضاعه لها.
هل كان القذافي يؤمن بالشعوذة؟
ـ كان ينفي ذلك. ولو كنا نعيش في مرحلة العلوم فان قادة الدول الغربية يستشيرون العرافات، وقد كنا مجموعة حاولت أن تحذره من مبروكة شريف ومسماري، لأنهما كانا يمارسان الشعوذة.
أتذكر جيدا، كنا خمسة من كبار ضباط القيادة العسكرية معه في السيارة، وكنت أنا الذي أقود. قلنا له: احذر، انك ضحية الشعوذة التي يمارسها ضدك مسماري ومبروكة شريف! إنهما يؤثران سلباً في صورتك. هز كتفيه وقال لنا «إن ثقتي مطلقة بهما». كل محاولاتي لتحذيره قد فشلت. لقد كان الرئيس وكنت موظفاً بسيطاً. وأنا في النهاية لست مسؤولاً عن جرائمه.
هل سمحت لك الفرصة للاقتراب من جهاز البروتوكول؟
ـ عمليا، لا. على الاطلاق. لأنني، كما قلت لك، كنت أرفض المشاركة في الزيارات الخارجية، التي كان ينظمها مسماري. وقد طُلب مني أن أذهب الى فرنسا، واسبانيا.. وكان يُوضَع اسمي على لوائح الوفد وكانت تحجز لي الغرف في الفنادق. لكنني كنت أرفض ولم أرد يوما أن أشارك في ذلك.
تشارك في ماذا؟
ـ التحركات حول النساء.
هل لأن الزيارات الرسمية كانت تشكل مناسبات للتهريب؟
ـ سمعت كثيرا من الأشياء. كانت هناك صدامات مع العسكريين الحقيقيين. مسماري كان يتحدث عدة لغات. وكان يتدبر أموره كرئيس البروتوكول لتمويه وصول النساء عبر الوفود أو كصحافيات. وكنت أعلم أن الجهاز الخاص كان يدر الأرباح على المسؤولين عنه، خاصة خلال الزيارات الرسمية الى خارج ليبيا، حيث كان يُتلاعب بالهدايا. وعرفت كيف أحمي نفسي.
خطف صوريا
أثرت معه خطف صوريا من سرت من قبل سلمى ومبروكة واغتصابها المتكرر واحتجازها في باب العزيزية.
شعر بالأسى وهز برأسه، وقال «لم اُستَشر حول هذا النوع من المواضيع. وكان يمكن أن أعارضها. وكان على الأرجح زجني في السجن. أقسم لك، لأنني لا أعرف شيئاً عن الطابق تحت الأرض في منزل القذافي. لان هذا ضد قيمي. لأنني عسكري محترم. والد وجد. هل يمكنك أن تتخيلي أني يمكن أن أغتصب أحدا؟ أو (..)؟ لا على الإطلاق. وأنا لا أستطيع أن (...) امرأة إذا لم تكن راغبة في ذلك»!
سادت لحظات من الصمت. وبدا لي وكأنه يسترسل بأفكاره.. تنهَّد. ألقى نظرة على حراس السجن. رفع يديه الى السماء، وقال: «كان عليه أن يكون الأب الروحي للأمة.. هذا رهيب!».
هل فعلا فوجئ منصور ضو بالقذافي أم أنه كان يمثل علي؟
هل يمكن تخيل مسؤول الأمن في ليبيا يُصدم عندما يُتحدَّث أمامه عن الجرائم الجنسية التي ارتكبت في باب العزيزية، بينما العديد من الموظفين (حرس، سائقون، ممرضات..) كانوا على علم بها؟
- لم أكن أرافقه عن كثب. كنا أقارب، بقيت الى جانبه حتى النهاية. ودعمته عندما كان مصابا بجروح وساعدته على الاختباء. وأقسم أن هذه المعلومات تشكل صدمة بالنسبة إلي.
هل يمكن القول إن الجنس كان سلاحا سياسيا؟
ـ تعريف جيد أن المسألة كلاسيكية. والجميع يستخدم سلاح الجنس. حتى في فرنسا. عندما زرت باريس أول مرة، علمت أن جهاز الاستخبارات الفرنسي قد أرسل إلي امرأة تونسية لكي تُوقع بي. وكانت مسألة طبيعية، ولكن الفرنسيين لا يعرفونني ولا يطاردونني. أنا الصياد. القذافي غالباً أرسل فتيات للإيقاع بأقاربه وبكبار المسؤولين في ليبيا، بعضهم وقع في الفخ.
هل كنت تعلم أنه كان يجبر بعض الوزراء على إقامة علاقة جنسية معه؟
- هذا لا يفاجئني. كان هناك الكثير من الطموحين، كان هناك من يرسل له نساءه أو بناته للحصول على رضاه! وهذا يشكل ذروة الذل والمهانة في الثقافة الليبية، وهو يشير الى أشباه الرجال.
لقد حاول حتى اغتصاب زوجات أبناء عمه.
- يجب ألا يكون المرء رجلاً للقبول بالمس بزوجته.
كيف كان عليهم ان يتصرفوا؟
- أن يقتلوا المغتصب. وأن ينتحروا.
ليس بمقدورك أن تجهل أنه اغتصب نساء ضباط كبار في الجيش؟
- بمقدوري أن أؤكد لك أنه لم يقترب من عائلتي، وعملت كل شيء لأحميها.
كيف؟
- كنت أمنع زوجتي من الصعود الى أي سيارة لا أقودها أنا أو أحد ابنائي، لا يوجد لدينا سائق، باستثناء حالة واحدة كنت من وقت لآخر ألجأ لخدمات شقيق زوجتي، وكان أكثر حذراً مني لأنه كان يغار.
كنت تحذر القذافي؟
- لم ندعُه الى عرس ابني. في اليوم الثالث جاءت صافية للتهنئة وأخذت صورة مع ابني وزوجته، هذا كل شيء.
لماذا؟
- لأنني لا أريد لعائلتي المحترمة من الجميع أن تتورط في هذا النوع من التصرفات. وقد تم العرس في منزلي الخاص، لأنني أخشى من كاميرات الفنادق. وكانت الفرقة الموسيقية مؤلفة من النساء. حفل الاستقبال من النساء باستثناء ابني. وقد منعنا استخدام الهواتف النقالة لكي لا تلتقط الصور.
هل تعتقد انك لو كنت دعيت القذافي الى العرس كان يمكنه أن يختار فريسة؟
- ما كان ليتجرأ على المس بإحدى مدعواتي، لأنه كان يعلم كيف يمكن أن يكون رد فعلي. ولكن كنت أفضل أن يكون بعيداً، لأنه لو جاء الى العرس لكانت (..) قد رافقنه وهن دائماً يبحثن، وهذه المسألة كانت ترعبني!
هل تندم لأنك خدمت رجلاً قليل الاحترام حتى اللحظة الأخيرة؟
.. عدَّل من جلسته، وأخذ وقته في التفكير بالإجابة عن السؤال، ثم قال:
- في البداية، كنت مؤمناً به، ولم تكن لدي أي فكرة عن كل ممارساته. الآن وقد مات فماذا ينفع الندم الشخصي؟ أحتفظ بهذه المسألة لنفسي، وهي في أعماق أعماقي، لقد حميت أسرتي. هذا هو الأساس، وأنا اخضع من الآن فصاعداً لقضاء الشعب الليبي، وسأقبل حكمه، ولو كان الإعدام.
نهض ليغادر، وانتظر الحراس لمواكبته الى زنزانته. التفت إلي، وقال: «عندما وصلت الى هنا في مصراتة كانت الحرب قد أدمت المدينة، فقدت الكثير من الدم، وصلت شبه ميت، لقد عُولجت وعُوملت باحترام، وأنا أريد أن اؤكد ذلك، أنام على فراش أحضره مدير السجن من منزله، أعطاني ملابس، اكتشفت متعة الحديث مع أناس طيبين، قاتلوا الى جانب التمرد وهناك روابط شبه أخوية بيننا.. وهذا غريب، أليس كذلك؟!».
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
صوريا، التي ولدت في المغرب، كانت أيقونة أبيها، كانت لديها أحلام هائلة، تحطمت جميعاً، بعدما انتقلت إلى سرت، وأصبحت هدفاً للقذافي، ثم غنيمة له وجارية!
وفي كتاب «الفرائس في حرم القذافي»، الذي تنشره القبس، تروي قصتها.
الصور الوحيدة التي التقطت لمنصور ضو كانت بعد اعتقاله في العملية نفسها التي ألقي القبض فيها على معمر القذافي، وفي ظروف مشابهة الى حد ما. التقط الثوار الصورة بواسطة كاميرا هاتف نقال في أجواء عارمة من الفوضى. حيث بدا - لحظة توقيف الموكب في طريق الهروب - ضائعا لا يدري أين هو! كان ينزف من جرح تحت عينه اليمنى، أصيب به بشظية عند مدخل الصحراء. لقد كانت صورة المهزوم المرعبة!
بقي منصور ضو حتى اللحظة الأخيرة الى جانب الدكتاتور الليبي. وغادر معه باب العزيزية على عجل، عندما سيطر المتمردون على طرابلس باتجاه منطقة بني وليد، حيث ودَّع القذافي أفراد عائلته قبل أن يتوجها معا الى سرت، ويختبئا في مكان من دون كهرباء أو طعام. حاصرهما المتمردون تدريجياً، حتى لحظة محاولة الهروب التي أفشلتها غارات «الأطلسي».
زارع الرعب في القلوب!
كان منصور ضو مسؤول الأمن الليبي - الى جانب سيف الإسلام القذافي - واحدا من بين القلائل الذين بقوا مخلصين للعقيد القذافي الذين بقوا على قيد الحياة أو تعرضوا للأسر على يد النظام الجديد.
اسمه زرع الرعب في قلوب الليبيين لأكثر من ثلاثين عاما. وكانت آخر أعماله الإجرامية والوحشية: الاغتصاب، والتعذيب، والاعدامات التي ارتكبت بحق الثوار ومؤيدي الثورة.
كل ليبيا تريد أن تسمعه، وتعرف ما عنده من معلومات وأسرار، ولكن «منصور ضو لن يتكلم». هذا ما قاله لي ابراهيم بيت المال، عضو المجلس العسكري في مصراتة والمسؤول عن السجناء العسكريين، رغم أنه سمح لي بلقائه.
التقيت منصور ضو في العاشر من مارس 2012 في قاعة الاجتماعات الكبرى التابعة لمقر قيادة الجيش في مصراتة. كان هادئا، ممشوق القامة، يرتدي جاكيتا عسكريا، وكانت لحيته البيضاء موضبة وقصيرة. رسم على وجهه ابتسامة ساخرة. لقد وافق على مبدأ المقابلة، من دون أن يعرف الموضوع، قد يكون وجد في ذلك فرصة لقضاء بعض الوقت خارج الزنزانة الانفرادية.
ودار بيننا حديث، بدأه بالقول:
- لقد زرتُ فرنسا أربع مرات.. وقد استمتعت كثيرا.
نعم، ولكننا هنا لأنني أجري تحقيقا حول موضوع يعتبر من المحرمات، حول جرائم القذافي الجنسية.
- أنا لا أعرف شيئا عن هذا الموضوع. القذافي من عائلتي وكان عليّ أن أحترمه. وبالتالي لم يكن من الممكن التطرق معه الى هذا الموضوع. كنت أمنع نفسي من النظر في هذا الاتجاه. كنت أحرص على الاحتفاظ بمسافة بيني وبينه، كان ذلك أفضل طريقة لأحافظ على احترامي لنفسي، كنت هكذا أحمي نفسي.
هل كنت تعرف على الأقل أن القذافي كان يستخدم العنف الجنسي مع مئات من الشابات؟
- لا أنفي ولا أؤكد.. كل شخص يحق له أن يحيا حياته الخاصة.
هل يمكن الحديث عن حياة خاصة عندما تفرض العلاقات الجنسية بالإكراه؟ وعندما تسخّر أجهزة الدولة لها؟
- كان هناك أشخاص على علم بذلك. أما أنا، فلا.
هل تعلم؟
هل كنت تعلم أن شابات صغيرات كن محتجزات في قبو بيته؟
- أقسم أنني لم أنزل مرة واحدة إلى الطابق تحت الأرض، أنا قائد عسكري رتبتي من أعلى الرتب العسكرية في الجيش. لقد ناقشت أطروحة دكتوراه في موسكو حول القيادة العسكرية. عندما كنت أزور إحدى الثكنات، كان الجميع يرتعد خوفاًَ. عرفت دائماً كيف أفرض احترامي، خصوصاً من خلال ابتعادي عن كل المسائل الخاصة والتي لا تهمني.
ما الذي تقصده بكل هذه المسائل؟
.. فجأة شعرت بأنه لم يعد مرتاحاً. من دون أدنى شك كان ينتظر أن أسأله عن قضايا الحرب، عن المرتزقة، ولكن الأكيد ليس عن النساء. وبات حذراً.
كيف كان ينظر قائد عسكري كبير مثلك إلى القذافي عندما يصل مع حرسه النسائي، ومعظمهن لم تكن سوى عشيقاته ولم يكن لديهن أي تجربة عسكرية؟
- لم أكن مسؤولاً عن تنقلاته ولا عن زياراته للخارج. كنت أرفض مرافقته. وخلال الفترة القصيرة التي توليت فيها قيادة كتيبة حماية القائد يمكنني أن أؤكد لك أن فتيات الجهاز الخاص لم يكنّ موجودات.
ألم تكن تشعر بالإهانة من هذه المهزلة؟
- ماذا كان بمقدوري أن أقول؟ لم أكن احتكر الجيش الليبي، حتى ولو أنني لم أكن مرتاحاً لم يكن بوسعي أن أفعل أي شيء.
على أي حال، إن النساء لسن للخدمة في الجيش. هذا يتنافى مع تقاليدنا وأعرافنا كما يتنافى مع الطبيعة. ولو سألوني عن وجهة نظري لما كانت هناك أكاديمية عسكرية نسائية في ليبيا.
هل كان القذافي يؤمن بهذه الأكاديمية حقاً عندما أنشأها عام 1979؟
- ممكن، ولكن الأكيد أن هذه الأكاديمية هي التي أعطته فكرة استخدام النساء بشكل أو بآخر.
ضحك ونظر باتجاه قائد السجن الذي انضم إلينا عله يجد نظرات متواطئة معه.
سلمى ميلادي
سألته عما إذا كان يعرف النساء الحارسات اللاتي حدثتني صوريا عنهن، خصوصاً سلمى ميلادي التي كانت تضع المسدس دائماً على وسطها، وتسهر على أمن القائد وترافقه مثل ظله في كل تنقلاته وتكوي ملابسه وترهب وتعذب الفتيات المستجدات؟
لم يتردد، وقال لي «بكل تأكيد أعرفها»، حتى إنه أقر بالخبرة المهنية التي تلقتها في الأكاديمية العسكرية، ولكنه لم يتمكن من ابتلاع الدور المهم الذي تمكنت من أن تلعبه: «كانت العلاقة الحميمة التي تربطها به تصدمني. ماذا تظنينني؟ حتى انني كنت أصرخ عليها، ولم أكن أمرر الأخطاء التي كانت ترتكبها عندما كانت تحت إمرتي. ذات يوم كنا في الكفرة في جنوب البلاد، وقد وبخَّتها على جهاز الاتصال الداخلي. ورصد القذافي المكالمة وتدخل غاضباً، وقال لي «لا تتحدث معها إطلاقا بهذه الطريقة! سترى ذات يوم سأعينها جنرالا وستكون رتبتها أعلى منك!».. فقدت أعصابي وبدأ دمي بالغليان. ولم أتردد في الرد على القذافي، وقلت له: حتى إذا عينتها جنرالا فستبقى بعيني سلمى ميلادي». وتابع منصور «كل أجهزة شبكة الاتصالات التي كانت مربوطة على الموجة التي كنا نتحدث عليها سمعت هذا الحوار. لقد شعر القذافي بانه أُهين، وقال لي «كيف تتجرأ على التحدث بهذه الطريقة مع قائد الجيش؟!». بعد ذلك أرسل طائرة خاصة لإحضاري الى طرابلس وسجنني ثلاثين يوما».
ثم التفت الي وسألني: «ما رأيك؟ هل هذا يظهر لك أن لدي قيما وأخلاقا وخطوطا حمراء؟!».
جنرال القضايا الخاصة
قيل لي إن منصور ضو لا يسمح لنفسه بانتقاد القائد. وشعرت بأنه يريد أن ينأى بنفسه عن كل مشاركة أو تواطؤ تورط به القذافي، خصوصا هذا الموضوع الساخن.
لم يكشف لي أي أسرار، وكان يتحدث تلميحا. ولكنه أكد لي أن معظم تصرفات القذافي كانت معروفة لدى المقربين منه. وكانت تزعج بعضهم، ولكنهم لم يتفوهوا بكلمة واحدة، ولم يتجرأوا على توجيه أي انتقاد. علاقات القائد بالنساء، سواء كنَّ عسكريات أو لا، كانت في المجال الخاص به. وكانت الصاعقة يمكن أن تقع على أي شخص لا توافقه تلك التصرفات. أما الذين تفهموا، شجّعوا، أو سهّلوا هذا الهوس المرضي لديه، فإنهم حصلوا على سلطات واسعة داخل النظام.
ولم يتمكن منصور ضو من إخفاء احتقاره. وسألته:
كيف كانت نشاطات العقيد في هذا المجال منظمة الى هذا الحد؟
- كانت تتنكر خلف جهاز البروتوكول برئاسة نوري مسماري، الذي كانت الوقاحة أو الجرأة تصل به الى حد كان يتخايل بملابس الجنرال، وكان يطلق عليه اسم «جنرال القضايا الخاصة»، لتجنب نطق الكلمة المناسبة.
أي كلمة؟
- بالكاد أجرؤ على قولها.. «جنرال (..)». كان يبحث دائما عن النساء، كان هذا اختصاصه ومهمته الرئيسية. كان أحيانا «يلم» (..) من الشوارع.
القذافي آمن بالشعوذة
ومبروكة شريف؟
ـ كانت أساسية في العملية. وكانت حتى تحظى بنفوذ أكبر لدى القذافي من مسماري. وكانت ملتصقة به دائما. وكانت تثير اشمئزازي وقد رفضت ثلاث مرات أن أصافح يدها. كانت لديها شبكة، وكانت تهتم ضمن ما تهتم به بنساء بعض قادة الدول. كانت تمارس الشعوذة، وهي بالتأكيد لجأت إلى الشعوذة للسيطرة على القذافي واخضاعه لها.
هل كان القذافي يؤمن بالشعوذة؟
ـ كان ينفي ذلك. ولو كنا نعيش في مرحلة العلوم فان قادة الدول الغربية يستشيرون العرافات، وقد كنا مجموعة حاولت أن تحذره من مبروكة شريف ومسماري، لأنهما كانا يمارسان الشعوذة.
أتذكر جيدا، كنا خمسة من كبار ضباط القيادة العسكرية معه في السيارة، وكنت أنا الذي أقود. قلنا له: احذر، انك ضحية الشعوذة التي يمارسها ضدك مسماري ومبروكة شريف! إنهما يؤثران سلباً في صورتك. هز كتفيه وقال لنا «إن ثقتي مطلقة بهما». كل محاولاتي لتحذيره قد فشلت. لقد كان الرئيس وكنت موظفاً بسيطاً. وأنا في النهاية لست مسؤولاً عن جرائمه.
هل سمحت لك الفرصة للاقتراب من جهاز البروتوكول؟
ـ عمليا، لا. على الاطلاق. لأنني، كما قلت لك، كنت أرفض المشاركة في الزيارات الخارجية، التي كان ينظمها مسماري. وقد طُلب مني أن أذهب الى فرنسا، واسبانيا.. وكان يُوضَع اسمي على لوائح الوفد وكانت تحجز لي الغرف في الفنادق. لكنني كنت أرفض ولم أرد يوما أن أشارك في ذلك.
تشارك في ماذا؟
ـ التحركات حول النساء.
هل لأن الزيارات الرسمية كانت تشكل مناسبات للتهريب؟
ـ سمعت كثيرا من الأشياء. كانت هناك صدامات مع العسكريين الحقيقيين. مسماري كان يتحدث عدة لغات. وكان يتدبر أموره كرئيس البروتوكول لتمويه وصول النساء عبر الوفود أو كصحافيات. وكنت أعلم أن الجهاز الخاص كان يدر الأرباح على المسؤولين عنه، خاصة خلال الزيارات الرسمية الى خارج ليبيا، حيث كان يُتلاعب بالهدايا. وعرفت كيف أحمي نفسي.
خطف صوريا
أثرت معه خطف صوريا من سرت من قبل سلمى ومبروكة واغتصابها المتكرر واحتجازها في باب العزيزية.
شعر بالأسى وهز برأسه، وقال «لم اُستَشر حول هذا النوع من المواضيع. وكان يمكن أن أعارضها. وكان على الأرجح زجني في السجن. أقسم لك، لأنني لا أعرف شيئاً عن الطابق تحت الأرض في منزل القذافي. لان هذا ضد قيمي. لأنني عسكري محترم. والد وجد. هل يمكنك أن تتخيلي أني يمكن أن أغتصب أحدا؟ أو (..)؟ لا على الإطلاق. وأنا لا أستطيع أن (...) امرأة إذا لم تكن راغبة في ذلك»!
سادت لحظات من الصمت. وبدا لي وكأنه يسترسل بأفكاره.. تنهَّد. ألقى نظرة على حراس السجن. رفع يديه الى السماء، وقال: «كان عليه أن يكون الأب الروحي للأمة.. هذا رهيب!».
هل فعلا فوجئ منصور ضو بالقذافي أم أنه كان يمثل علي؟
هل يمكن تخيل مسؤول الأمن في ليبيا يُصدم عندما يُتحدَّث أمامه عن الجرائم الجنسية التي ارتكبت في باب العزيزية، بينما العديد من الموظفين (حرس، سائقون، ممرضات..) كانوا على علم بها؟
- لم أكن أرافقه عن كثب. كنا أقارب، بقيت الى جانبه حتى النهاية. ودعمته عندما كان مصابا بجروح وساعدته على الاختباء. وأقسم أن هذه المعلومات تشكل صدمة بالنسبة إلي.
هل يمكن القول إن الجنس كان سلاحا سياسيا؟
ـ تعريف جيد أن المسألة كلاسيكية. والجميع يستخدم سلاح الجنس. حتى في فرنسا. عندما زرت باريس أول مرة، علمت أن جهاز الاستخبارات الفرنسي قد أرسل إلي امرأة تونسية لكي تُوقع بي. وكانت مسألة طبيعية، ولكن الفرنسيين لا يعرفونني ولا يطاردونني. أنا الصياد. القذافي غالباً أرسل فتيات للإيقاع بأقاربه وبكبار المسؤولين في ليبيا، بعضهم وقع في الفخ.
هل كنت تعلم أنه كان يجبر بعض الوزراء على إقامة علاقة جنسية معه؟
- هذا لا يفاجئني. كان هناك الكثير من الطموحين، كان هناك من يرسل له نساءه أو بناته للحصول على رضاه! وهذا يشكل ذروة الذل والمهانة في الثقافة الليبية، وهو يشير الى أشباه الرجال.
لقد حاول حتى اغتصاب زوجات أبناء عمه.
- يجب ألا يكون المرء رجلاً للقبول بالمس بزوجته.
كيف كان عليهم ان يتصرفوا؟
- أن يقتلوا المغتصب. وأن ينتحروا.
ليس بمقدورك أن تجهل أنه اغتصب نساء ضباط كبار في الجيش؟
- بمقدوري أن أؤكد لك أنه لم يقترب من عائلتي، وعملت كل شيء لأحميها.
كيف؟
- كنت أمنع زوجتي من الصعود الى أي سيارة لا أقودها أنا أو أحد ابنائي، لا يوجد لدينا سائق، باستثناء حالة واحدة كنت من وقت لآخر ألجأ لخدمات شقيق زوجتي، وكان أكثر حذراً مني لأنه كان يغار.
كنت تحذر القذافي؟
- لم ندعُه الى عرس ابني. في اليوم الثالث جاءت صافية للتهنئة وأخذت صورة مع ابني وزوجته، هذا كل شيء.
لماذا؟
- لأنني لا أريد لعائلتي المحترمة من الجميع أن تتورط في هذا النوع من التصرفات. وقد تم العرس في منزلي الخاص، لأنني أخشى من كاميرات الفنادق. وكانت الفرقة الموسيقية مؤلفة من النساء. حفل الاستقبال من النساء باستثناء ابني. وقد منعنا استخدام الهواتف النقالة لكي لا تلتقط الصور.
هل تعتقد انك لو كنت دعيت القذافي الى العرس كان يمكنه أن يختار فريسة؟
- ما كان ليتجرأ على المس بإحدى مدعواتي، لأنه كان يعلم كيف يمكن أن يكون رد فعلي. ولكن كنت أفضل أن يكون بعيداً، لأنه لو جاء الى العرس لكانت (..) قد رافقنه وهن دائماً يبحثن، وهذه المسألة كانت ترعبني!
هل تندم لأنك خدمت رجلاً قليل الاحترام حتى اللحظة الأخيرة؟
.. عدَّل من جلسته، وأخذ وقته في التفكير بالإجابة عن السؤال، ثم قال:
- في البداية، كنت مؤمناً به، ولم تكن لدي أي فكرة عن كل ممارساته. الآن وقد مات فماذا ينفع الندم الشخصي؟ أحتفظ بهذه المسألة لنفسي، وهي في أعماق أعماقي، لقد حميت أسرتي. هذا هو الأساس، وأنا اخضع من الآن فصاعداً لقضاء الشعب الليبي، وسأقبل حكمه، ولو كان الإعدام.
نهض ليغادر، وانتظر الحراس لمواكبته الى زنزانته. التفت إلي، وقال: «عندما وصلت الى هنا في مصراتة كانت الحرب قد أدمت المدينة، فقدت الكثير من الدم، وصلت شبه ميت، لقد عُولجت وعُوملت باحترام، وأنا أريد أن اؤكد ذلك، أنام على فراش أحضره مدير السجن من منزله، أعطاني ملابس، اكتشفت متعة الحديث مع أناس طيبين، قاتلوا الى جانب التمرد وهناك روابط شبه أخوية بيننا.. وهذا غريب، أليس كذلك؟!».
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 17
اضغط هنا للجزء الاول
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس عشر
اضغط هنا للجزء السابع عشر
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس عشر
اضغط هنا للجزء السابع عشر
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 17
شكـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــرآ وبارك الله فيك
اسماعيل ادريس- مستشار
-
عدد المشاركات : 15213
العمر : 50
رقم العضوية : 1268
قوة التقييم : 66
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 17
اشكرك للمرور
اضغط هنا للجزء الاول
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس عشر
اضغط هنا للجزء السابع عشر
اضغط هنا للجزء الثامن عشر
اضغط هنا للجزء التاسع عشر
اضغط هنا للجزء 20 والاخير
اضغط هنا للجزء الاول
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس عشر
اضغط هنا للجزء السابع عشر
اضغط هنا للجزء الثامن عشر
اضغط هنا للجزء التاسع عشر
اضغط هنا للجزء 20 والاخير
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 8
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 7
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 6
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 12
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 5
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 7
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 6
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 12
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 5
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR