إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 4
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 4
القذافي اعتدى عليَّ.. وطلب أن أناديه «بابا»! (4)
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
صوريا، التي ولدت في المغرب، كانت أيقونة أبوها، كانت لديها أحلام هائلة، تحطمت جميعاً، بعدما انتقلت إلى سرت، وأصبحت هدفاً للقذافي، ثم غنيمة له وجارية!
وفي كتاب «الفرائس في حرم القذافي»، الذي تنشره القبس، تروي قصتها.
في صباح يوم من أيام ابريل 2004 وكان عمري 15 سنة، قال مدير الثانوية لكل التلاميذ في الملعب «ان القائد سيمنحنا الشرف الكبير بزيارة المدرسة غداً، وهذه فرحة كبيرة وأنا اعتمد عليكم لكي تصلوا على الوقت وبانتظام، وان تكون ثيابكم المدرسية رائعة لانه يجب عليكم ان تعطوه الصورة الرائعة عن المدرسة كما يحبها وكما يستحقها».
يا له من خبر! يا لها من مفاجأة سارة، ليس بمقدوركم ان تعرفوا أي وقع لمشاهدة القذافي، صورته كان ترافقني كل حياتي، منذ ولادتي صورة كانت في كل مكان على جدار المدن، في الدوائر الحكومية في قاعات البلديات وغرف التجارة على دفاتر المدارس والأوراق النقدية، كنا نعيش دائماً تحت نظراته، وفي عبادته، وعلى الرغم من ملاحظات والدتي كنت أكن له عبادة تخوف، لم أحاول ان أتخيل حياته لانني كنت أضعه فوق البشر في نوع من جبل الأولمب حيث يحكم بنقاوة.
في اليوم التالي، ركضت الى المدرسة بلباس المدرسة وعلى رأسي شريطة بيضاء وكنت أنتظر بفارغ الصبر كي يشرحوا لنا كيف سيتم النهار.
وما كادت الحصة الأولى تبدأ حتى جاء استاذ الى الصف وقال لي انه تم اختياري لكي اسلم القائد الزهور والهدايا، أنا ابنة الصالون التي يرفض التلاميذ مخالطتها، يا لها من صدمة، لقد فتحت عيني كبيرتين ووقفت والفرح يشع منهما ولسان حالي يقول ان كل فتيات الصف يغرن مني، تم اقتيادي الى قاعة كبيرة حيث كان يحتشد عدد كبير من التلاميذ الذين تم اختيارهم، وطلب منا ان نرتدي الملابس التقليدية الليبية، وغيرنا ملابسنا وساعدنا الاساتذة على وضع الاغطية التقليدية على رؤوسنا.
ورحت أطرح الأسئلة على الاساتذة، وأتوسلهم ان يشرحوا لي كيف يجب ان أتصرف، هل انحني أمامه؟ هل أقبل يده؟ هل يجب ان أردد شيئاً ما أمامه؟ كان قلبي يخفق بقوة فيما كان الجميع منهمكا بجعلنا رائعين.
وعندما استعيد بالذاكرة ذلك اليوم افكر بانني كنت النعجة التي تقاد الى المذبح للتضحية.
كانت قاعة الاحتفالات مملوءة بالاساتذة والتلاميذ وبالهيئة الادارية، والجميع كان ينتظر بعصبية، وكانت مجموعة من الفتيات تقف عند مدخل القاعة لاستقبال القائد، وكنا نلقي عليهن النظرات المتواطئة التي تقول كم انتن محظوظات، أو سنتذكر هذا اليوم طيلة حياتنا، وكنت امسك بباقة الورود وارتجف مثل الورقة.
كانت ساقاي كأنهما من القطن ووجه الي احد الاساتذة نظرات قاسية، وقال لي «قفي جيداً يا ثريا»، وفجأة وصل وسط حشد من الحارسات واصوات فلاشات عدسات التصوير، كان يرتدي ثوباً أبيض والصدر مغطى بالنياشين وبالعلم، وعلى كتفيه شال «بيج» بلون الطاقية التي على رأسه، وحيث يظهر من تحتها الشعر الأسود.
عندما يبتسم القائد
مرت اللحظات بسرعة البرق ، قدمت له باقة الورود وأخذت بيده بيدي وقبلتها ثم انحنيت، وشعرت إنه يضغط على يدي بطريقة غريبة. وراح ينظر إلي من أعلى إلى اسفل، وضغط على كتفي، ووضع يده على رأسي وراح يداعب شعري، وكان ذلك نهاية حياتي، لان هذه الحركات، وكما علمت لاحقا، كانت تعني لحرّاسه انني اريد هذه الفتاة بعد انتهاء الزيارة. في تلك اللحظة كنت اطير من الفرح، راكضة الى صالون والدتي لاروي لها الحدث. وقلت لها «بابا معمر ابتسم لي.. اقسم لك يا ماما انه داعب شعري». وكنت فرحة واريد ان يعرف الجميع ما حصل لي. وقالت والدتي، وهي تصفف شعر احدى الزبونات، يجب الا تبالغي.
وقلت لها ولكن انه زعيم ليبيا والمسألة ليست بسيطة!
فقالت لي آه نعم، لقد اغرق البلاد وشعبه في القرون الوسطى وتتحدثين عن قائد.
اشمأززت من حديث والدتي وعدت الى المنزل لانتشي بفرحي. والدي كان في طرابلس، اخوتي لم يبالوا كثيرا، باستثناء عزيز الذي لم يكن يصدق ما كنت اقوله له.
وفي اليوم التالي عندما عدت الى المدرسة لاحظت ان الاساتذة قد غيروا طريقتهم بالتعامل معي، فقد كانوا عادة يزدرونني فإذا بهم يتعاطون معي بحنو. وذهلت عندما نادى الاول يا صوريا الصغيرة، وقال لي الآخر قررت استئناف الدراسة؟ وعندها قلت في نفسي ان الامر غير طبيعي. ولكنني لم اقلق لان ذلك حصل غداة عيد قدوم القائد.
وعند انتهاء الدوام عند الساعة الواحدة بعد الظهر عدت الى الصالون لاساعد والدتي. عند الساعة الثالثة بعد الظهر دخلت ثلاث من نساء القذافي الى الصالون، وكانت فايزة في المقدمة بلباسها العسكري والمسدس على وسطها وتتبعها سلمى ومبروكة باللباس التقليدي الليبي، وسألن: أين والدة صوريا؟
وسرن باتجاه والدتي، والصالون ممتلئ بالزبائن، وقلن لها اننا من اللجان الثورية وكن مع معمر صباح امس عندما زار المدرسة، وكانت ثريا رائعة في اللباس التقليدي، وتصرفت بلباقة، ونحب ان تهدي باقة ورد جديدة لبابا معمر، ويجب ان تأتي معنا حالاً.
ــــ الوقت ليس مناسباً، كما ترين ان الصالون مزدحم بالزبونات وانا بحاجة إلى ابنتي.
ــــ المسألة لا تأخذ أكثر من ساعة.
ــــ ويمكنها ان تمكيج نساء من اوساط القائد.
ــــ والحالة هذه الامر يختلف، انا سآتي معكن.
ــــ لا على ثريا ان تقدم باقة الورد.
كنت اتابع الحوار بذهول وفرح، والدتي كانت حقا منهمكة بالزبونات في ذلك اليوم، وكنت منزعجة قليلاً، لانها كانت تتردد، فعندما يتعلق الامر بالقائد لا يمكن ان يرفض الطلب.
وانتهى الامر بوالدتي ان وافقت، ولم يكن لديها خيار آخر، ولحقت بالنساء الثلاث الى السيارة الرباعية الدفع التي كانت متوقفة امام الصالون، وقد ادار السائق المحرك قبل ان نستقر بالسيارة. مبروكة جلست الى الامام وانا بين سلمى وفايزة. وقد لحقت بنا سيارتان من الحرس. وبمقدوري ان اقول وداعاً لطفولتي.
حضّروها!
سارت بنا السيارة مسافة طويلة. ولم اتمكن من تحديد الوقت، الذي بدا لي وكأنه يتطاول الى ما لا نهاية، لقد تركنا مدينة سرت وسرنا في الصحراء. كنت انظر امامي من دون التجرؤ على طرح الاسئلة. واخيرا وصلنا الى صداده، الى نوع من المخيم. كانت هناك سيارة رباعية الدفع وخيم كثيرة ومقطورة فاخرة للغاية. توجهت مبروكة باتجاهها وطلبت مني اللحاق بها. وظننت انني شاهدت في سيارة كانت تعود ادراجها الى سرت احدى الفتيات اللاتي استقبلن القائد في المدرسة في اليوم السابق. وكان يفترض ان تطمئنني هذه المسألة. ولكنني احسست بقلق لا يوصف عندما صعدت الى المقطورة. وكأن كل اعماقي ترفض هذا الوضع. وكأنني شعرت تلقائيا وبغريزتي ان شيئاً سلبياً للغاية يخطط له.
كان معمر القذافي داخل المقطورة جالساً على مقعد تدليك احمر كالامبراطور بيده مفتاح التشغيل وريموت كونترول، تقدمت منه لأقبل يده التي مدها لي برخاوة وكان يشيح عني بنظره «اين فايزة وسلمى؟» سأل مبروكة بصوت منزعج. «انهما على وصول». كنت مصدومة لانه لم يلتفت الي بنظرة وكأنني غير موجودة. مرت دقائق عدة من دون ان يلتفت الي وكنت لا ادري اني اخبئ وجهي، وانتهى به الامر ووقف وسألني «من أين جاءت اسرتك؟».
ــــ من الزنتان.
ــــ لم تتحرك على وجهة أي عضلة. «حضروها» قال قبل ان يترك الغرفة.
اشارت الي مبروكة إلى ان اجلس على مقعد في زاوية صالون المقطورة. ووصلت المرأتان وكأنهما في منزليهما. ابتسمت لي فايزة واقتربت مني وامسكتني من ذقني وقالت لي «لا تخافي يا صوريا يا صغيرتي». وغادرت وهي تقهقه بأعلى صوتها. وكانت مبروكة تتحدث عبر الهاتف وتعطي تعليمات وتفاصيل مفيدة لوصول شخص ما. وعلى الارجح فتاة مثلي.
اقفلت الخط والتفتت الي قائلة «تعالي لنأخذ مقاساتك لنعطيك الملابس. ما هو مقاس صدريتك؟». كنت في غاية الصدمة وقلت لها «لا اعرف لان امي هي التي تشتري لي ملابسي».
ظهر الانزعاج على وجهها ونادت على فتيحة، وهي امرأة اخرى صوتها وجسمها اشبه بالرجال ولكن صدرها الكبير وحده يشير الى انها امرأة. نظرت فتيحة الي وصافحت يدي وغمزتني قائلة «اذاً انت الجديدة؟». واضافت «من أين جاءت هذه؟». وأحاطت المازورة حول خصري وصدري، وبعد ان انتهت من أخذ المقاسات خرجت مع مبروكة من المقطورة. بقيت بمفردي بداخلها لا اجرؤ لا على الحركة ولا على النداء.
وحل المساء وانا لا أفهم شيئا. ماذا ستقول والدتي؟ هل اخبروها انني سأتأخر؟ ماذا سيحصل لي؟ وكيف سأعود إلى المنزل؟
وبعد مضي وقت طويل عادت مبروكة الى المقطورة. وكنت مسرورة برؤيتها. اخذتني من ذراعي، من دون التحدث الي، الى نوع من المختبر، حيث كانت توجد ممرضة شقراء، وسحبت مني كمية من الدم لاجراء فحوصات مخبرية.
وقادتني فتيحة الى حمام وقالت لي انزعي ملابسك كم انك مشعرانية، يجب ان ننزع كل هذا الشعر ووضعت الكسحة السكر على رجلي وذراعي ثم استخدمت شفرة الحلاقة وقالت لا يجب ابقاء الشعر عند جنس المرأة، كنت مذهولة ومنزعجة. وظننت ان هذه الاجراءات الوقائية الصحية تتعلق بكل من يقترب من القائد.
وبعد الحمام قالت لي مبروكة وسلمى سنعطيك الملابس المناسبة، ويجب ان تتبرجي لرؤية البابا معمر.
ــــ كل هذا لالقاء التحية على البابا معمر؟!
أريد ان اعود الى منزل اهلي.
ــــ «في ما بعد! ولكن يجب عليك قبل ذلك إلقاء التحية على معلمك».
ــــ اعطتني مبروكة سترينغ وانا لم ار شيئا مثل هذا في حياتي. ثم فستانا ابيض حريرا يلبس جسمي، يكشف عن صدري وعن ظهري.
وبعد ان عطرتني وقادتني في ممر الى ان توقفت امام غرفة. فتحت الباب ودفعتني امامها كان القذافي مستلقياً على السرير، وعارياً كلياً، يا للرعب، لقد خبأت وجهي بيدي وتراجعت إلى الوراء مصدومة، لقد ظننت أن خطأ رهيباً حصل، وهذا ليس وقت ارتكابه، يا إلهي استدرت لكي أخرج من الغرفة، وكانت مبروكة تقف ورائي عند عتبة الباب، وتقاسيم وجهها قاسية، فهمست لها بأنه عار كلياً وكنت أظن أنها لم تنتبه إلى ذلك، فدفشتني قائلة: ادخلي، أخذتني من ذراعي وأجبرتني على الجلوس على السرير إلى جانبه، لم أتجرأ على النظر إليه، فقال لي استديري يا عاهرة.
لم أكن أعلم معنى هذه الكلمة، وقلت لنفسي إنها رهيبة مبتذلة تعني امرأة ساقطة، لم أتحرك حاول جذبي إليه، فقاومت شدني من ذراعي ومن كتفي فتمسمر جسمي.
فشدني إليه من شعري، وقال لي: لا تخافي أنا باباك، أليس هكذا تنادينني؟ ولكني، أيضاً، شقيقك، وأيضاً، عشيقك وصبيك، أريد أن أكون كل ذلك، لأنك، من الآن وصاعداً، ستعيشين معي دائماً.
اقترب وجهه من وجهي وشعرت بأنفاسه، بدأ بتقبيلي في رقبتي وعلى خدي وبقيت مثل المخشبة، أراد ضمي فابتعدت، اقترب مني فأدرت رأسي وبدأت بالبكاء أراد أن يحضن رأسي بين يديه فنهضت فأمسك بذراعي دفعته عني، فغضب وحاول أن يطرحني على السرير بقوة فقاومته، وتعاركنا راح يصرخ، فظهرت مبروكة «أنظري إلى هذه القحبة»، قال وهو يصرخ بأعلى صوته، «إنها ترفض ما أطلبه، علميها فهميها وأعيديها إليّ».
توجه إلى حمام إلى جانب غرفة النوم، فاخرجتني باتجاه المختبر ونهرتني قائلة: كيف تجرأت على التصرف هكذا مع سيدك، إن دورك يقوم على الانصياع له!
- أريد أن أعود الى المنزل.
- لن تتحركي من هنا فمكانك هنا.
- أعطني أمتعتي أريد أن أعود لرؤية أمي.
كادت صفعتها ترميني أرضاً، حيث ترنحت من شدتها، أطيعي الأوامر وإلا بابا معمر سيدفعك الثمن غالياً جداً، لقد أدعيت أنك فتاة صغيرة أيتها المنافقة، بينما أنت تعرفين جيداً ما الذي ينتظرك، من الآن وصاعداً، ستصغين إلى ما نقوله لك أنا ومعمر، ستنفذين الأوامر من دون نقاش، واختفت لتتركني بمفردي في هذا الفستان الساقط وشعري على وجهي، فبكيت لساعات طويلة، وأنا متقوقعة على نفسي في الصالون.
وأنا لا أفهم شيئاً، ذهني محير، ماذا أفعل هنا؟ ماذا يريدون مني؟ أمي ماتت من شدة القلق ويمكن أنها اتصلت بوالدي الذي عاد إلى سرت وأخذ عليها كيف أنها تركتني أرحل، وهو الذي لم يكن يوافق على أن أغادر المنزل، كيف بمقدوري أن أخبرهم بما حصل مع بابا معمر، والدي سيجن، وكنت لا أزال أجهش بالبكاء، عندما جاءت الممرضة الشقراء ولن أنسى في حياتي أنها جلست إلى جانبي ومررت يدها على وجهي بحنان، وقالت لي: ما الذي حصل؟ أخبريني. كانت تتحدث بلهجة أجنبية، وعلمت فيما بعد أنها أوكرانية تعمل في خدمة القائد واسمها غالينا. لم أتمكن من أقول لها أي كلمة.
غلبني النعاس، أيقظتني مبروكة صباح اليوم التالي عند الساعة التاسعة، أعطتني ملابس رياضية فأملت أنني سأعود إلى منزل أهلي، وسألتها هل سأغادر إلى المنزل الآن؟ قلت لك لا! هل أنت صماء؟ لقد شرحنا لك إن حياتك باتت نهائياً هنا، وحياتك السابقة قد انتهت وقلنا ذلك لأهلك، وقد تفهموا الوضع بشكل جيد.
- لقد اتصلت بأهلي!
اقتربت مني سلمى: أريد أن أقول لك المسائل بوضوح: معمر يريد مضاجعتك، يريد أن يفض بكارتك، أن يأخذك، من الآن فصاعداً أنت ملكه، ولن تتركيه من الآن فصاعداً. توقفي عن نزوتك فالمقاومة لا تجدي نفعاً معنا.
جاءت فتيحة وقالت لي لا تقاومي فهكذا تكون الامور ابسط. اذا وافقت فإن الامور ستكون جيدة بالنسبة لك. ويجب عليك ان تطيعيه.
بكيت وبقيت منبطحة وقلت لنفسي اذاً انا سجينة ما هو ذنبي؟
انتهى الأمر
عند الساعة الواحدة بعد الظهر. جاءت فتيحة وألبستني فستان حرير ازرق، قصير للغاية، واخذتني مبروكة من يدي وجرتني بقوة باتجاه غرفة القذافي وقالت لي هذه المرة ستحققين رغبات معلمك وإلا فانني سأقتلك، فتحت الباب ودفعتني الى داخل الغرفة. كان القائد جالساً على طرف السرير يرتدي ملابس رياضية ويدخن سيجارة. راح ينفخ دخانها باتجاهي. وقال لي «انك قحبة. امك تونسية اذاً انك سافلة. كان يأخذ وقته وينظر الي من أعلى إلى أسفل ومن اسفل الى اعلى. وقال لي اجلسي الى جانبي. سأنفذ كل طلباتك. سأهديك المجوهرات والفيلا الفاخرة، سأعلمك قيادة السيارة. وسأشتري لك سيارة، وبمقدورك ان تسافري الى الخارج لمواصلة دراستك اذا رغبت بذلك. سأصطحبك معي إلى اي مكان تريدينه. ان رغباتك هي اوامر بالنسبة لي.
ــــ اريد ان اعود الى امي.
وقف، اطفأ سيجارته وصرخ في وجهي: اسمعيني جيدا انتهى الأمر. انتهى. انتهت مسألة العودة الى المنزل. فمن الآن وصاعدا انت معي. وعليك ان تنسي كل شيء.
لم يكن بمقدوري ان اصدق ما قاله لي. كان ذلك خارج نطاق الفهم او قدرتي على فهمه. شدني الى السرير وعض ذراعي. واوجعني. وحاول تعريتي وانا كنت اشعر انني عارية في الفستان الازرق. كان الامر رهيبا. ولم يكن بمقدوري ان اتركه هكذا. تمسكت بالفستان فراح يصرخ: انزعيه ايتها الساقطة القذرة. طرحني على السرير فقاومته. فوقف والشرر يتطاير من عينيه ودخل الى الحمام، فكانت مبروكة في اللحظة التالية في الغرفة، وعلمت فيما بعد ان جرسا كان موجودا بالقرب من السرير يضغط عليه.
هذه اول مرة تقاومني فتاة بهذا الشكل. ان هذا بسببك لقد طلبت منك ان تعلميها، وعليك ان تفعلي ذلك وإلا فانت ستدفعين الثمن.
سيدي دعك من هذه الفتاة العنيدة، مثل البغلة لزمها لامها واحضر لك غيرها.
-حضري هذه فانا اريدها هي.
كيف بمقدوري ان انام؟ استعدت المشهد في غرفة القذافي ولم اعثر على اي مبرر لما عشته. ماذا قالوا لأهلي؟ أكيد اخفوا عنهم الحقيقة. ولكن ماذا قالوا؟ والدي كان يرفض ان ازور ابنة الجيران وكان يجب علي ان اعود الى المنزل قبل غروب الشمس، ماذا سيقول؟ ماذا يتخيل؟ هل سيصدقونني ذات يوم؟ ماذا قالوا للاساتذة في المدرسة عن غيابي لتبريره؟ لم اغمض عيني طيلة الليل، وعند الفجر وعندما بدأت بالانهيار وصلت مبروكة، قفي وارتدي هذا الزي العسكري سنغادر الى سرت.
ــــ سنعود الى منزل والدتي؟
ــــ لا سنذهب إلى مكان آخر.
إلى المسلخ
انطلقت المقطورة.. وبعد حوالي ساعة من السير طلب منا ان ننزل منها، وتم توزيعنا على عدة سيارات، عندها ادركت ان الموكب كبير جدا.
كانت هناك فتيات جنديات كثيرات للغاية، كنت أصغرهن سنا، وكان هذا يدفع بالعديد منهن لمراقبتي. كان عمري يومها 15 سنة. ولكن فيما بعد التقيت بفتيات لم تتجاوز أعمارهن الـ 12 سنة. في سرت غاص الموكب في ثكنت كتيبة السعدي. تقاسمت غرفتي مع فريدة، إحدى حارسات القذافي وعمرها 23 سنة، وضعت سلمى على سريري حقيبة، وقالت لي هيا الى الحمام وصفقت بيدها بسرعة: استحمي وارتدي قميص النوم الازرق.
النقاش انتهى. وقفت أنظر إليها، وهي توضب أمتعتها بدقة. وأنا غير قادرة على ارتداء الملابس، وكانت الحقيبة مليئة بالسرينغ وقمصان النوم القصيرة. عادت سلمى وصرخت بي، لقد قلت لك أن تحضري نفسك. وبقيت واقفة حتى غيرت ملابسي وارتديت قميص النوم الازرق. جعلتني انتظر بالممر، ووصلت مبروكة وعلامات الغضب على وجهها، فدفعت بي الى إحدى الغرف واقفلت الباب خلفي.
كان عاريا ايضا، مستلقيا على سرير كبير في غرفة من دون نوافذ.
«تعالي يا قحبتي» قال لي، وفتح ذراعيه. «تعالي ولا تخافي»، دُفعت الى المسلخ وأنا أفكر بالهرب، ولكنني كنت أعرف أن مبروكة تقف خلف الباب، بقيت جامدة في مكاني، نهض فجأة وشدني اليه بقوة فاجأتني، رماني على السرير قبل ان يلقي بثقله عليّ، حاولت ان أدفعه، لكنني لم أتمكن من ذلك، عضني في رقبتي، في خداي، في صدري، حاولت ان أقاوم وأنا أصرخ، «لا تتحركي أيتها العاهرة القذرة»، ضربني على صدري بقوة، وبعد ان تمكن من السيطرة عليّ اغتصبني بعنف.
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
صوريا، التي ولدت في المغرب، كانت أيقونة أبوها، كانت لديها أحلام هائلة، تحطمت جميعاً، بعدما انتقلت إلى سرت، وأصبحت هدفاً للقذافي، ثم غنيمة له وجارية!
وفي كتاب «الفرائس في حرم القذافي»، الذي تنشره القبس، تروي قصتها.
في صباح يوم من أيام ابريل 2004 وكان عمري 15 سنة، قال مدير الثانوية لكل التلاميذ في الملعب «ان القائد سيمنحنا الشرف الكبير بزيارة المدرسة غداً، وهذه فرحة كبيرة وأنا اعتمد عليكم لكي تصلوا على الوقت وبانتظام، وان تكون ثيابكم المدرسية رائعة لانه يجب عليكم ان تعطوه الصورة الرائعة عن المدرسة كما يحبها وكما يستحقها».
يا له من خبر! يا لها من مفاجأة سارة، ليس بمقدوركم ان تعرفوا أي وقع لمشاهدة القذافي، صورته كان ترافقني كل حياتي، منذ ولادتي صورة كانت في كل مكان على جدار المدن، في الدوائر الحكومية في قاعات البلديات وغرف التجارة على دفاتر المدارس والأوراق النقدية، كنا نعيش دائماً تحت نظراته، وفي عبادته، وعلى الرغم من ملاحظات والدتي كنت أكن له عبادة تخوف، لم أحاول ان أتخيل حياته لانني كنت أضعه فوق البشر في نوع من جبل الأولمب حيث يحكم بنقاوة.
في اليوم التالي، ركضت الى المدرسة بلباس المدرسة وعلى رأسي شريطة بيضاء وكنت أنتظر بفارغ الصبر كي يشرحوا لنا كيف سيتم النهار.
وما كادت الحصة الأولى تبدأ حتى جاء استاذ الى الصف وقال لي انه تم اختياري لكي اسلم القائد الزهور والهدايا، أنا ابنة الصالون التي يرفض التلاميذ مخالطتها، يا لها من صدمة، لقد فتحت عيني كبيرتين ووقفت والفرح يشع منهما ولسان حالي يقول ان كل فتيات الصف يغرن مني، تم اقتيادي الى قاعة كبيرة حيث كان يحتشد عدد كبير من التلاميذ الذين تم اختيارهم، وطلب منا ان نرتدي الملابس التقليدية الليبية، وغيرنا ملابسنا وساعدنا الاساتذة على وضع الاغطية التقليدية على رؤوسنا.
ورحت أطرح الأسئلة على الاساتذة، وأتوسلهم ان يشرحوا لي كيف يجب ان أتصرف، هل انحني أمامه؟ هل أقبل يده؟ هل يجب ان أردد شيئاً ما أمامه؟ كان قلبي يخفق بقوة فيما كان الجميع منهمكا بجعلنا رائعين.
وعندما استعيد بالذاكرة ذلك اليوم افكر بانني كنت النعجة التي تقاد الى المذبح للتضحية.
كانت قاعة الاحتفالات مملوءة بالاساتذة والتلاميذ وبالهيئة الادارية، والجميع كان ينتظر بعصبية، وكانت مجموعة من الفتيات تقف عند مدخل القاعة لاستقبال القائد، وكنا نلقي عليهن النظرات المتواطئة التي تقول كم انتن محظوظات، أو سنتذكر هذا اليوم طيلة حياتنا، وكنت امسك بباقة الورود وارتجف مثل الورقة.
كانت ساقاي كأنهما من القطن ووجه الي احد الاساتذة نظرات قاسية، وقال لي «قفي جيداً يا ثريا»، وفجأة وصل وسط حشد من الحارسات واصوات فلاشات عدسات التصوير، كان يرتدي ثوباً أبيض والصدر مغطى بالنياشين وبالعلم، وعلى كتفيه شال «بيج» بلون الطاقية التي على رأسه، وحيث يظهر من تحتها الشعر الأسود.
عندما يبتسم القائد
مرت اللحظات بسرعة البرق ، قدمت له باقة الورود وأخذت بيده بيدي وقبلتها ثم انحنيت، وشعرت إنه يضغط على يدي بطريقة غريبة. وراح ينظر إلي من أعلى إلى اسفل، وضغط على كتفي، ووضع يده على رأسي وراح يداعب شعري، وكان ذلك نهاية حياتي، لان هذه الحركات، وكما علمت لاحقا، كانت تعني لحرّاسه انني اريد هذه الفتاة بعد انتهاء الزيارة. في تلك اللحظة كنت اطير من الفرح، راكضة الى صالون والدتي لاروي لها الحدث. وقلت لها «بابا معمر ابتسم لي.. اقسم لك يا ماما انه داعب شعري». وكنت فرحة واريد ان يعرف الجميع ما حصل لي. وقالت والدتي، وهي تصفف شعر احدى الزبونات، يجب الا تبالغي.
وقلت لها ولكن انه زعيم ليبيا والمسألة ليست بسيطة!
فقالت لي آه نعم، لقد اغرق البلاد وشعبه في القرون الوسطى وتتحدثين عن قائد.
اشمأززت من حديث والدتي وعدت الى المنزل لانتشي بفرحي. والدي كان في طرابلس، اخوتي لم يبالوا كثيرا، باستثناء عزيز الذي لم يكن يصدق ما كنت اقوله له.
وفي اليوم التالي عندما عدت الى المدرسة لاحظت ان الاساتذة قد غيروا طريقتهم بالتعامل معي، فقد كانوا عادة يزدرونني فإذا بهم يتعاطون معي بحنو. وذهلت عندما نادى الاول يا صوريا الصغيرة، وقال لي الآخر قررت استئناف الدراسة؟ وعندها قلت في نفسي ان الامر غير طبيعي. ولكنني لم اقلق لان ذلك حصل غداة عيد قدوم القائد.
وعند انتهاء الدوام عند الساعة الواحدة بعد الظهر عدت الى الصالون لاساعد والدتي. عند الساعة الثالثة بعد الظهر دخلت ثلاث من نساء القذافي الى الصالون، وكانت فايزة في المقدمة بلباسها العسكري والمسدس على وسطها وتتبعها سلمى ومبروكة باللباس التقليدي الليبي، وسألن: أين والدة صوريا؟
وسرن باتجاه والدتي، والصالون ممتلئ بالزبائن، وقلن لها اننا من اللجان الثورية وكن مع معمر صباح امس عندما زار المدرسة، وكانت ثريا رائعة في اللباس التقليدي، وتصرفت بلباقة، ونحب ان تهدي باقة ورد جديدة لبابا معمر، ويجب ان تأتي معنا حالاً.
ــــ الوقت ليس مناسباً، كما ترين ان الصالون مزدحم بالزبونات وانا بحاجة إلى ابنتي.
ــــ المسألة لا تأخذ أكثر من ساعة.
ــــ ويمكنها ان تمكيج نساء من اوساط القائد.
ــــ والحالة هذه الامر يختلف، انا سآتي معكن.
ــــ لا على ثريا ان تقدم باقة الورد.
كنت اتابع الحوار بذهول وفرح، والدتي كانت حقا منهمكة بالزبونات في ذلك اليوم، وكنت منزعجة قليلاً، لانها كانت تتردد، فعندما يتعلق الامر بالقائد لا يمكن ان يرفض الطلب.
وانتهى الامر بوالدتي ان وافقت، ولم يكن لديها خيار آخر، ولحقت بالنساء الثلاث الى السيارة الرباعية الدفع التي كانت متوقفة امام الصالون، وقد ادار السائق المحرك قبل ان نستقر بالسيارة. مبروكة جلست الى الامام وانا بين سلمى وفايزة. وقد لحقت بنا سيارتان من الحرس. وبمقدوري ان اقول وداعاً لطفولتي.
حضّروها!
سارت بنا السيارة مسافة طويلة. ولم اتمكن من تحديد الوقت، الذي بدا لي وكأنه يتطاول الى ما لا نهاية، لقد تركنا مدينة سرت وسرنا في الصحراء. كنت انظر امامي من دون التجرؤ على طرح الاسئلة. واخيرا وصلنا الى صداده، الى نوع من المخيم. كانت هناك سيارة رباعية الدفع وخيم كثيرة ومقطورة فاخرة للغاية. توجهت مبروكة باتجاهها وطلبت مني اللحاق بها. وظننت انني شاهدت في سيارة كانت تعود ادراجها الى سرت احدى الفتيات اللاتي استقبلن القائد في المدرسة في اليوم السابق. وكان يفترض ان تطمئنني هذه المسألة. ولكنني احسست بقلق لا يوصف عندما صعدت الى المقطورة. وكأن كل اعماقي ترفض هذا الوضع. وكأنني شعرت تلقائيا وبغريزتي ان شيئاً سلبياً للغاية يخطط له.
كان معمر القذافي داخل المقطورة جالساً على مقعد تدليك احمر كالامبراطور بيده مفتاح التشغيل وريموت كونترول، تقدمت منه لأقبل يده التي مدها لي برخاوة وكان يشيح عني بنظره «اين فايزة وسلمى؟» سأل مبروكة بصوت منزعج. «انهما على وصول». كنت مصدومة لانه لم يلتفت الي بنظرة وكأنني غير موجودة. مرت دقائق عدة من دون ان يلتفت الي وكنت لا ادري اني اخبئ وجهي، وانتهى به الامر ووقف وسألني «من أين جاءت اسرتك؟».
ــــ من الزنتان.
ــــ لم تتحرك على وجهة أي عضلة. «حضروها» قال قبل ان يترك الغرفة.
اشارت الي مبروكة إلى ان اجلس على مقعد في زاوية صالون المقطورة. ووصلت المرأتان وكأنهما في منزليهما. ابتسمت لي فايزة واقتربت مني وامسكتني من ذقني وقالت لي «لا تخافي يا صوريا يا صغيرتي». وغادرت وهي تقهقه بأعلى صوتها. وكانت مبروكة تتحدث عبر الهاتف وتعطي تعليمات وتفاصيل مفيدة لوصول شخص ما. وعلى الارجح فتاة مثلي.
اقفلت الخط والتفتت الي قائلة «تعالي لنأخذ مقاساتك لنعطيك الملابس. ما هو مقاس صدريتك؟». كنت في غاية الصدمة وقلت لها «لا اعرف لان امي هي التي تشتري لي ملابسي».
ظهر الانزعاج على وجهها ونادت على فتيحة، وهي امرأة اخرى صوتها وجسمها اشبه بالرجال ولكن صدرها الكبير وحده يشير الى انها امرأة. نظرت فتيحة الي وصافحت يدي وغمزتني قائلة «اذاً انت الجديدة؟». واضافت «من أين جاءت هذه؟». وأحاطت المازورة حول خصري وصدري، وبعد ان انتهت من أخذ المقاسات خرجت مع مبروكة من المقطورة. بقيت بمفردي بداخلها لا اجرؤ لا على الحركة ولا على النداء.
وحل المساء وانا لا أفهم شيئا. ماذا ستقول والدتي؟ هل اخبروها انني سأتأخر؟ ماذا سيحصل لي؟ وكيف سأعود إلى المنزل؟
وبعد مضي وقت طويل عادت مبروكة الى المقطورة. وكنت مسرورة برؤيتها. اخذتني من ذراعي، من دون التحدث الي، الى نوع من المختبر، حيث كانت توجد ممرضة شقراء، وسحبت مني كمية من الدم لاجراء فحوصات مخبرية.
وقادتني فتيحة الى حمام وقالت لي انزعي ملابسك كم انك مشعرانية، يجب ان ننزع كل هذا الشعر ووضعت الكسحة السكر على رجلي وذراعي ثم استخدمت شفرة الحلاقة وقالت لا يجب ابقاء الشعر عند جنس المرأة، كنت مذهولة ومنزعجة. وظننت ان هذه الاجراءات الوقائية الصحية تتعلق بكل من يقترب من القائد.
وبعد الحمام قالت لي مبروكة وسلمى سنعطيك الملابس المناسبة، ويجب ان تتبرجي لرؤية البابا معمر.
ــــ كل هذا لالقاء التحية على البابا معمر؟!
أريد ان اعود الى منزل اهلي.
ــــ «في ما بعد! ولكن يجب عليك قبل ذلك إلقاء التحية على معلمك».
ــــ اعطتني مبروكة سترينغ وانا لم ار شيئا مثل هذا في حياتي. ثم فستانا ابيض حريرا يلبس جسمي، يكشف عن صدري وعن ظهري.
وبعد ان عطرتني وقادتني في ممر الى ان توقفت امام غرفة. فتحت الباب ودفعتني امامها كان القذافي مستلقياً على السرير، وعارياً كلياً، يا للرعب، لقد خبأت وجهي بيدي وتراجعت إلى الوراء مصدومة، لقد ظننت أن خطأ رهيباً حصل، وهذا ليس وقت ارتكابه، يا إلهي استدرت لكي أخرج من الغرفة، وكانت مبروكة تقف ورائي عند عتبة الباب، وتقاسيم وجهها قاسية، فهمست لها بأنه عار كلياً وكنت أظن أنها لم تنتبه إلى ذلك، فدفشتني قائلة: ادخلي، أخذتني من ذراعي وأجبرتني على الجلوس على السرير إلى جانبه، لم أتجرأ على النظر إليه، فقال لي استديري يا عاهرة.
لم أكن أعلم معنى هذه الكلمة، وقلت لنفسي إنها رهيبة مبتذلة تعني امرأة ساقطة، لم أتحرك حاول جذبي إليه، فقاومت شدني من ذراعي ومن كتفي فتمسمر جسمي.
فشدني إليه من شعري، وقال لي: لا تخافي أنا باباك، أليس هكذا تنادينني؟ ولكني، أيضاً، شقيقك، وأيضاً، عشيقك وصبيك، أريد أن أكون كل ذلك، لأنك، من الآن وصاعداً، ستعيشين معي دائماً.
اقترب وجهه من وجهي وشعرت بأنفاسه، بدأ بتقبيلي في رقبتي وعلى خدي وبقيت مثل المخشبة، أراد ضمي فابتعدت، اقترب مني فأدرت رأسي وبدأت بالبكاء أراد أن يحضن رأسي بين يديه فنهضت فأمسك بذراعي دفعته عني، فغضب وحاول أن يطرحني على السرير بقوة فقاومته، وتعاركنا راح يصرخ، فظهرت مبروكة «أنظري إلى هذه القحبة»، قال وهو يصرخ بأعلى صوته، «إنها ترفض ما أطلبه، علميها فهميها وأعيديها إليّ».
توجه إلى حمام إلى جانب غرفة النوم، فاخرجتني باتجاه المختبر ونهرتني قائلة: كيف تجرأت على التصرف هكذا مع سيدك، إن دورك يقوم على الانصياع له!
- أريد أن أعود الى المنزل.
- لن تتحركي من هنا فمكانك هنا.
- أعطني أمتعتي أريد أن أعود لرؤية أمي.
كادت صفعتها ترميني أرضاً، حيث ترنحت من شدتها، أطيعي الأوامر وإلا بابا معمر سيدفعك الثمن غالياً جداً، لقد أدعيت أنك فتاة صغيرة أيتها المنافقة، بينما أنت تعرفين جيداً ما الذي ينتظرك، من الآن وصاعداً، ستصغين إلى ما نقوله لك أنا ومعمر، ستنفذين الأوامر من دون نقاش، واختفت لتتركني بمفردي في هذا الفستان الساقط وشعري على وجهي، فبكيت لساعات طويلة، وأنا متقوقعة على نفسي في الصالون.
وأنا لا أفهم شيئاً، ذهني محير، ماذا أفعل هنا؟ ماذا يريدون مني؟ أمي ماتت من شدة القلق ويمكن أنها اتصلت بوالدي الذي عاد إلى سرت وأخذ عليها كيف أنها تركتني أرحل، وهو الذي لم يكن يوافق على أن أغادر المنزل، كيف بمقدوري أن أخبرهم بما حصل مع بابا معمر، والدي سيجن، وكنت لا أزال أجهش بالبكاء، عندما جاءت الممرضة الشقراء ولن أنسى في حياتي أنها جلست إلى جانبي ومررت يدها على وجهي بحنان، وقالت لي: ما الذي حصل؟ أخبريني. كانت تتحدث بلهجة أجنبية، وعلمت فيما بعد أنها أوكرانية تعمل في خدمة القائد واسمها غالينا. لم أتمكن من أقول لها أي كلمة.
غلبني النعاس، أيقظتني مبروكة صباح اليوم التالي عند الساعة التاسعة، أعطتني ملابس رياضية فأملت أنني سأعود إلى منزل أهلي، وسألتها هل سأغادر إلى المنزل الآن؟ قلت لك لا! هل أنت صماء؟ لقد شرحنا لك إن حياتك باتت نهائياً هنا، وحياتك السابقة قد انتهت وقلنا ذلك لأهلك، وقد تفهموا الوضع بشكل جيد.
- لقد اتصلت بأهلي!
اقتربت مني سلمى: أريد أن أقول لك المسائل بوضوح: معمر يريد مضاجعتك، يريد أن يفض بكارتك، أن يأخذك، من الآن فصاعداً أنت ملكه، ولن تتركيه من الآن فصاعداً. توقفي عن نزوتك فالمقاومة لا تجدي نفعاً معنا.
جاءت فتيحة وقالت لي لا تقاومي فهكذا تكون الامور ابسط. اذا وافقت فإن الامور ستكون جيدة بالنسبة لك. ويجب عليك ان تطيعيه.
بكيت وبقيت منبطحة وقلت لنفسي اذاً انا سجينة ما هو ذنبي؟
انتهى الأمر
عند الساعة الواحدة بعد الظهر. جاءت فتيحة وألبستني فستان حرير ازرق، قصير للغاية، واخذتني مبروكة من يدي وجرتني بقوة باتجاه غرفة القذافي وقالت لي هذه المرة ستحققين رغبات معلمك وإلا فانني سأقتلك، فتحت الباب ودفعتني الى داخل الغرفة. كان القائد جالساً على طرف السرير يرتدي ملابس رياضية ويدخن سيجارة. راح ينفخ دخانها باتجاهي. وقال لي «انك قحبة. امك تونسية اذاً انك سافلة. كان يأخذ وقته وينظر الي من أعلى إلى أسفل ومن اسفل الى اعلى. وقال لي اجلسي الى جانبي. سأنفذ كل طلباتك. سأهديك المجوهرات والفيلا الفاخرة، سأعلمك قيادة السيارة. وسأشتري لك سيارة، وبمقدورك ان تسافري الى الخارج لمواصلة دراستك اذا رغبت بذلك. سأصطحبك معي إلى اي مكان تريدينه. ان رغباتك هي اوامر بالنسبة لي.
ــــ اريد ان اعود الى امي.
وقف، اطفأ سيجارته وصرخ في وجهي: اسمعيني جيدا انتهى الأمر. انتهى. انتهت مسألة العودة الى المنزل. فمن الآن وصاعدا انت معي. وعليك ان تنسي كل شيء.
لم يكن بمقدوري ان اصدق ما قاله لي. كان ذلك خارج نطاق الفهم او قدرتي على فهمه. شدني الى السرير وعض ذراعي. واوجعني. وحاول تعريتي وانا كنت اشعر انني عارية في الفستان الازرق. كان الامر رهيبا. ولم يكن بمقدوري ان اتركه هكذا. تمسكت بالفستان فراح يصرخ: انزعيه ايتها الساقطة القذرة. طرحني على السرير فقاومته. فوقف والشرر يتطاير من عينيه ودخل الى الحمام، فكانت مبروكة في اللحظة التالية في الغرفة، وعلمت فيما بعد ان جرسا كان موجودا بالقرب من السرير يضغط عليه.
هذه اول مرة تقاومني فتاة بهذا الشكل. ان هذا بسببك لقد طلبت منك ان تعلميها، وعليك ان تفعلي ذلك وإلا فانت ستدفعين الثمن.
سيدي دعك من هذه الفتاة العنيدة، مثل البغلة لزمها لامها واحضر لك غيرها.
-حضري هذه فانا اريدها هي.
كيف بمقدوري ان انام؟ استعدت المشهد في غرفة القذافي ولم اعثر على اي مبرر لما عشته. ماذا قالوا لأهلي؟ أكيد اخفوا عنهم الحقيقة. ولكن ماذا قالوا؟ والدي كان يرفض ان ازور ابنة الجيران وكان يجب علي ان اعود الى المنزل قبل غروب الشمس، ماذا سيقول؟ ماذا يتخيل؟ هل سيصدقونني ذات يوم؟ ماذا قالوا للاساتذة في المدرسة عن غيابي لتبريره؟ لم اغمض عيني طيلة الليل، وعند الفجر وعندما بدأت بالانهيار وصلت مبروكة، قفي وارتدي هذا الزي العسكري سنغادر الى سرت.
ــــ سنعود الى منزل والدتي؟
ــــ لا سنذهب إلى مكان آخر.
إلى المسلخ
انطلقت المقطورة.. وبعد حوالي ساعة من السير طلب منا ان ننزل منها، وتم توزيعنا على عدة سيارات، عندها ادركت ان الموكب كبير جدا.
كانت هناك فتيات جنديات كثيرات للغاية، كنت أصغرهن سنا، وكان هذا يدفع بالعديد منهن لمراقبتي. كان عمري يومها 15 سنة. ولكن فيما بعد التقيت بفتيات لم تتجاوز أعمارهن الـ 12 سنة. في سرت غاص الموكب في ثكنت كتيبة السعدي. تقاسمت غرفتي مع فريدة، إحدى حارسات القذافي وعمرها 23 سنة، وضعت سلمى على سريري حقيبة، وقالت لي هيا الى الحمام وصفقت بيدها بسرعة: استحمي وارتدي قميص النوم الازرق.
النقاش انتهى. وقفت أنظر إليها، وهي توضب أمتعتها بدقة. وأنا غير قادرة على ارتداء الملابس، وكانت الحقيبة مليئة بالسرينغ وقمصان النوم القصيرة. عادت سلمى وصرخت بي، لقد قلت لك أن تحضري نفسك. وبقيت واقفة حتى غيرت ملابسي وارتديت قميص النوم الازرق. جعلتني انتظر بالممر، ووصلت مبروكة وعلامات الغضب على وجهها، فدفعت بي الى إحدى الغرف واقفلت الباب خلفي.
كان عاريا ايضا، مستلقيا على سرير كبير في غرفة من دون نوافذ.
«تعالي يا قحبتي» قال لي، وفتح ذراعيه. «تعالي ولا تخافي»، دُفعت الى المسلخ وأنا أفكر بالهرب، ولكنني كنت أعرف أن مبروكة تقف خلف الباب، بقيت جامدة في مكاني، نهض فجأة وشدني اليه بقوة فاجأتني، رماني على السرير قبل ان يلقي بثقله عليّ، حاولت ان أدفعه، لكنني لم أتمكن من ذلك، عضني في رقبتي، في خداي، في صدري، حاولت ان أقاوم وأنا أصرخ، «لا تتحركي أيتها العاهرة القذرة»، ضربني على صدري بقوة، وبعد ان تمكن من السيطرة عليّ اغتصبني بعنف.
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 4
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 4
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 4
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 4
لعنة الله عليه .. لقد حلت به بالارض ونتمنى ان تلحق به للسماء
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
الكلمة الطيبة صدقة
A good word is charity
الكابتن- المشرف العام للمنتدي
-
عدد المشاركات : 14594
العمر : 56
رقم العضوية : 1
قوة التقييم : 423
تاريخ التسجيل : 15/08/2008
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 4
اشكركم اخوتى للمرور الرائع
اضغط هنا للجزء الاول
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس عشر
اضغط هنا للجزء السابع عشر
اضغط هنا للجزء الثامن عشر
اضغط هنا للجزء التاسع عشر
اضغط هنا للجزء 20 والاخير
اضغط هنا للجزء الاول
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس عشر
اضغط هنا للجزء السابع عشر
اضغط هنا للجزء الثامن عشر
اضغط هنا للجزء التاسع عشر
اضغط هنا للجزء 20 والاخير
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 6
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 12
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 5
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 13
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 14
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 12
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 5
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 13
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 14
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR