إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 13
صفحة 1 من اصل 1
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 13
القذافي ترك فريساته فرائس للثأر في مجتمعهن (13)
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
بعد قصة صوريا تبين ان هناك قصصاً عديدة تشبهها وان فتيات كثيرات كن ضحايا للعقيد.
وفي الجزء الثاني من كتاب «الفرائس في حرم القذافي»، الذي تنشره القبس، تروي الكاتبة الحقائق التي استقتها لتؤكد صحة ما سمعته من صوريا وعنها.
حرصت أن أروي قصصاً أخرى غير قصة صوريا، وأن أتعرف إلى المآسي التي عاشتها شابات أخريات غير حياتهن لقاؤهن بالقذافي وقلبها إلى بؤس، حتى أثبت حقيقة ذلك النظام الذي تورط فيه الكثيرون ولفترة طويلة.
الكثيرات من هؤلاء فررن من ليبيا، خوفاً من أن يتعرضن للاعتقال بتهمة التواطؤ مع العقيد، لأنهن كن يسكن في باب العزيزية، وارتدين الزي العسكري، واستفدن، بطريقة أو بأخرى، من الامتيازات الممنوحة لزمرة القذافي.. والأخطر أنهن كن يحملن ما كان يعرف بـ «هوية بنات القذافي».
ظواهر الأمور كلها ضدهن، ولا أظن أن واحدة منهن كانت ستغامر وتقول للثوار إنها لم تختر نمط الحياة ذاك بمفردها. أي رحمة كان يمكنهن انتظارها من الذين يدعوهن بـ (...) القذافي. ولم يكن يتخيل أي مصير سوى السجن، الكثيرات تحاولن اليوم العيش في تونس، مصر، أو بيروت، وتمارسن غالباً المهنة ذاتها التي فرضها عليهن القذافي. وهناك الكثيرات من حالفهن الحظ للانخراط مجدداً في المجتمع الليبي، ولكن هذا كان قبل الثورة على النظام. وبين هؤلاء من تم تزويجهن بالقوة من قبل القذافي، لبعض حراسه، بعد أن سئم منهن. والبعض اخترن أن يخضعن لعمليات جراحية خوفاً من الفضيحة وحتى لا يقعن فريسة الانتحار الاجتماعية أو يتعرضن لعمليات انتقام من رجال العائلة باسم «غسل العار».
القذافي ترك فرائسه فرائس في مجتمعهن خصوصاً، وكل منهن اليوم عرضة لأن تكون ضحية ثأر من أهالي الشهداء ومن أنصار القذافي في آن.
امرأة واحدة فقط تحدثت علناً في ربيع عام 2011 وسط المعارك، وهي من حارسات القذافي السابقات، عمرها 52 عاماً. ظهرت على شاشة التلفزة في بنغازي وكانت ترتدي نظارات شمسية كبيرة وتتدثر بعلم الثورة. تحدثت عن المصائب التي حلت بالعديد من النساء مثلها في السبعينات من القرن الماضي، عندما التحقن بالقوات الثورية. صدقت مثل كثيرات غيرها أقوال القائد حول تحرر المرأة الليبية، وإذا بالعقيد يطحنهن ويعتدي عليهن لسنوات طويلة، كانت تصرخ أكثر مما كانت تتحدث.
كانت تدعو أنصار القذافي لفتح عيونهم، والعرب والعالم للثأر لنساء مُنتهكات العرض.
في عز المعارك شكلت مداخلتها التلفزيونية صدمة للناس. وأخيراً تجرأ أحد ليكشف عن حقيقة ما عانت منه «مقاتلات القذافي». امرأة تجرأت ولفظت كلمة «اغتصاب» واتهمت العقيد بها. سقط القناع، وانتهى الرياء، قالتها واختفت.
لم أتمكن من الاتصال بها إلا بعد عام، في ربيع عام 2012، وكانت شعلة الثورة تعتمر في نفسها. وأطلعتني على نبذة من حياتها التي أفسدها القذافي.
قصص عبر وسيط
هناك مجموعة من النساء المرعوبات وافقن على أن يسردن لي حقائقهن. التقيت ببعضهن، في جلسات خاطفة، والبعض الآخر لم يتجرأ على مقابتلي، فاخبرن قصصهن لامرأة ليبية ساعدتني في مشروعي هذا، ووافقن على أن أنشر حكاياتهن شرط ألا أذكر أسماءهن أو أي تفاصيل يمكن أن تسمح بالكشف عن هوياتهن. وقالت لي إحداهن: «سأنتحر إذا اكتشف زوجي أو أولادي أي شيء عن تاريخي». وأنا واثقة بأنها من الممكن أن تفعل ذلك.
إليكم إذن قصصهن كما نُقلت لي.
«ليبيا»
المرأة المدثرة التي ظهرت على شاشة تلفزيون بنغازي، اقترحت عليّ أن أسميها «ليبيا»، وهو بالطبع ليس اسمها الحقيقي. وأرادت من خلال شهادتها أن تعبّر عن الآمال بليبيا الجديدة، بعد التخلص من نير القذافي. حيث أمضت نحو ثلاثة عقود بالقرب من الدكتاتور. أي عاشت حياتها في ظله. هذه الحياة التي أفسدها العقيد. كانت لا تزال في الثانوية العامة عندما اتصلت بها مناضلات شابات يكبرنها سناً وطلبن منها الانضمام إلى اللجنة الثورية في بنغازي. كان ذك في نهاية السبعينات، وبالتزامن مع صدور الجزء الثالث من الكتاب الأخضر الذي كان يدعو فيه القذافي الفتيات إلى التحرر من القيود، وإلى خدمة الثورة وإلى أن يصبحن أفضل حلفاء قائدها. كان يقنعهن بأن الانضمام اللجان الثورية يعتبر امتيازاً، ومفتاح الوصول إلى المواقع القيادية والنخبة.
«ليبيا» فرحت بالطلب، رغم أن أهلها عارضوا وأعربوا عن مخاوفهم وقلقهم. على أي حال لم يكن لديهم أي خيار. كان يمكن أن يقودهم رفضهم إلى السجن. وكان القذافي يأتي إلى الاجتماعات لرفع معنويات الشابات وتشجيعهن. الذكرى العاشرة لثورته كانت تقترب. وكان يريد أن يجعل منها حدثاً ضخماً يشارك فيه العديد من قادة الدول في بنغازي. النساء المسلحات يثبتن أنهن رأس حربة أجمل الثورات.
الفاتح من سبتمبر
تركت «ليبيا» المدرسة، والتحقت باللجان الثورية تتدرب على النظام المرصوص والاستعراض العسكري. تتعلم إطلاق القذائف الصاروخية. كانت تقول لنفسها إن القذافي مُحق بمراهنته على النساء، وبتعليمهن تحطيم القيود والمحرمات، حتى لو أدى ذلك إلى خلافات مع الأهل. وعشية العرض العسكري في الفاتح من سبتمبر عام 1979، الذي ستنقله التلفزيونات أُحيطت علماً بأن القائد يريد استقبال المشاركات في العرض العسكري، ليوجه التحية لهن.
توجهت عشر منهن إلى مقر إقامة العقيد، حيث استقبلهن وعاد إلى جناحه. المناضلات اللاتي رافقن مجموعة الفتيات طلبن من إحداهن، وعمرها 15 سنة، الاتحاق بالقائد. دخلت الفتاة إلى جناحه مملوءة بالفرح وخرجت حزينة، و(..)...الجميع صُدم من المشهد.
عادت الحياة إلى مجاريها، ورجعت «ليبيا» لتعيش لدى والديها، ولكنها لم تعد مجتهدة في المدرسة. كانت ترى رفيقاتها الشابات يدعون الواحدة تلو الأخرى للالتحاق بالقائد في طرابلس وسرت وبنغازي ومصراتة. كان سائق يأتي مباشرة لنقلهن. وأحياناً كن يتنقلن بالطائرة. وما كن يخبرن عنه لدى عودتهن كان كافياً لجعل «ليبيا» محبطة وخائفة.
وجاء دورها بعد ستة أشهر، وكان ذلك خلال زيارة العقيد إلى بنغازي. جاءت مجموعة من الناشطات ذات مساء لمرافقتها إلى مقر إقامته، أجبرنها على التعري ودفعنها إلى غرفته، بالرغم من بكائها وتوسلها: «ارحمني إن أمي ستقتلني!». لكنه اعتدى عليها من دون أن يقول لها أي كلمة، ثم طردها من الغرفة وهو يضربها على (..) ويقول «رائعة يا فتاة»!
العار إلى آخر العمر
«ليبيا» لم تخبر أهلها بشيء عما حدث، ولم تحتج لدى اللجنة الثورية حيث كانت التهديدات بالسجن والموت يومياً بإلقاء المخربين الذين ينتقدون القائد في القبر.
بدأت تنهار وتثير قلق أهلها، الذين ظنوا أنها مغرمة. فقرروا عقد قرانها من دون أن تعرف. وعندما اكتشف الزوج حقيقتها، طلب الطلاق، كانت تشعر بالعار ولم تعد تجرؤ على النظر إلى أي شخص كان، كانت تموت من الرعب بمجرد أن تفكر بأنها ستتصل بأهلها وتقول لهم لقد طلقني زوجي، اتصلت بباب العزيزية، فشجعتها المناضلات على قطع العلاقة مع عائلتها «الرجعية»، والتوجه فوراً إلى طرابلس.
«حريم كبير»
وصلت إلى مقر باب العزيزية، الذي تصفه «ليبيا» بـ «حريم كبير تعيش فيه مجموعة من النساء وفقاً لأهواء القذافي ورغباته وشهواته، أكثريتهن قُدمن له عبر اللجان الثورية، وبعد الاعتداء عليهن لم يعد لديهن مخرج سوى البقاء بخدمته. وكان العقيد يشجعهن على شرب الكحول وتدخين الحشيش والسجائر ويوفر لهن كل ما يرغبن في هذا المجال. والبرنامج لم يكن يتغير، أكل. نوم. (..). كان يطلب القذافي منا أن نأته بشقيقاتنا وببنات عمنا، وأحياناً ببناتنا. وذات يوم في عام 1994، حذّرتُ امرأة من نوايا القذافي تجاه ابنتيها الجميلتين للغاية، صُدمت المرأة وفاتحت القذافي بالموضوع».
وجهت إلى «ليبيا» تهمة خرق قواعد الصمت، وكان يمكن أن تدفع حياتها ثمناً لذلك، فقررت الهروب إلى طُبرق على متن طائرة حربية ومن هناك إلى مصر، حيث تم توقيفها لأنها لم يكن معها تأشيرة دخول. تمكن معارضون ليبيون من نقلها إلى العراق، ومنه هربت إلى اليونان، لكن مخابرات القذافي بحثت عنها، وقبضت عليها وأودعت السجن 18 شهراً، ثم أعيدت إلى باب العزيزية، حيث بقيت حتى اندلاع الثورة «عبدة هرمة إلى جانب الشابات»، كما تصف نفسها.
خديجة
خديجة امرأة شابة غرر بها وأسودت الحياة في عينيها، تعي جيداً أنها اليوم في خطر، وقد تلقت الكثير من التهديدات. التقيت بها في بداية عام 2012، كان مجهولون قد اختطفوها واعتدوا عليها كتحذير لما يمكن أن يصيبها. شفتاها الجميلتان تمتصان السجائر الواحدة تلو الأخرى. تتكلم من دون رغبة. تأكل أظافرها. إنها في السابعة والعشرين من عمرها وليس لديها أي فكرة عما يمكن لليبيا الجديدة أن تقدمه لها. فقد تغيرت ومصيرها في اليوم الذي ألتقت فيه القذافي. كان هذا في عام 2000، عندما كانت طالبة في السنة الأولى في كلية الحقوق في طرابلس، وبسبب خلاف مع المديرة طُردت من الجامعة. في أحد الأيام، وبينما كانت في صالون للتجميل، روت مشكلتها لرفيقة لها، فسمعتها إحدى الزبونات ونصحتها برفع شكواها إلى «الزعيم الرؤوف».
الزبونة قادت خديجة إلى باب العزيزية، حيث استقبلها سعد الفلاح وقادها مباشرة إلى المختبر لإجراء فحوصات الدم. وطلب منها أن تعود في اليوم التالي. كان ذلك غريباً بالنسبة لخديجة، ولكنها صدقت لأنها تريد أن تحل مشكلة الجامعة. وفي اليوم التالي، قادتها بركة (إحدى الحارسات) مباشرة إلى غرفة العقيد. كان عدد كبير من الأشخاص يلتفون حوله. وما إن غادر هؤلاء الغرفة حتى بدأ يراودها عن نفسها بإلحاح. رفضت عرضه فاعتدى عليها من دون أي كلمة.
الابتزاز
وعندما خرجت من الغرفة مصدومة أعطاها سعد الفلاح مغلفاً فيه ألف دينار. وقال لها: «إنك محظوظة لأنه اختارك. إننا نريد أن تعملي معنا». لم تحاول معرفة طبيعة العمل. هربت من باب العزيزية، وغادرت طرابلس ولجأت إلى شقيقتها في جنوب البلاد. تخلت عن الأمل في العودة إلى الجامعة. لكن سرعان ما تعرضت حياة العائلة لهزة كبيرة. فشقيقها الذي كان يدرس في مالطا، لفقت له تهمة حيازة مخدرات ووضع في السجن. عادت الزبونة نفسها لتقنع خديجة بأن وحده القائد قادر على إنقاذ شقيقها من حبل المشنقة. وهكذا انصاعت لعملية الابتزاز التي لم يخجل سعد الفلاح من من الاعتراف بها، عندما قال لها «بمقدورنا تخفيف الحكم من الإعدام إلى السجن 15 عاماً، والمسألة تتعلق بك وبانضمامك إلى الحرس الثوري»!
انحنت أمام رغبات القذافي، وتم نقلها إلى حيث كانت تقيم صوريا. وكان يتم استدعاؤها في أي لحظة في الليل كما في النهار. وسرعان ما كلفت بمهمة إغراء عدد من كبار شخصيات النظام المقربين من القائد، ومنهم سفير ليبيا في غانا. تم وضع كاميرات في شقة فاخرة وكان عليها جذب القادة العسكريين والوزراء وحتى مسؤول جهاز الاستخبارات وابن عم القذافي. كانت مهمتها تزويد القذافي بأدوات لابتزازهم.
وذات يوم، فرض عليها الزواج من أحد حراس القذافي، فكرت في أن هذا الزواج سيعيد احترام المجمع لها. ذهبت إلى تونس وأجرت عملية استعادة عذريتها. وليلة الدخلة وبينما كان المدعوون يتوافدون رن الهاتف «القائد يريد أن تذهب خديجة إلى باب العزيزية فوراً». وهكذا اعتدى عليها هذه المرة فقط ليقول للعريس إنه «السيد»، وإن الزواج «لن يغير شيئاً»!
في فبراير 2011، أراد سعد الفلاح منها عقد مؤتمر صحفي تعلن فيه أن المتمردين اعتدوا عليها، خديجة تنتمي إلى قبيلة الورفلة القوية، ومثل هكذا إعلان ينال من شرف القبيلة، وسيتسبب في موجة من الثأر. رفضت، فضربها واعتدى عليها ثم أحرق جسدها بأعقاب السجائر. أحد الحراس كسر رجلها. خلال الليل ساعدها الثوار على الفرار إلى تونس، حيث بقيت طيلة فترة الثورة.
ليلى
ليلى اليوم في الأربعين من العمر، وهي متزوجة من ابن عمها وتربي أولادها. لكنها تخشى أن يكتشف السر الذي دمر شبابها، روت قصتها وهي تبكي، فهي تبوح بها للمرة الأولى.
عندما كانت مراهقة كانت وصديقة طفولتها، التي هي، أيضاً، ابنة شقيق أحد مساعدي القذافي، تنشطان معاً في إحدى اللجان الثورية، وذات يوم فكرت صديقتها بتنظيم زيارة لمجموعة من بنات المدرسة إلى باب العزيزية، تحمست ليلى للفكرة كثيراً.
استقبلهن العقيد في الطابق الأول من منزله، وكان لطيفاً جداً معهن، يصغي إليهن يشارك في النقاش، وكان يهتم بكل واحدة منهن يسألها عن مسقط رأسها وعن عائلتها وقبيلتها، كان يضحك كثيراً ووقعت الشابات في سحره.
بعد ذلك بعدة أيام، جاءت موظفة في المدرسة إلى صف ليلى، وطلبت منها التوجه إلى مكتب المديرة التي كان مذهولة، وأبلغتها أن سيارة من باب العزيزية تنتظرها أمام باب المدرسة. انتظرت في صالون القذافي قليلاً ثم قادها أحمد رمضان سكرتير القذافي الخاص إلى مكتب القائد. بدأ الأخير يكيل لها المديح حول جمالها وجمال جسمها وراح يداعبه. صدمت ليلى عندما مد القذافي يده إلى (..)، صرخت، وهربت، كان رمضان ينتظرها في الجهة الثانية من الباب، سألها بصوت هادئ «هل انتهيت؟». كانت ليلى تبكي، فقال لها يجب أن تودعي القائد، دفعها إلى الغرفة مرة ثانية..
أعادها السائق الى المدرسة، ولاحظت أن الجميع راح يعاملها بكثير من الاحترام.
في المساء، اتصل بها رمضان، وقال لها إن القائد منحك شرفاً كبيراً باختيارك، كان بكاؤك سخيفاً. وبعد أسبوع جاء أعضاء من اللجان الثورية وحطموا محتويات المنزل، بحجة البحث عن وثائق تثبت تورط والدها في مؤامرة ضد العقيد. تعرض جميع سكان المنول للضرب والإهانة. وفي اليوم التالي اتصل رمضان ليهدد ليلى «هل شاهدت ما يمكن أن يحصل لك ولعائلتك؟ ولكن لا تخافي لأننا سنتولى حمايتك. لانك تعملين للقائد!».
علمت ليلى أن الفخ أطبق عليها. خرجت من المنزل لتجد نفسها في باب العزيزية أمام القذافي الذي قال لها «إن الأمور قد تسوء أكثر.. وهي تتعلق بك وحدك»!
ـ ماذا يجب ان أفعل؟
ـ كوني مطيعة واجعليني أشعر أنني (...)!
عاد سائق باب العزيزية لأصحابها مرة ثانية. تركها رمضان تنتظر في صالون لساعات قبل أن يقودها إلى غرفة المكتبة. وصل القذافي، وقال لها «اخترت لك هذا الديكور لأنني أحب الطلاب والكتب». هجم عليها، رماها على الأرض واعتدى عليها. فقدت وعيها. وعندما استيقظت كان جالساً خلف مكتبه، ينفجر بالضحك، وقال «ستحبين هذا لاحقاً».
بقيت هكذا 3 سنوات، وكان لا ينفك يردد على مسمعها «أنا سيد ليبيا. كل الليبيين ملكي. وأنت أيضاً».
فشلت في المدرسة، وبدأت المشكلات مع الأهل لأنها لم تستطع تبرير غيابها. حتى أنها أُجبرت على السفر إلى مالطا للتخلص من الجنين.. ومنذ ذلك الحين لم يتصل بها أحد من باب العزيزية.
امرأة الجنرال وابنته
القصة التالية رواها لي رئيس تحرير مجلة ليبيا الجديدة محمود مصراتي، نقلاً عن ابنة جنرال في الجيش الليبي.
ذات يوم، جاءت ثلاث من حارسات القذافي إلى منزل الجنرال، ونقلن دعوة من صفية فركاش زوجة القائد لحفل استقبال نسائي. شك الجنرال في الأمر، فهو لم يسمع بهذا الحفل، ولا يحب أن تذهب زوجته إلى باب العزيزية، خصوصاً أنها كانت رائعة الجمال. إحدى الحارسات اتصلت برقم ومدت هاتفها الخليوي إلى الجنرال، كانت مبروكة على الخط «القائد يمنحك شرفاً عظيماً، لأنه يعرف أنك وفي له، ويعتبرك ثورياً حقيقياً».
الجنرال ترك زوجته تذهب، وعندما عادت كانت غريبة الأطوار. بعد ذلك توالت الدعوات، خصوصاً بغياب الجنرال. وذات يوم، عادت الزوجة وفي جيبها مفاتيح شقة فاخرة، قالت إن صديقتها زوجة العقيد أهدتها لها. انتقلت الأسرة إلى الشقة الجديدة وتغيرت ظروف حياتها.
ذات يوم، زارتها مبروكة ومعها دعوة هذه المرة من عائشة (ابنة القذافي) إلى ابنة الجنرال. شعرت الزوجة بالهلع، بينما كادت ابنتها تطير من الفرح.
- «الحفل هذا المساء»، قالت مبروكة «هذه حقيبة مملوءة بالفساتين وكل ما تحتاج إليه الشابة لتكون جاهزة». راقبت الزوجة ابنتها وهي تخرج إلى نهايتها، عندها اضطرت أن تخبر الزوج (الجنرال) الذي أصيب بذبحة قلبية مميتة جراء ما سمعه.
في باب العزيزية، كان العقيد بانتظار الابنة، ورد على استفسارها بالقول «أنا عائشة».
عندما كانت مبروكة تتصل لتستدعي الابنة، كانت تأمر الوالدة بإعدادها وفقاً لذوق القذافي «لا تنسي أن تغطيها بالحنة!».
يصعب تخيل ما تعرضت إليه الفتيات، ليس فقط من الناحية النفسية والجسدية، وإنما من ناحية المخاطر التي تتهددهن في مجتمعاتهن، خصوصاً هذه الأيام. فليبيا تعمها الفوضى، والأصولية تسيطر بقوة السلاح، الله يكون في عون جميع الليبيين، وفي عون ضحايا القذافي خصوصاً.
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
بعد قصة صوريا تبين ان هناك قصصاً عديدة تشبهها وان فتيات كثيرات كن ضحايا للعقيد.
وفي الجزء الثاني من كتاب «الفرائس في حرم القذافي»، الذي تنشره القبس، تروي الكاتبة الحقائق التي استقتها لتؤكد صحة ما سمعته من صوريا وعنها.
حرصت أن أروي قصصاً أخرى غير قصة صوريا، وأن أتعرف إلى المآسي التي عاشتها شابات أخريات غير حياتهن لقاؤهن بالقذافي وقلبها إلى بؤس، حتى أثبت حقيقة ذلك النظام الذي تورط فيه الكثيرون ولفترة طويلة.
الكثيرات من هؤلاء فررن من ليبيا، خوفاً من أن يتعرضن للاعتقال بتهمة التواطؤ مع العقيد، لأنهن كن يسكن في باب العزيزية، وارتدين الزي العسكري، واستفدن، بطريقة أو بأخرى، من الامتيازات الممنوحة لزمرة القذافي.. والأخطر أنهن كن يحملن ما كان يعرف بـ «هوية بنات القذافي».
ظواهر الأمور كلها ضدهن، ولا أظن أن واحدة منهن كانت ستغامر وتقول للثوار إنها لم تختر نمط الحياة ذاك بمفردها. أي رحمة كان يمكنهن انتظارها من الذين يدعوهن بـ (...) القذافي. ولم يكن يتخيل أي مصير سوى السجن، الكثيرات تحاولن اليوم العيش في تونس، مصر، أو بيروت، وتمارسن غالباً المهنة ذاتها التي فرضها عليهن القذافي. وهناك الكثيرات من حالفهن الحظ للانخراط مجدداً في المجتمع الليبي، ولكن هذا كان قبل الثورة على النظام. وبين هؤلاء من تم تزويجهن بالقوة من قبل القذافي، لبعض حراسه، بعد أن سئم منهن. والبعض اخترن أن يخضعن لعمليات جراحية خوفاً من الفضيحة وحتى لا يقعن فريسة الانتحار الاجتماعية أو يتعرضن لعمليات انتقام من رجال العائلة باسم «غسل العار».
القذافي ترك فرائسه فرائس في مجتمعهن خصوصاً، وكل منهن اليوم عرضة لأن تكون ضحية ثأر من أهالي الشهداء ومن أنصار القذافي في آن.
امرأة واحدة فقط تحدثت علناً في ربيع عام 2011 وسط المعارك، وهي من حارسات القذافي السابقات، عمرها 52 عاماً. ظهرت على شاشة التلفزة في بنغازي وكانت ترتدي نظارات شمسية كبيرة وتتدثر بعلم الثورة. تحدثت عن المصائب التي حلت بالعديد من النساء مثلها في السبعينات من القرن الماضي، عندما التحقن بالقوات الثورية. صدقت مثل كثيرات غيرها أقوال القائد حول تحرر المرأة الليبية، وإذا بالعقيد يطحنهن ويعتدي عليهن لسنوات طويلة، كانت تصرخ أكثر مما كانت تتحدث.
كانت تدعو أنصار القذافي لفتح عيونهم، والعرب والعالم للثأر لنساء مُنتهكات العرض.
في عز المعارك شكلت مداخلتها التلفزيونية صدمة للناس. وأخيراً تجرأ أحد ليكشف عن حقيقة ما عانت منه «مقاتلات القذافي». امرأة تجرأت ولفظت كلمة «اغتصاب» واتهمت العقيد بها. سقط القناع، وانتهى الرياء، قالتها واختفت.
لم أتمكن من الاتصال بها إلا بعد عام، في ربيع عام 2012، وكانت شعلة الثورة تعتمر في نفسها. وأطلعتني على نبذة من حياتها التي أفسدها القذافي.
قصص عبر وسيط
هناك مجموعة من النساء المرعوبات وافقن على أن يسردن لي حقائقهن. التقيت ببعضهن، في جلسات خاطفة، والبعض الآخر لم يتجرأ على مقابتلي، فاخبرن قصصهن لامرأة ليبية ساعدتني في مشروعي هذا، ووافقن على أن أنشر حكاياتهن شرط ألا أذكر أسماءهن أو أي تفاصيل يمكن أن تسمح بالكشف عن هوياتهن. وقالت لي إحداهن: «سأنتحر إذا اكتشف زوجي أو أولادي أي شيء عن تاريخي». وأنا واثقة بأنها من الممكن أن تفعل ذلك.
إليكم إذن قصصهن كما نُقلت لي.
«ليبيا»
المرأة المدثرة التي ظهرت على شاشة تلفزيون بنغازي، اقترحت عليّ أن أسميها «ليبيا»، وهو بالطبع ليس اسمها الحقيقي. وأرادت من خلال شهادتها أن تعبّر عن الآمال بليبيا الجديدة، بعد التخلص من نير القذافي. حيث أمضت نحو ثلاثة عقود بالقرب من الدكتاتور. أي عاشت حياتها في ظله. هذه الحياة التي أفسدها العقيد. كانت لا تزال في الثانوية العامة عندما اتصلت بها مناضلات شابات يكبرنها سناً وطلبن منها الانضمام إلى اللجنة الثورية في بنغازي. كان ذك في نهاية السبعينات، وبالتزامن مع صدور الجزء الثالث من الكتاب الأخضر الذي كان يدعو فيه القذافي الفتيات إلى التحرر من القيود، وإلى خدمة الثورة وإلى أن يصبحن أفضل حلفاء قائدها. كان يقنعهن بأن الانضمام اللجان الثورية يعتبر امتيازاً، ومفتاح الوصول إلى المواقع القيادية والنخبة.
«ليبيا» فرحت بالطلب، رغم أن أهلها عارضوا وأعربوا عن مخاوفهم وقلقهم. على أي حال لم يكن لديهم أي خيار. كان يمكن أن يقودهم رفضهم إلى السجن. وكان القذافي يأتي إلى الاجتماعات لرفع معنويات الشابات وتشجيعهن. الذكرى العاشرة لثورته كانت تقترب. وكان يريد أن يجعل منها حدثاً ضخماً يشارك فيه العديد من قادة الدول في بنغازي. النساء المسلحات يثبتن أنهن رأس حربة أجمل الثورات.
الفاتح من سبتمبر
تركت «ليبيا» المدرسة، والتحقت باللجان الثورية تتدرب على النظام المرصوص والاستعراض العسكري. تتعلم إطلاق القذائف الصاروخية. كانت تقول لنفسها إن القذافي مُحق بمراهنته على النساء، وبتعليمهن تحطيم القيود والمحرمات، حتى لو أدى ذلك إلى خلافات مع الأهل. وعشية العرض العسكري في الفاتح من سبتمبر عام 1979، الذي ستنقله التلفزيونات أُحيطت علماً بأن القائد يريد استقبال المشاركات في العرض العسكري، ليوجه التحية لهن.
توجهت عشر منهن إلى مقر إقامة العقيد، حيث استقبلهن وعاد إلى جناحه. المناضلات اللاتي رافقن مجموعة الفتيات طلبن من إحداهن، وعمرها 15 سنة، الاتحاق بالقائد. دخلت الفتاة إلى جناحه مملوءة بالفرح وخرجت حزينة، و(..)...الجميع صُدم من المشهد.
عادت الحياة إلى مجاريها، ورجعت «ليبيا» لتعيش لدى والديها، ولكنها لم تعد مجتهدة في المدرسة. كانت ترى رفيقاتها الشابات يدعون الواحدة تلو الأخرى للالتحاق بالقائد في طرابلس وسرت وبنغازي ومصراتة. كان سائق يأتي مباشرة لنقلهن. وأحياناً كن يتنقلن بالطائرة. وما كن يخبرن عنه لدى عودتهن كان كافياً لجعل «ليبيا» محبطة وخائفة.
وجاء دورها بعد ستة أشهر، وكان ذلك خلال زيارة العقيد إلى بنغازي. جاءت مجموعة من الناشطات ذات مساء لمرافقتها إلى مقر إقامته، أجبرنها على التعري ودفعنها إلى غرفته، بالرغم من بكائها وتوسلها: «ارحمني إن أمي ستقتلني!». لكنه اعتدى عليها من دون أن يقول لها أي كلمة، ثم طردها من الغرفة وهو يضربها على (..) ويقول «رائعة يا فتاة»!
العار إلى آخر العمر
«ليبيا» لم تخبر أهلها بشيء عما حدث، ولم تحتج لدى اللجنة الثورية حيث كانت التهديدات بالسجن والموت يومياً بإلقاء المخربين الذين ينتقدون القائد في القبر.
بدأت تنهار وتثير قلق أهلها، الذين ظنوا أنها مغرمة. فقرروا عقد قرانها من دون أن تعرف. وعندما اكتشف الزوج حقيقتها، طلب الطلاق، كانت تشعر بالعار ولم تعد تجرؤ على النظر إلى أي شخص كان، كانت تموت من الرعب بمجرد أن تفكر بأنها ستتصل بأهلها وتقول لهم لقد طلقني زوجي، اتصلت بباب العزيزية، فشجعتها المناضلات على قطع العلاقة مع عائلتها «الرجعية»، والتوجه فوراً إلى طرابلس.
«حريم كبير»
وصلت إلى مقر باب العزيزية، الذي تصفه «ليبيا» بـ «حريم كبير تعيش فيه مجموعة من النساء وفقاً لأهواء القذافي ورغباته وشهواته، أكثريتهن قُدمن له عبر اللجان الثورية، وبعد الاعتداء عليهن لم يعد لديهن مخرج سوى البقاء بخدمته. وكان العقيد يشجعهن على شرب الكحول وتدخين الحشيش والسجائر ويوفر لهن كل ما يرغبن في هذا المجال. والبرنامج لم يكن يتغير، أكل. نوم. (..). كان يطلب القذافي منا أن نأته بشقيقاتنا وببنات عمنا، وأحياناً ببناتنا. وذات يوم في عام 1994، حذّرتُ امرأة من نوايا القذافي تجاه ابنتيها الجميلتين للغاية، صُدمت المرأة وفاتحت القذافي بالموضوع».
وجهت إلى «ليبيا» تهمة خرق قواعد الصمت، وكان يمكن أن تدفع حياتها ثمناً لذلك، فقررت الهروب إلى طُبرق على متن طائرة حربية ومن هناك إلى مصر، حيث تم توقيفها لأنها لم يكن معها تأشيرة دخول. تمكن معارضون ليبيون من نقلها إلى العراق، ومنه هربت إلى اليونان، لكن مخابرات القذافي بحثت عنها، وقبضت عليها وأودعت السجن 18 شهراً، ثم أعيدت إلى باب العزيزية، حيث بقيت حتى اندلاع الثورة «عبدة هرمة إلى جانب الشابات»، كما تصف نفسها.
خديجة
خديجة امرأة شابة غرر بها وأسودت الحياة في عينيها، تعي جيداً أنها اليوم في خطر، وقد تلقت الكثير من التهديدات. التقيت بها في بداية عام 2012، كان مجهولون قد اختطفوها واعتدوا عليها كتحذير لما يمكن أن يصيبها. شفتاها الجميلتان تمتصان السجائر الواحدة تلو الأخرى. تتكلم من دون رغبة. تأكل أظافرها. إنها في السابعة والعشرين من عمرها وليس لديها أي فكرة عما يمكن لليبيا الجديدة أن تقدمه لها. فقد تغيرت ومصيرها في اليوم الذي ألتقت فيه القذافي. كان هذا في عام 2000، عندما كانت طالبة في السنة الأولى في كلية الحقوق في طرابلس، وبسبب خلاف مع المديرة طُردت من الجامعة. في أحد الأيام، وبينما كانت في صالون للتجميل، روت مشكلتها لرفيقة لها، فسمعتها إحدى الزبونات ونصحتها برفع شكواها إلى «الزعيم الرؤوف».
الزبونة قادت خديجة إلى باب العزيزية، حيث استقبلها سعد الفلاح وقادها مباشرة إلى المختبر لإجراء فحوصات الدم. وطلب منها أن تعود في اليوم التالي. كان ذلك غريباً بالنسبة لخديجة، ولكنها صدقت لأنها تريد أن تحل مشكلة الجامعة. وفي اليوم التالي، قادتها بركة (إحدى الحارسات) مباشرة إلى غرفة العقيد. كان عدد كبير من الأشخاص يلتفون حوله. وما إن غادر هؤلاء الغرفة حتى بدأ يراودها عن نفسها بإلحاح. رفضت عرضه فاعتدى عليها من دون أي كلمة.
الابتزاز
وعندما خرجت من الغرفة مصدومة أعطاها سعد الفلاح مغلفاً فيه ألف دينار. وقال لها: «إنك محظوظة لأنه اختارك. إننا نريد أن تعملي معنا». لم تحاول معرفة طبيعة العمل. هربت من باب العزيزية، وغادرت طرابلس ولجأت إلى شقيقتها في جنوب البلاد. تخلت عن الأمل في العودة إلى الجامعة. لكن سرعان ما تعرضت حياة العائلة لهزة كبيرة. فشقيقها الذي كان يدرس في مالطا، لفقت له تهمة حيازة مخدرات ووضع في السجن. عادت الزبونة نفسها لتقنع خديجة بأن وحده القائد قادر على إنقاذ شقيقها من حبل المشنقة. وهكذا انصاعت لعملية الابتزاز التي لم يخجل سعد الفلاح من من الاعتراف بها، عندما قال لها «بمقدورنا تخفيف الحكم من الإعدام إلى السجن 15 عاماً، والمسألة تتعلق بك وبانضمامك إلى الحرس الثوري»!
انحنت أمام رغبات القذافي، وتم نقلها إلى حيث كانت تقيم صوريا. وكان يتم استدعاؤها في أي لحظة في الليل كما في النهار. وسرعان ما كلفت بمهمة إغراء عدد من كبار شخصيات النظام المقربين من القائد، ومنهم سفير ليبيا في غانا. تم وضع كاميرات في شقة فاخرة وكان عليها جذب القادة العسكريين والوزراء وحتى مسؤول جهاز الاستخبارات وابن عم القذافي. كانت مهمتها تزويد القذافي بأدوات لابتزازهم.
وذات يوم، فرض عليها الزواج من أحد حراس القذافي، فكرت في أن هذا الزواج سيعيد احترام المجمع لها. ذهبت إلى تونس وأجرت عملية استعادة عذريتها. وليلة الدخلة وبينما كان المدعوون يتوافدون رن الهاتف «القائد يريد أن تذهب خديجة إلى باب العزيزية فوراً». وهكذا اعتدى عليها هذه المرة فقط ليقول للعريس إنه «السيد»، وإن الزواج «لن يغير شيئاً»!
في فبراير 2011، أراد سعد الفلاح منها عقد مؤتمر صحفي تعلن فيه أن المتمردين اعتدوا عليها، خديجة تنتمي إلى قبيلة الورفلة القوية، ومثل هكذا إعلان ينال من شرف القبيلة، وسيتسبب في موجة من الثأر. رفضت، فضربها واعتدى عليها ثم أحرق جسدها بأعقاب السجائر. أحد الحراس كسر رجلها. خلال الليل ساعدها الثوار على الفرار إلى تونس، حيث بقيت طيلة فترة الثورة.
ليلى
ليلى اليوم في الأربعين من العمر، وهي متزوجة من ابن عمها وتربي أولادها. لكنها تخشى أن يكتشف السر الذي دمر شبابها، روت قصتها وهي تبكي، فهي تبوح بها للمرة الأولى.
عندما كانت مراهقة كانت وصديقة طفولتها، التي هي، أيضاً، ابنة شقيق أحد مساعدي القذافي، تنشطان معاً في إحدى اللجان الثورية، وذات يوم فكرت صديقتها بتنظيم زيارة لمجموعة من بنات المدرسة إلى باب العزيزية، تحمست ليلى للفكرة كثيراً.
استقبلهن العقيد في الطابق الأول من منزله، وكان لطيفاً جداً معهن، يصغي إليهن يشارك في النقاش، وكان يهتم بكل واحدة منهن يسألها عن مسقط رأسها وعن عائلتها وقبيلتها، كان يضحك كثيراً ووقعت الشابات في سحره.
بعد ذلك بعدة أيام، جاءت موظفة في المدرسة إلى صف ليلى، وطلبت منها التوجه إلى مكتب المديرة التي كان مذهولة، وأبلغتها أن سيارة من باب العزيزية تنتظرها أمام باب المدرسة. انتظرت في صالون القذافي قليلاً ثم قادها أحمد رمضان سكرتير القذافي الخاص إلى مكتب القائد. بدأ الأخير يكيل لها المديح حول جمالها وجمال جسمها وراح يداعبه. صدمت ليلى عندما مد القذافي يده إلى (..)، صرخت، وهربت، كان رمضان ينتظرها في الجهة الثانية من الباب، سألها بصوت هادئ «هل انتهيت؟». كانت ليلى تبكي، فقال لها يجب أن تودعي القائد، دفعها إلى الغرفة مرة ثانية..
أعادها السائق الى المدرسة، ولاحظت أن الجميع راح يعاملها بكثير من الاحترام.
في المساء، اتصل بها رمضان، وقال لها إن القائد منحك شرفاً كبيراً باختيارك، كان بكاؤك سخيفاً. وبعد أسبوع جاء أعضاء من اللجان الثورية وحطموا محتويات المنزل، بحجة البحث عن وثائق تثبت تورط والدها في مؤامرة ضد العقيد. تعرض جميع سكان المنول للضرب والإهانة. وفي اليوم التالي اتصل رمضان ليهدد ليلى «هل شاهدت ما يمكن أن يحصل لك ولعائلتك؟ ولكن لا تخافي لأننا سنتولى حمايتك. لانك تعملين للقائد!».
علمت ليلى أن الفخ أطبق عليها. خرجت من المنزل لتجد نفسها في باب العزيزية أمام القذافي الذي قال لها «إن الأمور قد تسوء أكثر.. وهي تتعلق بك وحدك»!
ـ ماذا يجب ان أفعل؟
ـ كوني مطيعة واجعليني أشعر أنني (...)!
عاد سائق باب العزيزية لأصحابها مرة ثانية. تركها رمضان تنتظر في صالون لساعات قبل أن يقودها إلى غرفة المكتبة. وصل القذافي، وقال لها «اخترت لك هذا الديكور لأنني أحب الطلاب والكتب». هجم عليها، رماها على الأرض واعتدى عليها. فقدت وعيها. وعندما استيقظت كان جالساً خلف مكتبه، ينفجر بالضحك، وقال «ستحبين هذا لاحقاً».
بقيت هكذا 3 سنوات، وكان لا ينفك يردد على مسمعها «أنا سيد ليبيا. كل الليبيين ملكي. وأنت أيضاً».
فشلت في المدرسة، وبدأت المشكلات مع الأهل لأنها لم تستطع تبرير غيابها. حتى أنها أُجبرت على السفر إلى مالطا للتخلص من الجنين.. ومنذ ذلك الحين لم يتصل بها أحد من باب العزيزية.
امرأة الجنرال وابنته
القصة التالية رواها لي رئيس تحرير مجلة ليبيا الجديدة محمود مصراتي، نقلاً عن ابنة جنرال في الجيش الليبي.
ذات يوم، جاءت ثلاث من حارسات القذافي إلى منزل الجنرال، ونقلن دعوة من صفية فركاش زوجة القائد لحفل استقبال نسائي. شك الجنرال في الأمر، فهو لم يسمع بهذا الحفل، ولا يحب أن تذهب زوجته إلى باب العزيزية، خصوصاً أنها كانت رائعة الجمال. إحدى الحارسات اتصلت برقم ومدت هاتفها الخليوي إلى الجنرال، كانت مبروكة على الخط «القائد يمنحك شرفاً عظيماً، لأنه يعرف أنك وفي له، ويعتبرك ثورياً حقيقياً».
الجنرال ترك زوجته تذهب، وعندما عادت كانت غريبة الأطوار. بعد ذلك توالت الدعوات، خصوصاً بغياب الجنرال. وذات يوم، عادت الزوجة وفي جيبها مفاتيح شقة فاخرة، قالت إن صديقتها زوجة العقيد أهدتها لها. انتقلت الأسرة إلى الشقة الجديدة وتغيرت ظروف حياتها.
ذات يوم، زارتها مبروكة ومعها دعوة هذه المرة من عائشة (ابنة القذافي) إلى ابنة الجنرال. شعرت الزوجة بالهلع، بينما كادت ابنتها تطير من الفرح.
- «الحفل هذا المساء»، قالت مبروكة «هذه حقيبة مملوءة بالفساتين وكل ما تحتاج إليه الشابة لتكون جاهزة». راقبت الزوجة ابنتها وهي تخرج إلى نهايتها، عندها اضطرت أن تخبر الزوج (الجنرال) الذي أصيب بذبحة قلبية مميتة جراء ما سمعه.
في باب العزيزية، كان العقيد بانتظار الابنة، ورد على استفسارها بالقول «أنا عائشة».
عندما كانت مبروكة تتصل لتستدعي الابنة، كانت تأمر الوالدة بإعدادها وفقاً لذوق القذافي «لا تنسي أن تغطيها بالحنة!».
يصعب تخيل ما تعرضت إليه الفتيات، ليس فقط من الناحية النفسية والجسدية، وإنما من ناحية المخاطر التي تتهددهن في مجتمعاتهن، خصوصاً هذه الأيام. فليبيا تعمها الفوضى، والأصولية تسيطر بقوة السلاح، الله يكون في عون جميع الليبيين، وفي عون ضحايا القذافي خصوصاً.
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 13
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 8
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 7
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 6
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 12
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 5
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 7
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 6
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 12
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 5
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR