إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 18
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 18
مغنِّية من غرفة القذافي إلى المصرف.. وهديتها مليون يورو (18)
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
وفي كتابها «الفرائس في حرم القذافي»، تواصل المؤلفة الفرنسية آنيك كوجين نقل مارواه نساء ورجال كانوا من ضحايا مجون القذافي أو شهوداً عليه.
عودة إلى طرابلس. هذه المدينة الغريبة هي في الوقت ذاته عصرية: تكثر فيها ازدحامات السير، تائهة ولا تعرف ما هي، هل لديها سحر مختبئ؟ من دون أدنى شك!
في المدينة القديمة المحاطة بالأسوار، يمكن أن تحد الأسواق والأبواب الخشبية المحفورة منازل قديمة تعود للحقبة العثمانية، مساجد رائعة وقصور سرية، وقد يكون هناك في وسط المدينة بقايا آثار جميلة من الحقبة الإيطالية. وفي ساحة التحرير في الصيف، بمقدور الأطفال اللهو والركض.
ولكن في شتاء عام 2012، البارد، لم أكن أنتبه إلى سحر هذه العاصمة الغريبة، التي تمتد على ساحل البحر المتوسط ولا ترضى بالتطلع إليه.
عبرت المدينة في سيارة تاكسي بحالة مزرية، وكان السائق يسخر ويغوص وسط الازدحام، لا يحترم أولويات المرور ولا قواعده، ولا يتوقف عند الإشارات الضوئية. وكان ينشد أغاني الثورة مع الراديو. لم يقل ما إذا كان يعرف العنوان الذي أقصده. «يا الله»، قال لي ردّاً على سؤالي.
كان يتوقف فجأة ليسأل عن طريقه، فيعود أدراجه. وعندما اكتشف - بفرح كبير - أنني فرنسية، بدأ يصرخ: «شكراً للرئيس الفرنسي فرنسوا ساركوزي». كنت أبتسم وأرسم إشارة النصر بإصبعي. وكان هو يقول إن تدخل «الأطلسي» لدعم الثورة يتطلب عرفاناً بالجميل إلى الأبد.
الشتاء كان قاسياً على سكان طرابلس. معظم الورش الخاصة والعامة معطلة، العديد من القطاعات الاقتصادية تضررت بشكل كامل، دفعت بقطعان من العاطلين عن العمل إلى الشوارع.
المتمردون يتأخرون في ترك الكتائب المسلحة التي قاتلوا في صفوفها. يحنون إلى اللحظات القوية التي صهرتهم، ونشوة النصر لا تزال تعتمر في قلوبهم. وهم في الوقت نفسه على استعداد للاشتباك مع ميليشيا منافسة. يترددون باختيار مستقبلهم، غير قادرين على تحديد ما سيقدمون عليه في المدى القريب.
بدأت الأصوات تعلو منددة بغياب شفافية السلطة الجديدة، أي المجلس الوطني الانتقالي، الذي لم يتم الكشف عن كل أعضائه. وأيضاً للتنديد بعدم فعالية الحكومة المؤقتة.
كان يجري الحديث عن نوايا انفصاليين في الشرق ونزاعات يقودها أنصار القذافي في الغرب، ولكن في طرابلس، حيث تم ردم مبنى باب العزيزية كلياً تمهيدا لتحويله - ذات يوم - إلى حديقة عامة كبيرة، يبدو أن الوقت قد حان، ومحاوريّ لا يدرون ما يفعلون.
من أجل المعلومة
عندما اتصلت ببعضهم. كان رد الفعل الأول ينم عن اضطراب، «كيف حصلت على رقمي؟». «من الذي أعطاك رقمي؟». «لماذا تتصلين بي؟». «لا علاقة لي بهذا الموضوع، لا تذكري اسمي على الإطلاق! لا يحق لك أن تدمري حياتي!».
وأحياناً، كان الرعب يأخذ شكل الغضب المرفق بالتهديدات، وغالباً ما كان يهدأ. كان يجب التفسير والطمأنة، والإكثار من الوعود بعدم كشف الأسرار. الكثير من المواعيد، التي حصلت عليها بعد كفاح طويل، كانت تلغى في اللحظة الأخيرة، أو تؤجل من دون إعطاء أي تفسير. أحد القادة المفترض أن يقودني إلى شاهد أساسي اختفى ولم يعد يرد على مكالماتي الهاتفية، وقيل لي إنه نقل إلى مستشفى في طرابلس، ومن ثم إلى تونس، حتى قيل لي إنه مات.
والمصدر الآخر سافر فجأة. والثالث مريض. ظهرت كل المؤشرات التي أعطتني إياها صوريا أنها صحيحة. الخطف، الحجز، الاغتصاب، مسخرة حارسات القذافي، التردد الدائم على غرفة القذافي من قبل شبان وشابات، هوس العقيد الجنسي.
بقي أن أفهم كيف كانت تعمل تلك الشبكات التي كانت توفر للقذافي الضحايا الشابات يومياً، وعلى مدى سنوات؟! كان المتواطئون في كل مكان.
من المؤكد أنه كان يوجد رجال يعرفون ذوقه تماماً ويعرفون الطريقة التي تضمن لهم رضاه وتسمح لهم بالتالي بالحصول على الامتيازات. وهناك النساء اللاتي مررن بسريره وكن يعرفن أنه من خلال مد القائد بالفتيات يشققن طريق الثروة: وزيرات، شرطيات، مدرسات، موظفات مصارف، حلاقات نسائية، موظفات في الفنادق، السياحة، الأعمال.
منصور وكيلاني
خلال مقابلاتي كان يتردد اسمان باستمرار، عبدالله منصور، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية، وهو مقرب جداً من العقيد، وعلي كيلاني، وهو من الجيش، ومعروف أنهما شاعران، والاثنان أدارا الإذاعة والتلفزيون الليبي، وعلاقاتهما بالوسط الفني كانت تسمح لهما بالوصول إلى عشرات الشباب والشابات الساذجين، وكانت لهم تطلعات للدخول إلى عالم الفن والتلفزيون. وكل تجربة لمعرفة القدرات المهنية كانت تشكل مناسبة لتقديم فريسة جديدة للدكتاتور. واللقاءات التي كان يجريانها في الفنادق الفاخرة ويظهران كسيدين محترمين كانت سرعان ما تكشف أنهما قوادان.
وكانت لهما الاتصالات مع مغنيات وراقصات وفنانات حول المتوسط. وكانا يجدان ألف حجة لتوجيه الدعوات لهؤلاء لزيارة القذافي. وكانا ينظمان السهرات والحفلات.
فمثلا، القذافي أعجب بإحدى مقدمات البرامج الخاصة بالأطفال على قناة «إم بي سي}. فاتصل عبدالله منصور بإدارة القناة لدعوة المذيعة إلى ليبيا بحجة أن الحكومة تريد تكريمها على قدراتها المهنية الكبيرة.
كذلك حاول منصور جذب صحافية لبنانية أيضا لفتت نظر العقيد، فأرسل لها الأموال لإقناعها بالمجيء إلى طرابلس، بعد أن أوهمها بأن شركة إنتاج تلفزيونية لمشاريع فنية (وهمية) بانتظارها. كانت ترصد مبالغ طائلة لخدمات كهذه تخص العقيد فقط، وكانت تلك الأموال بتصرف منصور الى جانب طائرة خاصة. وكان لمنصور شبكة في العديد من الدول العربية، مصر، لبنان، الأردن، تونس. وكانت العمولات كبيرة للغاية، خصوصاً إذا ما أعلن القائد عن ارتياحه للخدمات التي توفّر له.
في الدول الأفريقية كان العقيد يُشغل شركات مختصة بالخدمات الدبلوماسية وعددا من الشخصيات المحلية لينظموا له الحفلات واللقاءات الخاصة التي كان يحرص على أن ينعم بها خلال زياراته الرسمية الى تلك الدول. وكان يهتم أن تكون الجمعيات التي تعنى بشؤون المرأة من ضمن تلك اللقاءات، ليضمن استمرارية الحفاظ على سمعته كــ «بطل» مدافع عن قضايا المرأة. وكان يغير بروتوكول الزيارات الرسمية والدينية مثل عيد المولد في تومبوكتو عام 2006 واغاديس عام 2007 لفرض مثل هذا النوع من الاجتماعات، التي تشكل له مناسبات للعثور على صديقات يبقين مخلصات له. وكان لا يتأخر عن توزيع العطاءات والميداليات التي تحمل صورته اضافة الى العقود النفيسة.
«الغني والكريم»!
وكانت الصديقات الجديدات يتحولن الى لجان تنظم له اللقاءات اللاحقة، التي كان يحب ان تكون استعراضية صاخبة، وكان خلالها يختار الشابات الصغيرات لزيارة ليبيا.
الدعوة كانت في غاية البساطة، فسمعة القذافي في البلدان الأفريقية أنه «غني وكريم}. وكانت الحقائب الممتلئة بالأموال تسافر في عداد الوفد، وكانت معروفة ومنتظرة مثل خطاباته المعادية للأميركيين وملابسه الغريبة، والجميع كان يجد الدعوات لزيارة ليبيا مسألة طبيعية، ألم يكن يسوق ليبيا على أنها جنة النساء، وقال لي شاب ليبي درس في نيجيريا انه كان يلتقي أحياناً في المقاهي والملاهي مجموعة فتيات من نيجيريا ومالي في حالة من الفرح والهيجان لأنهن سيسافرن في اليوم التالي الى طرابلس.
لقد كن يعلنّ صراحة بأنهن يأملن في لقاء بابا معمر الذي كان يحب إسعاد الفتيات الشابات ويدعوهن الى قضاء إجازاتهن المدرسية في بلده، الم يكن الرجل الاكثر اهتماماً بالنساء بين كل رجال العالم!
فاطمة
فاطمة هي التي روت لي حكايات تلك الزيارات. كان موعدي معها في بهو فندق كارينتا الفخم، هي التي لوحت بيدها لي. وكانت تعرف كل الذين يعملون في الفندق. كانت بيضاء البشرة، عمرها 36 عاما. عرّفت عن نفسها بأنها موريتانية، تعيش منذ 20 شهراً في طرابلس بفضل معمر القذافي.
● كيف وصلتِ إلى هنا؟
- المسألة في غاية البساطة (انفجرت بالضحك..). كانت هناك امرأة نيجيرية متزوجة من طوارق يعرف مبروكة اقترحت عليّ في عام 2003 زيارة طرابلس مع اربع من صديقاتي. العرض كان مغريا: بطاقة طائرة، إقامة في فندق أربع نجوم، السياحة في ليبيا على نفقة الحكومة، ومصروف جيب.. من يرفض مثل هذا العرض؟ ماذا كنت ستفعلين لو كنت مكاني؟ بالتأكيد كنت ستقولين نعم من دون تردد وبسعادة كبيرة؟
● كنت سعيدة، لأنها أجابت عن سؤالها بنفسها، لأن نعم من قبلي لم تكن مسألة طبيعية. وواصلت كلامها:
- الدعوة بالنسبة إليّ كانت هدية من السماء. وصلت الى مطار طرابلس مع صديقاتي. كان جلال (الشاب المخنث المغرم بصوريا) بانتظارنا، وقادنا الى فندق مهاري - 5 نجوم - كان يديره لفترة مؤقتة نوري مسماري. وقد سلَّم كل واحدة منا مغلفا يحتوي على 500 دينار (300 يورو) لكي نذهب ونتسوق، قبل أن يبدأ برنامج الزيارة السياحي. وبعد عدة أيام طلب منا أن نرتدي ملابس أنيقة لأننا سنذهب لزيارة بابا معمر.
جاءت سيارة من البروتوكول وأقلتنا الى باب العزيزية وهذا كان يشير الى أننا ضيفات مهمات.
العالم يحب ليبيا
- قادتنا مبروكة الى صالون في منزل القذافي الذي وصل وهو يرتدي ملابس رياضية حمراء، كان بسيطا. اهتم بكل واحدة منا سأل عن أهلها، عن اسمها عن قبيلتها، عن لغتها وعن وسائل تسليتها، وما إذا كنا نحب ليبيا؟ وقال إنه سعيد بان كل العالم يحب ليبيا.
كان في غاية اللطف والمرح. وفي لحظة من اللحظات التفت الى مبروكة وقال لها «ستكون مسألة جميلة لو أن فاطمة تعمل معنا. لأنني لاحظت انها تتكلم العربية، الطوارقية، السواحلية والفرنسية وهذه المسألة مهمة بالنسبة الينا». بدت لي مبروكة منزعجة، ولكنها قالت «نعم».
عدنا الى الفندق ونحن نكاد نطير من الفرح لأن بابا معمر اهتم بكل واحدة منا. استمرت الإجازة 3 أسابيع. جلال والسائق كانا دائما تحت تصرفنا. وتلقينا هدايا كثيرة.
«قنبلة» من مالي
تؤكد فاطمة أنها لم تر القذافي ثانية خلال هذه الزيارة. ولكنها سرعان ما عادت الى طرابلس مع مجموعة أخرى من الفتيات، بينهن فتاة من مالي دلوعة وصفتها بــ «القنبلة» وقالت إن القذافي جُنَّ بها.
وأضافت فاطمة «كانت الفتاة المالية ترتدي «تي شرت» من دون كم يلتصق بجسمها، وكان ذلك يتسبب لنا في بعض المشاكل في شوارع طرابلس. لكن القذافي كان يحب هذا. كان يرسل لها طائرة خاصة صغيرة ويستدعيها باستمرار. وفي كل مرة كان يخرج من الغرفة، حيث كنت انتظر أمامها مع مبروكة، كان يقول لمبروكة «اهتمي جيدا بضيفاتي»، وكان هذا يعني الهدايا والأموال. وكان جلال يعطينا ساعات رادو، تيسو وغيرها من الماركات، إضافة الى الأساور والأقراط الذهبية، عقود مع صورة القذافي محاطة بألماس، ولدى مغادرتنا كانت توزع علينا مغلفات تتراوح بين 2000 و20 ألف دولار. حسب الضيفات اللاتي كنت أرافقهن الى طرابلس.
القاسم المشترك
تتناسى فاطمة دورها، وكانت تتهرب من الإجابة عن عدد من الأسئلة من خلال الضحك، نحن الموريتانيات موهوبات للعلاقات العامة والتجارة. وبالنسبة اليّ هذا التعريف يعادل (..) وكانت تقول لي نحن الموريتانيات لا نحب النظام ونختار رجالنا بأنفسنا، وليسوا هم الذين يختاروننا. ويبدو أنها ساقت الى القائد مجموعات كبيرة من الفتيات من عدة دول. وآخر مرة اصطحبت 17 فتاة من نواكشوط لإحياء عيد المولد النبوي. وباتت علاقتها بباب العزيزية معروفة من الجميع. فقد كانت وسيطة بين الوزراء والسفراء ورجال الأعمال الأفارقة وبين باب العزيزية. مبروكة كانت تهتم بنساء وبنات الرؤساء الأفارقة اللاتي يردن رؤية القذافي، أما أنا فكان حقل نشاطي أوسع بكثير. وبدا واضحا أنني أصبحت من المقربين جدا للعقيد، لقد رافقته الى سرت وبنغازي عبر الصحراء. كانت تحضر الاحتفالات بالعيد الوطني وترافق زوجته وابنتيه عائشة وهناء التي كانت تقف دائما خلف شقيقتها الكبرى.
كان لديها ذكريات جميلة وأعمال مزدهرة حيث قالت لي إن سائقي باب العزيزية كانوا في طليعة من يشهد على الزيارات النسائية.
حسين السائق
أحد هؤلاء السائقين، واسمه حسين، كان يعمل في جهاز البروتوكول، أكد لي انه كان يقود الفتيات من فندق مهاري الى المطار. وقال «كن يأتين من كل البلدان والاتجاهات، من مدن ليبية، ولبنان، والعراق، ودول خليجية، والبوسنة، وصربيا، وبلجيكا، واسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا وأوكرانيا. كانت أعمارهن لا تزيد على عشرين عاما، وكن في غاية الجمال حتى من دون ماكياج. وكان بينهن قاسم مشترك واحد، وهو: الشعر الطويل».
«كان شخص من البروتوكول مكلفا باستقبالهن وقيادتهن الى الفندق. حيث يقضين عدة ساعات أو أيام قبل أن يأتي حسين لينقلهن الى باب العزيزية. وغالبا حوالي الساعة الواحدة صباحا. وكان يبقى في السيارة في المرآب حتى الخامسة صباحا. ليعيد الفتاة الى الفندق. وكانت سيارة تابعة للحرس تسير خلف سيارته.
بعضهن كن يخرجن من باب العزيزية سعيدات، والبعض الآخر منهن يخرجن حزينات. بعضهن كن يغادرن في اليوم التالي. وبعضهن يعدن عدة ليال على التوالي».
جميعهن كن يصلن الى طرابلس مع حقائب صغيرة، وغالبيتهن يغادرن مع عدة حقائب كبيرة. وكان حسين عبر مرآة السيارة الداخلية يكتشف رزم الدولارات. «أقسم لك على رأس ابني أن إحداهن أخرجت من حقيبة سامسونايت ممتلئة بأوراق مائة الدولار، ورقة مائة دولار لفتها كخرطوم وتنشقت الكوكايين، مائة دولار أكثر من راتبي الشهري. رافقت مغنية أمضت الليلة لدى القذافي الى المصرف، حيث تسلمت الأمر بأن أسحب لها مليون يورو من المصرف من فئة الخمسمائة يورو. وفي هذا اليوم قررت ترك وظيفتي، فقد كنت مشمئزا للغاية منها. وكنت قبل ذلك أعتقد انها وظيفة محترمة».
سألت آخر صديق لحسين كان مكلفا بالاهتمام بالبنات اللاتي ينزلن في فندق كورانيتيا، أكد لي أن الممرضة الأوكرانية كانت تأخذ عينة من دمه في الفندق أمام الجميع للقول للفتيات اللاتي اخترن لزيارة باب العزيزية أن هذا التدبير الغريب ينطبق على الجميع من دون استثناء.
إشكالات دبلوماسية
هوس القذافي كان يثير غضب رجال الأمن الأجانب أحيانا. فقد روى أحد وزراء خارجية السنغال كيف انه رفض بشدة بقاء المرأة الوحيدة في عداد وفده في طرابلس تلبية لطلب القائد.
وزير آخر طلب تفسيرا، لم يحصل عليه، حول الأسباب التي تدفع بالسلطات الليبية لاخضاع الفتيات الموريتانيات المدعوات الى ليبيا لفحوص طبية ضد الإيدز.
وزير آخر قال إنه رصد صوراً كان مبعوثو القذافي يرونها للناس بحثاً عن فتيات لفتن نظر العقيد خلال زيارته للنيجر. ووزير آخر فتح تحقيقا سرعان ما أغلقه بعد أن عرف أن فتيات مدعوات من قبل القذافي قد صودرت جوازات سفرهن واحتجزن في فندق مهاري. وحرصُ نوري مسماري على عرض أجمل الفتيات على القائد أدى ذات يوم الى فضيحة دبلوماسية بين ليبيا والسنغال.
في الفاتح من سبتمبر عام 2001 كانت مئات عارضات الأزياء الأفريقيات مدعوات للمشاركة بالذكرى الثانية والثلاثين لوصول العقيد القذافي الى السلطة.
وكان المطلوب من السفارات الليبية في الخارج ان تساهم بهذه التظاهرة، وقد وضعت إمكانات طائلة لهذه الغاية، وكان عليها أن تنشط في وسط بنات الموضة أو فتيات المرافقة أي (..) اللوكس.
كُلفت شقيقتان توأمان في السنغال نانسي وليلى كومباك وهما ابنتا ممثل سنغالي، وعملتا سابقا مع أجهزة القذافي. وفي 28 أغسطس اعطتا موعدا لمائة فتاة سنغالية في المطار وجهت لهن طرابلس دعوة لمدة أسبوع. في اليوم المحدد عند الساعة السابعة صباحاً كن جميعهن في المطار، طويلات نحيفات رائعات الجمال كلهن أمل، كان القائم بأعمال السفارة الليبية في استقبالهن في المطار وصعدن على متن طائرة بوينغ 727 استأجرتها الدولة الليبية من مالطا، ولكن قبيل الإقلاع طلبت السلطات السنغالية منع الطائرة من الإقلاع لأنهم شكوا بطبيعة المسافرات، بعضهن من دون جوازات سفر، من دون تأشيرات دخول الى ليبيا، بعضهن قاصرات اضطرت الحكومة السنغالية للتنديد بمحاولات تهريب الفتيات ووصف وزير خارجية السنغال هذه القضية المتورط فيها دبلوماسيون ليبيون، بأنها غير مقبولة وغير ودية، وقال إن السنغال ليست «دولة تمرير». وأعلن وزير الداخلية الجنرال مامادو نيانغ أن محاولات تهريب الفتيات من السنغال كانت على علاقة بشبكة دولية للدعارة، وأنه سيطلب من الانتربول (الشرطة الدولية) التحقيق في الموضوع.
استدعت السنغال سفيرها في طرابلس للتشاور وأرسل وفد ليبيا الى داكار للقاء وزيري الخارجية والثقافة، والرئيس عبد الله واد الذي أعلن رسمياً أنه مجروح. واتصل بالقذافي، وهو في حالة غضب شديد. وكان يتعين بذل الجهود الدبلوماسية الجبارة، التي قام بها أحد مستشاريه، وهو الذي روى لي الحادثة، لتجنب قطع العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا.
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
وفي كتابها «الفرائس في حرم القذافي»، تواصل المؤلفة الفرنسية آنيك كوجين نقل مارواه نساء ورجال كانوا من ضحايا مجون القذافي أو شهوداً عليه.
عودة إلى طرابلس. هذه المدينة الغريبة هي في الوقت ذاته عصرية: تكثر فيها ازدحامات السير، تائهة ولا تعرف ما هي، هل لديها سحر مختبئ؟ من دون أدنى شك!
في المدينة القديمة المحاطة بالأسوار، يمكن أن تحد الأسواق والأبواب الخشبية المحفورة منازل قديمة تعود للحقبة العثمانية، مساجد رائعة وقصور سرية، وقد يكون هناك في وسط المدينة بقايا آثار جميلة من الحقبة الإيطالية. وفي ساحة التحرير في الصيف، بمقدور الأطفال اللهو والركض.
ولكن في شتاء عام 2012، البارد، لم أكن أنتبه إلى سحر هذه العاصمة الغريبة، التي تمتد على ساحل البحر المتوسط ولا ترضى بالتطلع إليه.
عبرت المدينة في سيارة تاكسي بحالة مزرية، وكان السائق يسخر ويغوص وسط الازدحام، لا يحترم أولويات المرور ولا قواعده، ولا يتوقف عند الإشارات الضوئية. وكان ينشد أغاني الثورة مع الراديو. لم يقل ما إذا كان يعرف العنوان الذي أقصده. «يا الله»، قال لي ردّاً على سؤالي.
كان يتوقف فجأة ليسأل عن طريقه، فيعود أدراجه. وعندما اكتشف - بفرح كبير - أنني فرنسية، بدأ يصرخ: «شكراً للرئيس الفرنسي فرنسوا ساركوزي». كنت أبتسم وأرسم إشارة النصر بإصبعي. وكان هو يقول إن تدخل «الأطلسي» لدعم الثورة يتطلب عرفاناً بالجميل إلى الأبد.
الشتاء كان قاسياً على سكان طرابلس. معظم الورش الخاصة والعامة معطلة، العديد من القطاعات الاقتصادية تضررت بشكل كامل، دفعت بقطعان من العاطلين عن العمل إلى الشوارع.
المتمردون يتأخرون في ترك الكتائب المسلحة التي قاتلوا في صفوفها. يحنون إلى اللحظات القوية التي صهرتهم، ونشوة النصر لا تزال تعتمر في قلوبهم. وهم في الوقت نفسه على استعداد للاشتباك مع ميليشيا منافسة. يترددون باختيار مستقبلهم، غير قادرين على تحديد ما سيقدمون عليه في المدى القريب.
بدأت الأصوات تعلو منددة بغياب شفافية السلطة الجديدة، أي المجلس الوطني الانتقالي، الذي لم يتم الكشف عن كل أعضائه. وأيضاً للتنديد بعدم فعالية الحكومة المؤقتة.
كان يجري الحديث عن نوايا انفصاليين في الشرق ونزاعات يقودها أنصار القذافي في الغرب، ولكن في طرابلس، حيث تم ردم مبنى باب العزيزية كلياً تمهيدا لتحويله - ذات يوم - إلى حديقة عامة كبيرة، يبدو أن الوقت قد حان، ومحاوريّ لا يدرون ما يفعلون.
من أجل المعلومة
عندما اتصلت ببعضهم. كان رد الفعل الأول ينم عن اضطراب، «كيف حصلت على رقمي؟». «من الذي أعطاك رقمي؟». «لماذا تتصلين بي؟». «لا علاقة لي بهذا الموضوع، لا تذكري اسمي على الإطلاق! لا يحق لك أن تدمري حياتي!».
وأحياناً، كان الرعب يأخذ شكل الغضب المرفق بالتهديدات، وغالباً ما كان يهدأ. كان يجب التفسير والطمأنة، والإكثار من الوعود بعدم كشف الأسرار. الكثير من المواعيد، التي حصلت عليها بعد كفاح طويل، كانت تلغى في اللحظة الأخيرة، أو تؤجل من دون إعطاء أي تفسير. أحد القادة المفترض أن يقودني إلى شاهد أساسي اختفى ولم يعد يرد على مكالماتي الهاتفية، وقيل لي إنه نقل إلى مستشفى في طرابلس، ومن ثم إلى تونس، حتى قيل لي إنه مات.
والمصدر الآخر سافر فجأة. والثالث مريض. ظهرت كل المؤشرات التي أعطتني إياها صوريا أنها صحيحة. الخطف، الحجز، الاغتصاب، مسخرة حارسات القذافي، التردد الدائم على غرفة القذافي من قبل شبان وشابات، هوس العقيد الجنسي.
بقي أن أفهم كيف كانت تعمل تلك الشبكات التي كانت توفر للقذافي الضحايا الشابات يومياً، وعلى مدى سنوات؟! كان المتواطئون في كل مكان.
من المؤكد أنه كان يوجد رجال يعرفون ذوقه تماماً ويعرفون الطريقة التي تضمن لهم رضاه وتسمح لهم بالتالي بالحصول على الامتيازات. وهناك النساء اللاتي مررن بسريره وكن يعرفن أنه من خلال مد القائد بالفتيات يشققن طريق الثروة: وزيرات، شرطيات، مدرسات، موظفات مصارف، حلاقات نسائية، موظفات في الفنادق، السياحة، الأعمال.
منصور وكيلاني
خلال مقابلاتي كان يتردد اسمان باستمرار، عبدالله منصور، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية، وهو مقرب جداً من العقيد، وعلي كيلاني، وهو من الجيش، ومعروف أنهما شاعران، والاثنان أدارا الإذاعة والتلفزيون الليبي، وعلاقاتهما بالوسط الفني كانت تسمح لهما بالوصول إلى عشرات الشباب والشابات الساذجين، وكانت لهم تطلعات للدخول إلى عالم الفن والتلفزيون. وكل تجربة لمعرفة القدرات المهنية كانت تشكل مناسبة لتقديم فريسة جديدة للدكتاتور. واللقاءات التي كان يجريانها في الفنادق الفاخرة ويظهران كسيدين محترمين كانت سرعان ما تكشف أنهما قوادان.
وكانت لهما الاتصالات مع مغنيات وراقصات وفنانات حول المتوسط. وكانا يجدان ألف حجة لتوجيه الدعوات لهؤلاء لزيارة القذافي. وكانا ينظمان السهرات والحفلات.
فمثلا، القذافي أعجب بإحدى مقدمات البرامج الخاصة بالأطفال على قناة «إم بي سي}. فاتصل عبدالله منصور بإدارة القناة لدعوة المذيعة إلى ليبيا بحجة أن الحكومة تريد تكريمها على قدراتها المهنية الكبيرة.
كذلك حاول منصور جذب صحافية لبنانية أيضا لفتت نظر العقيد، فأرسل لها الأموال لإقناعها بالمجيء إلى طرابلس، بعد أن أوهمها بأن شركة إنتاج تلفزيونية لمشاريع فنية (وهمية) بانتظارها. كانت ترصد مبالغ طائلة لخدمات كهذه تخص العقيد فقط، وكانت تلك الأموال بتصرف منصور الى جانب طائرة خاصة. وكان لمنصور شبكة في العديد من الدول العربية، مصر، لبنان، الأردن، تونس. وكانت العمولات كبيرة للغاية، خصوصاً إذا ما أعلن القائد عن ارتياحه للخدمات التي توفّر له.
في الدول الأفريقية كان العقيد يُشغل شركات مختصة بالخدمات الدبلوماسية وعددا من الشخصيات المحلية لينظموا له الحفلات واللقاءات الخاصة التي كان يحرص على أن ينعم بها خلال زياراته الرسمية الى تلك الدول. وكان يهتم أن تكون الجمعيات التي تعنى بشؤون المرأة من ضمن تلك اللقاءات، ليضمن استمرارية الحفاظ على سمعته كــ «بطل» مدافع عن قضايا المرأة. وكان يغير بروتوكول الزيارات الرسمية والدينية مثل عيد المولد في تومبوكتو عام 2006 واغاديس عام 2007 لفرض مثل هذا النوع من الاجتماعات، التي تشكل له مناسبات للعثور على صديقات يبقين مخلصات له. وكان لا يتأخر عن توزيع العطاءات والميداليات التي تحمل صورته اضافة الى العقود النفيسة.
«الغني والكريم»!
وكانت الصديقات الجديدات يتحولن الى لجان تنظم له اللقاءات اللاحقة، التي كان يحب ان تكون استعراضية صاخبة، وكان خلالها يختار الشابات الصغيرات لزيارة ليبيا.
الدعوة كانت في غاية البساطة، فسمعة القذافي في البلدان الأفريقية أنه «غني وكريم}. وكانت الحقائب الممتلئة بالأموال تسافر في عداد الوفد، وكانت معروفة ومنتظرة مثل خطاباته المعادية للأميركيين وملابسه الغريبة، والجميع كان يجد الدعوات لزيارة ليبيا مسألة طبيعية، ألم يكن يسوق ليبيا على أنها جنة النساء، وقال لي شاب ليبي درس في نيجيريا انه كان يلتقي أحياناً في المقاهي والملاهي مجموعة فتيات من نيجيريا ومالي في حالة من الفرح والهيجان لأنهن سيسافرن في اليوم التالي الى طرابلس.
لقد كن يعلنّ صراحة بأنهن يأملن في لقاء بابا معمر الذي كان يحب إسعاد الفتيات الشابات ويدعوهن الى قضاء إجازاتهن المدرسية في بلده، الم يكن الرجل الاكثر اهتماماً بالنساء بين كل رجال العالم!
فاطمة
فاطمة هي التي روت لي حكايات تلك الزيارات. كان موعدي معها في بهو فندق كارينتا الفخم، هي التي لوحت بيدها لي. وكانت تعرف كل الذين يعملون في الفندق. كانت بيضاء البشرة، عمرها 36 عاما. عرّفت عن نفسها بأنها موريتانية، تعيش منذ 20 شهراً في طرابلس بفضل معمر القذافي.
● كيف وصلتِ إلى هنا؟
- المسألة في غاية البساطة (انفجرت بالضحك..). كانت هناك امرأة نيجيرية متزوجة من طوارق يعرف مبروكة اقترحت عليّ في عام 2003 زيارة طرابلس مع اربع من صديقاتي. العرض كان مغريا: بطاقة طائرة، إقامة في فندق أربع نجوم، السياحة في ليبيا على نفقة الحكومة، ومصروف جيب.. من يرفض مثل هذا العرض؟ ماذا كنت ستفعلين لو كنت مكاني؟ بالتأكيد كنت ستقولين نعم من دون تردد وبسعادة كبيرة؟
● كنت سعيدة، لأنها أجابت عن سؤالها بنفسها، لأن نعم من قبلي لم تكن مسألة طبيعية. وواصلت كلامها:
- الدعوة بالنسبة إليّ كانت هدية من السماء. وصلت الى مطار طرابلس مع صديقاتي. كان جلال (الشاب المخنث المغرم بصوريا) بانتظارنا، وقادنا الى فندق مهاري - 5 نجوم - كان يديره لفترة مؤقتة نوري مسماري. وقد سلَّم كل واحدة منا مغلفا يحتوي على 500 دينار (300 يورو) لكي نذهب ونتسوق، قبل أن يبدأ برنامج الزيارة السياحي. وبعد عدة أيام طلب منا أن نرتدي ملابس أنيقة لأننا سنذهب لزيارة بابا معمر.
جاءت سيارة من البروتوكول وأقلتنا الى باب العزيزية وهذا كان يشير الى أننا ضيفات مهمات.
العالم يحب ليبيا
- قادتنا مبروكة الى صالون في منزل القذافي الذي وصل وهو يرتدي ملابس رياضية حمراء، كان بسيطا. اهتم بكل واحدة منا سأل عن أهلها، عن اسمها عن قبيلتها، عن لغتها وعن وسائل تسليتها، وما إذا كنا نحب ليبيا؟ وقال إنه سعيد بان كل العالم يحب ليبيا.
كان في غاية اللطف والمرح. وفي لحظة من اللحظات التفت الى مبروكة وقال لها «ستكون مسألة جميلة لو أن فاطمة تعمل معنا. لأنني لاحظت انها تتكلم العربية، الطوارقية، السواحلية والفرنسية وهذه المسألة مهمة بالنسبة الينا». بدت لي مبروكة منزعجة، ولكنها قالت «نعم».
عدنا الى الفندق ونحن نكاد نطير من الفرح لأن بابا معمر اهتم بكل واحدة منا. استمرت الإجازة 3 أسابيع. جلال والسائق كانا دائما تحت تصرفنا. وتلقينا هدايا كثيرة.
«قنبلة» من مالي
تؤكد فاطمة أنها لم تر القذافي ثانية خلال هذه الزيارة. ولكنها سرعان ما عادت الى طرابلس مع مجموعة أخرى من الفتيات، بينهن فتاة من مالي دلوعة وصفتها بــ «القنبلة» وقالت إن القذافي جُنَّ بها.
وأضافت فاطمة «كانت الفتاة المالية ترتدي «تي شرت» من دون كم يلتصق بجسمها، وكان ذلك يتسبب لنا في بعض المشاكل في شوارع طرابلس. لكن القذافي كان يحب هذا. كان يرسل لها طائرة خاصة صغيرة ويستدعيها باستمرار. وفي كل مرة كان يخرج من الغرفة، حيث كنت انتظر أمامها مع مبروكة، كان يقول لمبروكة «اهتمي جيدا بضيفاتي»، وكان هذا يعني الهدايا والأموال. وكان جلال يعطينا ساعات رادو، تيسو وغيرها من الماركات، إضافة الى الأساور والأقراط الذهبية، عقود مع صورة القذافي محاطة بألماس، ولدى مغادرتنا كانت توزع علينا مغلفات تتراوح بين 2000 و20 ألف دولار. حسب الضيفات اللاتي كنت أرافقهن الى طرابلس.
القاسم المشترك
تتناسى فاطمة دورها، وكانت تتهرب من الإجابة عن عدد من الأسئلة من خلال الضحك، نحن الموريتانيات موهوبات للعلاقات العامة والتجارة. وبالنسبة اليّ هذا التعريف يعادل (..) وكانت تقول لي نحن الموريتانيات لا نحب النظام ونختار رجالنا بأنفسنا، وليسوا هم الذين يختاروننا. ويبدو أنها ساقت الى القائد مجموعات كبيرة من الفتيات من عدة دول. وآخر مرة اصطحبت 17 فتاة من نواكشوط لإحياء عيد المولد النبوي. وباتت علاقتها بباب العزيزية معروفة من الجميع. فقد كانت وسيطة بين الوزراء والسفراء ورجال الأعمال الأفارقة وبين باب العزيزية. مبروكة كانت تهتم بنساء وبنات الرؤساء الأفارقة اللاتي يردن رؤية القذافي، أما أنا فكان حقل نشاطي أوسع بكثير. وبدا واضحا أنني أصبحت من المقربين جدا للعقيد، لقد رافقته الى سرت وبنغازي عبر الصحراء. كانت تحضر الاحتفالات بالعيد الوطني وترافق زوجته وابنتيه عائشة وهناء التي كانت تقف دائما خلف شقيقتها الكبرى.
كان لديها ذكريات جميلة وأعمال مزدهرة حيث قالت لي إن سائقي باب العزيزية كانوا في طليعة من يشهد على الزيارات النسائية.
حسين السائق
أحد هؤلاء السائقين، واسمه حسين، كان يعمل في جهاز البروتوكول، أكد لي انه كان يقود الفتيات من فندق مهاري الى المطار. وقال «كن يأتين من كل البلدان والاتجاهات، من مدن ليبية، ولبنان، والعراق، ودول خليجية، والبوسنة، وصربيا، وبلجيكا، واسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا وأوكرانيا. كانت أعمارهن لا تزيد على عشرين عاما، وكن في غاية الجمال حتى من دون ماكياج. وكان بينهن قاسم مشترك واحد، وهو: الشعر الطويل».
«كان شخص من البروتوكول مكلفا باستقبالهن وقيادتهن الى الفندق. حيث يقضين عدة ساعات أو أيام قبل أن يأتي حسين لينقلهن الى باب العزيزية. وغالبا حوالي الساعة الواحدة صباحا. وكان يبقى في السيارة في المرآب حتى الخامسة صباحا. ليعيد الفتاة الى الفندق. وكانت سيارة تابعة للحرس تسير خلف سيارته.
بعضهن كن يخرجن من باب العزيزية سعيدات، والبعض الآخر منهن يخرجن حزينات. بعضهن كن يغادرن في اليوم التالي. وبعضهن يعدن عدة ليال على التوالي».
جميعهن كن يصلن الى طرابلس مع حقائب صغيرة، وغالبيتهن يغادرن مع عدة حقائب كبيرة. وكان حسين عبر مرآة السيارة الداخلية يكتشف رزم الدولارات. «أقسم لك على رأس ابني أن إحداهن أخرجت من حقيبة سامسونايت ممتلئة بأوراق مائة الدولار، ورقة مائة دولار لفتها كخرطوم وتنشقت الكوكايين، مائة دولار أكثر من راتبي الشهري. رافقت مغنية أمضت الليلة لدى القذافي الى المصرف، حيث تسلمت الأمر بأن أسحب لها مليون يورو من المصرف من فئة الخمسمائة يورو. وفي هذا اليوم قررت ترك وظيفتي، فقد كنت مشمئزا للغاية منها. وكنت قبل ذلك أعتقد انها وظيفة محترمة».
سألت آخر صديق لحسين كان مكلفا بالاهتمام بالبنات اللاتي ينزلن في فندق كورانيتيا، أكد لي أن الممرضة الأوكرانية كانت تأخذ عينة من دمه في الفندق أمام الجميع للقول للفتيات اللاتي اخترن لزيارة باب العزيزية أن هذا التدبير الغريب ينطبق على الجميع من دون استثناء.
إشكالات دبلوماسية
هوس القذافي كان يثير غضب رجال الأمن الأجانب أحيانا. فقد روى أحد وزراء خارجية السنغال كيف انه رفض بشدة بقاء المرأة الوحيدة في عداد وفده في طرابلس تلبية لطلب القائد.
وزير آخر طلب تفسيرا، لم يحصل عليه، حول الأسباب التي تدفع بالسلطات الليبية لاخضاع الفتيات الموريتانيات المدعوات الى ليبيا لفحوص طبية ضد الإيدز.
وزير آخر قال إنه رصد صوراً كان مبعوثو القذافي يرونها للناس بحثاً عن فتيات لفتن نظر العقيد خلال زيارته للنيجر. ووزير آخر فتح تحقيقا سرعان ما أغلقه بعد أن عرف أن فتيات مدعوات من قبل القذافي قد صودرت جوازات سفرهن واحتجزن في فندق مهاري. وحرصُ نوري مسماري على عرض أجمل الفتيات على القائد أدى ذات يوم الى فضيحة دبلوماسية بين ليبيا والسنغال.
في الفاتح من سبتمبر عام 2001 كانت مئات عارضات الأزياء الأفريقيات مدعوات للمشاركة بالذكرى الثانية والثلاثين لوصول العقيد القذافي الى السلطة.
وكان المطلوب من السفارات الليبية في الخارج ان تساهم بهذه التظاهرة، وقد وضعت إمكانات طائلة لهذه الغاية، وكان عليها أن تنشط في وسط بنات الموضة أو فتيات المرافقة أي (..) اللوكس.
كُلفت شقيقتان توأمان في السنغال نانسي وليلى كومباك وهما ابنتا ممثل سنغالي، وعملتا سابقا مع أجهزة القذافي. وفي 28 أغسطس اعطتا موعدا لمائة فتاة سنغالية في المطار وجهت لهن طرابلس دعوة لمدة أسبوع. في اليوم المحدد عند الساعة السابعة صباحاً كن جميعهن في المطار، طويلات نحيفات رائعات الجمال كلهن أمل، كان القائم بأعمال السفارة الليبية في استقبالهن في المطار وصعدن على متن طائرة بوينغ 727 استأجرتها الدولة الليبية من مالطا، ولكن قبيل الإقلاع طلبت السلطات السنغالية منع الطائرة من الإقلاع لأنهم شكوا بطبيعة المسافرات، بعضهن من دون جوازات سفر، من دون تأشيرات دخول الى ليبيا، بعضهن قاصرات اضطرت الحكومة السنغالية للتنديد بمحاولات تهريب الفتيات ووصف وزير خارجية السنغال هذه القضية المتورط فيها دبلوماسيون ليبيون، بأنها غير مقبولة وغير ودية، وقال إن السنغال ليست «دولة تمرير». وأعلن وزير الداخلية الجنرال مامادو نيانغ أن محاولات تهريب الفتيات من السنغال كانت على علاقة بشبكة دولية للدعارة، وأنه سيطلب من الانتربول (الشرطة الدولية) التحقيق في الموضوع.
استدعت السنغال سفيرها في طرابلس للتشاور وأرسل وفد ليبيا الى داكار للقاء وزيري الخارجية والثقافة، والرئيس عبد الله واد الذي أعلن رسمياً أنه مجروح. واتصل بالقذافي، وهو في حالة غضب شديد. وكان يتعين بذل الجهود الدبلوماسية الجبارة، التي قام بها أحد مستشاريه، وهو الذي روى لي الحادثة، لتجنب قطع العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا.
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 18
اضغط هنا للجزء الاول
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس عشر
اضغط هنا للجزء السابع عشر
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس عشر
اضغط هنا للجزء السابع عشر
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 18
شكـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــرآ وبارك الله فيك
اسماعيل ادريس- مستشار
-
عدد المشاركات : 15213
العمر : 50
رقم العضوية : 1268
قوة التقييم : 66
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 18
شكرا لك ولمرور من هنا
اضغط هنا للجزء الاول
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس عشر
اضغط هنا للجزء السابع عشر
اضغط هنا للجزء الثامن عشر
اضغط هنا للجزء التاسع عشر
اضغط هنا للجزء 20 والاخير
اضغط هنا للجزء الاول
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس عشر
اضغط هنا للجزء السابع عشر
اضغط هنا للجزء الثامن عشر
اضغط هنا للجزء التاسع عشر
اضغط هنا للجزء 20 والاخير
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 17
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 10
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 11
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 1
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 19
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 10
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 11
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 1
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 19
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR