إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 15
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 15
القذافي يتربص بفريساته وينقض عليهن (15)
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
بعد قصة صوريا تبين ان هناك قصصاً عديدة تشبهها وان فتيات كثيرات كن ضحايا للعقيد.
وفي الجزء الثاني من كتاب «الفرائس في حرم القذافي»، الذي تنشره القبس، تروي الكاتبة الحقائق التي استقتها لتؤكد صحة ما سمعته من صوريا وعنها.
لم يكن بمقدور الدكتور فيصل كرتشي أن يتخيل من الذي سيكتشفه في نهاية شهر أغسطس عام 2000 عندما سيطر مع حفنة من الثوار على جامعة طرابلس. بالطبع، الطبيب المختص بالأمراض النسائية درس في جامعات إيطاليا وبريطانيا، ولندن، وهو الهادئ والرصين، لم يكن يجهل فساد النظام في ليبيا بشكل عام والجامعي وشبكة المراقبة والمخبرين التي وضعتها اللجان الثورية بشكل خاص. كما أنه كان يعرف الكثير عن حجم آلة الدعاية في مختلف الكليات، وهو كان يعرف أن ذكرى إعدام الطلاب شنقاً في عام 1977 و1984 لا تزال راسخة في أذهان الكثير من الليبيين، كما يعي أنه لم يكن يمكنه التدريس في الجامعة من دون إعطاء ضمانات الولاء الكامل للنظام. لذا هو أيضا لم يفاجأ، بعد ليلة المعارك الضارية في الحي الجامعي، بوجود سجن ومكتب لرئيس جهاز المخابرات عبدالله سنوسي داخل الحرم الجامعي، ويحتوي على معلومات حول عشرات الطلاب والأساتذة مع قائمة بأشخاص يجب تصفيتهم. ولكن ما فاجأ الدكتور كرتشي الى اقصى الحدود وأصابه بالصدمه هو ما اكتشفه صدفة بينما كان يتنقل في مباني الحرم الجامعي: لقد وجد شقة سرّية تقع تحت قاعة المحاضرات الخضراء التي كان يحلو لمعمر القذافي إلقاء خطبه ومحاضراته فيها عندما كان يزور الحرم الجامعي. واكتشف الدكتور أيضا أن العقيد كان عندما يتواجد في تلك الشقة يذهب الى أبعد مما يمكن أن تسمح به الظنون. فتلك الشقة كانت تتضمن غرفة نوم مع سرير لشخصين وأضواء برتقالية فاقعة، وحماما فخما جدا. كانت شقة خاصة بزعيم البلاد وتستخدم لمارسة العلاقات الحميمية غير الشرعية. لكن، ليس هذا فقط ما جعل شعر الدكتور يقشعر، بل وأيضا الشقة الأخرى المجاورة، حيث كانت توجد قاعة طب نسائي مجهزة بأحدث التجهيزات: سرير طبي، آلات أشعة، معدات طبية، إضاءة خاصة بغرف العمليات.. «وكيف لي ألا أشعر بالإشمئزاز والنفور وأن أصاب بالصدمة؟! لا شيء على الإطلاق يمكن أن يبرر وجود مثل هذا المستشفى الصغير، لأن مركز الطب النسائي الرسمي يبعد 100 متر فقط عن الحرم الجامعي!». إذن لماذا كانت تلك الشقة؟ وما الممارسات غير الشرعية والفاسقة التي كانت تتم في السرّ وبعيداً عن الأنظار والسمع؟
يقول الدكتور كرتشي «هناك احتمالان: الأول إجراء عمليات للإجهاض، والثاني إجراء عمليات إعادة غشاء البكارة. والاثنان ممنوعان في ليبيا. وإذا أردت ألا أتحدث عن الاعتداء الجنسي فإن الأمر يتعلق بعلاقات جنسية مقلقة».
طبيب العائلة
كان الدكتور كرتشي وهو يتحدث إليّ يزين كل كلمة في كلماته، فهو كان يعي جيدا حجم وحشية اكتشافه، خصوصا أنه كان طبيب ابنتي القذافي- عائشة وهناء- الخاص، وقد وضعه ذلك في موقف غريب.
يؤكد كرتشي قائلا: «كانت عائلة القذافي تحترم خبراتي المهنية»، ويضيف أن عائشة وهناء كانتا تنقلان له استغراب والدهما منه لأنه لم يكن يطلب خدمات بالمقابل. «لم أطلب يوما سيارة أو شقة أو مبلغا من المال أو أي شيء».
كان الدكتور كرتشي يعرف عن ميول القذافي الشاذة تجاه الفتيات الشابات، كما أنه سمع الكثير عن «لمسة القذافي السحرية»، وماذا كان يعني أن يضع يده على رأس فتاة- كإشارة منه لحارساته على أنه قد اختار «الفريسة المقبلة». وكان كرتشي يعرف أيضاً أن تصرفات القذافي الجنسية كانت تشكل أكبر خرق للمحرمات الاجتماعية، ولكن لا أحد كان يتجرأ على التطرق الى الموضوع، أو حتى تحذير الطالبات لحمايتهن. كان الجميع يفضل تجاهل الأمر ويتصرفون على أساس أنهم لم يروا ولم يسمعوا ولن يتحدثوا. أما بالنسبة الى ضحايا «الصياد» فلم يكن لديهن خيار سوى إلتزام الصمت وترك الجامعة.
ويستحيل إعطاء تقديرات لعدد الفتيات اللاتي دعين الى باب العزيزية أو اقتدن الى الجناح الرئاسي السرّي في الجامعة. وقال لي الطبيب كرتشي إنه عندما اكتشف جناح القذافي السرّي في الحرم الجامعي وجد بداخله 6 أقراص مدمجة تتضمن مشاهد لاعتداءات جنسية قام بها القائد في الجناح. وأكد أنه أتلف تلك الأقراص، خوفاً من أن تقع في أيدي أحد يمكن أن يسيء استخدامها، مثل ابتزاز الفتيات اللواتي في الشريط أو قتلهن او ممارسة الضغوط عليهن. فهمُّه الأول كان حماية الفتيات.
كسر الصمت
غريب أمر دكتور الأمراض النسائية هذا! كان الأجدر به أن يحتفظ بتلك الأقراص المدمجة كوثائق وإثباتات، وأن يترك للعدالة أن تأخذ مجراها وتقرر الإجراء المناسب المتعلق بها!
اكتشاف جناح القذافي تحت قاعة المحاضرات في الحرم الجامعي أحدث صدمة في الجامعة. طلبت من شاب جامعي أن يساعدني في العثور على واحدة من الطالبات اللواتي كن من بين ضحايا القذافي. انتظرت جوابه أياما، تلقيت بعدها رسالة عبر البريد الإلكتروني بالرفض والاعتتذار عن التعاون معي، لأن الموضوع يصب في خانة المحرمات.
حاولت أن أعرف المزيد، ولكن لم أجد أحداً قد مستعد أن يعترف بأنه يعرف أو يكون قد لاحظ وجود عناصر تشير الى التحرش الجنسي بالفتيات في الجامعة.
توجهت الى رئيس تحرير مجلة ليبيا الجديدة الذي بدا لي أنه وحده مصمم على كسر الصمت. وقال لي: «كانت لي صديقة من عائلة من أصول فلاحية من منطقة عزيزية، وجاءت لدراسة الطب في طرابلس. ولدى زيارته للجامعة وضع القذافي يده على رأس تلك الفتاة. وفي اليوم التالي قصدتها في قاعة المحاضرات حارسات القذافي وقلن لها إن القائد قد اختارها للإنضمام الى الحرس الثوري. أهل الفتاة رفضوا، وكذلك الفتاة نفسها، فأطلقت الحارسات التهديدات ضد ابنهم (الشقيق). عندها لم يعد أمام الفتاة سوى الوافقة على مرافقة الحارسات للقاء العقيد، الذي أعتدى عليها واحتجزها لمدة أسبوع، ثم أطلق سراحها مع مبلغ كبير من المال وسيل من التهديدات والوعيد إن هي تفوهت بكلمة عن ما تعرضت له».
«أهل الفتاة رفضوا استقبال ابنتهم مجددا في منزل العائلة، فقد أصبحت بنظرهم مصدرا للذل والعار. في الوقت نفسه كان من الصعب جدا على الفتاة أن تعود الى الحرم الجامعي وتتابع دراستها بشكل طبيعي.. وها هي اليوم تعمل في تجارة السيارات، وفي الحقيقة تتاجر بجسدها!».
مسألة شائعة
«إن الصمت هو سيد الأحكام، ولا أحد على الإطلاق سيشهد في قضية اغتصاب»، أكد لي الطبيب. ولكنه تحدث عن قصص عدة أوضحت لي أن الاغتصاب كان مسألة شائعة، خاصة اغتصاب الطالبات، وفي كلية الطب على وجه الخصوص.
في أحد الأيام لاحظت إحدى الطالبات، وكانت من المتفوقات في الدراسة، وعلاماتها كانت دائما مرتفعة، أن خطأ ما حصل في تقييمها الدراسي. فذهبت الى الأمين العام للجامعة تطلب منه أن يتأكد لها من أن خطأ لم يحصل في تقدير علاماتها. المسؤول وعدها بالقيام بذلك، شرط أن تذهب الى «رغاثا»، وهو مركز استجمام لأركان النظام يقع على البحر، وحيث كان أولاد الزعماء وكبار مسؤولي الدولة يقضون أوقاتهم في الفسق والمجون.
كل طرابلس كانت تعرف أن «رغاثا» كانت منطقة لا تحترم فيها القوانين، وكل شيء فيها كان مباحاً. على مدار سنتين ظلت الطالبة ترفض الانصياع لشرط المسؤول، وبالمقابل ظلت درجاتها الجامعية تتدنى بالرغم من كل الجهد الذي كانت تبذله.. حتى أنها وصلت الى مرحلة صارت تحصل على علامة صفر في كل المواد وطردت من الجامعة. «هل بمقدورك تخيل ذلك؟»، سألني الدكتور كرتشي، وأضاف «بعدما انصاعت لابتزازهم كان هناك شخص جاهز ليتوسط للسماح لها بالعودة الى الكلية. ولقد نقلت الى السلطات الجديدة شهادات خمس فتيات تحلين بالشجاعة وأثبتن فساد النظام الحقير».
إن الجناح الواقع تحت قاعة المحاضرات الخضراء سيحمل معه أسراره دون أن يكشفها أحد. ويبدو أن هناك أماكن أخرى قد أعدت للقذافي. فهو كان دائما بحاجة الى نساء، وخاصة عذراوات، وأحيانا الى رجال لإقامة علاقات جسدية معهم. كان يلزمه على الأقل أربع نساء في اليوم، وفقاً لما أكدته لي خديجة الطالبة التي اعتدى عليها وبقيت عدة سنوات في باب العزيزية وأجبرت على الإيقاع برجال النظام. وهذا ما أكده أيضا للصحافة البريطانية «فيصل»، وهو شاب جميل لاحظه العقيد خلال زيارته للجامعة وأجبره على التخلي عن دراسة الحقوق والالتحاق بجهازه الخاص.
و«فيصل»، البالغ من العمر اليوم 30 عاما، يشدد على طبع القذافي العنيف. فقد كان يتناول الفياغرا بكثافة، وكان يؤكد باستمرار أن العديد من النساء كن يخرجن من غرفته الى المستشفى، بسبب إصابتهن بنزيف داخلي.
لقد كان القذافي ساديا وعنيفا للغاية.
إذاً، كانت المدارس والجامعات تشكل له مصدرا لتجديد حاجات رغباته الجسدية.
«هدى الجزارة»
في جامعة بنغازي لاحظ القذافي هدى بن عامر، والدة ابنته هناء، التي يقال إنها ابنته بالتبني، والتي جعلها ابنته الحقيقية. لقاؤه الأول بهدى بن عامر كان عندما كانت الجموع تشهد إعدام طالب شاب معارض مسالم، حيث خرجت هدى من صفوف الناس وراحت تشد الشاب، المتدلي من حبل المشنقة، من رجليه، بكل قوتها لتسريع عملية موته. وأعطاها ذاك التصرف الوحشي شهرة على مستوى البلاد كلها. و«بفضل» هذه القساوة حصلت على لقب «هدى الجزارة»، وفي الحقيقة كان القذافي قد لاحظها في وقت سابق في عام 1976، عندما تصدت لتظاهرات الطلاب، وأكدت تمسكها بالنظام، وراحت تشي بالطلاب المعارضين، وقامت بحملة تطهير.
«لم نر في حياتنا امرأة مثلها»، يقول أحد رفاقها الطلاب القدامى.
كانت طموحات هدى بن عامر تتخطى جرأتها. كانت تخطب بحماسة لا متناهية، تشارك في الاجتماعات حتى ساعة متأخرة من الليل. وكانت تردد تهديدات القذافي للمعارضين بحملة إعدامات جديدة، بعد إعدامات عام 1977. وكانت تتحدث باسم العقيد وكان نفوذها يزداد. وفي المرحلة الأولى سيطرت كليا على الجامعة. كانت تطرد الأساتذة والطلاب الذين ترى أنهم غير قريبين من طروحات النظام. واختفت في بنغازي وذهبت للعيش بالقرب من القائد. وانضمت الى حرسه الخاص قبل أن تعود ويكبر نفوذها وترتبط بشكل علني بالعقيد، الذي عينها رئيسا لبلدية بنغازي، وزوجها لأحد معاونيه عندما عرف أنها حامل منه، وكان شاهد عرسها، ثم عينها رئيسة لاتحاد البرلمانيين العرب، ورئيسة لديوان المحاسبة ووزيرة، وأصبحت من أكبر أثرياء ليبيا. وكان السكان يكرهونها. وأحرقوا منزلها في بنغازي في الساعات الأولى للانتفاضة، وهي اليوم في سجن طرابلس. واعترفت للمحققين أنها أجبرت على هجرة هناء، التي ولدت عام 1985 في 11 نوفمبر، وحملت بها من القذافي وجاءت صافية زوجة العقيد الى دار الأيتام لتبنيها.
مقتنص الفرص
كل الأماكن التي كانت تذهب إليها النساء كانت مصدرا لمد العقيد بفرائسه، بما في ذلك السجون، حيث شوهدت حارسات القائد يلتقطن صوراً لسجينات جميلات. أما صالونات التجميل وحفلات الأعراس فكانت المصدر الرئيس لإصطياد الشابات والتغرير بهن.
كان القذافي يعشق الذهاب الى المهرجانات والأفراح، لأنه الشابات والنساء يكن في أبهى حالتهن ويرتدين أجمل ما عندهن ويتزين ويتبرجن ويتعطرن بأفضل ما لديهن ليظهرن مفاتهن. وعندما لم يكن قادراً على الذهاب شخصيا كان يرسل مبعوثيه، الذين كانوا يحرصون على تزويده بأكبر عدد من الصور وأفلام الفيديو. وكان هو يقضي أوقاتاً طويلة بالنظر الى تلك الصور والأفلام.
أحد العاملين في مجال التصوير في طرابلس قال لي إنه كان يحاول التذرع بالآف الأعذار لعدم تسليم نسخ عن أفلام حفلات الزواج لباب العزيزية، وكان كثيرا ما تطلب منه وبشكل عشوائي أحيانا وانتقائي أحيانا أخرى.
وقالت لي فتيات شابات إنهن أقلعن عن حضور حفلات الأفراح التي كانت تقام في الفنادق الفخمة لكي لا تلتقط صور لهن.
كان هناك أهالي يعيشون حالة الخوف هذه. وكانوا يمنعون بناتهن من السهر خارج المنزل، خاصة عندما تكون المناسبات في منطقة باب العزيزية.
موظفوه، سائقوه، حراسه وجنوده كانوا يكلفون بإحضار صور حفلات الزواج للقائد، بعضهم كان في البداية يظن أنه يتابع أخبار عائلاتهم، ولكن الجميع ندم، وإذا ما أعجبته شقيقة أو قريبة فانه كان يطلب من الشخص الذي يعمل بخدمته تنظيم اللقاء بينها وبين العقيد، وهكذا يصبحون (..).
وإذا كانت العرائس هن اللاتي يعجبنه فكان يفضل الإنتظار ويفتعل الظروف لإبعاد الزوج وجلب الزوجة إليه.
كما نقلت الي أخبار عن الحراس الذين أصيبوا بحالات الجنون عندما اكتشفوا أنه كان (..) زوجاتهن وتمت تصفيتهم بوحشية. وكان الحراس الجدد يشاهدون صور الحراس السابقين وقد قطعت أوصالهم بعد أن ربطت أيديهم وأرجلهم بسيارتين وكل سيارة كانت تنطلق باتجاه معاكس، وكان ذلك لتلقينهم الدروس بما يمكن أن يحصل معهم إذا خانوا القائد.
الممرضات والمعلمات كن أيضا من ضمن أهدافه. وقالت لي مديرة دار حضانة كيف أنه نصب فخاً لإحدى المعلمات وعندما حشرها قالت له أتوسل إليك أنا من الجبل وعندي خطيبي، فقال لها القذافي «لديك الخيار: إما أن أقتله، وإما ان أتركك تتزوجينه وأهديك منزلاً وأتقاسمك معه وتصبحين لنا نحن الاثنين؟!».
سادي ونرجسي
أحد مساعدي القذافي القدامى، وكان من المقربين منه ويعمل معه بشكل يومياً، ولكن لم تكن لديه سلطة القرار، وافق أخيراً، وبعد تردد كبير، على أن يتحدث عن الموضوع.
كان في البداية، ينفي أي علم له بأي شيء عما يسميه حياة العقيد الخاصة، وكان يرفض أن يتدخل بها، وكان لا يبقى في المساء في باب العزيزية، ولم ينزل إلى الطابق تحت الأرض. وهو بطريقة غير مباشرة كان يشير إلى أن ذلك الطابق تحت غرفة القذافي كان مركزاً لكل المخاطر.
وبعد أن تمكنت من كسب ثقته، وبعد أن وعدته بألا أذكر اسمه أو أنشره، حدثني عن وجود «جهاز من (..) مؤلف من الحثالة والحقيرين الذين يدورون في فلكه، ويتنافسون على تنفيذ رغباته».
يمكن أن يُوصف معمر القذافي بأنه مريض جنسياً ويفكر بالجنس دائما. كان يحكم ويذل ويستعبد ويعاقب الآخرين عبر الجنس.
كان لديه نوعان من الفريسات. كانت الشابات المنحدرات من الأوساط الشعبية تشكل غذاءه اليومي، ولكنهن لم تكن لهن أي أهمية بالنسبة له. وللحصول عليهن كان يستند إلى جهازه الخاص القريب من البروتوكول. وكانت تديره مبروكة شريف. كان يأخذ الفتيات غالباً بالقوة. وقليلات كن يجاهرن بفخر بأن العقيد (..). وكان يحرص على تكريمهن بشكل جيد عندما يحققن له السعادة في الفراش، وعندما يوافقن على العودة لزيارته أو على الاتيان بفتايات أخريات.
وكان هناك الأخريات، اللاتي كانت السيطرة عليهن وجذبهن يشكل تحدياً شخصياً وانتصاراً له.
وحتى يحصل عليهن يظهر طول بال وصبرا طويلا: يرسم الاستراتيجيات ويضع الخطط ووسائل مالية مهمة.
كانت هناك المغنيات،.والفنانات، والممثلات، والصحافيات ومذيعات القنوات التلفزيونية الشرق أوسطيات. كان يمكن أن يبعث لهن بالطائرات وبالأموال الطائلة والمجوهرات حتى قبل أن تصلن إلى طرابلس. وكان بذلك يُرضي حبه لنفسه ونرجسيته.
«بمقدوري أن أحصل عليهن جميعاً» كان يقول. ولكن ليس هذا أكثر من كان يهمه.
ما كان يثيره هو أن يتملكهن لساعة واحدة، أو لليلة، أو لعدة أسابيع.
المتربص
كانت بنات أو زوجات كبار رجال المجتمع- سواء من مسؤولي نظامه أو المعارضين- يشكلن الهدف الأكثر أهمية. كان يغري المرأة ليذل زوجها أو والدها أو شقيقها، وهذا أسوأ شتيمة في ليبيا. وإذا انفضح أمر المرأة كان ذلك كفيلا بتدمير عائلتها كلها.
وحتى عندما كانت المسألة تبقى طي الكتمان كان يشعر بتفوقه على الرجل المطعون بشرفه والمخدوع. وكان بذلك يجعله يشعر بأنه يسيطر على الآخر، على الأقل نفسيا ومعنويا.
عاش القذافي، الذي ولد في الخيمة، طيلة شبابه في الفقر، كان يتعطش للثأر. كان يكره الأغنياء، وكان يعمل على إفقارهم، كما أنه كان يحقد على الارستقراطيين الذين كانوا يملكون ما لم يكن يملكه: الثقافة، والتربية، وحسن اللياقة، والسلطة. وقد أقسم على إذلالهم، وهذا كان يمر عبر العلاقات الجسدية.
كان بمقدوره إجبار بعض الوزراء وكبار الضباط على إقامة علاقة جسدية معه. ولم يكن لهؤلاء من خيار آخر غير الانصياع، لأن الرفض كان يعني الموت. وكانت طريقة سيطرته التامة عليهم مذلة الى درجة تجعلهم غير قادرين على البوح بها. وكان يطلب منهم أحيانا أن يرسلوا له نساءهم. وإذا ما رفضوا كان ينصب لهم الأفخاخ الأمنية والاستخباراتية وما الى ذلك. كان يدعو الزوجات بغياب أزواجهن، أو يذهب شخصيا لزيارتهن، وكان ذلك يثير هلع النسوة بهذه الطريقة، ويدب الذعر في نفوسهن.
أما الخطط الجهنمية فكان يرسمها لبناتهم، وكان التحضير لهذا الأمر يتطلب الوقت والنفس الطويلان، ليتمكن من جمع المعلومات عنهن، يرصد أذواقهن، يدرس عاداتهن، متى يخرجن وبعدها كان يطوقهن بفضل حارساته الشخصيات، وتحديدا بـ(..) مبروكة شريف. كانت الحارسات تحدثهن عن مدى إعجاب العقيد بهن وتقديره لهن. كانت توعدهن بالسيارات الرباعية الدفع، أو الــ«بي إم دبليو»، أو بالحصول على شهادة الطب إذا كن في الجامعات، حتى أن الوعود بالنسبة إلى بعضهن كانت تصل لتجهيز العيادات الخاصة لهن، وكل هذه الأمور تصبح ممكنة عندما كن يأتين إليه. وهكذا كان يسيطر على آبائهن في الوقت نفسه.
عُرف عن العقيد معمر القذافي انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان يحيط نفسه بمزيد من الفتيات، يتحرش بهن، ويعاشرهن، ويعتدي عليهن، وكأنه كان يريد أن يثبت «رجولته الدائمة»، كما كان يُخضع شعبه، رجالاً ونساء، لآلة القمع التي استخدمها بلا رحمة ليحصل على ما يريد ومن يريد.
بعد قصة صوريا تبين ان هناك قصصاً عديدة تشبهها وان فتيات كثيرات كن ضحايا للعقيد.
وفي الجزء الثاني من كتاب «الفرائس في حرم القذافي»، الذي تنشره القبس، تروي الكاتبة الحقائق التي استقتها لتؤكد صحة ما سمعته من صوريا وعنها.
لم يكن بمقدور الدكتور فيصل كرتشي أن يتخيل من الذي سيكتشفه في نهاية شهر أغسطس عام 2000 عندما سيطر مع حفنة من الثوار على جامعة طرابلس. بالطبع، الطبيب المختص بالأمراض النسائية درس في جامعات إيطاليا وبريطانيا، ولندن، وهو الهادئ والرصين، لم يكن يجهل فساد النظام في ليبيا بشكل عام والجامعي وشبكة المراقبة والمخبرين التي وضعتها اللجان الثورية بشكل خاص. كما أنه كان يعرف الكثير عن حجم آلة الدعاية في مختلف الكليات، وهو كان يعرف أن ذكرى إعدام الطلاب شنقاً في عام 1977 و1984 لا تزال راسخة في أذهان الكثير من الليبيين، كما يعي أنه لم يكن يمكنه التدريس في الجامعة من دون إعطاء ضمانات الولاء الكامل للنظام. لذا هو أيضا لم يفاجأ، بعد ليلة المعارك الضارية في الحي الجامعي، بوجود سجن ومكتب لرئيس جهاز المخابرات عبدالله سنوسي داخل الحرم الجامعي، ويحتوي على معلومات حول عشرات الطلاب والأساتذة مع قائمة بأشخاص يجب تصفيتهم. ولكن ما فاجأ الدكتور كرتشي الى اقصى الحدود وأصابه بالصدمه هو ما اكتشفه صدفة بينما كان يتنقل في مباني الحرم الجامعي: لقد وجد شقة سرّية تقع تحت قاعة المحاضرات الخضراء التي كان يحلو لمعمر القذافي إلقاء خطبه ومحاضراته فيها عندما كان يزور الحرم الجامعي. واكتشف الدكتور أيضا أن العقيد كان عندما يتواجد في تلك الشقة يذهب الى أبعد مما يمكن أن تسمح به الظنون. فتلك الشقة كانت تتضمن غرفة نوم مع سرير لشخصين وأضواء برتقالية فاقعة، وحماما فخما جدا. كانت شقة خاصة بزعيم البلاد وتستخدم لمارسة العلاقات الحميمية غير الشرعية. لكن، ليس هذا فقط ما جعل شعر الدكتور يقشعر، بل وأيضا الشقة الأخرى المجاورة، حيث كانت توجد قاعة طب نسائي مجهزة بأحدث التجهيزات: سرير طبي، آلات أشعة، معدات طبية، إضاءة خاصة بغرف العمليات.. «وكيف لي ألا أشعر بالإشمئزاز والنفور وأن أصاب بالصدمة؟! لا شيء على الإطلاق يمكن أن يبرر وجود مثل هذا المستشفى الصغير، لأن مركز الطب النسائي الرسمي يبعد 100 متر فقط عن الحرم الجامعي!». إذن لماذا كانت تلك الشقة؟ وما الممارسات غير الشرعية والفاسقة التي كانت تتم في السرّ وبعيداً عن الأنظار والسمع؟
يقول الدكتور كرتشي «هناك احتمالان: الأول إجراء عمليات للإجهاض، والثاني إجراء عمليات إعادة غشاء البكارة. والاثنان ممنوعان في ليبيا. وإذا أردت ألا أتحدث عن الاعتداء الجنسي فإن الأمر يتعلق بعلاقات جنسية مقلقة».
طبيب العائلة
كان الدكتور كرتشي وهو يتحدث إليّ يزين كل كلمة في كلماته، فهو كان يعي جيدا حجم وحشية اكتشافه، خصوصا أنه كان طبيب ابنتي القذافي- عائشة وهناء- الخاص، وقد وضعه ذلك في موقف غريب.
يؤكد كرتشي قائلا: «كانت عائلة القذافي تحترم خبراتي المهنية»، ويضيف أن عائشة وهناء كانتا تنقلان له استغراب والدهما منه لأنه لم يكن يطلب خدمات بالمقابل. «لم أطلب يوما سيارة أو شقة أو مبلغا من المال أو أي شيء».
كان الدكتور كرتشي يعرف عن ميول القذافي الشاذة تجاه الفتيات الشابات، كما أنه سمع الكثير عن «لمسة القذافي السحرية»، وماذا كان يعني أن يضع يده على رأس فتاة- كإشارة منه لحارساته على أنه قد اختار «الفريسة المقبلة». وكان كرتشي يعرف أيضاً أن تصرفات القذافي الجنسية كانت تشكل أكبر خرق للمحرمات الاجتماعية، ولكن لا أحد كان يتجرأ على التطرق الى الموضوع، أو حتى تحذير الطالبات لحمايتهن. كان الجميع يفضل تجاهل الأمر ويتصرفون على أساس أنهم لم يروا ولم يسمعوا ولن يتحدثوا. أما بالنسبة الى ضحايا «الصياد» فلم يكن لديهن خيار سوى إلتزام الصمت وترك الجامعة.
ويستحيل إعطاء تقديرات لعدد الفتيات اللاتي دعين الى باب العزيزية أو اقتدن الى الجناح الرئاسي السرّي في الجامعة. وقال لي الطبيب كرتشي إنه عندما اكتشف جناح القذافي السرّي في الحرم الجامعي وجد بداخله 6 أقراص مدمجة تتضمن مشاهد لاعتداءات جنسية قام بها القائد في الجناح. وأكد أنه أتلف تلك الأقراص، خوفاً من أن تقع في أيدي أحد يمكن أن يسيء استخدامها، مثل ابتزاز الفتيات اللواتي في الشريط أو قتلهن او ممارسة الضغوط عليهن. فهمُّه الأول كان حماية الفتيات.
كسر الصمت
غريب أمر دكتور الأمراض النسائية هذا! كان الأجدر به أن يحتفظ بتلك الأقراص المدمجة كوثائق وإثباتات، وأن يترك للعدالة أن تأخذ مجراها وتقرر الإجراء المناسب المتعلق بها!
اكتشاف جناح القذافي تحت قاعة المحاضرات في الحرم الجامعي أحدث صدمة في الجامعة. طلبت من شاب جامعي أن يساعدني في العثور على واحدة من الطالبات اللواتي كن من بين ضحايا القذافي. انتظرت جوابه أياما، تلقيت بعدها رسالة عبر البريد الإلكتروني بالرفض والاعتتذار عن التعاون معي، لأن الموضوع يصب في خانة المحرمات.
حاولت أن أعرف المزيد، ولكن لم أجد أحداً قد مستعد أن يعترف بأنه يعرف أو يكون قد لاحظ وجود عناصر تشير الى التحرش الجنسي بالفتيات في الجامعة.
توجهت الى رئيس تحرير مجلة ليبيا الجديدة الذي بدا لي أنه وحده مصمم على كسر الصمت. وقال لي: «كانت لي صديقة من عائلة من أصول فلاحية من منطقة عزيزية، وجاءت لدراسة الطب في طرابلس. ولدى زيارته للجامعة وضع القذافي يده على رأس تلك الفتاة. وفي اليوم التالي قصدتها في قاعة المحاضرات حارسات القذافي وقلن لها إن القائد قد اختارها للإنضمام الى الحرس الثوري. أهل الفتاة رفضوا، وكذلك الفتاة نفسها، فأطلقت الحارسات التهديدات ضد ابنهم (الشقيق). عندها لم يعد أمام الفتاة سوى الوافقة على مرافقة الحارسات للقاء العقيد، الذي أعتدى عليها واحتجزها لمدة أسبوع، ثم أطلق سراحها مع مبلغ كبير من المال وسيل من التهديدات والوعيد إن هي تفوهت بكلمة عن ما تعرضت له».
«أهل الفتاة رفضوا استقبال ابنتهم مجددا في منزل العائلة، فقد أصبحت بنظرهم مصدرا للذل والعار. في الوقت نفسه كان من الصعب جدا على الفتاة أن تعود الى الحرم الجامعي وتتابع دراستها بشكل طبيعي.. وها هي اليوم تعمل في تجارة السيارات، وفي الحقيقة تتاجر بجسدها!».
مسألة شائعة
«إن الصمت هو سيد الأحكام، ولا أحد على الإطلاق سيشهد في قضية اغتصاب»، أكد لي الطبيب. ولكنه تحدث عن قصص عدة أوضحت لي أن الاغتصاب كان مسألة شائعة، خاصة اغتصاب الطالبات، وفي كلية الطب على وجه الخصوص.
في أحد الأيام لاحظت إحدى الطالبات، وكانت من المتفوقات في الدراسة، وعلاماتها كانت دائما مرتفعة، أن خطأ ما حصل في تقييمها الدراسي. فذهبت الى الأمين العام للجامعة تطلب منه أن يتأكد لها من أن خطأ لم يحصل في تقدير علاماتها. المسؤول وعدها بالقيام بذلك، شرط أن تذهب الى «رغاثا»، وهو مركز استجمام لأركان النظام يقع على البحر، وحيث كان أولاد الزعماء وكبار مسؤولي الدولة يقضون أوقاتهم في الفسق والمجون.
كل طرابلس كانت تعرف أن «رغاثا» كانت منطقة لا تحترم فيها القوانين، وكل شيء فيها كان مباحاً. على مدار سنتين ظلت الطالبة ترفض الانصياع لشرط المسؤول، وبالمقابل ظلت درجاتها الجامعية تتدنى بالرغم من كل الجهد الذي كانت تبذله.. حتى أنها وصلت الى مرحلة صارت تحصل على علامة صفر في كل المواد وطردت من الجامعة. «هل بمقدورك تخيل ذلك؟»، سألني الدكتور كرتشي، وأضاف «بعدما انصاعت لابتزازهم كان هناك شخص جاهز ليتوسط للسماح لها بالعودة الى الكلية. ولقد نقلت الى السلطات الجديدة شهادات خمس فتيات تحلين بالشجاعة وأثبتن فساد النظام الحقير».
إن الجناح الواقع تحت قاعة المحاضرات الخضراء سيحمل معه أسراره دون أن يكشفها أحد. ويبدو أن هناك أماكن أخرى قد أعدت للقذافي. فهو كان دائما بحاجة الى نساء، وخاصة عذراوات، وأحيانا الى رجال لإقامة علاقات جسدية معهم. كان يلزمه على الأقل أربع نساء في اليوم، وفقاً لما أكدته لي خديجة الطالبة التي اعتدى عليها وبقيت عدة سنوات في باب العزيزية وأجبرت على الإيقاع برجال النظام. وهذا ما أكده أيضا للصحافة البريطانية «فيصل»، وهو شاب جميل لاحظه العقيد خلال زيارته للجامعة وأجبره على التخلي عن دراسة الحقوق والالتحاق بجهازه الخاص.
و«فيصل»، البالغ من العمر اليوم 30 عاما، يشدد على طبع القذافي العنيف. فقد كان يتناول الفياغرا بكثافة، وكان يؤكد باستمرار أن العديد من النساء كن يخرجن من غرفته الى المستشفى، بسبب إصابتهن بنزيف داخلي.
لقد كان القذافي ساديا وعنيفا للغاية.
إذاً، كانت المدارس والجامعات تشكل له مصدرا لتجديد حاجات رغباته الجسدية.
«هدى الجزارة»
في جامعة بنغازي لاحظ القذافي هدى بن عامر، والدة ابنته هناء، التي يقال إنها ابنته بالتبني، والتي جعلها ابنته الحقيقية. لقاؤه الأول بهدى بن عامر كان عندما كانت الجموع تشهد إعدام طالب شاب معارض مسالم، حيث خرجت هدى من صفوف الناس وراحت تشد الشاب، المتدلي من حبل المشنقة، من رجليه، بكل قوتها لتسريع عملية موته. وأعطاها ذاك التصرف الوحشي شهرة على مستوى البلاد كلها. و«بفضل» هذه القساوة حصلت على لقب «هدى الجزارة»، وفي الحقيقة كان القذافي قد لاحظها في وقت سابق في عام 1976، عندما تصدت لتظاهرات الطلاب، وأكدت تمسكها بالنظام، وراحت تشي بالطلاب المعارضين، وقامت بحملة تطهير.
«لم نر في حياتنا امرأة مثلها»، يقول أحد رفاقها الطلاب القدامى.
كانت طموحات هدى بن عامر تتخطى جرأتها. كانت تخطب بحماسة لا متناهية، تشارك في الاجتماعات حتى ساعة متأخرة من الليل. وكانت تردد تهديدات القذافي للمعارضين بحملة إعدامات جديدة، بعد إعدامات عام 1977. وكانت تتحدث باسم العقيد وكان نفوذها يزداد. وفي المرحلة الأولى سيطرت كليا على الجامعة. كانت تطرد الأساتذة والطلاب الذين ترى أنهم غير قريبين من طروحات النظام. واختفت في بنغازي وذهبت للعيش بالقرب من القائد. وانضمت الى حرسه الخاص قبل أن تعود ويكبر نفوذها وترتبط بشكل علني بالعقيد، الذي عينها رئيسا لبلدية بنغازي، وزوجها لأحد معاونيه عندما عرف أنها حامل منه، وكان شاهد عرسها، ثم عينها رئيسة لاتحاد البرلمانيين العرب، ورئيسة لديوان المحاسبة ووزيرة، وأصبحت من أكبر أثرياء ليبيا. وكان السكان يكرهونها. وأحرقوا منزلها في بنغازي في الساعات الأولى للانتفاضة، وهي اليوم في سجن طرابلس. واعترفت للمحققين أنها أجبرت على هجرة هناء، التي ولدت عام 1985 في 11 نوفمبر، وحملت بها من القذافي وجاءت صافية زوجة العقيد الى دار الأيتام لتبنيها.
مقتنص الفرص
كل الأماكن التي كانت تذهب إليها النساء كانت مصدرا لمد العقيد بفرائسه، بما في ذلك السجون، حيث شوهدت حارسات القائد يلتقطن صوراً لسجينات جميلات. أما صالونات التجميل وحفلات الأعراس فكانت المصدر الرئيس لإصطياد الشابات والتغرير بهن.
كان القذافي يعشق الذهاب الى المهرجانات والأفراح، لأنه الشابات والنساء يكن في أبهى حالتهن ويرتدين أجمل ما عندهن ويتزين ويتبرجن ويتعطرن بأفضل ما لديهن ليظهرن مفاتهن. وعندما لم يكن قادراً على الذهاب شخصيا كان يرسل مبعوثيه، الذين كانوا يحرصون على تزويده بأكبر عدد من الصور وأفلام الفيديو. وكان هو يقضي أوقاتاً طويلة بالنظر الى تلك الصور والأفلام.
أحد العاملين في مجال التصوير في طرابلس قال لي إنه كان يحاول التذرع بالآف الأعذار لعدم تسليم نسخ عن أفلام حفلات الزواج لباب العزيزية، وكان كثيرا ما تطلب منه وبشكل عشوائي أحيانا وانتقائي أحيانا أخرى.
وقالت لي فتيات شابات إنهن أقلعن عن حضور حفلات الأفراح التي كانت تقام في الفنادق الفخمة لكي لا تلتقط صور لهن.
كان هناك أهالي يعيشون حالة الخوف هذه. وكانوا يمنعون بناتهن من السهر خارج المنزل، خاصة عندما تكون المناسبات في منطقة باب العزيزية.
موظفوه، سائقوه، حراسه وجنوده كانوا يكلفون بإحضار صور حفلات الزواج للقائد، بعضهم كان في البداية يظن أنه يتابع أخبار عائلاتهم، ولكن الجميع ندم، وإذا ما أعجبته شقيقة أو قريبة فانه كان يطلب من الشخص الذي يعمل بخدمته تنظيم اللقاء بينها وبين العقيد، وهكذا يصبحون (..).
وإذا كانت العرائس هن اللاتي يعجبنه فكان يفضل الإنتظار ويفتعل الظروف لإبعاد الزوج وجلب الزوجة إليه.
كما نقلت الي أخبار عن الحراس الذين أصيبوا بحالات الجنون عندما اكتشفوا أنه كان (..) زوجاتهن وتمت تصفيتهم بوحشية. وكان الحراس الجدد يشاهدون صور الحراس السابقين وقد قطعت أوصالهم بعد أن ربطت أيديهم وأرجلهم بسيارتين وكل سيارة كانت تنطلق باتجاه معاكس، وكان ذلك لتلقينهم الدروس بما يمكن أن يحصل معهم إذا خانوا القائد.
الممرضات والمعلمات كن أيضا من ضمن أهدافه. وقالت لي مديرة دار حضانة كيف أنه نصب فخاً لإحدى المعلمات وعندما حشرها قالت له أتوسل إليك أنا من الجبل وعندي خطيبي، فقال لها القذافي «لديك الخيار: إما أن أقتله، وإما ان أتركك تتزوجينه وأهديك منزلاً وأتقاسمك معه وتصبحين لنا نحن الاثنين؟!».
سادي ونرجسي
أحد مساعدي القذافي القدامى، وكان من المقربين منه ويعمل معه بشكل يومياً، ولكن لم تكن لديه سلطة القرار، وافق أخيراً، وبعد تردد كبير، على أن يتحدث عن الموضوع.
كان في البداية، ينفي أي علم له بأي شيء عما يسميه حياة العقيد الخاصة، وكان يرفض أن يتدخل بها، وكان لا يبقى في المساء في باب العزيزية، ولم ينزل إلى الطابق تحت الأرض. وهو بطريقة غير مباشرة كان يشير إلى أن ذلك الطابق تحت غرفة القذافي كان مركزاً لكل المخاطر.
وبعد أن تمكنت من كسب ثقته، وبعد أن وعدته بألا أذكر اسمه أو أنشره، حدثني عن وجود «جهاز من (..) مؤلف من الحثالة والحقيرين الذين يدورون في فلكه، ويتنافسون على تنفيذ رغباته».
يمكن أن يُوصف معمر القذافي بأنه مريض جنسياً ويفكر بالجنس دائما. كان يحكم ويذل ويستعبد ويعاقب الآخرين عبر الجنس.
كان لديه نوعان من الفريسات. كانت الشابات المنحدرات من الأوساط الشعبية تشكل غذاءه اليومي، ولكنهن لم تكن لهن أي أهمية بالنسبة له. وللحصول عليهن كان يستند إلى جهازه الخاص القريب من البروتوكول. وكانت تديره مبروكة شريف. كان يأخذ الفتيات غالباً بالقوة. وقليلات كن يجاهرن بفخر بأن العقيد (..). وكان يحرص على تكريمهن بشكل جيد عندما يحققن له السعادة في الفراش، وعندما يوافقن على العودة لزيارته أو على الاتيان بفتايات أخريات.
وكان هناك الأخريات، اللاتي كانت السيطرة عليهن وجذبهن يشكل تحدياً شخصياً وانتصاراً له.
وحتى يحصل عليهن يظهر طول بال وصبرا طويلا: يرسم الاستراتيجيات ويضع الخطط ووسائل مالية مهمة.
كانت هناك المغنيات،.والفنانات، والممثلات، والصحافيات ومذيعات القنوات التلفزيونية الشرق أوسطيات. كان يمكن أن يبعث لهن بالطائرات وبالأموال الطائلة والمجوهرات حتى قبل أن تصلن إلى طرابلس. وكان بذلك يُرضي حبه لنفسه ونرجسيته.
«بمقدوري أن أحصل عليهن جميعاً» كان يقول. ولكن ليس هذا أكثر من كان يهمه.
ما كان يثيره هو أن يتملكهن لساعة واحدة، أو لليلة، أو لعدة أسابيع.
المتربص
كانت بنات أو زوجات كبار رجال المجتمع- سواء من مسؤولي نظامه أو المعارضين- يشكلن الهدف الأكثر أهمية. كان يغري المرأة ليذل زوجها أو والدها أو شقيقها، وهذا أسوأ شتيمة في ليبيا. وإذا انفضح أمر المرأة كان ذلك كفيلا بتدمير عائلتها كلها.
وحتى عندما كانت المسألة تبقى طي الكتمان كان يشعر بتفوقه على الرجل المطعون بشرفه والمخدوع. وكان بذلك يجعله يشعر بأنه يسيطر على الآخر، على الأقل نفسيا ومعنويا.
عاش القذافي، الذي ولد في الخيمة، طيلة شبابه في الفقر، كان يتعطش للثأر. كان يكره الأغنياء، وكان يعمل على إفقارهم، كما أنه كان يحقد على الارستقراطيين الذين كانوا يملكون ما لم يكن يملكه: الثقافة، والتربية، وحسن اللياقة، والسلطة. وقد أقسم على إذلالهم، وهذا كان يمر عبر العلاقات الجسدية.
كان بمقدوره إجبار بعض الوزراء وكبار الضباط على إقامة علاقة جسدية معه. ولم يكن لهؤلاء من خيار آخر غير الانصياع، لأن الرفض كان يعني الموت. وكانت طريقة سيطرته التامة عليهم مذلة الى درجة تجعلهم غير قادرين على البوح بها. وكان يطلب منهم أحيانا أن يرسلوا له نساءهم. وإذا ما رفضوا كان ينصب لهم الأفخاخ الأمنية والاستخباراتية وما الى ذلك. كان يدعو الزوجات بغياب أزواجهن، أو يذهب شخصيا لزيارتهن، وكان ذلك يثير هلع النسوة بهذه الطريقة، ويدب الذعر في نفوسهن.
أما الخطط الجهنمية فكان يرسمها لبناتهم، وكان التحضير لهذا الأمر يتطلب الوقت والنفس الطويلان، ليتمكن من جمع المعلومات عنهن، يرصد أذواقهن، يدرس عاداتهن، متى يخرجن وبعدها كان يطوقهن بفضل حارساته الشخصيات، وتحديدا بـ(..) مبروكة شريف. كانت الحارسات تحدثهن عن مدى إعجاب العقيد بهن وتقديره لهن. كانت توعدهن بالسيارات الرباعية الدفع، أو الــ«بي إم دبليو»، أو بالحصول على شهادة الطب إذا كن في الجامعات، حتى أن الوعود بالنسبة إلى بعضهن كانت تصل لتجهيز العيادات الخاصة لهن، وكل هذه الأمور تصبح ممكنة عندما كن يأتين إليه. وهكذا كان يسيطر على آبائهن في الوقت نفسه.
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 15
اضغط هنا للجزء الاول
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 15
صدق أو لاتصدق ...
العشيبى- رائد
-
عدد المشاركات : 504
العمر : 64
رقم العضوية : 1587
قوة التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 20/04/2010
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 15
انا اصدق كل شي عن هذا الفاسق حتى لو كان اشنع مما ذكر.... ماذا تنتظرون من انسان كافر .... الله المستعان .... وشكرا
uuu3003- عريف
-
عدد المشاركات : 76
العمر : 35
رقم العضوية : 13684
قوة التقييم : 3
تاريخ التسجيل : 08/07/2012
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 15
إلى عنده وقت ... يقراء كلام لايسمن ولايغنى من جوع ... كلام مقزز ...
العشيبى- رائد
-
عدد المشاركات : 504
العمر : 64
رقم العضوية : 1587
قوة التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 20/04/2010
رد: كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 15
شكرا لكم للمرور اخوتي
اضغط هنا للجزء الاول
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس عشر
اضغط هنا للجزء السابع عشر
اضغط هنا للجزء الثامن عشر
اضغط هنا للجزء التاسع عشر
اضغط هنا للجزء 20 والاخير
اضغط هنا للجزء الاول
اضغط هنا للجزء الثاني
اضغط هنا للجزء الثالث
اضغط هنا للجزء الرابع
اضغط هنا للجزء الخامس
اضغط هنا للجزء السادس
اضغط هنا للجزء السابع
اضغط هنا للجزء الثامن
اضغط هنا للأطلاع على الجزء 9
اضغط هنا للأطلاع على الجزء العاشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الحادي عشر
اضغط هنا للجزء الثاني عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثالث عشر
اضغط هنا للجزء الرابع عشر
اضغط هنا للاطلاع على الجزء الخامس عشر
اضغط هنا للجزء السابع عشر
اضغط هنا للجزء الثامن عشر
اضغط هنا للجزء التاسع عشر
اضغط هنا للجزء 20 والاخير
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 9
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 16
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 17
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 10
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 11
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 16
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 17
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 10
» كتاب جديد الفرائس في حرم القذافي الجزء 11
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR